حديث الصباح والمساء

حديث الصباح والمساء

0 المراجعات

محمود المراكيبي

الابن الأكبر لعطا وهدى اتربي في عز وفخامة ما بين سراي ميدان خيرت وبين سراي العزبة في بني سويف

محمود كان بيحب يروح ل أخته نعمة وولادها عمرو وسرور ورشوانة من صغره وحب البيت القديم

منذ نشأته وضحت معالم شخصيته القوية وخصوصا لما قارنوه بأخيه الصغير احمد الطيب الوديع

بس كانوا زي بعض في التعليم الاتنين مستواهم زفت لا يبشر بالإستمرار فاكتفيا بالابتدائية زي عمرو وسرور

أحمد حب حياة ولاد الذوات ومحمود بقى مع أبوه على طول تلميذ ومساعد قوي

حتى شكله كان يدل على شخصيته القوية وجه غليظ ورأس كبير على عنق قصير مليء وكانت نظراته وهيكله يبين حبه للتحدي والصراع

أبوه ما مسكش عليه غير شوية نزوات في شبابه كانت بتحصل في الحقول فخطب ليه ولأخوه بنتين أخوات من عيلة بكري جيرانهم

أتجوز محمود نازلي وما بصش لأي واحدة طوال حياته كان متعلق بنازلي وكانت زوجة تقدس الحياة الزوجية وخلفت له حسن وشكيرة وعبده ونادرة وماهر

محمود كان هدفه من أول يوم يستحوذ على قلب أبوه .. عطا كان معروف بالبخل بقى يمثل قصاده دور البخيل مع إنه كان معتدل لا بخيل ولا كريم وعطا كان معجب بشغله ودقته وعنفه في معاملة الآخرين ورفض التساهل معهم وفي نفس الوقت كان ساعات كتير بيخاف عليه من معاملته دي ويقوله

عطا : مش من الحكمة انك كل يوم تخلق ليك عدو

محمود : مش مهم يحبوني كفاية عليهم يحبوا أحمد وبقوتي حاحافظ على حقوقنا

عطا : أنا خلفت راجل واتنين ستات

ومحمود فعلا عمل أعداء كتير وما كانش همه وكان كل همه انه يكون موهوب مش محبوب عند اللي بيشتغل عندهم ولا عمره زهق من كتر مشاويره مع المحامين للمحاكم ورفع القضايا

مات عطا ومحمود جاب أحمد قدام أمه

محمود : المفروض دلوقتي تدير نص الأملاك

ارتبك احمد وبان عليه الحيرة

محمود : خد بالك يا أحمد ده صراع في غابة كلها وحوش وما فيش مكان للطيب فيها.. الطيب فيها ضايع ولا أنت عاوز تسيبني أشتغل لوحدي

أحمد : يا ريت أنت أخويا الكبير وحبيبي وما عرفش غيرك أثق فيك

محمود : ونسيت إني عمري ما سبت فرض في حياتي وبشتغل بما يرضى الله لأن ربنا شايفني

أحمد : طبعا طبعا يا أخويا

وكده محمود بقى مكان عطا وده كان يوم أسود على حياة الموظفين والمتعاملين.. محمود ما كانش بيهدي كان عامل زي وابور الزلط ما بين الحقل والدائرة والسوق والكل يبصله بحقد ويدعي عليه سواء ستات أو رجالة

مرة وهو راجع السراي طلع عليه مجهولان وفضلوا يضربوا فيه بالعصيان لغاية لما اغمى عليه ورموه في المصرف وهربوا

مرت دورية وسمعوا صوت أنين من المصرف جريوا وانقذوه وكان خلاص حيموت ونقلوه الي المستشفى

كل اللي سمع الخبر بقى  يلعن سوء الحظ أنهم انقذوه وما سبهوش يموت

خرج محمود من المستشفى زي الفل بس على وشه شوية كدمات واثار الجراحة في الجبين والخد والرقبة اللي زود شكله الوحشي أكتر ولم يتغير محمود ويتعظ من اللي حصله بس خد حذره وبقي مسلح

عمرو دايما كان ينصحه : لازم تشوف سياسة جديدة تتعامل بيها مع الناس

محمود : الناس ما تعرفش الا سياسة واحدة ويا ويلي لو تراجعت

كان محمود يزور بيت القاضي في حنطوره ومعاه الهدايا وبيحب يتكلم مع عمرو وراضية عن قضاياه التي لا حصر لها

عمرو يضحك : من كتر القضايا حتبقى من فقهاء القانون زي عبد العظيم

محمود يضحك : الموت أهون عليا من اني افرط في حقي

راضية بحماس : وليه ده كله... الدنيا ما تساوش كل التعب ده عشانها

محمود : واحنا اتخلقنا للتعب يا درويشة

كان بيزور عبد العظيم برضه ويبقى مبسوط وهو عمال يتكلم عن نجاحه و أمواله و قضاياه

وبعد انصرافه عبد العظيم يقول لفريدة :  المرض أهون عليا من إني اشوف الجلف ده

فريدة : بس مراته ست زي الجوهرة

عبد العظيم ساخرا : ربنا يصبرها على ما بلاها

نازلي كانت بتحبه جدا أكتر من أي حاجة في الدنيا وكانت خايفة عليه ودايما بتنصحه بالاعتدال بس من غير فايدة

نازلي : طب ما تشوف عبد العظيم داود وخليه يمسك القضايا بتاعتك

محمود : ده واحد بيتظاهر بالشرف عشان يداري ندالته وهو مش اكتر من كافر وبيقلد الانجليز ويشرب الويسكي مع الغدا والعشا

قامت ثورة ١٩١٩ واتحرك قلبه لأول مرة ناحية سعد واتبرع ببضعة الالاف من الجنيهات

بس لأول مرة برضه يخاف من الفلاحين ويشوف فيهم قوة مخيفة عمره ما شافها قبل كده

ولما حصل الخلاف وشاف موقف الملك والعدليين والزعيم عاد حساباته من تاني واجتمع مع أحمد وقاله

محمود : إيه رأيك في اللي بيحصل

أحمد ببراءة : سعد طبعا على حق

محمود ببرود : أنا بسألك عن مصلحتنا

أحمد : ما فكرتش... انت عاوز تأيد عدلي باشا يا محمود

محمود: المركز الثابت يعني الملك

أحمد : اللي تشوفه يا خويا

محمود : أصحابك رأيهم إيه

أحمد : كلهم مع سعد حتى ولاد أختنا عمرو وسرور مع سعد

محمود : عشان ملهمش مصلحة واللعبة أنتهت.. الإنجليز يا أحمد عمرهم ما حيسيبوا مصر ولا مصر تقدر تعيش من غير الإنجليز

وطبعا عشان ولائه للملك خد البكوية هو وأخوه

محمود بفرحة : عشان عيلة داود تعرف ان الرتب مش ليهم وبس

وقامت ثورة ثانية بس المرة دي داخل القصر وكان قائدها عدنان أبن أحمد وكانت السبب في قسم الأسرة نصين متخاصمين رجال وستات وشمتوا فيهم المتنافسون وحزن لها المحبون زي عمرو ورشوانة حتى سرور

سرور : حلت اللعنة على الأسرة الملعونة

وما اجتمعوش تاني إلا ساعة وفاة أحمد وبعد وفاته بشهور محمود جاله السكر ومات عمرو وسرور

محمود اصابته الكآبة وده أثر على مرضه أكتر وما بقاش قادر يشتغل زي الأول وبقي أغلب وقته في سراي ميدان خيرت لغاية لما جاتله أزمة قلبية ومات وماتت نازلي بعد سنتين وفي نفس السنة ماتت فوزية وما فضلش غير راضية وبليغ وهم اللي فضلوا عايشين لغاية ثورة يوليه

احنا بنحكي رواية حديث الصباح و
أحمد عطا المراكيبي

أحمد الطيب زي ما بسميه دايما مع أنه في وصف الرواية كان شكله عملاق بالطول والعرض ووشه زي التمثال شبه أبطال الحكايات الشعبية

كان يملأ مقعد الحنطور وهو رايح بيت القاضي يحتضن عمرو حضن كله محبة ويصافح راضية بحرارة ويضع الهدايا فوق الكونسول ويسأل عن قاسم

ومع شكله العملاق ده صوته كان هادي جدا وعينيه البني كلها طيبة وسلام

كان بيحب يزور عيلته جدا على فترات وخصوصا البنات عشان يعلي قيمتهم ومكانتهم عند ازواجهم وكان بيجيب لقاسم الحلوى وزعل على وفاة أحمد ابن مطرية أوي

ويبقى للغدا بشرط أن راضية تعمله الطواجن من ايديها واشتهرت بيها مع إضافات جاهزة من طعمية الحلوجي وكباب العجاتي

ويفضل قاعد معاهم وبعدين ينزل مع عمرو وسرور يكملوا السهرة في الكلوب المصري وبالرغم مودة عيلة المراكيبي مع عيلة عمرو وفرحة عيلة عمرو بزيارتهم الا ان راضية برضه كانت شايفاهم معندهمش أصل وتبص لقاسم وتقوله : مفيش زي جدك معاوية بيهم كلهم

يبتسم عمرو ويسكت بس قاسم كان شايف سراي عيلة المراكيبي سحر لا يفيق منه أبدا كان شايف انها في حجم بيت القاضي وفي ارتفاع القلعة وحديقتها مثل حديقة الحيوان غرف لا عدد لها وعفش مفيش شبهه حتى التحف والتماثيل مختلفة الأشكال والألوان حتى فوزية هانم ونازلي هانم كلهم عالم من السحر يفوق عالم الحكايات والأحلام

كان مستغرب جدته نعمة إزاي اخت احمد بيه ومحمود بيه وهي فقيرة كده ما عندهاش غير عمرو وسرور ورشوانة مع إنه شايف حب أحمد ومحمود ليها ولولادها خاصة عمرو

كان أحمد بيحب عيلته أوي وكمان كان على علاقة حلوة بعيلة داود ويعزمهم في سراي ميدان خيرت... عبد العظيم كان بيحب أحمد أكتر من محمود عشان أخلاقه وتواضعه وبساطته بس لما تيجي سيرتهم في بيت عمرو لازم يسخر ويقول :
مال كتير وجهل أكتر والأصل بياع مراكيب حقير

أما محمود كان يقول : خدوا ألقاب باشا وبيه والأصل أجير على باب الله

عمرو ما كانش عنده إلا رد واحد عليهم

عمرو : كلنا ولاد آدم وحواء

عرفنا قبل كده ان احمد ومحمود وعمرو وسرور اكتفوا بالابتدائية.. عمرو وسرور اشتغلوا في الحكومة ومحمود مع ابوه أما أحمد عاش حياة الأعيان وكده كده ابوه سقطه من حساباته
حياة احمد كانت عبارة عن انه يروح العزبة لوحده او مع فوزية مراته ويرجعوا على السراي في الدور التالت بتاعه هو ومراته ويروح يزور أهله او يستقبلهم في السرايا

كان بيستقبلهم في الدور بتاعه يشربوا الشاي والقهوة والقرفة ويلعبوا الطاولة والشطرنج ويسهروا في رمضان والأعياد حتى مطلع الفجر
كان الفونوغراف ونيس وحدته والحنطور متعته وحدائق شبرا والقبة اكتر أماكن يحب يروحها والسيدة الجامع اللي بيصلي فيه وكان أوقات بيحضر بعض ليالي الذكر الصوفية مع عمرو ابن اخته المنتسب للطريقة الدمرداشية

مات عطا ولقي احمد الهادي المتواكل نفسه امام مسئولية كبيرة ولم يدرب على التعامل معها كان لازم يدير أرضه ٣٠٠ فدان و١٠٠ فدان بتوع مراته كمان

محمود كان بيطمنه
محمود : حتتعلم كل حاجة وانا معاك بس لازم تسيبك من الطيبة دي شوية الفلاحين و المستأجرين حاجة والأقارب والأصحاب حاجة تانية

أحمد : أنت اخويا الكبير وعمري ما شفت منك إلا كل خير... انا الصراحة مش حاقدر اعمل كده انا ما اتخلقتش لكده

وبكده محمود بقى مكان عطا وده ضايق فوزية

فوزية : مش شايف انك اتسرعت شوية في القرار من غير حتى ما تسأل حد

أحمد : انتي عندك شك في اخويا محمود

فوزية : هو نعم الأخ بس برضه احنا مش تحت وصايته

أحمد : هو أخويا وحبيبي وانتي اخت مراته واحنا كلنا عيلة بنحب بعض وانا عارف اني خدت القرار الصح

فضل في حياته الناعمة وياخد نصيبه من غير مراجعة والخير كان كتير والبال رايق

قامت ثورة ١٩١٩ حركت المشاعر بقوة وحب زعيمها واتبرع ليها بعشرة الاف جنيه وده كان اقتراح محمود ونسيوا وصية أبوهم بالبعد عن السياسة أو انهم يغضبوا الكبار في البلد

ولما حصل الخلاف بين الكبار محمود راجع حساباته وشاف ان العواطف انتهت وجه وقت العقل بس احمد كان شايف ان الارض كلها مع سعد

محمود : وإحنا مع مصلحتنا يا أحمد سيبك من الهتافات وأعرف إن الإنجليز هم القوة الحقيقية وعدلي قريب منهم وولاءنا لازم يكون للملك

أحمد مستسلم كعادته : زي ما انت شايف يا محمود

وزعل عمرو من مواقفهم ده وسرور سخر منهم

سرور : ربنا اداهم فلوس ما تتعدش وندالة ما تتوصفش

عمرو كان محرج دايما اولا عشان بطبيعته هادي وثانيا عشان حامد ابنه اللي متجوز شكيرة بنت محمود وعامر اللي متجوز عفت بنت عبد العظيم
بس ما قدرش يخبي رأيه على خاله أحمد وهو بيتعشي معاه في السرايا

أحمد مبتسم : ربنا عالم أن قلبي معاكم بس ده رأي محمود

عمرو : احنا كل يوم المظاهرات تحت بيتنا بتهتف بسقوط الخونة

أحمد : أصحاب المصالح لا يحبون الثورات يا ابن أختي

ومع ذلك أحمد أتعرض للنقد لاختلاطه بالناس ليل نهار لكن محمود ما كانش فاضي يسمع النقد ده عشان انشغاله بالعزبة

وبسبب إعلان ولائهم للملك خدوا البكوية في عيد إسمه عيد الجلوس وفرحوا بيها أوي

أحمد عمل حفلة كبيرة دعا كل أهله عيلة عمرو وسرور وداود وكان زي الفرح

وفضل أحمد في حياته المترفة وما خلاش أي حاجة تعكر صفوها حتى لو مشاكل الوطن وهمومه

بس المتاعب كانت لازم تيجي وجت لما ولاده كبروا ورفض عدنان وصاية محمود عليهم وبقي الأول يتخانق مع أمه وبعد كده أبوه و فضل وراهم لغاية لما أحمد وعده إنه يتكلم مع محمود ومن هنا ولعت الدنيا

انتهز احمد زيارة محمود للقاهرة وقرر يفاتحه في الموضوع

أحمد بخجل : أنا ولادي كبروا وليهم رأيهم إني لازم أخد حقي واديره بنفسي

الموضوع ده ضايق محمود جدا خصوصا بعد السلطة والهيبة اللي خدهم حتى على أخوه ومراته وولاده

فوزية كانت بتخاف منه مع إنها بتتكلم مع احمد الند للند وولاد أحمد كانوا دايما مطيعين مؤدبين قصاده مع أنهم بيهزروا مع أبوهم بكل حب ومرح وحرية

و رغم كل ده ورغم شخصية محمود القوية قصادهم الزمام فلت من ايده واتهم أحمد إنه ضعيف قصاد ابنه.. أحمد زعل

أحمد : مفيش داعي للكلام ده

محمود غاضبا : أنت بتشك في ذمتي

أحمد : استغفر الله بس ده حقي اللي عاوز اخده واديره بنفسي

محمود : حقك في انك تدمر نفسك عشان حماقة ولادك

أحمد عابسا : الله المستعان

والموضوع كبر اكتر لما عدنان كلم عمه بطريقة عنيفة ومحمود شافها جريمة إنه يكلمه كده

فضلت النار تولع زيادة من شخص لشخص... اتخاصم الشقيقان وكل واحدة وقفت جنب جوزها ونسيت أختها وولاد العم بقوا بيتخانقوا لدرجة الشتايم وكل عيلة بقت واخدة جنب في الدور بتاعها وكأنهم ما يعرفوش بعض
حاول عمرو وسرور ورشوانة يصالحوا بينهم من غير فايدة

أحمد اتنقل للعزبة عشان يستلم أرضه يزرع جزء ويأجر جزء

الموضوع كان كبير على أحمد ومتعب واتعرض لخساير كتير وقبل الحرب العالمية الثانية جاله شلل نصفي ورجع فراشه في القاهرة مستني نهايته
عمرو راح لمحمود وقاله : مش آن أوان الصلح

محمود : فيه حاجات استحالة تتنسي بس انا حاعمل اللي عليا

دخل محمود وأسرته غرفة أحمد ووقف ولاده قصاده بأدب وعينهم مليانة دموع

محمود سلم عليهم وقالهم : الخلافات بتتنسي لكن عمرنا ما حننسي أبدا اننا في الأخر أهل

قرب من أحمد وهو راقد في السرير وقربت فوزية منه

فوزية : محمود أخوك جه عشان يطمن عليك

محمود اقترب منه وباس رأسه : شد حيلك يا أحمد

احمد ما قدرش ينطق بس محمود كان عارف انه لسه احمد الطيب 
ومات في نفس الليلة
مات أحمد المراكيبي الطيب


النهاردة حكايتنا عن أم وجدة الغاليين علينا.. فرجة الصياد.

فرجة عرفوها الناس في الغورية من صغرها.. كان عندها ١٤ سنة لما نزلت وهي شايلة مقطف فيه سمك وميزان

اضطرت فرجة تشتغل بعد مو ت أبوها وعجز أمها عن الحركة

كانت حلوة بس عمر ما حد رفع عينه فيها بحكم الجيرة
وفي مرة واحد قرب منها وطلب منها كيلو سمك بس نظرته طالت بطريقة تضايق ومش بس كده ده راح قالها انها حلوة كمان
بس فرجة اللي ب ١٠٠ راجل كلمته بخشونة وقالتله عاوز السمك ولا الميزان على وشك
الراجل قال حاجه مش ظريفة خلت فرجة تلم عليه الناس

ابتدي الناس يتلموا على الراجل ده ويضربوه ما نجدوش غير عطا المراكيبي وزعق

عطا : صلوا على النبي ده راجل اسكندراني وجاري ما يعرفش عادات بلدنا والكلمة دي عادي في بلدهم

عطا كان بيتشاءم من صاحبه ده لأنه اول ما نزل من اسكندرية نابليون جه وراه وسأله أنت إيه اللي جابك... فقاله أن الوباء قت ل أهله

ايوه يا ساده... الراجل ده هو يزيد المصري اللي فرجة خطفت قلبه من أول نظرة وقرر يتجوزها

أتجوز يزيد المصري من فرجة و عاشوا في بيت الغورية وخلفوا عيال كتير ما فضلش منهم غير عزيز و داود
.

الشخصية اللي معانا النهارده نعمة عطا المراكيبي

نعمه تبقى بنت عطا اللي اتولدت في بيت الغورية وكانت عندها صحة حلوة فاختارها يزيد زوجة لإبنه الكبير عزيز ده غير انها كمان كانت بنت صاحبه وجاره عطا المراكيبي
واتجوزت وانتقلت من الدور الأول للدور التاني في نفس البيت
كانت نعمة زوجة عاقلة ومطيعة ومدبرة وخلفت رشوانة وبعدها عمرو وبعده سرور
كانت زعلانه لما ابوها اتجوز من هدي الأرملة الغنيه وبعد كده لما شافت العز اللي أبوها بقى فيه وزارت السرايات بتاعه مراته كانت فاكره انها هينوبها من العز جانب بس ما حصلش كده وكبر عطا دماغه عنها أصلا
عزيز كان شايفه بخيل وهي كانت بتدافع عنه وتقول لجوزها هو بس خايف ان مراته تتهمه انه ضيع فلوسها

عطا خلف احمد ومحمود وكان حلم نعمه ان مرات ابوها تمو ت الأول فيورثها ابوها وبعد كده هي تورث أبوها بس حتى ده ما حصلش وما ت عطا الأول
وكده عطا أداها بمبه وهو عايش وهو ميت 😂😂😂
بس الحاجه الوحيده اللي خرجتها من احزانها احمد ومحمود وحبهم ليها ولولادها وهي كمان حبتهم وعاشت لما شافت احفادها وما تت بعد عزيز بسنتين

ملحوظه : صداقه نعمه وجليله نجيب محفوظ ما كتبش عنها ولكنها كانت رؤيه للكاتب محسن زايد ولم تذكر في شخصيه نعمه او جليله
ملاحظه تانيه : نعمه لم تعجب ب داود

معاوية القليوبي

نفس مشكلة فرجة الصياد كان الإسم يخصها والكلام على يزيد

هنا برضه الإسم معاوية والكلام على جليلة

معاوية أتولد وكبر في سوق الزلط وكانت تربيته دينية بس كان بيعشق النحو بالذات اللي درسه في الأزهر

قبل ما أبوه يموت بكام شهر جوزه من جليلة

معاوية كان محبوب وليه هيبة في الحي بتاعه لأنه كان جنب شغله ليه نشاط جوه جوامع الحي

جليلة كانت عصبية ودايما تصرفاتها غريبة وحاول معاوية معها كتير انه يعلمها أصول دينها وده سبب خناقاتهم الكتير بس كان في شكل لطيف

وبالرغم اعتراضه على اللي بتعمله دايما كان لما يتعب يروح ل عالمها الغريب و طبها الشعبي ويسلمها دماغه عشان ترقيه

جليلة بقت أشهر من معاوية في الحي.. وكانت هي ومعاوية بيحبوا بعض جدا وممكن عشان كده حياتهم استمرت رغم اختلاف أفكارهم

جابتله راضية وشهيرة وصديقة وبليغ

قامت الثورة العرابية والشيخ معاوية كان معاها قلبا وقالبا وطبعا بعد فشلها واحتلال الانجليز لمصر اتقبض على الشيخ معاوية واتحكم عليه بخمس سنين

جليلة بقت كل شغلتها تروح ل أضرحة الاوليا وتدعي على الخديوي والانجليز وبقت تصرف على البيت من فلوس أبوها اللي ورثتها

بعد خروج معاوية حس نفسه غريب وسط الناس ما حدش فاكر الثورة ولا اللي عملوه عشانهم ولو حد افتكر بيشتموا فيهم

معاوية مالقاش حد جنبه غير حبيبنا يزيد المصري

فضل معاوية منعزل عن الناس لغاية لما اشتغل مدرس في مدرسة أهلية

جه في يوم عزيز وطلب أيد بنته راضية لعمرو وقاله ما حدش هيجوزهم غيرك بس الأجل سبق ومات بعد خطوبتهم بأسبوع

يوم وفاته جت هدايا العروسة فتشائمت جليلة وخافت على بنتها راحت خارجة من اوضة معاوية ل أوضة تانية وراحت مزغردة من الشباك ورجعت تاني جنب معاوية تصوت واتدفن معاوية في حوش قريب من حوش عزيز في رحاب سيدي نجم الدين

مش عارفة ليه نجيب محفوظ كتب حوش عزيز بالذات مع ان عزيز مات بعد معاوية بكتير.

جليلة كانت أطول من معاوية وبتبصله دايما من فوق وفضل معاوية طول عمره زعلان منها عشان الحركة دي

الظريف بقى ان لما نعمة راحت تخطب راضية لعمرو أول حاجة قالتها نعمة ل رشوانة لما رجعوا البيت

نعمة : بت يا رشوانة هي راضية أطول من عمرو

رشوانة : لا يا أما أطمني عمرو أطول 

النهاردة كلامنا عن صديقة تالت بنات معاوية وجليلة وأحلى واحدة فيهم.

صديقة كانت بيضا وخدودها وردي وشعرها أسود تقيل... ما أتاثرتش بتربية معاوية الدينية وسلمت دماغها لجليلة وأفكارها.

كان صوتها حلو وبتحب الغنا وأكتر واحدة كانت محبوبة من ولاد راضية.

بعد ما معاوية مات بسنين أتجوزت دكتور أسنان شامي من سكان الحي وسكنوا في عمارة جديدة في الفجالة بس يا فرحة ما تمت جوزها مات قبل ما تحمل وجالها السل ورجعت بيت أمها تاني.

العيلة كلها كانت زعلانة على نصيبها وحظها القليل خصوصا بعد المرض ما زاد عليها لدرجة غيرت شكلها ودبل جمالها.

المرض فضل يزيد والألم وقلة النوم معاه واليأس أتمكن منها لغاية لما رمت نفسها في البير بتاع بيت جليلة.

جليلة فضلت تصوت لغاية لما الناس جت وأنقذتها في الرمق الاخير.. فضلت بعدها ساعات في عذاب وحواليها أمها وأخواتها... ومدخل البيت كان مليان بالجيران ورجالة من العيلة وماتت قبل الفجر في عز شبابها.

جليلة حزنت عليها وقت طويل وأمرت بتغطية البير بغطاء متين من الخشب وما حدش ييجي جنبه أو يستخدمه وكانت على طول بتحلم بيها.

وقالت لراضية أنها شافت صديقة في المنام وشها منور وجميلة زي زمان وبتضحك وبتقولها أن ربنا غفر ليها
فحمدت راضية ربنا وشكرته.

جميلة سرور عزيز

قصة +18  😂😂😂

أجمل بنت في ميدان بيت القاضي بعد مطرية بنت عمرو

خدت من أمها بشرتها العاجية وعينيها الخضرا ، بس كانت عكس أمها في الخفة والحيوية هي كانت اوفر بزيادة أوي

تعليمها كان زي بنات عمها شوية في الكتاب بعد كده يقعدوا في البيت ما يستغلوش اللي اتعلموه فيرجعوا لنقطة الصفر

كانت متحررة ومنطلقة بقوة النضج المبكر فتطلع في الشباك تسقي الزرع او تنزل بنص نقاب وهي رايحة لبيت عمها وكانت تدلل لما تشوف الكل حياكلها بعينه

كانت في صغرها تمشي مع لبيب في الميدان وبعد سنوات انضم ليهم قاسم وكانت أكبر منه بسنوات وما لقتش غيره عشان تتسلى بيه

أمير كان متضايق من أخلاقها وفضل يعنفها لغاية لما عيطت لأمها

زينب لأمير : ما تنساش إنك أخوها الصغير

أمير : طب وسمعتنا

زينب بهدوء : أنا مربية بنتي أحسن تربية

ولما أمير اتعدى حدوده تدخل سرور وقاله : سيبني انا حاتصرف

سرور كان معروف عنه التسامح المعتدل وكان أكتر حاجة مضيقاه وقتها لما عامر اختار عفت بنت عبد العظيم وتجاهل بنته جميلة

سرور : الله يخيبه مش بنتنا أحلى وأجمل

زينب بسخرية : ابن راضية المجنونة

سرور بمرارة : عمرو دايما يقول إنه من أهل الطريق بس الشهادة لله انه بيتقرب من الأغنياء اكتر من ما بيتقرب من ربنا

اخلاق جميلة خلت الجيران يخافوا منها رغم جمالها لغاية لما اتقدم ليها ضابط شرطة جديد من قسم الجمالية اسمه إبراهيم الأسواني وكان طويل وممشوق القوام أسمر شافها وعجبته ووجد سمعة البنت طيبة 😂😂😂
فخطبها بلا تردد

قاسم شاف بين يوم وليلة معلمته وفاتنته اتغيرت وبقت محترمة وكلها وقار واتجوزت وراحت علي بيتها في درب الجماميز واتعملها فرح احيته الصرافية والمطرب أنور

وبحكم عمل الزوج سابوا القاهرة وفضلت جميلة سنين من غير خلفة ومات سرور قبل ما يشوف ولادها

إبراهيم الأسواني كان وفديا واتفضحت وفديته في عصر الدكتاتوريات وانتهى الأمر بفصله.

كان يملك عشرين فدان فرحل بأسرته إلى أسوان وانضم الي الوفد في العلن وانتخب عضوا بمجلس النواب

أنجبت جميلة بعد العلاج من عقمها خمس ذكور عاش منهم اتنين سرور ومحمد، ونقدر نقول إن الجواز حولها لست رزينة وجد و أم بمعنى الكلمة بس تخنت بطريقة يضرب بيها المثل

ابراهيم كتير كان بينفعل ويتعصب بس هي كانت بتعرف تحتويه لغاية لما يرجع لهدوئه

وكانت دايما تنصح أمانة بنت مطرية
جميلة : الست لازم تكون مروضة للوحوش

قامت ثورة يوليه واتأكد إبراهيم ان حياته السياسية انتهت فاعتزل في أرضه وتفرغ للزراعة

محمد وسرور بقوا ضابطين طيارين، وانقرضت هذه الأسرة بقضاء لا راد له
إبراهيم الأسواني قتل في تصادم بين قطارين سنة ١٩٥٥ في عمر ٥٥
أصيبت طايرة سرور في ١٩٥٦ ومات، ولحق بيه أخوه محمد في حرب ١٩٦٧
وماتت جميلة بسرطان المعدة ١٩٧٠ وهي عندها ٦٣ سنة وماتت وهي مقطوعة من شجرة بدون أهل

بهيجة سرور عزيز

من صغرها شهد ميدان بيت القاضي لعبها مع لبيب وجميلة أخواتها ومخالطتها لبنات وأبناء عمها عمرو
كان الطبع الهادي بيجمع بينها وبين لبيب وسميرة، هي وقاسم نفس العمر. وشها أبيض زي أمها زينب وعينيها خضرا وصوتها تخين زي أبوها سرور. عندها رزانة لدرجة انهم اتهموها إن دمها تقيل، وكانت محافظة على التقاليد والدين ضد عبث الصبا

اكتفت في التعليم بالكتاب وبقت زي بنات عمها واختها جميلة وبعد كده اتفرغت لفنون البيت من طبخ وخياطة وبقت مستنية ابن الحلال

أنسب واحد وقتها كان حامد ابن عمها بس عيلة المراكيبي استولت عليه وده زعل سرور وزينب زي ما زعلهم ان عامر ما خدش جميلة

ومرة عاتب سرور عمرو : هو انت ليه ما فكرتش في بهيجة قبل ما تدي حامد لمحمود المراكيبي؟

عمرو : احنا يا سرور يا اخويا فقرا على باب الله محتاجين لريش عشان طيورنا ،وابنتك جميلة ومش هتقعد كتير

من هنا مشاعر سرور كانت متناقضة اتجاه عمرو ما بين الحب والمرارة زي مشاعره ناحية أهله كلهم وده خلي لسانه خنجر يطعن بلا رحمة ومن هنا أهله بقوا يتجنبوه في الوقت اللي بيتقربوا فيه من عمرو. وغصبت زينب

زينب : أنا عارفة السر ورا كل ده

سرور : ولا سر ولا حاجة، هو عمرو كده يحب يتعلق في ديل الاغنيا وفروعهم العالية..

زينب : وما تنساش راضية صاحبة السحر والجن، هي بتغير مني ومستخسرة فيا اي خير

بهيجة ما زعلتش أن حامد ضاع منها.. كانت تنفر من خشونته وابتذاله. وكانت في نفس الوقت بتراقب اللي بيحصل بين قاسم وجميلة وهي قرفانة من العبث الفاضح اللي بتعمله جميلة. كانت جميلة عندها ١٦ سنة وقاسم ١٢ سنة ومستغربة اللي بيحصل فوق السطح او تحت بير السلم وده شيء ضد الأخلاق والدين وهي مش قادرة تتكلم عشان خايفة من العواقب

جميلة اتخطبت وعقلت وبهيجة لقت نفسها بتفكر في قاسم بس مش بطريقة جميلة المجنونة ولكن بعاطفة رقيقة وحياء وتقاليد.

وانتبه قاسم وشاف الحب في عينيها وافتكر إنه حيكمل اللي كان بيعمله مع جميلة بس لقي حب حقيقي و إرادة من حديد وابتدي يحوم حواليها زي المجنون

زينب لاحظت وقالتلها : ده نفس سنك مش حينفعك لسه قدامه وقت طويل وكمان ما تنسيش أمه

شعرت بهيجة بالتعاسة ولما قاسم جاتله حالة الصرع شعرت بقمة التعاسة ورجعت لنقطة الانتظار وطال الانتظار حتى حطوها في سلة واحدة مع دنانير.. البنت جميلة ومؤدبة وما حدش اتقدم ليها وما حدش يعرف السبب. طال الانتظار ومات عمرو ومات سرور وماتت زينب

جاء عام ١٩٤١ وهي وحيدة في بيتها تعاونها ام سيد، واخوها لبيب كل فترة يطل عليها بعد ما اتنقل بسبب شغله وبدأت تقرب من التلاتين واليأس رفيقا لها ليل نهار، وليس لها من الدنيا إلا نصيبها من معاش أبوها لغاية لما انتبه لها قاسم من جديد وطلب من راضية إنه يتجوزها

راضية اعتبرت الطلب كرامة من كراماته، وأمرا لازم يتنفذ، فكلمت لبيب في أول زيارة ليه. وفكر لبيب وشار عامر وحامد وسأل بهيجة ووافقت وما عرفش سبب موافقتها هل حب قديم أم يأس أم خوف من الوحدة

تم زواج قاسم وبهيجة في ليلة تعرضت فيها القاهرة لغارة جوية عنيفة

وانتقلت بهيجة إلى بيت عمها وعدت سنين من غير خلفة ولكن قاسم طمنها
قاسم : حتجيبي ولد في الوقت المناسب
خلفت بهيجة ولد سنه ١٩٤٥ وسماه قاسم النقشبندي. بدأ حياته التعليمية بعد ثورة يوليه. كان وشه مشرق ورشيق وذكي جدا، وتخرج مهندسا عام ١٩٦٧ وتقرر إرساله في بعثة، ودعته راضية وهي في قمة شيخوختها، وقال له ابوه : ربنا معاك، حاودعك من غير دموع

سافر النقشبندي إلى ألمانيا الغربية بعد شهور من خمسة يونيو وهو حزين وعلم بموت عبد الناصر وما زعلش عليه، ولما خد الدكتوراة قرر ما يرجعش مصر تاني وعمل في ألمانيا وتزوج ألمانية وخد الجنسية الألمانية... لما عرف قاسم قال تاني : ربنا معاك حاودعك من غير دموع

وبعد موت راضية بقى قاسم وبهيجة في البيت القديم وراء شجرة البلخ التي شهدت حبهما القديم، ومازالا قلباهما ينبضان بالحب والعزلة.


لبيب سرور المصري

بكرية سرور وزينب صاحب الوجه المليح المشرق شبه أمه الهادي الرزين من صغره

ما كانش يلعب زي العيال وكان كبيره يقف قصاد البيت يتفرج على عامر اللي أصغر منه بكام سنة وهو بيتعفرت زي بقية العيال أو أنه يتمشى في الميدان وهو بيقزقز لب

راضية دايما كانت تناديه بحب :
_ يا صاحب العقل الكامل

وكانت دايما تستغرب عقله وتقول :

_ أبوه ما فيش أغبي منه وأمه عبيطة جاب العقل ده كله منين

لما تم أربع سنين أبوه بعته الكتاب واللي شجعه إنه يبعته بدري عقل لبيب ورزانته وبعده عن لعب العيال.. وانه مش حيخسر حاجة لو حتى فهم بعد سنة أو سنتين، بس لبيب عرف حاجات كتير جدا في السنتين دول لدرجة انه حاز إعجاب سيدنا الشيخ وقال لعمه عمرو :

_ ابن أخيك لبيب ولد عجيب ولازم تدخلوه المدرسة الإبتدائية

ما كانش حد بيدخل المدرسة في الوقت ده قبل ما يتم ٨ او ٩ سنين بس سرور عمل اللي عليه وقدملها وخلاص وزي ما تيجي تيجي ونجح لبيب فعلا وكان نجاحه مفاجأة، وانتظم في الدراسة وهو عنده ست سنين وبقي ينجح كل سنة والعيلة مش مصدقة نجاحه، كان بينجح من غير مساعدة أي حد وبيذاكر ليل نهار وخد الابتدائية وهو عنده عشر سنين

سنه وتفوقه كانوا السبب انه يدخل إحدى المدارس الملكية بالمجان وفضل على كده لغاية لما دخل الثانوية من غير كسل او تضيع وقت او اي حاجة تعطله عن هدفه وأمه كانت مشجعاه لغاية لما خد البكالوريا وهو عنده ١٦ سنة

كان المفروض يدخل المعلمين العليا لأنها أنسب مدرسة لظروف عيلته بس هو كان حلمه يدخل الحقوق

سرور خائفا : إنها مدرسة الحكام

عمرو : أنا من رأيي نشاور عبد العظيم

عبد العظيم كان معجب جدا ب لبيب ومجهوده فسعي ودخله مدرسة الحقوق، وفصل له سرور بدلة ذات بنطلون طويل لأول مرة، وذهب إلى المدرسة ليقابل السخرية من  عيون باقي الطلاب وفضلت السخرية حتى أثبت نفسه وتفوقه وقدراته

لم يتأخر عن الإشتراك في مظاهرات ١٩١٩ وتوزيع المنشورات بس في حدود الظل والأمان، ولم ينسى أبدا الفوارق الطبقية بينه وبين أقرانه وده كان مأثر فيه بس هو تجاوزها بهدوء وبحكمته الفطرية

لم يتأثر ببدلته اليتيمة ولا بعدم مشاركته في أي حياة اجتماعية أو ترفيهية ولا حتى ركوبه الدرجة التانية في الترام، ولا حتى عمره ازعج أبوه بطلب من طلباته، كان دايما صاحب العقل الكامل كما قالت راضية

حصل لبيب بصبره واجتهاده على الليسانس وهو عنده ١٨ سنة وكان من العشرة الأوائل، ولم تعترض النيابة على تعيينه إكراما لعبد العظيم، بس ما كانش ينفع يشتغل معاون نيابة لأنه كان لسه قاصر فاتفق على إلحاقه بوظيفة كتابية في محكمة حتى يبلغ سن الرشد.

والتحق فيما بعد بالنيابة رافعا راس عيلة عزيز كلها، وكانت ردود الفعل كتير ما بين حسد وغيرة و إعجاب في فروع العيلة كلها حتى أقرب الناس ليه وهم أبناء عمه

أما سرور فكان ماشي رافع راسه وكأنه النائب العمومي وده خلي لسانه يطول زيادة وخلي كتير يضايقوا منه لدرجة ما حدش بقى يطيقه.

بس لازم شوية هموم برضه رغم النجاح والمركز والتفوق اللي فيه لبيب ظروف أسرته حتمت عليه عدم الجواز عشان يساعد في تربية اخوته الولاد و جوازات اخواته البنات

وطبعا عشان واخدها جد من الصغر ابتدت الغرائز تحاول تعويض ما فاتها في الطفولة والمراهقة فبقي مدمن للخمر والنساء والفسق مع محاولة الحفاظ على مركزه حتى أدمن هذه الحياة واتعود عليها، حتى بعد ما عمل اللي عليه مع اخواته لم يفكر في تغييرها وما اهتمش بتهديد سمعته وانها دمرت صحته

قامت ثورة يوليه واهتز مركز القانون ورجاله، وسيطرت عليه الكآبه لأنه وفدي قديم من ناحية ولأنه رجل من رجال القانون من ناحية أخرى.

كانت حياته عبارة عن زيارات لأهله وأقربهم لنفسه حامد

اترقي لبيب وبقي رئيس محكمة استئناف الإسكندرية وقرب يطلع معاش ومن هنا اتغير تماما وبقي ماشي في طريق العبادة والزواج

مارس العبادة لحد الدروشة،وفكر في الزواج وأول واحدة جت على باله دنانير بنت عمته، وما نسيش إنه حاول في يوم يرافقها وهي رفضت، بس لما شاف شكلها بقى عامل إزاي صرف نظر عنها، وعرف بنت من بنات الليل وكانت مطربة من الدرجة الرابعة واتجوزها وعاشا في شقة في مصر الجديدة وراحوا الحج مع بعض وعاشا في سلام

الخمرة اللي شربها عملت ليه تليف في الكبد ونزيف داخلي ووقع وهو في شغله في إسكندرية ونقلوه بيته في القاهرة ومات قبل هزيمة يونيه بكام شهر

حبيبة عمرو المصري

حبيبة أبوها زي ما كان بيقولها عمرو الخامسة في ولاده وفي الرواية هي حبت ابوها وامها اكتر من اي حد اكتر ومش ابوها وامها بس هي كانت بتحب اي حد اكتر من أقرب الناس إليه وكانت تبكي وفاتهم لغاية لما سموها النائحة.. حفظت الذكريات والعهود وكانت بتعشق الماضي وأيامه الحلوة

كان جمالها قريب جدا من سميرة لولا سحابة فوق عينها الشمال.. تعليمها زي قلته يا دوب دخلت يا دوب خرجت ومع الإهمال في استخدامه بقى حظها وقف عند محو الأمية

لم تعرف من الدين الا دين امها الشعبي بس كانت مقتنعة ان عشق الحسين هو خير وسيلة إلى الآخرة

في سن السادسة عشر خطبها مدرس لغة عربية يدعي الشيخ عارف المنياوي من زملاء عامر أخوها واتجوزوا في الدرب الأحمر وبعد سنة خلفت نادر وبعد سنة تانية مات جوزها بالسرطان

راضية كانت زعلانة عليها وشايفة حظها وحش

عاشت حبيبة مع حماتها على دخل دكانين بالمغربلين.. فضلت عايشة حياتها لابنها ارملة ما تمتش العشرين

لما نادر خلص مرحلة الكتاب محمود المراكيبي كان عاوز يجوزها لعمدة من بني سويف وفرحت العيلة بكده وكان لازم تسلم ابنها نادر لعمه

رفضت حبيبة تسلم ابنها لعمه ورفضت كمان تسيب الحي اللي بتعشقه

قال لها حامد : انتي مجنونة ومش عارفة بتعملي ايه

حبيبة : انا عارفة كويس انا بعمل ايه

حاول عمرو وراضية معاها من غير فايدة

اتخرج نادر من مدرسة التجارة العليا وتعين في مصلحة الضرائب وعرف بطموحه اللي مالوش حدود ودرس الإنجليزي في أحد المعاهد الخاصة وبقي ما بين شغله ودراسته لدرجة انه كان بيصعب على حبيبة وكانت بتقوله دايما ليه بتتعب نفسك كل التعب ده

نادر كان راسم هدف لنفسه ما حدش قدر يحيده عنه

ابتدا العجز يظهر على حبيبة وهي بتراقب نجاح ابنها بسعادة.. عمره ما بخل عليها بالمال لكنها رفضت تسيب الدرب الأحمر وتروح معاه ولما اتجوز حست نفسها في غربة مخيفة لغاية اخر يوم في عمرها

وكانت راضية بتواسيها : احنا بنربيهم عشان كده ولازم تفرحي وتحمدي ربنا

حبيبة : بس الواحد ضحى كتير اوي

راضية : كل ام كده.. سنة الحياة يا حبيبة... اقولك روحي زوري سيدي يحيى بن عقب

حبيبة اخر واحدة ماتت من عيلة عمرو المصري وبعد ما عيونها اتصفت من البكا على الاحباب ماتت وما لقتش حد يبكي عليها

#حديث_الصباح_والمساء

قاسم عمرو المصري

آخر عنقود ولاد عمرو وراضية ولد ونشأ وكبر وعاش عمره كله في بيت القاضي.. ما سابهوش أبدا

كان رفيع ما يشبهش عمرو أو راضية بس لما يضحك بتشوف في ضحكته عمرو أبوه ولم يزعق تشوف راضية
، السطح كان ملعبه والميدان بأشجاره.

ما لحقش يصاحب حد من اخواته.. أول ما شب كانوا اتجوزوا بس لقي العوض في ولاد عمه سرور اللي ساكن قصادهم وكمان ولاد الجيران.

كان أخلص المستمعين لأمه والتابعين لها في جولاتها بين الجوامع والاضرحة.

ولما يسرح بخياله ما يلاقيش غيرها تسمعه وتصدقه... مرة قالها أنه شاف ليلة القدر  ومرة تانية أنه شاف زفة عفاريت من ورا المشربية.

كان شقى ودايما عينه على بنات العيلة خاصة دنانير وجميلة وبهيجة.

دخل الكتاب غصب عنه وكان شايفه سجن زي سجن قسم الجمالية وكان عمرو دايما يسأله

عمرو : هو أنت مش عاوز تكون زي اخواتك عامر وحامد؟

قاسم : لا

عمرو محذرا : ما تخلنيش أغير طريقتي معاك

صورة ابوه اتهزت في عينه لعجزه عن منع الموت ياخد أحمد ابن أخته مطرية.. كان بيعيط وما لقاش حد يواسيه غير حضن جميلة.

اتقفش مرة على السطح من راضية.. جميلة فص ملح وداب وحذرته راضية بأن ربنا شايفه ومطلع على أفعاله

جميلة اتجوزت وكده بقى عنده جرحين جرح الحب اللي راح منه جنب جرح موت أحمد ابن مطرية

بقى ما بين ذكرياته مع جميلة ودروس الكتاب الثقيلة ونظرات الإعجاب الخفية من بهيجة

افتكر إن بهيجة زي أختها بس لقاها قلبها طيب وشخصيتها قوية

راضية لاحظت وقالتله : المهم تشد حيلك في المدرسة

وعمرو كان بيدعي ربنا يجبر بخاطر قاسم

قاسم كان دايما حاسس انه محاصر ومرة عيط و سأله عمرو عن سبب دموعه قاله أنه افتكر أحمد

غضب عمرو : ده موضوع قديم حتى أمه نسيته

قاسم بقى يبص لكل حاجة بحزن ويبكي ومرة راضية قالت لعمرو : دي عين وصابت الواد

عمرو : حيحسدوه على إيه... على خيبته

راضية بخرته وأول ما شم ريحة البخور أغمى عليه راحوا بيه للدكتور وقال إنها حالة صرع خفيفة ما فيش خوف منها بس محتاج راحة وتغيير جو وافتكروا بدرية بنت سميرة وان العلاج ما جابش معاها نتيجة وخافوا عليه

قاسم بص للفراغ وقال : انا حاعمل كل اللي انتوا عاوزينه

عمرو : هو بيخرف ولا ايه

راضية : لا ده بيتكلم مع أهل الغيب

عيلته عرفت باللي حصل وبقوا ييجوا يشوفه حب استطلاع وفضول وشكيرة قالت لأمها
_هم من زمان معروفين بكده

وزينب قالت نفس الكلام لسرور. أما راضية فطمنت عمرو وقالتله
_ ما تخافش وما تزعلش خليك بس مع ربنا

راضية بقت تلف بابنها على الأضرحة وحرقت البخور في أركان البيت من بابه لسطحه

قاسم ساب المدرسة وبقي يتجول في الحواري أو يروح لبيوت اخواته وقرايبه في ميدان خيرت وشارع السرايات وبين الجناين، وفي كل مكان يتناول المشروبات ويتكلم عن المستقبل زي ما هو شايفه ويحصل فعلا اللي بيقوله حتى عرف بينهم بالشيخ وما حدش بقى يتجرأ يتريق عليه

محمود كان دايما بيواسي عمرو في حزنه
_ دي مشيئة ربنا وأنت راجل مؤمن وقاسم فيه سر ما حدش يعرفه غير ربنا، ده بقى يقرأ أفكاري وبقيت بعمله ألف حساب

عمرو يسأله : طب مستقبله ورزقه؟!

خالته شهيرة وكانت حاضرة : ربنا ما بينساش مخلوق من مخلوقاته ما بالكم بواحد من أوليائه

سمعة قاسم انتشرت وبقي يجيله ناس كتير من أصحاب الآمال المعذبة وهم معاهم الهدايا والنقود، واضطرت الأسرة يعملوا له اوضة معيشة بالدور الأول عشان يقابل فيه الزوار

واستغرب عمرو لما رزقه زاد وفاق أخويه مجتمعين وخلصت المشاكل وكأن قاسم ربنا خلقه لكده فعلا

لبس قاسم الجلابية والعباية والعمامة وربي دقنه وقسم وقته بين استقبال الزوار في الدور الأول وبين العبادة على السطح، حتى راضية بقت من تلامذته. وفتح صدره لأحزان الأسرة ومآسيهم وشيع أمواتهم وصلي عليهم

قاسم تم التلاتين ورجع يحس بمشاعره ناحية بهيجة بنت عمه وحس إنها بتناديه لبس وراحلها

بهيجة مذهولة : إيه اللي جابك

قاسم : شفتك في المنام بتناديني
ابتسمت بخجل

قاسم : جالي هاتف وقالي آن الأوان نتجوز
وقام فورا طلع على بيته وقال لراضية أنه عاوز يتجوز بهيجة

راضية قالت ما كل الأولياء اتجوزوا وخلفوا وبلغت لبيب لما جه يزورها ولبيب شاور ولاد عمه عامر وحامد واتفقوا كلهم أن قاسم يقدر يفتح بيت بس أهم حاجة موافقة بهيجة
وكانوا مستغربين أن بهيجة وافقت وقالوا أنه اليأس او حنين لحبها القديم

اتجوزوا بعد ما جددوا البيت القديم بالكامل وجابوا عفش جديد وكان فرح صامت بسبب الظلام المخيم بسبب الحرب واحتفلت بيه المدافع المضادة للطيارات

مرت سنين بهيجة ما خلفتش وبعدين جابت ابنها النقشبندي وكان جميل زي خاله لبيب وكان ذكي.. اتخرج مهندس في سنة النكسة وراح بعثة في السبعينات إلى ألمانيا الغربية وكان حال البلد ما يسرش فقرر الهجرة واشتغل في عمل هام بمصنع صلب بعد حصوله على الدكتوراه، وتزوج من ألمانية واستقر هناك بصفة نهائية

حزنت بهيجة أوي وقاسم ما زعلش وودعه من غير دموع

الرواية ما قالتش قاسم مات ازاي

ما فيش حاجة اسمها كانوا اتنين قاسم واحد مات وراحوا خلفوا واحد تاني سموه قاسم دي اوشاعات فيسبوكية

ليه الولد فضل صغير مش عارفة بس مستنتجة أن التركيز كان على اخواته وكان المخرج والمؤلف مأجلين قصة قاسم للجزء التاني

مش مكتوب هنا عن علاقته بجدته جليلة بس في شخصية جليلة انكتب عنها وعن ارتباطها بيه

النقشبندي ده اسم عادي مش الشيخ النقشبندي اللي نعرفه

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

26

متابعين

5

متابعهم

7

مقالات مشابة