مارد المخابرات المصرية

مارد المخابرات المصرية

0 المراجعات


بعد موت مالك بيومين قضية مروان كان لسه بيتحقق فيها و مش عارفين يوصلوا لحاجه ..
حلم عرفت و إتصدمت .. مرضيتش تجيب لحد سيرة الفلاشه اللى لقتها عند مالك و اللى عليها فيديوهات الراجل مع مروان بس إتذهلت .. ليه كانت مع مالك اما هو برئ ؟ و ايه علاقته ؟ ليه خبّاها ؟ و لا هو كان مع صفوت اصلا ؟ مالك طول عمره غامض و هو معاها و غامض و هو بيسيبها و سابها ف دوامة غموضه ..
عم حلم حس ان إبنه بيتورط اكتر .. يعنى لو الراجل اللى نصب عليه موقعش إبنه هيشيل الليله ..
ف وسط تفكيره افتكر مدير البنك اللى حلم كانت عايزاه و هى مقالتلهوش حاجه ..
كلّمه : هى حلم كانت عايزه ايه بالظبط منك يوم ما كلمتك و هى راحتلك ؟
مدير البنك : طلبت تفتح خزنة جوزها و فتحتهالها و شافت اللى فيها و مشيت جرى
عمها إتصدم بذهول : طيب انا نص ساعه و هكون عندك
عمها راحله من باب الفضول .. كان عايز يعرف هى كانت عايزه تفتح خزنة جوزها ليه .. توقع إنه هيلاقى عقود التنازل بما إنها سألته عنهم بعد ما خرجت من البنك ..
راح و قابل مدير البنك و خلاه فتحله الخزنه و فعلا شاف العقود بس شاف معاهم الفلاشه اللى عليها الفيديوهات ..
شاف العقود اللى كانت بينه و بين صفوت و الشيكات بس محبش يورّط نفسه اصلا و حد يكتشف إنه جاه هنا و يتسأل قانونى ..
إتصدم بغل اما شغّل الفلاشه و شاف اللى فيها .. يعنى حلم كانت عارفه ان جوزها هو اللى ورا اللى حصل بس دارت عليه !
وقف بغل اخد العقود اخفاها و خرج لمدير البنك : خلاص اقفلها .. هو واحد دلوقت بين إيدين ربنا
خرج من البنك بالعقود اللى اول ما ركب عربيته مسكها قطعها و قطع نسخة التنازل اللى معاه و بكده حلم رجعت شريكه معاه من تانى و مفيش اللى يثبت تنازلها خاصة العقود مكنتش لسه إتوثقت ..
عمها راح تانى يوم النيابه قدم الفلاشه بس معرفش يبرّأ إبنه بيها ..
وكيل النيابه : دى صوره بس .. مفيش حتى صوت يعنى مفيش دليل إنه كان داخل بيتفق معاه ع المشروع .. ده مجرد واحد دخل و خرج مع مروان يعنى مش سهل تثبت إنه إتنصب عليه
محامى ثروت رد : يبقى لازم نفرّغ الكاميرات للبنك اللى إتاخد منه القروض .. ع الاقل هنلاقى مثلا حاجه تثبت وجوده مع مروان مثلا ف البنك او وقت اخد القروض و حتى لو مفيش إتفاقيات ملموسه بس ممكن نربط وجوده ف الشركه مع مروان و وجوده ف البنك و التوقيت للاتنين مع توقيت اخد القروض
وكيل النيابه : بكده يتم حبسه على ذمة التحقيق لحد ما نحوّل كاميرات البنك للمعمل الجنائى و نشوف محتواها و التوقيتات للاتنين

عمها هنا انكر التنازل و اقر إن حلم شريكه ف المشروع زى ماهى شريكه ف كل حاجه : اعتقد ان مش إبنى لوحده اللى ف الموضوع .. حلم كمان شريكه و بشكل قانونى و رسمى و كل حاجه بإسمها مع إبنى
وكيل النيابه : و بناءا علي التحقيقات صدر قرار بالقبض على مدام حلم و التحقيق معاها ..
حلم وصلت للقسم و إتصدمت من اللى حصل : ازاى ؟ انا متنازله عن ورثى و نصيبى ف الشركه و فى عقود بكده
عمها انكر : مفيش اللى يثبت
حلم وقفت بصدمه : العقود مع مالك
وكيل النيابه : و المفروض نجيب جوزك دلوقت من قبره نسأله ؟
حلم الكلمه وجعتها قوى : العقود موجوده ف خزنته
وكيل النيابه صدر امر بفتح الخزنه و اكتشفوا ان مفهاش حاجه ..
حلم وقفت قصد عمها بذهول : انت اللى خدت العقود ! زى ما سمحت إنى اشوفها انت روحت و خدتها ! اخفتها
عمها وقف يخرج من المكتب : إثبتى
سابها و خرج و هى صدر قرار بحبسها على ذمة التحقيق ..

حلم هنا حست إنها بتدفع تمن مالك .. تمن خسارته .. ربنا رايد تتظلم عشان تدوق مرارة الظلم ..
ملقتش حاجه تقولها او هى اللى مرضيتش تتكلم .. إلتزمت الصمت .. مدافعتش حتى عن نفسها و قالت يفرّغوا كاميرات البنك و يجيبوا فيديوهات يوم اخد القروض و يطابقوها مع فيديوهات الشركه .. حست إنها مالهاش حق الدفاع عن نفسها .. زى ما حرّمته على مالك هتحرّمه على نفسها و تدفع تمن حاجه معملتهاش يمكن تكفّر عن حاجه عملتها ..
إتحبست على ذمة التحقيق كذا يوم و ف يوم نامت لحد تانى يوم و تالت يوم و مش بتفوق .. اتنين قرّبوا منها حاولوا يصحّوها بس مفييش ف بلّغوا المأمور اللى بعتلهم حد يشوفها و اما معرفوش يصحّوها نقلوها المستشفى ..
حلم راقده ع السرير ف دنيا تايهه مفهاش وعى تقريبا و كل ما تفوق بيغمى عليها ..
مراد كان متابعها اول باول و اما خد خبر باللى حصلها راح ع المستشفى اللى هى فيها : حمد الله ع السلامه يا ام مالك .. و لا اقولك بلاش خليها ام ياسين
حلم من إسم مالك اللى ف الجمله خطف عقلها و مخلهاش فهمتها .. هى مسمعتش من الجمله كلها غير مالك ف دخلت ف دوامة عياط بضعف ..
مراد مقدر حالتها ف حاول يهزر : و البيبى التانى لو بنوته سميها انتى بقا انشالله تخليها حلم
حلم بتحاول تركّب كل كلمه من كلامه مع عقلها مش عارفه ..
مراد إبتسم من تتنيحتها : ايه ده اوعى تقولى إنك عايزه تسميه مالك .. ازعل و الله .. انا المجنونه اللى عندى صممت تسمى مراد ف بقينا عاملين ف البيت زى فريق الكوره ناقص نترقّم
حلم بصّاله بتوهان كإنها مش فاهمه او هى فعلا مش فاهمه ..
مراد حب يكمل كلامه يديها فرصه تفوق : بس الصراحه هى سمّت مراد مش عليا ، لا على إسم إبنها الله يرحمه اللى قبلى .. بس تعرفى هو عليا بردوا
مراد كان عايز يوصّلها رساله غامضه تبرد قلبها و دعى تفهمها بس الفهم ده للى فيه عقل و هى حاليا عقلها مع اللى راح : اصل إبنها انا ساعتها اللى سميته مراد عليا عشان مكنتش عامل حسابى هنتقابل تانى ف كنت عايز اقعدلها زى العمل الرضى .. مش سهل انا هااا ؟
كان عايز يقولها ان القدر ساعات بيبقاله رأى تانى ف حواديتنا .. يمكن فى لقا تانى ! فرصه تانيه مثلا يخلقها !

حلم هنا تقريبا فهمت ف حطت إيديها على بطنها و بتحاول تميل بوشها على بطنها عايز تبوسها يمكن تبرد قلبها .. الاحساس اللى حسته وقتها خلاها تستغبى نفسها إنها ف يوم رفضته .. بس هى مكنتش رافضه .. هى كانت مأجله .. كانت خايفه .. خافت وقتها تجيب طفل لدنيا أبوه مش فيها زى ما هى جات للدنيا لوحدها و بقت تخبّط فيها ..
مراد متابع عينيها اللى بتنطق وجع و حركات وشها و إيديها على بطنها ..
خد نَفس بصوت عالى بالعافيه كإنه بدل الهوا إتنفس وجعها اللى ملى المكان ..
خرج بسرعه إتصل على مارد اللى فتح و هيهزر : حبيبى و
مراد : إنجز يا مراد خلّص إجراءات خروج حلم
مارد رفع حاجبه : خروج ايه ؟ الست متهمه ف قضيتين و لو حضرتك صعبت عليك و هتخرّجها من قضية محاولة قتل مالك ف فى قضيتهم مع البنك و دى اصلا
مراد قاطعه : اولا انا مخرّجتهاش من قضية اللى حصل ف مالك و ده إسمه شروع ف قتل يا بيه مش قتل و لا ناسى ؟ انا بس اجّلت الموضوع اما نتطمن على مالك .. اما يقوم بالسلامه و ساعتها هحط الموضوع بين إيديه و هسيبله القرار يبقى فى قضيه و لا لاء و هسيبله الحكم
مارد : اه اذا كان كده ماشى .. على الله بس ميتغاباش احسن و ربنا ساعتها انا اللى ارقّده من تانى
مراد ضحك غصب عنه : صدقنى ساعتها هيبقى الحكم عليها اصعب بكتير
مارد : و بعدين ؟
مراد : بعدين انا متابع قضية البنك .. انت عارف و متأكد من برائتها و ان المعمل الجنائى هيثبت ان الكاميرات فيها الواد اللى راح لإبن عمها و نصب عليه .. ممكن اعرف ليه الكاميرات متفرغتش لحد دلوقت ؟
مارد نفخ بغيظ : حاضر
مراد بتحذير : مارد .. قولتلك مية مره حكّم عقلك
مارد رفع حاجبه : انا لو حكّمت عقلى هقتلها .. هوقّفها ع الحيط و ادرّب العيال ع القناصه عليها
مراد ضحك بغيظ : هى بريئه من قضية القروض و حتى لو القروض فيها نصب ف انت عارف إنها متنازله عن حقها و اكيد عمها اللى اخد نسخة التنازل اللى كانت ف خزنة مالك عشان يورطها
مارد رفع حاجبه : احسن
مراد حط إيده على راسه بغيظ : طب احمد ربنا إنه مخدش باقى الاوراق اللى ف الخزنه و إلا كانت هتبقى المصيبه بجد
مارد : لا انا اخدتها زى ما قولتلك .. اما قريت اقوالها ف المحضر و هى بتتهم عمها إنه اخد التنازل من خزنة مالك زى ما ساعدها تفتحها حسيت ان فى حاجه مش مظبوطه ف طلعت تصريح بفتحها و اخدت الحاجه منها
مراد : كويس .. كده الموضوع بان .. مالك اكيد إكتشف ان صفوت ورا اللى حصل مع مروان و ان اكيد الفيديوهات دى هتكشف الراجل اللى راح لمروان و بالتالى لو وقع ممكن يجيب رجل صفوت و اكيد مالك مكنش عايز ده دلوقت .. كان مستنى يجيب رجل اللى ورا صفوت و يثبت عليه كل حاجه مش مجرد قضية قروض و ده مش هيحصل لو كان صفوت وقع لإن اللى ورا صفوت كانوا اكيد هيخلصوا منه و ساعتها كان هيبقى صعب
مارد كمّل كلامه : او مالك نفسه كان هيبقى مطلوب منه يحدد موقفه يا يخرّج صفوت من القضيه و ساعتها مراته اللى هتشيل القضيه يا يسيبه و ساعتها هيتكشف و ده كان هيبقى اصعب .. ف اكيد اخفى الفلاشه لحد ما يتصرف
مراد : بالظبط
مارد بغيظ : و طبعا الست كابوس مفهمتش ده .. هى بس لقت الفلاشه إتجننت .. جريت جابت البندقيه و قالت التار لا العار
مراد ضحك قوى : واحده إتفاجئت ان جوزها ممضيها على تنازل عن كل ورثها و املاكها .. لاء و واخد فلاشه هى الدليل الوحيد اللى تثبت براءة اهلها من قضية نصب يعنى اكيد هو اللى مشيّلهالهم اهو بما إنه مش عايز يبرّأهم .. و فوق ده كله الانيل من كده عرفت إنه مخرّج فلوس لبرا البلد بإسم بنت صفوت و اكيد فكرت ان الفلوس دى تمن ورثها و إلا جابها منين .. و الالعن كان مسافر برا بالطريقه دى و معاه بنت .. و قبل ده كله بلطجيه إتبعتوله يقتلوه و قبلهم اكيد كان فى موقف إتحط على موقف إتحط على خمسين موقف ف ربطت كله ببعضه و عملتهم سلسلة إتهامات لفّتها على رقبته .. متخيل كل الصدمات دى تيجى مره واحده ؟
مارد رفع حاجبه : متحاولش
مراد نفخ بغيظ : إخلص يا بيه خلّص إجراءات خروجها .. ماهى ممكن هى بنفسها تقول كل ده حتى لو مش عارفه تربطه ببعضه ساعتها ابقى شوف هتحل الدنيا ازاى
مارد ببرود : طيب ما تقول .. ليه ساكته ؟
مراد رفع حاجبه بذهول : انت مش عارف بجد ليه ساكته ؟
مارد بإستفزاز : لاء اوعى تقول إنها باقيه على سُمعة جوزها .. ازعل و ربنا
مراد ملقاش حاجه يقولها ف قفل ف وشه و مارد ضحك قوى ..
فعلا حوّلوا كاميرات البنك للمعمل الجنائى فرّغها و إكتشفوا فيها إن الكاميرات قدرت تلقط مروان معاه نفس الراجل اللى ف فيديوهات الشركه رغم إنه مدخلش او بطاقته و إمضته مزوره .. بس اثبتوا من الكاميرات ان هو اللى راح مع مروان البنك و خلصوا اجراءات القروض كمان هو اللى راح لمروان الشركه و مع التوقيت اللى اثبت إنهم نفس توقيت القروض ..
بناءا عليه صدر قرار بالإفراج عن حلم و مروان بكفاله على ذمة إستكمال التحقيقات ف القضيه ..
حلم كانت لسه ف المستشفى و صدر قرار خروجها و هى هناك ..
مراد عندها راح يبلغها بالخبر اللى معرفتش تفرح بيه و لا تزعل و لا حاسه بحاجه اصلا !
الباب خبّط و إتفتح ببرود و دخلت واحده مراد ف الاول معرفهاش ف رجع على جنب ..
حلم إتنفست براحه مدامتش كتير : ماما
هند ببرود اتحركت كام خطوه لحد ما بقت قصد سريرها و وقفت و حرّكت وشها بنظترقب : إنتى بجد حامل ؟
حلم إبتسمت بمنتهى التعب و هى بتحط إيدها على بطنها ..
أمها بحذر : مش هيكمل صح ؟
حلم بفزع : بعد الشر ، الف بعد الشر
أمها إتصدمت : بعد الشر ؟ ده هو الشر بعينه
حلم بذهول : ولادى شر ؟
أمها بجفا : اما يجى من واحد زى ده و ف وقت و ظروف زى دى يبقوا اه شر و يوم ما يروح ده اللى يتقال عنه اخد الشر و راح
حلم بذهول : ده انا قلبى إتبسط اما عرفت إنهم تؤم تقومى جايه تقولى الهبل ده
أمها زعقت : كمان ؟ مش عارفه ايه اللى هتعمليه ف نفسك ده ! جاى عليكى بأيه ده كله ؟
حلم بصتلها بذهول : جاى عليا بأيه ؟ دول ولادى على فكره !
أمها بضيق : هما ولادك لوحدك و لا كنتى جيبتيهم من نفسك ؟ فين أبوهم اللى هيقاسمك مسؤليتهم مش هقول يشيلها هو ؟
حلم بصدمه : مفيش ام ف الدنيا بتتخلى عن ولادها لمجرد أبوهم مات ! مفيش !
أمها نفخت بزهق ..
حلم هزت راسها بضعف رعش صوتها : هقولك ايه ! ماهو انا بكلّم مين ! بكلّم الام اللى طول عمرها مش بس متخليه عن بنتها ف اى ازمه ، لاء دى برا حياتها كلها ازمه بقا او لاء !
أمها بغضب : و يوم ما ببقى جنبك و امدلك إيدى انتى اللى بتزقى إيدى
حلم بذهول : انتى عمرك ما كنتى جنبى
أمها بلهجه شبه هجوميه : و اما قولتلك من الاول بلاش القرف ده ؟ دى مش جوازه قد ماهى قرف و مش هتجيبلك غير القرف ؟ و اما قولتلك ده واحد مبيعرفش يعمل حاجه ف حياته غير إنه يخسر وبس ،و عمال خساره ورا خساره من اول ابوه و آمه و بعدهم شغله و بعدهم خطيبته و بعدهم نفسه و مبادئه و اخلاقه ده لو كان عنده اخلاق و هو لسه ف شغله و اخرهم حياته اهو اللى خسرها و خسرك معاها انتى و عياله ! ده يبقى ايه ! اما رسمتلك النهايه من قبل ما تبتدى ! و اما حذرتك و اما حاولت اضمنلك مستقبلك عشان اما يجى يوم زى اللى جه و تكتشفى إنه سرق منك كل حاجه حتى نفسك تبقى متأمنه ! إحمدى ربنا إنى صممت اضمنلك مستقبلك و اخليه يكتبلك الكومباوند ، حتى تحسى إنك اخدتى حاجه بعد ما سرقك
حلم حطت إيديها الاتنين على ودانها و فضلت تهز راسها بعنف و هى بتصرخ : بس بقا .. بس كفايه .. كفاايه .. كفايه حرام عليكى .. انا مش عايزه حاجه .. ياريته ما سابلى حاجه .. كفاايه
أمها زعقت و هى بتقرب منها : لا مش كفايه ، خلينى اقولك يمكن تفوقى من الجو الحمضان اللى انتى عملاه ده ! انا موقفتش جنبك ؟ و دلوقت اما بحاول لتانى مره افوّقك قبل مصيبه تانيه و بقولك بلاش الحمل ده بناقص ! ظ ف داهيه ! يروح ف داهيه زيه ! تقدرى تقوليلى هتعملى ايه دلوقت ؟ مين هيشيل عيالك و انتى ف حالتك دى ! مين اصلا هيشيلك انتى ؟ ده انتى مش عارفه تشيلى نفسك !
ف الاول مفكرتيش ف المستقبل و بصيتى تحت رجلك و راجعه دلوقت تعيدى الغلط و مفكرتيش ف المستقبل و و هتقعى، متعظتيش
حلم زعقت بوجع كإنها بتتخانق مع صوتها يتسلك من دموعها عشان يبان : مستقبل ايه اللى بتتكلمى عنه هاا ؟ و انتى ليه معملتيش معايا اللى عايزانى اعمله ! ليه منزلتنيش من بطنك و قولتى ف داهيه مع اللى راح ! ع الاقل انتى كان معاكى عذرك و كنتى عارفه جوزك و عامله حساب كل حاجه ! و لا نسيتى ! ياريتك كنتى عملتيها كنت ارتاحت
أمها ردت بلامبالاه : انا كان خلاص مفيش فرصه لده إنما انتى لسه قدامك فرصه
حلم بصتلها بذهول و هى بتهز راسها بتوهان : اطلعى براا
أمها كزت على سنانها و لسه هتنطق حلم صرخت : براا ، اطلعى براا بقا ، مش عايزه اشوفك تانى ، امشى من هنا ، امشى من قدامى ، امشى من حياتى كلها ،انتى السبب ، انتى ، انتى اللى بسببك عملت كل ده
أمها اخدت نفسها و هتخرج جوزها فتح الباب و دخل ع صوتهم و نقل عينيه بين الاتنين : فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل بالظبط ؟
مراد حمحم بإحراج إنه فضل معاهم.. كان هيخرج بس فضوله خلاه يقف اما الحوار غصب عنه إبتدى و تصاعد بدون تمهيد ! كان عنده فضول يشوف لغة الحوار بينهم !
اللوا ثروت بصّله بضيق : سيادة اللوا اهلا ، انت موجود ؟
مراد إتحرج : معلش انا كنت مع حلم اما إتنقلت هنا و معرفتش اسيبها و دلوقت كنت جايبلها تصريح الخروج
عمها إختصر : عموما تُشكر .. كتر خيرك
مراد معجبهوش اللهجه بس إنسحب بهدوء و خرج ..
عمها إستنى بعد ما خرج و أمها راحت عليه بغضب : يلا ، انا اصلا كنت ماشيه
عمها حاوطها بدراعه رجّعها : ثوانى
حلم بتعب : اتفضلوا من هنا ، سيبونى لوحدى ، مش عايزه حد
عمها ببرود : هنخرج ، بس الاول عايزك ف كلمتين
حلم هزت راسها مخنوقه بنفاذ صبر : برا بقا
عمها حدف الورق اللى سحبه من جيبه و حدفه قدامها ع السرير : اتفضلى الاول امضيلى ع الزفت ده
حلم بصتله و قبل ما تتكلم هو رد : ده بخصوص الشغل
حلم بذهول : انا سيبتلك كل حاجه ، سيبتلكم كل حاجه مش عايزه حاجه ، مش عايزه حد ، مش عايزه غير إنكم تسيبونى ، تسيبونى ف حالى
عمها بإصرار : اتفضلى اخلصى ، انا مش هقف كتير تحت رحمتك مستنى اما سيادتك تفوقى ، إبنى خرج و هيرجع لشغله و حياته و شغل كتير محتاج يمشى
حلم بنفاذ صبر شدت الورق شافته استلام نصيبها و ارصدتها و اوراق تبع الشغل ، مضت عليه ..
عمها اتكلم و هى بتمضى : التنازلات اللى البيه بتاعك مضاكى عليها قطّعتها و حاليا حضرتك رجعتى شريكه ، يارب نفوق بقا عشان انا مش هستحمل كتير
حلم زقت الورق من قدامها بعنف اتحدف كل ورقه بعيد عن التانيه و زعقت بصريخ بكلام مش مفهوم !
عمها اخد الورق و خرج و أمها خرجت وراه ..
قابلوا مراد ف الطرقه لسه ممشيش بس بعيد عنهم .. إتخطوه و مشيوا من غير كلام ..
مراد بصّلهم بقلق لحد ما إختفوا و بعدها دخل لحلم بتردد ..
مراد بقلق : فى حاجه ؟
حلم قعدت تعيط اوى بصمت شويه بشويه قلب بزلازيل مش اصوات دموع !
مراد شد كرسى و قعد جنبها و إستناها تهدى : ليه يا حلم ؟
حلم رفعت وشها بالعافيه : شوفته بيتخلى عنى زى أبويا ! لاء ده انا شوفته هو ! و الله شوفته هو و حسيت إنى مش هشوفه تانى زيه و ساعتها محستش بنفسى !
مراد بصّلها كتير اوى و هى إتكلمت اكتر و هو بيسمعها بهدوء لحد ما وقفت بتعب بالعافيه : عايزه امشى ! ارجوك
مراد ساعدها لحد ما قامت و اخدها و نزلوا .. صممت تبقى لوحدها و هو مع إصرارها فهم إنها دلوقت محتاجه مالك و بس .. يا هتروح البيت يا المقابر !
حلم خرجت .. خرجت زى التايهه مش عارف تروح فين و لا تبدأ منين .. راحت ع البيت .. اللى إبتدت من جواه الحدوته و بردوا خلصت من عنده ..
إتفاجئت بالبيت زى المهجور .. ملامحه ميته .. متدخلش من يوم اللى حصل .. رغم ان فهد جوه بس مبيخرجش من شقته نهائى ..
حلم طلعت شقتها و بمجرد ما فتحت و دخلت شافتها قبر مش شقه .. إتولدت جواها حياتها و بردوا إتدفنت .. الموقف كله إترسم بإحترافيه قدام عينيها .. صوت مالك بيتردد ف ودنها و هو بيترجاها .. مدة إيده لها تسنده يقف مش مفارقه عينيها و عماله تترسم على كل حاجه قدامها ..
غمضت قوى بعنف و حطت إيديها على ودنها تمنع الصوت بس لا الصوره إتشالت من قدام عينيها و لا الصوت بطّل .. بتهز راسها بشئ من الجنون : لالا .. لا .. لالالا يا فهد .. اوعى يا فهههههد .. اوووعى
فضلت تردد اخر لحظه وقف عندها المشهد و تعيد فيها و بتتمنى لو يطلع ده كابوس ..مالك قالها هتندمى و اديها تخطت الندم بمراحل .. بيقولوا ان اللى بيندم بيعض إيديه و هى بتعض الارض !
فضلت تصرخ بهيستريا : اوعى يا فهههد .. اوعى .. انا غبيه .. انت اووعى .. اووى
فهد تحت ف شقته نايم .. او مغمى عليه .. او يمكن تايه .. معدش عارف ..
صحى مفزوع كالعاده على كابوس من كواببسه بس المرادى كابوس متجسد ف حلم اللى بتصرخ فوق .. قعد ع السرير و بيحاول يفوق او يقنع نفسه إنه مجرد كابوس بس الصوت بيزيد و الصريخ طالع بمراره بيهز ف البيت.. هنا إتأكد إنه واقع زى ما كل كوابيسه بقت واقع ..
قام فتح باب الشقه و اما إكتشف الصوت جاى من شقة مالك تحته نزل جرى ..
دخل الشقه اللى معرفش يدخلها اول ما رجع .. دخل بغل و ف نيته يفش الغل ده ف الكابوس اللى قدامه بس إكتشف ان غياب مالك اكبر من الكابوس نفسه .. إكتشف نفسه كابوس اكبر و ابشع .. هى كانت غريبه عنه .. مراته اه ! بس ده من شهور ! انما هو من سنين ! عمر بحاله !

نزل برجله ع الارض و عينيه بتلف الشقه بتوهان زى متبنج لسه واخد إبرة بنج و بيتوه .. بين كل حاجه و حاجه عينيه بتتنقل بينهم صورة مالك بتظهر و هو متشعلق ف السور و بيمدله إيده .. سامع صرخه بتقول اوعى يا فهههد و مش عارف هو إتهيأله إنه لسه سامع صوته و لا ده صوت حلم اللى بتصرخ جنبه !
بيحط إيده على ودنه يمنع الصوت بس بيزيد قوى و يتردد زى الصدى كإنه صوت ضميره و بيتحداه او يمكن صوت وجعه ..
قام وقف و بيلف ف حركه دائريه حوالين نفسه و بيضغط اكتر على ودنه من حركته بس كل حاجه حواليه بتزيد صوت مالك و صورته و شاركهم كلام مراد له و كلام مالك نفسه اما قاله ليه دايما بتفترض الاسوء ..
مش عارف يكتم الصوت .. راح على حلم و فك إيده من على ودنه و شدها جرجرها من شعرها و بيصرخ معاها : لييه ؟ عملتى كده ليه ؟ انتى اللى قتلتيه ! انتى !
حلم مستسلمه تماما ف إيده و بتيجى على نفسها معاه و بتضرب ف نفسها : ايوه انا .. و لو الزمن رجع كنت بردوا هموّته .. هموّته عشان خلانى احبه .. اعشقه .. اتجنن بيه .. اتجنن من فكرة خسارته .. عشان عمل لنفسه مكانه جوايا اكبر من إنه يتقال عنه واحد و راح
فهد فضل يزعق بكلام مالهوش علاقه ببعضه و مره يضربها و مره يضرب نفسه لحد ما نزل بيها ع الارض و الاتنين بيستجيروا وجع مبيخلصش ..
دخلوا ف دوامة الوجع اللى فضلت لحد اللحظه دى ملازماهم ..
فهد مبيخرجش من شقته .. نهائى .. تقريبا بطّل يروح شغله .. اللوا مدحت كان مبيروحلهوش نهائى و سايبُه يفوق لوحده بس اما غيابه طال و حالته طالت لشهور راحله .. راحله مره و اتنين و كتير بس تقريبا مبينطقش و مبيردش و بيسكت تماما لحد ما بيجى و يمشى ..
روفيدا أبوها اما شاف حالته كده حاول معاها تروحله بس هى رفضت نهائى حتى الكلام !
حلم إكتفت بشقتها .. بيتها اللى جمعها بمالك .. بعد ما كانت هتروح الكومباوند و اهو جاهز رفضت .. إفتكرت مالك اد ايه كان بيحب هنا و من البدايه اختار هنا و بيرتاح هنا .. هناك كان بس عشان عايز يراضيها لكن راحته هنا ..
وضّبت الشقه من تانى و بعد ما كانت هتجيب حد يعملهالها حست إنها لو بقت كده بإيديها ف هى اللى لازم تعملها بردوا بإيديها ..
رجّعت كل حاجه زى ما كانت و نقلت الفرش اللى كان ف الكومباوند للشقه عشان يفضل كل حاجه اختيار مالك و تفضل ريحته ف كل حاجه .. رفضت اى حد يجيلها او يدخل البيت ف غياب روحه اللى فارقته و فارقتها .. كل يوم بتنزل تروح لقبره و مبترجعش إلا اخر اليوم على فرشته تنام مكان ما كان بينام ..
ايامها كلها بقت شبه بعضها .. يوم واحد و بيتكرر ف صورة إسم تانى ليوم تانى بطعم الوجع ..حالتها بتسوء يوم عن يوم..
حلم كلموها ف البنك كذا مره بس مبتردش لحد ما راحلها عميل من هناك ..
حلم فتحت الباب بصمت و شافت واحد قدامها اول ما شافها إبتسم بعمليه : مدام حلم إبراهيم الدينارى
حلم بصتله بإستغراب و هو إستغرب اكتر إنها مفتحتش سكه يدخل !
الموظف إبتسم بعمليه : البنك بيحاول يتواصل مع سيادتك يا فندم بس مش عارفين نوصلك
حلم ف لحظة شرود شافت قدامها اخر مره راحتها البنك و إنتبهت لا يكون حاجه تخص مالك : خير ؟
الموظف : فى مبالغ و ارصده كبيره دخلت لحسابك و كنا بنتواصل معامى نتمم الاجراءات
حلم إفتكرت عمها اللى قالها رجّع ورثها ف إتنفست بإحباط ..
الموظف : فى كمان اوراق جات لحسابك من يوم 24 / 7 و بردوا معرفناش نتواصل معاكى
حلم إنتبهت لتاريخ اليوم بوجع ! ده نفس يوم حادثة مالك !
الموظف : تقريبا الورق ده وصيه !
حلم بصتله بفزع و شبه فهمت ..
الموظف : دى مستند متوثق ف الشهر العقارى و اتحط ف حساب ف البنك و اتقفل و اتوصّى ميوصلش لحضرتك إلا بشهادة وفاه
حلم اخدتها منه بصوت مهزوز : شهادة وفاة مين ؟
الموظف بص ف الورق و رجع بصّلها : مالك ياسين الهجام
حلم غمضت عينيها بسرعه و من غير ما تحس قفلت الباب بنفس السرعه !
قفلت الباب بضهرها و سندت عليه و نزلت ع الارض بدموع !
مسكت الورق فتحته و شافت ورقه مكتوب عليها " وصية مالك ياسين الهجام " !
إبتدت تقرا بكلام بيطلع دموع " _____
و لحد هنا و نقول #فوتكم_بعافيه
و نكمل بكره
نياهياهياه??
سؤال الحلقه??
مالك كاتب ايه ف وصيته ؟ و هيفوق امتى و اول مواجهه هتبقى مع مين 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

2

مقالات مشابة