نور ونوران والغراب الحكيم

في قرية جميلة عاش طفلين لطيفين وذكيين وكانا توأم اسمهما نور ونوران، كانا يحبان اللعب واكتشاف العالم من حولهما، ولكن كان لديهما خال يدعى أمير.

**المشهد الأول: في حديقة المنزل**
في يومٍ من الأيام، ذهب نور ونوران لزيارة خالهما أمير الذي جلس معهما في حديقة منزله.
نور: (ينظر حوله بإعجاب) الحديقة جميلة جداً يا نوران، انظري إلى كل هذه الزهور!
نوران: (بسعادة) والألوان مبهجة! لكن، لماذا خلق الله كل هذا الجمال؟
نور: (ينظر إلى السماء) ولماذا خلقنا الله يا خال؟
أمير: (يبتسم) خلقنا الله لنعمر الأرض ونعبده يا نور، وخلق الله هذا الجمال لنستمتع به ونعتني به يا نوران، فنحن خلفاء الله في أرضه.

**المشهد الثاني: قدوم الغراب الحكيم**
نوران: (وهي تلعب بأوراق الشجر) وكيف نعمر الأرض؟
الغراب: (يقفز بينهم فجأة ويتكلم) بعبادة الله والعمل الصالح والعناية بكل ما حولنا.
نوران: (متعجبة وتتساءل) غراب يتكلم بالحكمة! ولكن يا أيها الغراب ما دور الطيور والحيوانات في كل هذا؟
الغراب: (وهو يومئ برأسه) حتى نحن لنا دور في أرض الله، فنحن نعبد الله بطريقتنا.
نور: (متعجب) حقاً؟
أمير: بالطبع فقد قال الله تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}، (ثم أشار إلى السماء) كل شيء حولنا له غاية وهدف، ومن واجبنا أن نعبد الله كما أمرنا.

**المشهد الثالث: قصة بداية العبودية**
أمير: (يقص عليهم) كان آدم عليه السلام أول خليفة على الأرض، قال الله تعالى عنه في القرآن الكريم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، يعني أن الله جعل الإنسان خليفة له في الأرض، وكانت مهمته عبادة الله وتعمير الأرض والعناية بما عليها، واستخدام العقل الذي وهبه الله إياه للانتفاع بما سخره الله له على الأرض.
نوران: (بفضول) وكيف يمكننا عبادة الله؟
أمير:(يفتح المصحف بيده) بأداء الصلوات المفروضة ونشر السلام في العالم بالأعمال الصالحة وفعل الخيرات للناس وبذل النصيحة للآخرين.

**المشهد الرابع: أهمية الصلاة ونصح الناس**
نور: (بتعجب) هل الصلاة مهمة يا خال؟
أمير: (بتأكيد) نعم، إنها ثاني ركن من أركان الإسلام وهي الصلة التي تقربنا من الله.
نوران: (بحماس) هل يمكنك تعليمنا كيف نصلي؟
أمير: (يبتسم) بالطبع، هيا بنا نتوضأ وأريكما كيف تؤديان الصلاة.
فرغ أمير من تعليم الطفلين الوضوء وأداء الصلاة.
نور: (يتأمل) يجب أن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا.
نوران: (ببراءة) وأن نساعد الناس ونصلح بينهم وننصحهم إذا رأيناهم يعصون الله أو يخطئون!
أمير: (بفخر) هذا هو الإسلام، دين السلام والمحبة والإصلاح والنصيحة.

**المشهد الخامس: التعلم من قصة ابني آدم**
نوران: (مهتمة وهي تحدث الغراب) حدثنا أكثر عن دوركم في الحياة..
الغراب: (بنبرة جادة) شهد جدي الغراب أبيكم آدم وابنيه وكيف علم أحد ابنيه الدفن.
أمير: (يتدخل) وهذا يعلمنا أن لكل مخلوق دور في تعمير الأرض، وفي القصة عبرة حزينة.
نور: (يتأمل) إذاً، كل واحد منا له مهمة خاصة.
أمير: (يؤكد) بالضبط، وعلينا أن نبذل جهدنا لنكون خلفاء صالحين، ونعمر الأرض معا ونترك الحسد والغيرة فيما بيننا.
نوران: (بحماس) سأحاول أن أعتني بكل ما أجده من نباتات وزهور! وسأتعاون مع صديقاتي في هذا.
نور: (بحماس مماثل) وأنا سأحاول أن أنصح كل من ألقاه يعصي الله أو يخطئ في حق نفسه أو غيره بالحب والرفق.

**المشهد السادس:التعاهد على عمل الخير**
الغراب: (يخاطبهم) لا تنسوا أن تكفوا الأذى عن الطرق وتعينوا كل محتاج.
نور: (بتفكير) حتى الإحسان إلى الطيور والحيوانات مهم.
الغراب: (بحكمة) إنه جزء من تعمير الأرض.
نور ونوران: (يمسكان بيدي خالهما ويتعاهدان) نعدك بأن نكون خلفاء صالحين ونعمل بما علمتنا ونعمر الأرض بالخير يا خال.
أمير: (بفخر) وأنا على يقين بأنكما ستكونان خير خليفتين في الأرض، وستكونان قدوة للأطفال وحملة لرسالة الخير، اللهم اجعل عبدك نور وأمتك نوران من الداعين إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

**الخاتمة: وداع الغراب الحكيم**
الغراب: (ينظر إليهم برضا) وأنا أعدكما بأن أروي قصتكما للأجيال القادمة ..
(ثم يطير مودعاً) وداعا يا أصحاب القلوب الطاهرة التي تحمل الخير والسلام للجميع.

*وبذلك تنتهي قصة نور ونوران وخالهم أمير، في رحلة تعلم الاستخلاف على الأرض من القرآن والسنة، تاركين وراءهم بذور الخير لتنمو وتزهر في قلوب الأطفال الصغار.