فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٤

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٤

0 المراجعات

فجأة انتفضت هبة من مكانها مرتدية ثيابها مرة أخري و  قد أختطفت هاتفها، و غادرت غرفتها بسرعة البرق، و هي تهتف بصوت عالي:
ماما أنا مضطرة أنزل دلوقتي بسرعة ..
تناهي إلي مسامعها صوت والدتها و قد أتي من المطبخ، و هي تقول في قلق واضح:
خير يا بنتي حصل إيه؟
كانت قد فتحت باب الشقة في تلك اللحظة و هي تجيب بخوف و فزع لا مثيل لهما:
سهي عملت حادثة و ....
و  بيقولوا ماتت يا ماما ....
قالتها و غادرت علي الفور في طريقها إلي المستشفي التي علمت أنه تم نقل سهي إليها، و في عقلها دارت عشرات الأسئلة و الأفكار ....
تري ماذا حدث؟
و كيف؟
هل تكرر المشهد نفسه مرة أخري في صورة ضحية جديدة؟
لا ....
ليس هذه المرة أيضاً ....
لن أسمح لتلك اللعنة أن تطاردني طوال حياتي بينما أقف أنا هكذا مكتوفة الأيدي ....
سوف أنهي كل هذا ....
أقسم بروحيهما أن أنهيه ....

_____________________________________________

  إستعد قسم الطوارئ بإحدى المستشفيات الكبري بمنطقة سيدي جابر بكل التجهيزات اللازمة حين تم إبلاغهم بذلك الحادث المروع الذي حدث منذ قليل، و حين وصلت سيارة الإسعاف إلي المستشفي، كانت هبة فاقدة للوعي، وعلاماتها الحيوية غير مستقرة، وعلى الفور تم عمل الإسعافات الأولية لها، ووضعها على جهاز التنفس الاصطناعي، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين وجود نزيف في الرئتين، وتم عمل أنبوبة صدرية لها، و بإجراء الأشعة المقطعية على المخ تبين وجود كدمات متعددة في الجهة اليسرى من المخ، وكذلك كدمة في جذع المخ، وكسر في قاع الجمجمة، و وجود نزيف في الجزء الخلفي من الجمجمة  يحتاج إلي تدخل جراحي عاجل وقد تم نقلها على الفور إلى غرفة العمليات، وهي متصلة بجهاز التنفس الاصطناعي، وعمل جراحة لتفريغ النزيف والسيطرة عليه، وأثناء الجراحة تبين وجود تهتك في الجيب السهمي بالمخ، وهو من الحالات الصعبة، ويعد من أكثر المناطق دقة وحساسية في الدماغ، ونسبة نجاح الجراحة ضئيلة جداً لمثل هذه الحالات، و لقد فقدت ما يقارب ٦ لترات من الدم أثناء العملية، وتم تعويضها بنقل ٨ وحدات من الدم إليها، وتمت السيطرة على النزيف بعد إجراء عملية تم خلالها فتح المخ، وإيقاف النزيف الناتج عن تهتك الجيب السهمي، ودامت العملية قرابة ٣ ساعات
نُقلت بعدها إلى غرفة العناية المركزة ....
و بالخارج كان ذلك الشاب الذي قام بإخراجها من السيارة يقف خلف الواجهة الزجاجية لغرفة العناية المركزة، يتابع هبة الراقدة علي السرير الطبي و محاطة بكل ذلك الكم من الأجهزة الطبية و الأنابيب المغروسة في جسدها و ....
شعر بوقع أقدام خلفه فإستدار ليجد خلفه إثنين من ضباط الشرطة إبتسم أحدهم له قائلاً:
أهلاً بحضرتك .. المقدم هشام عبد الرحمن و الرائد حسام محمد من المباحث....
إرتسمت علي وجه الشاب شبح إبتسامة و عيناه تتفحصان كل شبر فيهما قبل أن يجيب:
أهلاً بحضرتك يا باشا ....
ثم صمت قليلاً قبل أن يتابع:
و أنا عمر ....
عمر الدناهشي ....
أي خدمة أقدر أقدمها لسيادتك؟

____________________________________________

من منّا بلا ماضٍ؟، ولا ماضٍ بدون ذكريات مؤلمة، ولا أسوأ من ذكريات ماضٍ تحاصر حاضرنا، وبغض النظر عن طريقة تعامل كل منّا مع ماضيه، فهناك من يبقى أسيراً لتلك اللحظات المؤلمة، وهناك من يتذكرها بين حينٍ و آخر، و آخرون يجاهدون سنوات طوال للقضاء عليها ....
كان مألوفاً لها ....
كان شخصاً ذو جسم رياضي وطويل ....
وكان له وجه جميل .... وجه يملك ملامح شخصٍ أحبته جداً ....
أما هي فليس لجمالها وصف لديه، ثمة درجة بين جمال البشر و ملائكة السماء هي تمتلكها ....
هي آية لجمال الله علي الأرض أو المجرّة أو الكون كله ....
لقد أختارها في ذلك اليوم من بين كل البشر علي الأرض، و تنبأ بجمالها و أنوثتها الطاغية فلقد إمتلكت وجهاً خُلق ليبتسم، و قد زينته تلك البقع البنية الصغيرة المتناثرة بتشكيل رائع علي خديها و أنفها و حول عينيها كالروضة التي تزينها الزهور في الربيع ....
ما أجمل تفاصيلها و ياله من عشق أصابه و جعله يفتن بها   إلي هذا الحد ....
                             ************
" اتفضل معانا .... "
إحتفظ عمر بهدوءه و هو ينظر في عين الضابط مباشرة لثواني قليلة ثم أدار عينيه ليلقي نظرة أخري علي هبة، ثم إستدار إليه قائلاً:
تمام يا باشا ....
لم يشعر كلا من هشام و حسام بالراحة تجاهه و لكنهما اصطحباه إلي سيارة الشرطة، و قد أوصي المقدم هشام قبل مغادرته بضرورة إبلاغه مباشرة ً فور إستعادة الحالة لوعيها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة