حب عشق جنون وأشياء اخرى
نبذة عن قصة عشقي وشغفي بامرأة سكنت كياني واخترت أن اجعلها بطلة مقالتي ودونت لها هذه الكلمات بأناملي؛ لأتشاركها مع القراء والمتصفحين وينهل منها جميع العشاق والمغرومين.
فل تعلمي سيدتي أنني سأبحث في صندوق مفرداتي واستنزف خزائن ورفوف كلماتي لأكتب لك قصصا وأقصوصات وأسرد حكايات وروايات وأنظم دواوين وأشعار بجميع لغات العالم والاكوان لأوقولها لك بالعربية و المسمارية بل حتى العبرية والهيرووغليفية، وابحث في قاموس الفراعنة والفينقيين وأطلع على كتب العثمانيين والاندلسيين؛ وأحلق فوق السماوات وأطير بين الفلك والمجرات لأنتقل عبر تاريخ الحضارات وأسرق من حكمة ديكارت وأنهل من نظرية انشتاين واتعلم من فصاحة المتنبي؛ لابوح لك عن شغفي وحبي لك أميرتي.
فل تأخذوا عني كلماتي وتخبرو تلك العشرينية التي اختلط جمالها العربي بالجمال الاوروبي ومزجت بين جمال الجبل والريف ان هدوئها زعزع استقرار كياني وعصف بألحاني وجعلني مجنونا غارقا في هيامي؛
فل تخبروها انني مغرم بنظراتها وسحرني لونها وبريقها الذي يختلط بخيوط الشمس، وشدتني اليها خصلات شعرها التي تحركها نسائم الرياح بلطافة،وأحببت قوامها الممشوق واغرمت بجميع تفاصيلها وحيتياثها، ضحكتها البريئة، مشيتها، هدوئها،ذكائها، حكمتها، رزانتها وصوتها الدافئ.
فل تراسلوها وتخاطبوها بقصائدي لتعلم انني اصبحت زجالا؛ناظما؛شاعرا وروائيا استمد الهامي من جمالها الملائكي؛فل ترفعوا الى علمها انني بعدما كنت متزنا أضحيت مراهقا طائشا ساهرا الليالي اراقب القمر بمعية نجومه لارى فيه وجهها المنير، واستحضر ملامحها الجميلة التي ترسخت في دماغي ونقشت حروفها من ذهب في مخيلتي.
فل يعلم العالم انني ساتمرد على مجنون "بثينة" لان حبي لها اكثر جنونا واخبروا "جولييت" انها ليست الاجمل بل حبيبتي تفوقها جمالا، وليعلم "قيس" ان قصة حبي هي الاقوى.
فقد خسرت معركتي سيدتي وجئتك منحنيا على ركبتي أسيرا مكبلا بهيامك وعشقك وذلك بعدما كنت مقاتلا صنديدا جلمودا؛ فالان انهارت قواي رافعا وملوحا بمنديل استسلامي، معلنا انهيار ولايتي ومعترفا بسيطرتك على مملكة قلبي واعتلائك عرش فؤادي وكياني،ونصبتك ملكة احاسيسي
ولم اعلم لوهلة ان بسبب جرعة حب زائدة سازور مستشفى المجانين واتأرجح بين صفوف المختلين واطارد طيفك بين حجرات المرضى واصيح باسمك في الازقة والشوارع، ويجزم طبيبي ومعالجي بجنوني ولم يدري ان شفائي في حبيبتي فهي بلسم لجراح قلبي المكلوم؛ الجميع يحذق في شعري الطويل ولحيتي المتآكلة وملابسي المهترئة؛وانا في مقتبل عمري أنعت بالمجنون عند مروري بجنبات الطرقات ؛اقتات القمامة والتحف السماء؛وعند التقائي بحبيبين في الشارع استحضر علاقتي بها ووقتي الذي امضيت بجانبها قبل ان تتبخر وترحل فجأة عن عالمنا ووتتخذ من التراب مضجعا لها وتجعل من قبرها سكنها الدائم والاخير
اواضب على زيارتها كل وقت وحين رغم انها تحت التراب؛اخاطبها واحاورها واسرد لها كل مايجري في هذا العالم المظلم؛احكي لها عن معركتي في الحياة بدونها؛اطلعها عما فعل الضهر بي؛اريها كيف اصبحت تقاسيم وجهي وانا وحيدا اعزلا اكابد الجراح واتجرع مرارة فقدانها والرغبة القوية لملاقاتها رغم استحالتها؛
احكي لها عن نار الشوق التي تحرق كياني والحسرة التي تدب لعروقي وانا بدونها.
احكي لها عن اعتزالي للنساء والدنيا وملذاتها وشوقي لمشاركتها سكنها تحت التراب والانضمام لعالمها؛فلم اعدو بعد موتها سوى جسد مجرد من الاحاسيس؛فقد سلبتني كل شيء جميل بداخلي وصرت ارى الدنيا بعيني جلادي؛ولا معنى لاي لحظة او وهلة وهي غير موجودة بها.
فقد سقط اناي واختلط لدي مفهوم الشخص والهوية ولم اعد افرق بين الانا الاعلى والادنى وانهارت جل افكاري الديكارتية وكل ما اعرف ان شفائي بيدها ومادامت في قلبي فهي سبب وجودي وباختفائها من حياتي اندثر معها اناي وكياني.
