قصة مأساة فتاة مع حب والعرف العشائري

قصة مأساة فتاة مع حب والعرف العشائري

0 المراجعات

رولا فتاةٌ في تاسعة العشر من العمر فائقة الجمال وحيدة اهلها من البنات في العائلة، اجربتهم ظروف الحرب دائرة انذاك في بلدها الام (فلسطين) للرحيل الى بلد مجاور الاردن كانت تعيش في حي متوسط المعيشة بين اقاربها الذين ايضا هاجرو معهم انذاك ،تذهب كل يوم الى المدرسة التي تبعد عن بيتهم كيلو مترين من المسافة ، رولا ذكية  وطموحة  اولى في صفها من بين الطلاب لا يصعب عليها شيء من المواد الدراسية يحبونها اساتذتها لانها مجتهدة 
ولديها صديقة الطفولة ورفيقة درب على حسب تعبيرها ابنة عمها يارا تحبها كثيرا وهي ايضا كذلك ،يشاركان بعدهما بعض بكل شي ويرافقان بعدها بعض بكل شي من  مشاوير وذهاب للمدرسة فرحين ببعدهما بعض يخططون لمستقبهم ،لا يزعجهم شيء سوى شيءٌ واحداً (العرف العائلي او العشائري)
العرف العائلي او العشائري على حسب تعبيرهم وهو بأن لديهم عادة سيئة ومتخلفة في عشيرتهم يخططون لزواج ابنائهم وبناتهم منذ الصغر بحيث يقولون بأن ابنهم او ابنتهم سيتزوج فلان او فلانة اذا كبر وهكذا يكبرون ويكبر معهم هذه التسمية بحث اذا كبرو لا احد يتقدم لهم لزواج ،ولان رولا ويارا من هذه العشيرة لديهم النصيب من هذه التسمية حيث بأن رولا لابن عمها احمد ويارا لابن خالها عمر ،يارا لا تكره  ابن خالها عمر ومتقبلة الفكرة نوعا ما منذ الصغر بعكس رولا التي تكره اشد كره ابن عمها احمد والذي يكون اخ ليارا ،
تمر الشهور وتمضي سنين وفي يوم من ايام وفي اثناء عودتهم من المدرسة وفي طريقهم للبيت يصادفان محلاً للمجوهرات وادوات التجميل يقرران دخول للمحل للتسوق يدخلان المحل يستقبلهم شاب وسيم  في ثلاثين من العمر  ويرحب بهم يارا كانت تعشق المجوهرات والاشياء الزينة لكن رولا  كانت لا  تهتم بهذه الامور كثيرا، وفي اثناء تجولهم في المحل تصادف رولا بنظرات صاحب محل لها بالابتسامة وشيء من الاعجاب لكنها لاتهتم في بداية امر ويتجولون ،يارا تختار بعض من ادوات التجميل وقليل من الزينة وعند ذهابهم للمحاسبة صاحب المحل بقيمة اشياء الذي اختاروها يلاحظ رولا بأن صاحب المحل يطول في نظراته بالاعجاب وعند خروجهم من المحل ويبتعدون قليلا وبينما يارا تتكلم عن اشياء التي اختارتها من المحل تتذكر رولا نظرات صاحب المحل لها لتلتفت وخلفها للمحل وترى صاحب المحل امام  محله وينظر لها  وبعدها يكملون طريقهم الى البيت ولكن نظرات صاحب لم تخرج من مخيلتها ،وكانت الاسئلة كثيرة تدور مخيلتها هل كان ينظر الي باعجاب ام هناك شيء قد الفت نظره بها
كانت تشعر بالتوتر بما حدث معها وبالنفس الوقت كانت تشعر بالشعور رائع لان حدث معها شيء  يشبه عواطف حقيقية ليست كالذي يتلقاها من رفقاء المدرسة التي تشبه شيء من  مضايقة  لكن في هذه المرة شعرت  بشيء  لامس قلبها ،تلك نظرات كانت كفيلة بأن ينشغل بالها طول الوقت كانت تبتسم بينها وبين نفسها كلما تتذكر وكانت متشوقة لتنعاد تلك نظرات ،
-في يوم التالي كانت تنتظر لينتهي وقت دوام المدرسة لكي تخبر يارا بأن شيئا قد اعجبها في ذلك المحل ولكن لم تشتريه ليذهبوا ويشتروه اليوم وكانت متشوقة ومتوترة بنفس الوقت  وها قد انتهى الدوام اخبرت يارا بان شيءٌ قد اعجبها في ذلك المحل ولكن لم تشتريه والآن تريد شرائه  يارا رفضت في بداية وقالت بأنهم سيتأخرون عن البيت ولكن بعد تكرار طلب من قبل رولا وافقت يارا .
رولا كانت متوترة جدا في طريق لم تتكلم كثيرا لانها كانت تفكر في لقاء،و بالرغم من ان صاحب المحل كبير بالعمر بالنسبة لعمرها لكنها كانت تشعر بالشعور غريب ونادر 
اقتربوا من المحل وكانت رولا متوترة وتشعر بقليل من الخوف وعندما دخلوا الى المحل استقبلهم صاحب المحل بالدهشة ولكن رولا تصرفت بذكاء وقالت يارا شيء الذي اعجبني هناك  لكن نظرات صاحب المحل كانت تلحقها وبينما كانو يختاروا شيء الذي جائوا من اجله اقرب منهم صاحب المحل وقال لهم بأن نهاية الاسبوع ستأتيه بضائع جديدة  وسيكون هناك تخفيضات في الاسعار وعرض عليهم بأن يأتوا في نهاية الاسبوع وتكلم عن ميزات البضائع محله  ولكن كانت نظراته لن تفارق رولا وعندما شعر بأنهم ارتاحو له قال لهم بأن اسمه امير وبدأ يسألهم عم اسمائهم هنا رولا ايضا شعرت بارتياح اختارت طوقا وسأل امير عن ثمنها اخبرها امير بأن هذا الطوق سيكون مجاني وطلب من يارا بأن تختار  هي ايضا شيئا لتكون هدية المحل لهم مقابل ان يجلبو له الزبائن من رفقائهم يارا فرحت لانها لم تكن تعلم ما المقصود من كل هذا .
وعندما بدأت يارا تبحث عن شيء يعجبها اقترب امير من رولا واخبرها بصوت خافض بأنها جميلة جداً رولا شعرت بالخجل ولكنها كانت فرحة جدا بعما تسمعه من امير وشعرت بالتوتر وعندما اختارت يارا ما يعجبها سألهم امير عن مدرسة التي يدرسون فيها كان مقصده بأن يعرف قليل عن حياة رولا     وعند الخروجهم من المحل بادر امير ورولا بنظرات اعجاب رولا وفي طريقهم الى البيت رولا كانت تشعر بشعور رائع لم تشعر به من قبل بدأ كل شي يحلو من حولها وهي تفكر بجملة التي قالها امير بأنها جميلة جدا .
وفي الليل اثناء ما كان يأتيها النوم من شدة الفرح والتفكير في امير وفي الصباح استيقظت رولا كالعادة لتذهب الى المدرسة مع يارا لكنها غارقة في التفكير بأمير  وبكلام الذي قاله .
وفي المدرسة كانت رولا فرحة كثيرا وتمازح اصدقائها واثناء ذهاب الى البيت كانت رولا تفكر  بطريقة للالتقاء بأمير دون يارا لكي لا تشك بأمرها لانها لأخيها احمد لكنها فشلت ذهب نهار من دون التقاء بأمير ولأنها لا تستطيع ان تخبر يارا بأن يذهبو الى البيت في نفس طريق محل امير لكي لا تنتبه لامرها.
مرت يومان  وشوق يارا لامير يزداد وفي يوم ثالث اخبرت يارا رولا في الصباح برسالة على واتس اب بانها لا تستطيع ذهاب الى مدرسة لانها مريضة فرحت رولا كثيرا لانها ستلتقي بأمير  ذهبت رولا الى المدرسة واثناء العودة قررت ذهاب الى محل امير لوحدها لكنها خائفة بأن يراها احدا من اقربائها وايضا كانت تفكر في لقاء كيف سيكون لانها ذاهبة لمفردها وعند اقتراب من المحل رأت رولا بأن لا يوجد احدا في المحل غير امير لكنها كانت خائفة من الذهاب لمفردها كانت تنتظر لأن يدخل احدا الى المحل لكي لا يكونان بمفردهما في المحل لانها لا تعرف امير جدا ولا تثق فيه كثيرا انتظرت رولا قليلا دون جدوى لا احد يدخل الى المحل لكن الوقت يمر وهي ستتأخر عن البيت .
واخيرا قررت تدخل لمفردها لان هذه فرصتها في غياب يارا وعندما دخلت الى المحل اندهش امير ورحب بها وقال لها بأنه كان ينتظرها كل يوم لتأتي الى محله هنا سألت رولا لماذا كنت تنتظرني قال امير بأنه يفكر بها كل يوم وقال بأنه معجب بجمالها جدا رولا كادت تطير من فرح بداخلها لكنها كانت تخبىء مشاعرها رولا تظاهرت بأنها اتت لكي تشتري شيئا وبدأت تتجول في المحل اخبرها امير بأنه يريد التعرف عليها وسألها عن اسم ايميلاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وافقت رولا واخبرت امير عن ايميلها في موقع انستغرام وقررت ذهاب لانها تأخرت عن بيتها  خرجت رولا وهي في غاية الفرح والسعادة واخيرا اصبح بإمكانها تواصل مع امير من دون ذهاب الى المحل ذهبت مسرعةٌ الى البيت لكي تدخل الى ايميلها وتتكلم مع امير وعندما وصلت الى البيت فتحت ايميلها ورأت بأن امير قد ابعت سلام اليها .ردت السلام وبدأ يتحدثون لبعض ويتعرفون على بعض من جديد وكلما كانا يتحدثون كانو يتعلقون ببعض اكثر وبدأ يعشقون بعض اكثر يومٍ بعد يوم وكان امير ينتظرها كل يوم خارج المدرسة عند انتهاء الدوام  لكي يراها من بعيد ويتقابلان النظرات من البعيد ومرت ايام وشهور وحبهما يكبر اكثر فأكثر اخبرها امير بأنه سينتظرها  لتنتهي من دراستها ووعدها بأنه سيتزوجها. مرت ايام وشهور وكانت علاقتهم مستمرة من دون المشاكل وعندما انهت رولا من دراستها وكانت تنتظر نتائج امتحانات (التوجيهي) .
وفي من ايام وبينما كانت رولا تنتظر  نتائج امتحاناتها   اخبرتها يارا بأن بيت اهلها قررو يزوجو ابنهم احمد وبأنهم سيأتون لخطبتها هنا كانت صدمة لرولا ،رولا اخبرت امير بأن بيت عمها سيأتون لخطبتها لابن عمها احمد قال لها امير ارفضي طلب هنا اخبرت رولا امير بالعرف العائلي بأنها مطلوبة لاحمد منذ الطفولة  وبأنها لا تستطيع بأن ترفض هذا الزواج اخبرها امير بأنه سيأتي لخطبتها فرحت رولا بالخبر ولكنها كانت خائفة من رفض عائلتها لامير .
في يوم تالي اخبر امير رولا بأنهم سيأتون لخطبتها  في مساء   وعندما أتى امير وطلب رولا من ابيها رفض ابيها بحجة فرق العمر بيهم وايضا بأنه من غير بلدهم الام ،
هنا قررت رولا بأن تخبر احمد بأنها لا تحبه وبأن من المستحيل ان تتزوج به لكن احمد اخبر رولا بأنه سيتزوجها وبأنه لن يتزوج غيرها ،وكان ينتظرها لتكبر وتنتهي من دراستها 
هنا كان لا خيار امام رولا وامير سوى الهروب مع بعض .هربت رولا مع امير بقيت عند امير يومان وعندما قررو ان يتزوجو تلقى امير اتصال من اخيه يخبره بأن اهل رولا عرفو بأنها هربت معك  وبأنهم يهددوننا هنا قرر امير تراجع عن زواج وذهب الى شيخ عشيرتهم واخبره بالقصة. الشيخ حلفه على المصحف بأنه ما اقترب منها وأنها طاهرة الشيج جمع وجهاء العشيرة  وعائلة امير وذهبو الى بيت اهل رولا اجتمعت العشائر وقررو خطوبة  رولا من امير وكتبهم التعهد بأنهم لا يقتربون من رولا الى حين الزواج  فرحت رولا كثيرا لان تحقق حلم حياتها بقيت رولا في خطوبة اربعة اشهر وكانت اجمل ايام حياتها وعندما تزوجت من امير عاشو ايام رائعة واستقبلو مولودهم الاول واسموه يوسف ومرت سنة على زواجهم وعاشو ايام حلوه مع بعض وقررو بأن يأتو بأخٍ ليوسف وبينما كانت رولا حامله بشهرها الرابع اخبر امير رولا بأنه سيذهب ليعمل في محافظة ثانية لان عمله يتطلب كانت رولا حزينه بالخبر لكنها تقبلت ذلك لانها تحبه وعندما ذهب امير ومرت ايام بدأ الشوق رولا لامير كانو يتواصلون على الهاتف كل يوم ويخبرون بعض بكل تفاصيل حياتهم وكانت رولا تخبر امير بيومها وتخبره عن اطفاله كل يوم وكانو يتلقون  اتصال كل صباح وكل مساء بين بعضهم .
وفي يوم من ايام رولا لم تتلقى من امير الاتصال قررت بأن تتصل بأمير لتتطمئن وعندما اتصلت لا يوجد رد اتصلت مرات  لكن دون جدوى وبدأت تقلق على امير لكنها كانت تقول في نفسها ربما نسي هاتفه في البيت وهو ذاهبٌ للعمل مرت ساعة وبدأ القلق يزداد قررت تتصل لحين يفتح امير  هاتفه وعندما اتصلت فتح الخط لكن الصوت ليس لامير لرجل كبير بالعمر ربما. وهنا انصدمت رولا وسألت من انت اين امير اخبرها الرجل يا ابنتي لا تخافي من تكونين لصاحب الهاتف اخبرته رولا بأنها زوجته قال لها الا يوجد احد اخر معك الآن لاتكلم معه رولا بدأ خوف يزداد عندها اكثر اخبرته لماذا لا تتكلم معي هل امير بخير ماذا حدث له اخبرها رجل بأن امير قد  تعرض لحادث بسيط في العمل  وهو بخير لكنه في المشفى الآن وهاتفه معي انهارت رولا في البكاء اتصلت بأخوات امير اخبرتهم بما جرى وحين ذهب اخوته الى مكان عمله لكنه قد فارق الحياة .
هنا بدأت معاناة رولا تركها امير في نصف المشوار الحياة ومازال ابنه في بطنها ولم يكتمل فرحته بابنه الاول بعد .
مرت ايام وكانت رولا تبكي كل يوم على فراق امير وكلما كانت تتذكر ذكرياتها مع امير تحتضن ابنه وتبكي .
وعندما جاء الموعد الولادة ابن امير الثاني ولدت رولا مولودها الثاني بغياب امير سماه وليد لان امير كان يحب هذا الاسم .
ذهبت رولا بعد الولادة  الى بيت اهلها ومرت شهور وكانت تقضي ايامها بين بيت اهلها وبيت حماها .
كانت ايام صعبة على رولا لكن معاناتها لم تنتهي بعد وفي يوم من ايام كانت رولا في بيت اهلها ناداها امها وابوها وقالوا سنتكلم معك في موضوع قالوا لها رولا انتي مازلتي صغيرة في العمر وعندك ولدين وانتي عائشة عندنا وبيت اهلك اولى فيكي لكن يا ابنتنا نحن لسنا دائمين لك في هذه الحياة توفى زوجك وهي سنة الحياة ينبغي ولادك يربو مع رجال يعتني بهم  ويقضي حوائجهم  في البداية كانت رولا تفكر  بأنهم يقنعونها بأن لا ترفض زواج مع ايام اذا تقدم لها احدا بالرغم من ان ما قالوه كان صعبا على رولا لانها كانت تحب زوجها بجنون لكن ما قالوه كان اصعب .
اخبروها بأن ابن عمها احمد قد تقدم لها مجددا الذي كان يكرها رولا اشد كره وقالوا بأن لا احد سيتقدم لك بوجود طفلين واحمد ابن عمك وكان يريدك يوما ما وهو مستعد لتربية هذين الطفلين ولكي لا يتربوا يتيمين الاب 
رولا انصدمت من ما تسمعه بالرغم من حياة التعيسة التي تعيشها من بعد فقدان زوجها ستعيش مع رجل تكره اشد كره وسيزيد من تعاستها .
لكنها كانت مجبور ان توافق على هذا الزواج لسببين :
الاول بأنها لا تستطيع ان تقول لا لاهلها بسبب ما جرى لها من قبل عندما تقدم لها امير .
والثاني لانها كانت تعاني من المصاريف  الطفلين المعيشية .
مما اضطرت على الموافقة رولا ذهبت الى احمد وقالت له بما انك تحبني وتريد زواج مني لكن لدي شرط لاوافق على هذا الزواج وقالت بأن لا يلمسها الى ان تنسى زوجها السابق امير واذا لم تقبل هذا الشرط لن اوافق على هذا الزواج وسيكون هذا شيء سر بيننا سنكون زوجين امام العالم وفي البيت سنكون مثل اخوات احمد قبل هذا الشرط لانه يحبها منذ الطفولة.
وعاشت رولا مأساة حياتها بين حبيب فقدته مبكراً ولم تستطع نسيانه وزوج تكرهه ولم تستطيع تقرب منه .
الى هنا تنتهي قصة رولا 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

2

followings

3

مقالات مشابة