رمسيس و الأطفال في مصر القديمة

رمسيس و الأطفال في مصر القديمة

0 المراجعات

كان يوماً عادياً في مدرسة النور، حيث كان الطلاب يستعدون للذهاب إلى رحلة مدرسية إلى المتحف الوطني. كان من بينهم ثلاثة أصدقاء: علي، ونور، وسارة. كانوا يحبون التاريخ والمغامرات، وكانوا متحمسين لرؤية الآثار والتعرف على الشخصيات التاريخية التي شكلت مصر.


 

وصلوا إلى المتحف وبدأوا بالتجول في القاعات المختلفة، وهم ينظرون إلى اللوحات والتماثيل والمجوهرات والمخطوطات. كانت هناك الكثير من الأشياء المدهشة ليروها ويتعلموا منها. ولكن كان هناك شيء واحد يجذب انتباههم بشكل خاص: باب خشبي قديم مغلق بقفل كبير. كان الباب مزيناً بنقوش هيروغليفية ورسومات ملونة. كان يبدو وكأنه باب سري.


 

- ما هذا الباب؟ - سأل علي بفضول.

- لا أعلم، ربما هو مخزن للمتحف أو مكتب للمدير - قالت نور بلامبالاة.

- لا، أنا أعتقد أنه باب سحري يقود إلى عالم آخر - قالت سارة بحماسة.


 

سارة كانت تحب الخيال والسحر، وكانت دائماً تتخيل قصصاً مثيرة في رأسها. كانت تريد أن تفتح الباب وترى ما وراءه. لكنها لم تكن تعرف كيف تفعل ذلك، فالقفل كان صعباً جداً. فكرت في البحث عن مفتاح، لكنها لم تجد أي شيء. فكرت في كسر القفل، لكنها خافت من أن تثير الشبهة أو تتسبب في المشاكل. فكرت في استخدام السحر، لكنها لم تكن تعرف أي تعويذة أو سر.


 

فجأة، سمعت صوتاً غريباً يخرج من الباب. كان صوتاً عميقاً ومهيباً، يقول:


 

- من أنتم يا أطفال؟ ماذا تريدون مني؟


 

سارة وعلي ونور صدموا من الصوت، ونظروا حولهم ليرى من يتحدث. لكنهم لم يروا أحداً غيرهم. ثم أدركوا أن الصوت يأتي من الباب نفسه. شعروا بالخوف والدهشة في نفس الوقت. من كان يتحدث معهم من خلال الباب؟ وكيف كان يعرف أنهم هناك؟


 

- من أنت؟ - سألت سارة بجرأة.

- أنا الملك رمسيس الثاني، فرعون مصر العظيم - أجاب الصوت بفخر.

- ماذا؟! - صرخ الثلاثة بصوت واحد.

- - كيف يمكن أن تكون الملك رمسيس الثاني؟ - سأل علي بتعجب.

- أنا لست مجرد ملك. أنا من بنى الأهرامات والمعابد والتماثيل العملاقة. أنا من حكم مصر لأكثر من ستين عاماً، وجعلتها أقوى وأغنى دولة في العالم. أنا من قاد الجيوش في المعارك الحاسمة ضد الحثيين والنوبيين والليبيين. أنا من أنجب مئة وخمسين ولداً وبنتاً. أنا من أطلق على نفسي ألقاباً مجيدة مثل "المحبوب من رع" و"المنتصر في كل مكان" و"المحافظ على العدل والحق". أنا من ... - أجاب الصوت بإطنان، وهو يسرد إنجازاته العظيمة.


 

- حسناً، حسناً، فهمنا. أنت رائع جداً ومدهش جداً وعظيم جداً. لكن كيف وصلت إلى هنا؟ ولماذا تتحدث معنا؟ - قاطعته سارة بفضول.


 

- أنا وصلت إلى هنا بفضل السحر القديم، الذي أنا أحد مبدعيه وحامليه. أنا أسكن في هذا الباب، الذي هو بوابة بين الزمان والمكان. أنا أستطيع أن أرى وأسمع كل ما يحدث في المتحف، وأن أتحدث مع من يقترب من الباب. أما بالنسبة لسبب تحدثي معكم، فهو مهم جداً. أنا أريد أن أتحرر من هذا الباب، وأن أنتقل إلى زمنكم. - أجاب الصوت بجدية.


 

- ماذا؟! - صرخ الثلاثة بصوت واحد.


 

- نعم، هذا ما أريد. أنا لا أحب هذا الباب، الذي يحبسني في زمن لا يعود. أنا أشتاق إلى مصر الحية، التي كانت تمجدني وتخضع لي. أنا أريد أن أرى العالم الجديد، الذي تعيشون فيه. أنا أريد أن أكون ملكاً مرة أخرى. - قال الصوت بشوق.


 

- وكيف يمكنك أن تفعل ذلك؟ - سألت نور بخوف.


 

- أنا أستطيع أن أفعل ذلك بمساعدتكم. أنتم الذين تستطيعون أن تفتحوا الباب من الجانب الآخر. وأن تدعوني إلى زمنكم. أنتم الذين تستطيعون أن تجعلوني حراً. - قال الصوت بتوسل.


 

- وكيف نستطيع أن نفعل ذلك؟ - سأل علي بحيرة.


 

- من السهل جداً. كل ما عليكم فعله هو أن تقولوا: "يا رمسيس، تعال إلينا". إذا قلتم هذه الكلمات، سينفتح الباب، وسأخرج منه، وسأنتقل إلى زمنكم. وسأكون ممتناً لكم جداً، وسأعطيكم ما تريدون من ثروات وشرف ونعم. - قال الصوت بإغراء.


 

- هل تقول الحقيقة؟ هل ستكون لطيفاً معنا؟ - سألت سارة بشك.


 

- بالطبع أقول الحقيقة. وبالطبع سأكون لطيفاً معكم. لماذا لا تثقون بي؟ - قال الصوت بزعل.


 

- لا نعلم. نحن خائفون. نحن لا نعرف ما سيحدث إذا خرجت من الباب. ربما تكون خطيراً أو شريراً. ربما تضرنا أو تضر الناس في زمننا. ربما تكون مصر القديمة أفضل مكان لك. - قالت نور بحذر.


 

- كيف تتكلمون هكذا؟ كيف ترفضون طلبي؟ أنتم خونة وجبناء. أنتم لا تستحقون رحمتي وعطفي. أنتم تستحقون غضبي وانتقامي. - قال الصوت بغضب.


 

- ماذا تقصد؟ ماذا ستفعل؟ - سأل علي برعب.


 

- سوف ترون الآن. سأسحبكم إلى زمني. وستندمون على رفضكم طلبي. سأجعلكم تعانون كما عانيت. - قال الصوت بشر.


 

- لا، لا تفعل ذلك. تركنا نذهب. نحن لا نريد، نحن نريد العودة إلى أهلنا. - صرخت سارة ببكاء.


 

- - لا، لن أترككم. لن تهربوا مني. أنا سأجعلكم تعيشون في زمني. ولن تستطيعوا العودة إلى زمنكم . - قال الصوت بغضب.


 

- لا، لا تفعل ذلك. توقف. أرجوك. - صرخ الثلاثة برعب.


 

لكن كان فوات الأوان. شعروا بقوة تجذبهم إلى الباب. حاولوا أن يقاوموا، لكنهم لم يستطيعوا. كانت القوة أقوى منهم. دخلوا الباب، وتلاشى العالم من حولهم. بدأت رحلتهم القسرية إلى مصر القديمة.

انتهى الجزء الأول. 

شاركوني في التعليقات ماذا حدث ل علي، ونور، وسارة.
 

 


 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

9

followings

6

مقالات مشابة