بائعة الكبريت  بنهاية السعيدة

بائعة الكبريت بنهاية السعيدة

0 المراجعات

بائعة الكبريت:

في ليلة باردة من شهر ديسمبر ، كانت هناك فتاة صغيرة  إسمها سامية تجوب الشوارع وتحمل علبة من الكبريت. كانت ترتدي ملابس رثة وممزقة ، وكانت قدماها عاريتين. لم يشتر أحد منها شيئًا ، ولم يعطها أحد قطعة نقدية. كانت جائعة و متعبة و مرعوبة ، لكنها خافت العودة إلى منزلها ، حيث كان والدها السكير ينتظرها بالضرب.

بينما كانت تمشي في الظلام ، رأت ضوءًا مشعًا ينبعث من نافذة أحد المنازل. نظرت من خلال الزجاج ، ورأت عائلة سعيدة تجلس حول طاولة مليئة بالطعام اللذيذ. رأت أيضًا أطفالا يلعبون ويمرحون مع اصدقائهم يحتفلون بالعيد ، شعرت بالغيرة والحنين إلى حياة أفضل. وتمنت لو كانت والدتها على قيد الحياة.😔

استمرت في المشي ، ووجدت نفسها في ساحة جامع الفنا. سمعت أصوات الجوقة تغني و آخرون يلتقطون الصور مع القردة و الافاعي…  وهناك باعت إحدى علبها من الكبريت .  وجعلت تجوب هنا وهناك  شعرت بالسلام والامل والسعادة.

لكنها لم تستطع البقاء طويلاً ، لأنها شعرت بالبرد الشديد. و بحثت عن مكان لتستريح. رأت جدارا مهترئًا ، وقررت الاستناد إليه. اخرجت عود كبريت  الذي تبقى لها من علبتها ، وأضاءته. شعرت بالدفء القليل الذي اعطاه اللهب. وبينما كانت تنظر إلى النار ، رأت رؤية غريبة.

رأت جدتها الراحلة ، التي كانت تحبها كثيرًا ، والتي كانت تعتني بها عندما كانت صغيرة. كانت جدتها تبتسم لها ، و تمد يدها نحوها. قالت لها: "يا حبيبتي ، تعالي معي إلى مكان أفضل ، حيث لا يوجد برد أو جوع أو ألم. أنا هنا لاخذك معي".

بادرت الفتاة باطفاء عود الكبريت ، خائفة من أن تختفي الرؤية. أخرجت عودًا آخر ، وأضاءته. رأت جدتها مرة أخرى ، أقرب من قبل. قالت لها: "لا تخافي ، يا حبيبتي. أنا لن اتركك. فقط امسكي بيدي ، وسأخذك معي".

أخذت الفتاة بيد جدتها ، وشعرت بالسعادة الغامرة. أضاءت باقي عيدان الكبريت ، وهناك اغمضت عينيها فحلمت   ثانية انها  ذهبت مع جدتها الى الجنة حيث كانت تنتظرها الملائكة والنجوم.

لكن سرعان ما اشرقت الشمس واضاء الكون،فوجدت نفسها نائمة في الشارع نهظت بسرعة وهي خائفة وتفكر بما ستخبر أبيها إذا سألها أين باتت الليلة؟.

رجعت سامية إلى البيت حيث كان ابوها بانتظار ها وقبل ان يسألها مدت يدها الى جيبها فاخرجت  منه كيسا مليئا بالنقود فقدمته لابيها .فلم يستطع أن يوبخها عند رأيته النقود  لانها كانت همه الوحيد .وهكذا عاشت الفتاة المسكينة حياة تعيسة مع أبيها السكير تخرج كل يوم لبيع الكبريت وتعود في جوف الليل. 

مرت الايام على تلك الحال حتى كبرت سامية وأصبحت فتاة جميلة،وقد انحنى ظهر أبيها وقرر فجأة التخلي عن عادته الغير اللائقة الا وهي السكر ،فصار رجلا ذو أخلاق جميلة وطلب السماح من ابنته عن كل ماكان يصدر منه .وبالطبع سامية ذات القلب الرحيم الطيب سامحت اباها وقررت أن تدرس والفعل تمكنت من ان تحصل على أعلى المراتب لذكاءها .وهكذا تخرجت وصارت دكتورة مشهورة وعاشت مع أبيها حياة سعيدة مليئة بالافراح. 

المغزى من القصة:

  1.   أن الله لا ينسى الفقراء والمظلومين ، وأنه يرحمهم و يأخذهم إلى مكان أفضل. 
  2.  تظهر لنا القصة قوة الحب  والإيمان ، 
  3. أن الصبر يمكن له أن  ينير الظلام و يمنح الأمل والتفائل.😊
     
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

13

followers

9

followings

4

مقالات مشابة