رفيقة القطار الحزينة

كنت مسافرة الى مدينة  طورينو الايطالية في رحلة دراسية

 و لاني كنت غريبة عن المدينة وكنت اسافر وحيدة تمنيت ان التقي احدا  يخفف عني وحشة الطريق  

, كان السفر في الصباح الباكر فتوقعت ان يسافر معي طلبة الجامعة لانه في العادة انا اسكن في مدينة جنوة الايطالية وكنت عندما اسافر التقي طلبة  كثيرين 

,بعضهم ينزل في ميلانو المعروفة بجامعاتها وبعضهم ينزل في طورينو وتعودت عندما يجلس بجانبي احد خاصة اذا كان فتاة او امراة عجوز ان ابدا معها الحوار حتى تكون  الرحلة ممتعة .

كنت اجلس وحدي في مقصورة القطار  انظر الى المسافرين من النافدة , كل واحد في حاله  ,هذا ينتظر قطاره وذاك يسرع الخطى ليلحق بقطاره وتلك تستمع لمنادي القطارات خوفا من تغيير المواعيد ,

رايتها تبحث عن القطار و تنظر الى الشاشة التي تكتب اتجاه  القطارات ربما لتعرف اي قطار  ستركبه 

, وما اثارني انها كانت شابة جميلة وانيقة ,وتبدو خطواتها خجولة لذالك اثارتني فبقيت اتابعها بنظراتي لارى اي قطار ستركب 

 فوجدتها تقترب من القطار الذي اركب فيه  واقتربت من مقصورتي و ركبت التفتت الي لاني كنت الوحيدة التي تجلس فيها .ابتسمت فبادلتها  الابتسامة  واقتربت مني وجلست في الكرسي المقابل 

كانت ملامحها عربية هذا هو انطباعي الاول لكن من اي بلد لم استطع تحديد ذالك نظرا لكثرة الجنسيات العربية في ايطاليا ,رن  جرس هاتفها  فسمعتها تتكلم بلهجة بلدي الام  لم اسمع ما كانت تقول لكن  بعض كلماتها كانت  واضحة وعندما انتهت بادرتها بالحديث 

هل الاخت مغربية  

رفعت راسها الي وابتسمت واجابت نعم  

اعتقدت انك من بلد عربي و لم اتوقع ان تكوتي من بلدي فانا ايضا من المغرب 

سالتني من اي مدينة 

فاخبرتها انني من الدار البيضاء  اما هي فكانت من مدينة قريبة من مدينة مراكش 

المهم بدانا نتجادب اطراف الحديث فاخبرتها انني مسافرة الى طورينو للدراسة وكانت هي ايضا مسافرة اليها لكن للعمل كانت تعمل في شركة تنظيف 

كانت تبدو اصغر مني سنا  في العشرينات غالبا فاستغربت انها تعمل و لا تدرس  فسالتها 

انا اكبر منك سنا و متزوجة و ادرس وانت لما لم تفكري في الدراسة بدل العمل فانت تبدين مازلت انسة وسنك  يبدو صغيرا 

فلمحت في عينيها بعض الدموع التي حاولت اخفاءها عندما ابتسمت وقالت 

كل واحد و ظروفه الخاصة  انت وجدت زوجك مستعد ليصبر عليك حتى تدرسي لكن هناك من لم يجد احدا بجانبه ليساعده

حاولت التخفيف عنها  بالاعتذار انا اسفة ان كنت لمست موضوعا حساسا عنذك دون قصد فنحن في رحلة قطار  و لكي ننسى الرحلة اردت ان اتجادب معك اطراف الحديث خاصة عندما علمت انك من بلدي بنت بلادي كما نقول بالعامية المغربية لكن ان اردت ان نغير الموضوع فلا باس 

اجابتني بالعكس لقد ارتحت لك ولن يضر ان وجدت احدا اتحدث معه و انفس عن قلبي قليلا  خاصة انني لا اعرفك فساخد راحتي في الحديث حتى تصل كل واحدة منا الى وجهتها

ثم بدات حديثها 

انا  عمري اربغة و عشرون متزوجة او بالاحرى مطلقة حديثا و لدي طفل و لكي اعمل ارسلته الى والداي في بلدي لاني لن استطيع ان اجد عملا و في ذراعي طفل لم يتجاوز سنة و نصف من عمره 

ثم اجهشت بالبكاء حاولت التخفيف عتها لكن دموعها لم تستطع التوقف 

لقد عدت منذ شهر من المغرب بعد ان تركته لوالداي  اكملت حديثها لكن طفلي مازال صغيرا و مازال يحتاجني  لكني فطمته مبكرا حتر استطيغ تركه لوالدتي لكن ماذا افعل قذر الله وما شاء فعل 

اعذريني  حبيبتي على السؤال اين زوجك او طليقك كان يمكنه ان يساعدك في مصاريف طفله حتى تستطيعي ايجاد عمل تصرفين منه 

تلك حكاية طويلة ولا استطيع ان احكيها لك في جلسة قطار تحتاج ساعات وساعات وتوقفت و بدات تبكي من جديد 

ادركت ان الامر اكبر مما اظن وذالك ماكان عندما فالت ساحكي لك اختي بعضا من قصتي لعل قلبي تبرد ناره قليلا 

فانا لا اهل لي هنا في ايطاليا ولا صديقات احكي لهن و بيني و بينك لا اتق في كثير من الصديقات خاصة اذا عرفوا انني مطلقة 

يبدان في تشجيعي على فعل اشياء حرمها الله 

يقولون لي  انت جميلة وهناك كثيرون ممن يعرفون قيمتك دعك من هذا الزوج الغبي الذي ترك جوهرة و لم يقدر قيمتها و كلام كثير من هذا القبيل فالحمد لله كلامهم يدخل من اذن و يخرج من الاخرى فوالداي ربياني على الاخلاق و الدين حتى لو رايتني غير محجبة 

لذالك اخدت قرارا  ان لا اخبر احدا انني مطلقة وخاصة من يعملون معي رجالا و نساءا حتى لا يطمع احدهم في  خاصة انني جميلة وجمالي اصبح بالنسبة لي نقمة لذالك كلما سالني احدهم اخبره انني متزوجة فيقولون لي دايما على زوجي ياله من محضوض

 كلهم بدون استتناء حتى الايطاليين انفسهم  يقولون لي ذالك  

سابدا لك قصتي من البداية  ……..

اانتهى الجزء الاول نلتقي في الجزء الثاتي لنسمع قصتها