دموع في عيون يتيمة.. الجزء الثالث

دموع في عيون يتيمة.. الجزء الثالث

0 المراجعات

ألم جديد وتغير مفاجئ 

               فاذا بي أرى أمي مروة من بعيد وهي تبكي بحرقه وتصرخ فتوجت نحوها وكانت قدمي لا تكاد تحملني حتى رأيت  سيارة الاسعاف تقف أمام منزلنا وأمي تبكي أمامها حتى ركبت
فيها. 

                  تحركت السياره فسألت جيرانا ماذا يجري؟! فأخبروني أن روان أختي الحبيبة وصديقتي المفضلة بل وابنتي التي لم أنجبها  كانت تعبر  الطريق وحيده متجهة الى البقالة على الجانب الاخر من الطريق, لكنّ سيارة صدمتها وفرت هاربة ولم يعلم من صاحبها بعد.
 وقعت هذه الكلمات على مسامعي بل على قلبي قلبي وقع الجمر المشتعل فركبت سيارة واتجهت إلى المشفى وعندما وصلت وأنا كلي أمل  ألا تكون اصابتها خطيرة والقلق على أمي يكاد يقتلني، وخفت عليها كثيرا فهي انسانة حساسة جدا لا أعلم كيف ستسير الأمور والى أي حد ستتأثر نفسيتها بما حدث.
بينما أنا غارقة في أفكاري ومخاوفي فأنا لا أتخيل مرور يومي دون رؤية أختي الحبيبة روان واللعب معها فقد كانت من أكثر ما يهون علي متاعبي وأحزاني.

لقد كنت أضمها لأشعر أنا بالأمان وألعب معها لأني ذلك يسعدني قبلها .
أما روان فقد كانت تحبني كثيرًا وكثيرا كا كانت تطلب مساعدتي .

فقد كنت أذاكر لها دروسها وتظل في انتظاري حتى أعود من الجامعة لتقبلني في خدي وتبحث في حقيبتي عن أي حلوة جلبتها لها.
اه يا حبيبتي من سيأكل تلك الحلوى التي أحضرتها  اليوم,
ولكن يجب أن نرضى بقضاء الله ونحمده على كل حال.
  عند وصولي الى المشفى صدمت بالطبيب يغطي وجهها الصغير الجميل
ويقول لأمي مروه قُضي الأمر البقاء لله. 
ونظرت الى أمي فوجدتها سقطت على الارض فاختي ذات سبعة أعوام ذهبت فجاه ولن تعود .

ذهبت روان أختي الصغيرة وتركتني كما فعلت أمي رجاء _انهرت من البكاء لكني حاولت استجماع قواي لأطمئن على أمي مروه، 

وقد كانت حالتها حرجه جدا ونقلها الطبيبة الى غرفة العنايه 
المشدده
فإن الصدمه أثرت على عقلها وأعصابها
فدخلت لفترة طويلة في غيبوبه تامة  عرفت في تلك الأثناء معنى الوحده الحقيقي بل معنى الانقطاع واليتم,
كنت أزورها في المستشفى كل يوم لأطمئن عليها وأترقب حالتها الصحية.
ظلت أمي مروة في تلك الغيبوبة لمدة عامين متتاليين وأنا أنتظر تلك اللحظه التي تستعيد فيها وعيها وأضمها  في حضني وأهون عليها تلك المصيبه التي افقدتها وعيها عامين كاملين. 
نسيت ان اخبركم عن حال أبي , لقد كان أبي  حزينا جدا على ما حدث  فقد فقد أميرته الصغيرة التي كانت تملا البيت بهجة وسرورا وزوجنه التي تدهورت حالتها وظلت عامين فاقدة للوعي وقد كانت تكاليف علاجها عالية جدا لان المستشفي كان خاصا وقد اضطر لبيع جزء من أملاكه وكل هذا من أجل أمي وكان دائما يتسائل هل ستستعيد وعيها أم لا فبالاضافة الى حبه لها كان مشفقا علي من وجودي بمفردي 

في منزلنا الذي لطالما رأيت فيه من الحزن ما يجعلني أختنق بمجرد دخولي فيه.
 

 اخيرا وبعد طول انتظار استردت امي مروه وعيها ,

فحادثت ابي بعد ان اخبرني الطبيب ذلك الخبر السعيد وانتظرت بلهفة شديدة 

وشوق كبير لها تلك اللحظه التي سأدخل فيها لأحضنها وأشجعها على الاستشفاء بسرعه والخروج من تلك الحالة البائسة والعوده الى منزلنا الذي كان منطفئا لغيابها .

عندما دخلت عليها  كنت مبتسمة وقلقة ومتوترة وخجولة 

كأني سأراها لأول مرة  وقلت كيف حالك أمي؟؟! اشتقت لك كثيرا ولكن صدمتي هذه المره مما حدث لم تكن توصف

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

3

متابعهم

17

مقالات مشابة