مقالات اخري بواسطة حياة
رواية اللص والكلاب

رواية اللص والكلاب

0 المراجعات

-  اللص والكلاب  : 

 - أثارت رواية اللص والكلاب اهتماما متزايدا من الدارسين لقيمتها الفنية والاجتماعية ولقدرتها على رصد صراع القيم الانسانية من خلال واقعية احداثها وبدلك فهي ليست تجسيد للانسان المصري خلال فترة السينيات وإنما هي تجسيد للمجتمع العربي والانساني في علاقته مع القيم المنحطة .


 -فتقف رواية اللص والكلاب في مجملها على تجربة نفسية واجتماعية بطلها شاب مصري مكلف ينحدر من أسرة فقيرة، في صراعه مع القيم الفاسدة والمنحطة التي تمثلها مجموعة من الخونة واللصوص  مثل نبويةوعليش ورؤوف علوان اذ يقف سعید مهران ضد كل هؤلاء ليدافع على قيم العدالة التي يؤمن بهالقد عان سعيد مهران بداية من خيانة زوجته نبوية وصديقه عليش الذين قابلا عطاء سعيد مهران وحبه بخيانة مزقت شرفه و عرضه وحرمته من ابنته وتجردته من ماله وكتبه فكان كل من نبوية وعليش تجسيد للقيم المنحطة في الجنس البشري حتى ان نجيب محفوظ لم يعرهما اهتماما كبيرا في المؤلف وكأن لسان حاله يريد أن يقال ان هذه الخيانة أهون من ان نغرق في الحديث حولها غير ان خروج سعيد مهران من السجن سيجعله يصطدم بخيانة وصفها في الفصل الرابع على انها الخيانة الأكبر خيانة رؤوف علوان الاستاذ والمعلم الذي فلسف له اللصوصية على أنها وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية وبدلك جسدت هذه الشخصية في بداية علاقتها بسعيد مهران نموذج للمناضل المؤمن بالتغير، غير ان تحوله الى ذالك الصحفي ناجح، جعله ينسلاخ عن مبادئه وجعله متكبراوانتهازيا حيث استغل الظروف السياسيةالجديدة فتحول إلى قلم برجوازي ماجور، تنكر لأصوله الكادحة،ولطبقته،متطلع بشغف لحياة الارستقراطية ، يشوه الحقائق ويقلب الرأي العام ضد سعيد ويصوره مجرما خطيرا. وبدلك فقد مثل رمز للبرجوازية القاسية على الفقراءمما جعله يصف  في سعید مهران کخائن اکبر رغم ان كل القوى الفاعلة التي تمثل مجموعة من القيم الفاسدةكنبوية وعليش ورؤوف علوان الا ان هناك مجموعة من القوى الفاعلة التي تجسد القيم الايجابية التي لاتزال تنبض في المجتمع  وفي مقدمتها .

- شخصية نور التي أوات سعيد مهران في زمن المطاردة واكرمته  بكل حب فرغم انها تجسد شخصية المموس التي تبيع جسدها من أجل لقمة العيش الا انها  في قلبها الوفاء والاخلاص وظلت وفية  الى نهاية الرواية.

-شخصية الشيخ على الجنيدي فيشكل نموذج المتصوف المنتخبة من الحياة والمنكني على أوراده وأذكاره، بعيدا عن المجتمع وأحواله والناس ومشاكلهم يؤدي دورا مهما في الجراية لأنه يسلفط  مزيدا من الضوء على الأزمة النفسية لسعيد. 

لكن يظهر لنا عدم تقابل بين هذين الشخصيتن وهذا الاختلاف في التصور هو الذي يفسر عدم قدرة سعيد على فهم الشيخ أثناء اللقاءات التي جمعتهما معا، لكن الشيخ يبشره بأبعاده الروحية العميقة ويدعوه إلى أن يتوضأ، ويلفت باله إلى المخاطر المحيطة به لكن الشيخ عجز عن نهي  سعيد مهران عن ركض وراء مصيره الماساوي.

 -شخصية طرزان فيمثل الصديق الوفي الكريم في عطاءه المخلص لصديقه ويوفر له معلومات عن أعدائه، ويطعمه في لحظات الشدة، وأهداه مسدسا يصفي به حساباته مع الخونة. 

-  لكن إن الخيانة الزدوجة التي عاشها سعيد مهران ، الأولى اجتماعية من زوجته وصديقه عليش، والثانية إيديولوجية ثقافية من طرف أستاذه وموجهه رؤوف علوان، جعله يحس بالمهانة والخزي والعار أمام أسرته وأصدقائه وذاته، فقرر الانتقام من جميع الخوية مما جعل منه بطلا إشكاليا يسعى لتحقيق قيم نبيلة في مجتمع فاسد، متوسلا من رصاصات مسدسه ان تحقق العدالة وتطفئ نار الغضب وتريح نفسه المتخبطة في اعتاب الألم النفسي ويبرع نجيب محفوظ في وصف حالته كمنتقم الذي تعميه رغبته العارمه في الانتقام في رؤيه كل ما هو جميل فيعجز عن رؤيه الحب الذي جسدته نور ويعجز عن رؤية الجمال الروحاني التي تبثه النفوس التقيه كشيخ علي الجنيدي فلم يعد يرى سعید مهران غیر نیران الحقد والكراه فغاص في م في تعقبه مند آن اطاح بضحيته الاولى خطأ شعبان حسن وصولا الى ضحيته الثانية بواب فيلا رؤوف علوان فاصبح طريدا بعد ان كان مطاردا للخونة لتنتهي رحلة سعيدة مهران في المقبرة كرمز على المجتمع سيظل ينبض بالخونة وعديمي القيم
وان نهاية سعيد مهران المأسوية هي نهاية الاختيارات الفردية وعبثية .


-فيراهن نجيب محفوظ على القضية ويسعى إلى إبلاغها للقارئ،و التي  تتحدد في ان الفقر والطغيان، وما ينجم عنهما من هضم لحقوق الناس. كما أن الرواية ترصد التحولات التي عرفها المجتمع المصري بعد الثورة، وتنكر المثقفين لقيمها، لذلك ليس غريبا أن نجد "سعيد مهران" يعتبر نفسه ممثلا للفقراء والمساكين الذين خدعوا من قبل الذين يدعون مساعدتهم، لذلك نجد البطل يشعر بالخيبة وتنتابه أزمة نفسية وروحية عميقة جعلته غريبا عن الواقع، جعلت منه بطلا إشكاليا يسعى لتحقيق قيم نبيلة في مجتمع فاسد، وإذا كانت "نور" المرأة التي أحبها نجحت بما تمتلكه من نبل ونزوع إلى الخير في تبديد مخاوفه، فإنها لم تتمكن من إثنائه عن الانتقام 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة