نور ونوران في رحلة إلى البحر

**المشهد الأول: رحلة إلى البحر**
في يوم آخر، قرر أمير أن يأخذ الطفلين في رحلة إلى البحر، ليروا عجائب خلق الله في الماء.
نور: (متحمس) يا لها من رحلة رائعة! أنا متشوق لرؤية البحر والأسماك والمراكب!
نوران: (متحمسة أيضاً) وأنا أيضاً! هل تعلمون أن الله خلق البحرين العذب والمالح متقابلين لكن مياههما لا تختلط ببعضها؟
أمير: (بإعجاب) ما شاء الله، أنتِ عالمة صغيرة يا نوران، هذا صحيح، فقد قال الله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ}، وهذا يدل على قدرة الله وحكمته في خلقه.
نور: (بتساؤل) وهل هناك قصص في القرآن عن البحر؟
أمير: (بتفكير) بالتأكيد، هناك قصص كثيرة عن البحر، مثل قصة نوح عليه السلام والطوفان، وقصة موسى عليه السلام وفرعون والبحر الأحمر، وقصة يونس عليه السلام والحوت، وقصة سليمان عليه السلام والملكة بلقيس والعرش الذي نقله الجن من اليمن إلى فلسطين ، وقصة الخضر عليه السلام وموسى عليه السلام والسفينة التي نقبها الخضر.
نوران: (بدهشة) سبحان الله، كم هي رائعة قصص القرآن، هل يمكنك أن تحدثنا عن إحداها يا خال؟
أمير: (بموافقة) بالطبع، هيا بنا نختار قصة تناسب رحلتنا، ما رأيكم في قصة يونس عليه السلام والحوت؟
نور ونوران: (بتلهف) نعم، نعم، أريد أن أسمعها!

**المشهد الثاني: قصة يونس عليه السلام والحوت**
أمير: (يبدأ القصة) كان يونس عليه السلام نبياً من أنبياء الله، بعثه الله إلى قوم كانوا يعبدون الأصنام بدلاً من الله، ودعاهم إلى التوحيد والإيمان، ولكنهم كذبوه وعصوه واستمروا في ضلالهم.
نور: (بحزن) فماذا فعل يا خال؟
أمير: (يواصل القصة) فعل يونس عليه السلام ما أمره الله به، وهو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكنه لم يجد منهم من يستجيب له، فغضب عليهم وتركهم وخرج من بينهم، ولم يستأذن من ربه في ذلك، وظن أن الله لن يعذبهم.
نوران: (بتعجب) ولماذا لم يستأذن من ربه؟
أمير: (يشرح) لأنه كان يجب عليه أن ينتظر حتى يأمره الله بالخروج من بينهم، أو ينزل عليهم العذاب من الله، فلعل الله يهديهم أو يعفو عنهم، فالله هو الحكيم الرحيم.
نور: (بتفهم) فهو خطأ منه.
أمير: (يؤكد) نعم، ولهذا عاقبه الله بالحبس في بطن الحوت، فقال الله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، يعني أنه لولا أنه كان يسبح الله ويذكره، لما خرج من بطن الحوت حتى يوم القيامة.
نوران: (بخوف) فماذا فعل يونس عليه السلام في بطن الحوت؟
أمير: (يواصل القصة) فعل يونس عليه السلام ما ينبغي للمؤمن أن يفعل في المصائب، وهو الدعاء إلى الله والاستغفار والتوبة، فقال: {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، وهذا دعاء عظيم ينجي من كل شدة وضيقة، فاستجاب الله له وأنجاه من بطن الحوت، وأخرجه على اليابسة، وشفاه من ما أصابه، ورجعه إلى قومه، فوجدهم قد آمنوا بالله واتبعوه، ففرح بهم وبما أنعم الله عليه.
نور ونوران: (بإعجاب) سبحان الله، ما أعظم قصة يونس عليه السلام والحوت!
أمير: (بابتسامة) نعم، إنها قصة عظيمة تعلمنا أن الله ينجي عباده المؤمنين من كل شدة وضيقة، إذا دعوه بإخلاص وتوكلوا عليه، وأنه يغفر لهم ذنوبهم إذا استغفروه وتابوا إليه، وأنه يهدي من يشاء إلى الحق والخير، وأنه يختبر عباده بالمصائب والنعم ليميز الصابرين من الجازعين، والشاكرين من الكافرين.
نور: (بتأمل) فماذا يجب علينا أن نفعل إذا أصابتنا مصيبة؟
أمير: (ينصحهم) يجب علينا أن نصبر ونحتسب وندعو الله ونستغفره ونتوب إليه، ونقول: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، ونثق بأن الله معنا ولا يضيع أجر المحسنين.
نوران: (بتأمل) وماذا يجب علينا أن نفعل إذا أنعم الله علينا بنعمة؟
أمير: (ينصحهم) يجب علينا أن نشكر الله ونحمده ونزكيه، ونقول: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ"، ونبذل منها في سبيل الله وننفق على الفقراء والمساكين والمحتاجين، ونبتعد عن الإسراف والتبذير والمخالفة والمنة.
نور ونوران: (بتفهم) فهذا هو الإسلام، دين الصبر والشكر والإحسان والإنفاق في وجوه الخير.
أمير: (بفخر) بالضبط، وهذا ما يجعلنا خلفاء صالحين في الأرض، ومن الداعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

**المشهد الثالث: الوصول إلى الشاطئ**
بعد أن انتهى أمير من حكاية قصة يونس عليه السلام والحوت، وصلوا إلى البحر، ونزلوا من السيارة، وتوجهوا إلى الشاطئ، وأخذوا يتأملون في خلق الله في الماء.
نور: (ينظر إلى البحر بإعجاب) سبحان الله، ما أجمل البحر وما أعظمه!
نوران: (تنظر إلى الأسماك بإعجاب) سبحان الله، ما أروع ألوان الأسماك وما أعجب أشكالها!
أمير: (ينظر إلى السماء بإعجاب) سبحان الله، ما أروع السحب وما ألطف ألوانه!

وبذلك تنتهي قصة نور ونوران في رحلتهما إلى البحر وقد تعلموا من خالهما أمير كيف يلجئون إلى الله في الشدائد وعند المصائب.