رواية "و عاد من جديد " الفصل الاول

رواية "و عاد من جديد " الفصل الاول

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الفصل الاول :-

- ازيك يا ميار


 

ارتعشت يدها بشده وهى تمسك بلجام فرسها, انها تعرف ذلك الصوت جيدا تحفظه بكل خليه من خلاياها


 

بالرغم من مرور عشرة اعوام لم تسمعه فيها لم تنساه للحظه واحده


 

شكرت حظها كثيرا فى هذة اللحظه انها تولى محدثه ظهرها حتى لا يرى المشاعر المختلطه التى اعتلت وجهها الرقيق ,


 

فجزء منها فرح كثيرا لسماع ذلك الصوت مرة اخرى


 

وجزءا اخر تمنى للحظه مجنونه ان يستدير اليه ويصفعه صفعه تعيده من حيث اتى


 

الا انها سيطرت على ك انفعالاتها واخذت نفسا عميقا واستدرات اليه.


 

بالرغم من عملها على الاستعداد للحظه الالتفاف


 

هذة الا انها وجدت نفسها تحدق فيه بشدة تتامل ملامحه التى غابت عنها لسنوات ,


 

مازال كما هو لم يتغير به الكثير


 

قامته الطويله واكتافه العريضه التى برزت عضلاتها بشكل ملحوظ


 

ملامحه السمراء وعينيه السوداء العميقه التى لا تستطع قراءتهابسهوله


 

وتلك الابتسامة الغريبه فوق شفتيه والتى توحى بالسخرية


 

واهم من كل هذا عصاه التى يعتمد عليها بيمناه منذ حادث السيارة الذى تعرض اليه قبل سنوات.


 

استدركت فجأة انها تحدق فيه بشدة نسيت معها أن تجيب.


 

طرفت بعينيها بسرعه وأجابت بصوت خرج هادئا بعكس مايعتمل داخلها من غضب.


 

-حازم !!! ..... إيه المفاجأة الحلوة دى ..؟


 

نظر لها نظرة تقيميه سريعه وكأنه يتبع نفس طريقتها فى ملاحظة التغيرات الطارئه عليها.. رد بنبرة ساخرة تأكدت معها ملاحظتها


 

- فعلا يا ميار؟؟....اومال وشك بيقول غير كده ليه؟


 

شعرت برغبه غريبه فى ان تضحك عاليا فبعد كل تلك السنوات لدية من الجرأه أن يتفحص قسمات وجهها المستدير ذو العيون البنيه والفم الممتلئ ... وحجابها الرقيق الذى ينير وجهها .


 

وأن يخرج بتصريح كهذا ,إلا أنها وأدت رغبتها هذة وردت بنبرة ثابته لا تعكسها عينيها


 

-لا دا الإستغراب بس اللى عمل كده.


 

حرك عصاه وهو يلقى سؤل اقرب الى التصريح.


 

- وممكن يكون بتسألى نفسك .


 

الجمت غضبها بسرعه ... طالما كرهت قدرته على استتاج أفكارها بهذة الصورة ... وطالما احبتها ايضا


 

استدارت لفرسها مظهره له جانبا وجهها وهى تسأل


 

- هو أنا من حقى اسأل فعلا يا حازم؟؟


 

حازم: تفتكرى إيه؟


 

نظرت إليه نظرة خاطفه وعادت تنظر لفرسها مرة أخرى وهى متعجبة لإسلوبه الموارب فالرد... لم يكن هذا من طباعه ابدا


 

ردت بنفس النبرة الجافه


 

ميار: انا مبفتكرش حاجه يا حازم ... صحيح؟.. عمتو تعرف انك هنا ؟


 

حازم: شافتنى وانا جايلك الاسطبل .... اكمل بتهكم واضح


 

-كنت عاوز اتمنالك التوفيق مش أكتر


 

أرادت للحظة ان تصرخ فى وجهه ..انها لا تحتاج الى امنياته اللعينه وان يذهب بها الى الجحيم الا انها اجابت بتهذيب شديد


 

ميار: متشكرة لذوقك.. فعلا انا محتاجه حد يتمنالى الفوز دلوقتى عشان دى ...


 

قاطعها حازم بنفاذ صبر: تانى بطوله فروسيه لقفز الحواجز عالجمهوريه تشتركى فيها ... عارف .


 

ميار بسخرية: مش هستغرب انك تعرف ... اكيد عمتو قالتلك


 

حازم: وتفتكرى هى هتكلم إبنها الوحيد عن إيه ؟


 

أمسكت خوذتها السوداء وثبتتها فوق حجابها بعنايه


 

ميار: مش هو دا السؤال؟


 

حازم بسخرية: اومال ايه السؤال؟


 

سارة: السؤال ... هو انت متقبل اللى عمتو بتقولهولك ولا مجبر على سماعه؟


 

مط حازم شفتيه: فيه ناس احب اعرف اخبرها وناس بأضطر اسمع اخبارها .


 

ميار بسخريه: وياترى انا محطوطه فأى قايمة مالاتنين؟


 

حازم بنفس الاسلوب: صدقينى .. احسنلك ما تعرفيش


 

نظرت اليه مطولا بعدها صرحت: عارف انك بقيت وقح اوى ياحازم؟؟


 

ضحك عاليا وهو يجيبها: هى الصرحه بتزعلك .... دى صراحه يا ميار بعيدة اوى عن الوقاحه


 

ميار: انا عارفه كويس الفرق بين الاتنين... كفاية ان الصراحه بتتقال بأسلوب كويس فيه ذوق فالتعبير


 

حازم: دا النفاق اللى بتتكلمى عنه ده .


 

ميار: دا مفاهيمك اتغيرت اوى


 

حازم: البركة فالأيام واللى بنشوفه فيها


 

ميار بنفاذ صبر: هو المفروض اننا نتكلم مع بعض بالطريقه دى فأول مرة نشوف بعض فيها من عشر سنين كاملين يا حازم؟؟


 

حازم: وعوزاه يكون ازاى؟؟... شويه دموع منك... وشويه لهفه منى واسئله سريعه عن احولك واسئله برضه منك عن ازاى بتعامل برجلى دى؟؟


 

نظرت الى ساقه للحظة وهى ترد ببعض الاستغراب


 

ميار: وايه اللى دخل رجلك فاللى بنتكلم عنه دلوقتى؟؟... عموما شيفاها كويسه جدا الحمد لله مفيهاش عيب على ما اعتقد


 

رد بتهكم: دا فعلا عشر سنين بتغير الواحد .


 

عقدت يديها أمام صدرها وهى تصرح: لو بتتكلم عن نفسك ..أقدر اقولك ان عندك حق مليون ف الميه ... اما لو بتتكلم عنى فأنا لسه زى ما انا ما اتغيرتش.


 

حازم: وهومين فينا بيشوف فنفسه عيب .


 

سمير: ميار استعدى دورك..


 

التفتت ميار بسرعه صوت: حاضر يا كابتن


 

ميار: انت بتنتقد شخصيتى اللى ما تعرفش عنها حاجه ياحازم ولا إيه؟


 

حازم: سهل اعرف أفكارك.


 

ميار: إيه ده.. مكنتش أعرف انى واقفه قدام ساحر من اللى بيبصوا فالكورة البللور .


 

حازم بسخريه: طيب خافى بقى لاعملك تعويذة ولا حاجه.


 

لم ترد ..فقط اعتلت صهوة جوادها ,, ربتت على شعرة الاسود تحدثه بحماس


 

ميار: يلا يا هيثكليف .... شد حيلك يابطل


 

حازم: انتى سمتيه هيثكليف فعلا... كنت فاكر ان دا كلام مراهقه وخلاص


 

ميار: المراهقه كبرت خلاص يا حازم ... ورد على سؤال انت لسه ما سأتهوش ايوة لسه لحد النهاردة متعاطفه مع هيثكليف بطل مرتفعات وذرينج


 

رد حازم بإمتعاض: مكنتش هسأل سوؤال انا عارف انك مش هتجاوبى عليه بصراحه


 

ميار: تقصد انى مش متعاطفه معاه؟


 

حازم بإبتسامة قاسيه: لا طبعا..اللى اقصدة انك مش بتتعاطفى مع حد أصلا


 

ميار: انت بتتجنى عليا


 

حازم: وانتى بتدعى حاجه غيرحقيقتك


 

ميار بدهشه: انا اللى بقول حاجه غير حقيقتى ... بلاش انت اللى تقول كده


 

حازم: لو الذاكرة ما خاتنيش انا ما ادعيتش حاجه فيوم مالايام


 

ميار وهى تهم بالذهاب: يبقى ذاكرتك خانتك ... حاول تنعشها كده وتفتكر .


 

لم تتظر رده وحتى لوتحدث لم تكن لتوليه اهتماما .. تمتمت ميار تحدث فرسها بصوت منخفض


 

ميار: " لو الذاكرة ما خاتنيش انا ما ادعيتش حاجه فيوم مالايام"


 

مصدق انه قال كده ؟؟... مصدق؟؟... طيب وايه ظروف انابحبك يا ميار ... ما اقدرش اعيش حياتى غير معاكى يا ميار...اتمنى تشاركينى حياتى الجايه كلها يا ميار.. وبعدها يسافر فجاة من غير اى اسباب ولا مبررات .... مصدق؟؟


 

صهل جوادها وكانه يستنكر معها فعله ... أجابته ميار على سؤال وهمى


 

ميار: ايوة يا هيثكليف.. عندك حق .. داكيد حصلتله حاجه فدماغه عشان يجى يهاجمنى كده... المفروض انا اللى اعمل كده مش هو.


 

صمتت قليلا ثم تحدثت ثانيه لفرسها


 

ميار: عارف يا هيثكليف ... بالرغم من كل اللى حصل دلوقتى .. بس مش قادرة امنع نفسى انى اكون فرحانه برجوعه تانى .


 

صههل فرسها استنكارا


 

فأجابته هى : طب وانا اعمل ايه يعنى ؟... ما انا لو كنت اعرف انه هيرجع يوم متحول كده كنت حاولت على قد ما اقدر انى انساه واعيش حياتى ... كنت حاولت اكرهه علاقل بس ما قدرتش ... علقت كل حياتى على رجوعه فيوم مالايام .. واهو رجع... مش الواحد لازم ياخد باله برضه من امنياته ؟؟


 

رفع راسه يهزها وكانه يوافق قولها الاخير


 

ربتت عليه بقوة : طيب ناجل كلامنا بعدين بقى ... ركز يا بطل .. لازم نثبتله اننا احسن حد هنا.


 

اقتربت سارة من سمير مدربها


 

سمير: مين اللى انتى قاعدة ترغى معاه ده بقالك ساعه وناسيه البطولة؟


 

ابتسمت ميار: دا ابن عمتى يا كابتن لسه راجع مالسفر وجه يشوفنى.


 

سمير: طيب حمدالله على سلامتة يا ستى ... نركز بقى ممكن... ما تجهديش هيثكليف مالبدايه نظمى حركتك معاه ..تأكدى انه مستعد ينط الاول ... وبطلى العادة اللى فيكى... بطلى تبصى عالحواجز بعد النط عشان خاطرى


 

ضحكت ميار: حاضر يا كابتن


 

سمير: كل مرة بتقولى حاضر ومافيش تنفيذ


 

image about رواية ميار: هحاول والله حاضر


 

سمير: طب دورك ... بالتوفيق


 

اتجهت ميار لنقطة البدايه وعينيهاتمسح لمكان تبحث عن حازم ... وجدت عمتها ولم تجد حازم معها, استدارت مكانها السابق لتجده هناك يبتسم لها ابتسامه باهته ,عندما شعرت انها على وشك التشتت ركزت على ما هو قادم


 

شدت لجام فرسها بخفة جعلته يتحرك حركات بطيئه متناسقه بعدها ازدات سرعته بم يتماشى مع رغبتها فى قفز الحاجز الاول ..وبإقترابها منه الصقت ساقيها بجانبى فرسها وشدت لجامة فقفز الحاجز الاول بمهارة


 

منعت نفسها بشده حتى لا تنظر خلفها


 

قفزت لحاجز التالى ...بعدها ظهر اماما حاجزا ثلاثيا ... توقفت لحظة ثم اعادت تهيئة نفسها وانطلقت قفزت الحاجز ولم تستطع منع نفسها من النظر خلفها
 

وكانت هذة غطتها فلم تنتبه لفرسها الذى قفز الحاجز التالى ليتعثر

ويسقط هو وفارسته حاجزا ساقها اليسرى اسفل احد جوانبه

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Donia Salah تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.