🎼 لحن الحب 💖

🎼 لحن الحب 💖

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about 🎼 لحن الحب 💖

 

الجزء الأول: لحنٌ على الرصيف  🌃

​كانت القاهرة في عز الشتا، والدنيا بتمطر، والمطر كان يا دوب زى الهمسة اللى بتشق صوت الزحمة، الساعة كانت تقريباً ٦ مساءً، والزحمة اللي في وسط البلد ما بتهداش.

​مازن، مهندس معماري في آخر العشرينات، كان ماشي بخطوات سريعة وماسك مظلته اللي لونها أسود. هو راجع من يوم شغل طويل، عقله مليان رسومات وتفاصيل، وشايل على كتفه شنطة تقيلة فيها لابتوب وأوراق. مازن شخص عملي جدًا، مركز في مستقبله، وبيعتبر أي حاجة تضيع وقت أو مجهود نوع من الاستهتار. ورغم كده كان حاسس إن فيه حاجة ناقصاه، وده اللى كان مضايقه على طول.

​عند ناصية شارع جانبي قريب من ميدان طلعت حرب، مازن وقف فجأة. مش عشان إشارة ولا عشان مطر، لأ. وقف عشان سمع صوت.

​صوت كمانجا حزين، بس في نفس الوقت دافي ومريح للأعصاب. اللحن ده كان بيشق الزحمة وصوت الكلاكسات زي شعاع الشمس الخفيف اللى بيشق الغيوم علشان ينور الدنيا.

​بص مازن ناحية الصوت، لقى بنت قاعدة على بنش قديم موجود على الرصيف، جنبها صندوق خشب صغير مفتوح عشان الناس ترمي فيه فلوس. كانت لابسة كوفية صوف تقيلة لونها نبيتي وجاكيت جينز قديم، وباين إنها بتلعب بكل روحها.

​يارا، طالبة في كلية التربية النوعية، كانت بتعزف كل يوم بعد الجامعة. هي مش بتعزف عشان نفسها وبس، لكن كل جنيه بتجمعه، بتصرفه  على عيلتها بتساعدهم في مصاريف البيت والمعيشة و على دراستها في الجامعة. كانت بتشوف المزيكا مش مجرد نغمات، لكنها طريقها لإنقاذ عيلتها وحلمها اللى بتعافر علشان يتحقق، وبتوصل بيها مشاعرها للناس اللي مستعجلة على رزقها و الدنيا نستها إزاى مشاعرها تتحرك.

​مازن وقف يتفرج. هو ما بيفهمش في المزيكا أوي، بس اللحن ده عمل حاجة غريبة في قلبه. حس إن الوتر ده بالذات بيتكلم عنه هو. عن الوحدة اللي جوه زحمة حياته.

​لما خلصت يارا اللحن، رفعت عينيها اللي لونها عسلي، وابتسمت ابتسامة خفيفة، كإنها بتشكر الجمهور الصغير اللي اتجمع قدامها.

​مازن اتحرك ناحية الصندوق عشان يرمي فلوس، بس وهو بيطلع المحفظة، الموبايل رن. مكالمة شغل مهمة جدًا.

​"ألو؟ أيوه يا باشمهندس..."

​اضطر مازن يرد، وهو بيحط الفلوس بسرعة في الصندوق من غير ما ياخد باله. رجع يبص على يارا اللي كانت بتبدأ لحن جديد مختلف خالص، لحن فيه تحدي وفرحة مش حزن.

​مازن فضل واقف يسمع وهو بيتكلم في الموبايل. المكالمة طولت، واللحن خلص.

​يارا لمت الكمنجة بتاعتها بسرعة وحطتها في الكڤر، وقامت بسرعة، كأنها بتجري عشان تلحق مواعيد الأوتوبيسات قبل ما تتأخر على البيت.

​مازن، وهو لسه بيتكلم في التليفون، لمحها وهي بتختفي بين الناس. حس بحاجة بتشده إنه يناديها، بس المكالمة كانت ماسكاه.

​لما خلص المكالمة، بص حواليه. يارا اختفت. بص على الأرض جنب الصندوق بتاعها لقى حاجة بتلمع... مش عملة معدنية، لأ.

​كانت دبوس صغير على شكل مفتاح سلم موسيقي 𝄞   شكله فضة قديمة، ومحفور عليه حرف "ي".

​مازن مسك الدبوس وابتسم من غير ما يحس. فجأة، الزحمة بقت أهدى، والمطر بقى أحلى. حس إن الجزء اللي كان ناقصه من زمان ممكن يكون وراء المفتاح الصغير ده.

​يا ترى مفتاح السلم الموسيقي اللي لقيه مازن ، هيوديه لفين؟ وهل "ي" اللي محفورة عليه هي حرف "يارا" بس، وهل هيكون بداية لحن حب جديد لسه ما اتعزفش؟ ده اللى هنشوفه فى الجزء التانى متنسوش تتابعه حسابى على موقع أموالى علشان متفوتوش الأجزاء الجديدة

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Modo El Moalef تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.