قصة طفلة كبيرة

كانوا مُحترفين في إسقاط دموع عيوني وأنا صغيرة  الآن كَبُرت وتعلمت كيف أُبكي القلوب والعيون صامته

لم أكن تلك الطفلة التي تعلم كيف تجرح الغير لكنهم جرحوا طفلة  ولم أكن تلك الطفلة التي تمتلك الردود القاسية لكنهم قسوا على طفلة بردودهم 

كنت تلك الطفلة التي تُجرح وتبكي بصمت لكن صمتي عن هذه الأشياء جعلني في أعينهم ضعيفة ويستطيعون  إسكاتي وتوبيخي في أي حين 

الآن كَبُرت  مازلتُ لا أجرح أحداً ولا أُقلل من إحترامه ووجوده لكن كلماتي عند الغضب أصبحت سيوف تغرز في القلوب كلمات تُبكي القلوب لا الأعين علموني القُسوة بإحترافية 

كبرت لكنني مازلتُ أُرمم طفولتي  كبرت فأصبحت كالمُشتت إلى الآن يرمم طفولته ويرمم شبابه ويرمم زوجه  ويبني أطفاله في ظل ذلك الإنكسار  

وإلى الآن كبرت تلك الطفلة وأصبحت كلماتهم قاسية أكثر مع تلك الطفلة الكبيرة 

سَئمتُ من أيامي     وسَئَمَت مني أيامي     أظن أيضاً جدراني ……  

وسقف بيتي لم أعد أحتمله  ولم يعد يحتمُلني 

وسادتي التي أغرقتها أمس بالدموع أظنها قد سئمت من نفسها لإنها وسادتي 

كُحلي الذي يسيل مع الدموع أظنهُ أيضاً تمنى أن لايكن كُحلي 

أما منديلي الذي أمسح به دموعي قد إهترء وأصبح فُتات منديل    وأظنه أيضاً قد سئم من كوني إخترتهُ مِنديلي   

لا أعلم ما العمل كيف لي أن أبدأ مُجدداً هل سيسئم مني مُجددي    أظن أن ظني سيغلق على نفسه الأبواب كي لايُصبح ظني  

لماذا سكتت تلك الطفلة أو لماذا أسكتوها  لماذا وِّبخت  ماذا فعلت كي تحمل عبئ كلمات قاسية  منذ صغرها  

أريد أن أكتب ولكن هل سيهرب مني حبر أقلامي.. 

أريد أن أتكلم ولكن هل ستفقه كلماتي..

وأُريد أن أعلم هل كتاباتي ستُعيدني إلى حياتي..

لا أعلم ما العمل فقد هربت مني أفكاري 

أنا لا أؤمن بلإكتئاب لكنه اليوم عقاب كُفري به قد أتاني  قد سلب مني أفكاري وأسقط دمعي وجفف حبر أقلامي 

إبتسامتي… 

أين إبتسامتي؟

لَكني أعِدهُ القسوة ذلك الإكتئاب الذي يعتقد بِأنه سيتغلب علي سأسرق منهُ قوته وأستعيد بها أحلامي وأيامي   وسأسرق منه عتمته لِأ ُضيئ بها مرقد أفكاري  وحبر أقلامي  

لستُ أنا التي ترضخ  أنت الذي ستقف مذلولاً لِقوتي وستقول يوماً  أخَذَت مني قوتي وعتمتي رُغماً عني لِتُضيئ به ما أتعبتُها منه وستقول أيضاً كُنتُ أظن إنني الأقوى  فأعتذر وجدتُ من هي الأقوى مني .