رمسيس والأطفال في مصر القديمة - الجزء الثاني

رمسيس والأطفال في مصر القديمة - الجزء الثاني

0 المراجعات

شعروا بقوة تجذبهم إلى الباب. حاولوا أن يقاوموا، لكنهم لم يستطيعوا. كانت القوة أقوى منهم. دخلوا الباب، وتلاشى العالم من حولهم. بدأت رحلتهم القسرية إلى مصر القديمة.


 

لم يدركوا ما حدث لهم حتى فتحوا أعينهم. فوجدوا أنفسهم في مكان غريب ومختلف. كانوا في صحراء واسعة، مليئة بالرمال والصخور. كان الجو حاراً وجافاً، والشمس قوية وساطعة. كان هناك ريح قوية، تثير الغبار والرمال. لم يروا أي شيء من المتحف أو الباب أو زمنهم.


 

- أين نحن؟ - سأل علي بحيرة.

- أنا لا أعلم. هذا ليس زمننا. هذا زمن رمسيس. - قالت سارة بخوف.

- كيف حدث هذا؟ كيف نخرج من هنا؟ - سألت نور بيأس.


 

لم يجدوا أي جواب على أسئلتهم. لم يجدوا أي مخرج من وضعهم. كانوا وحيدين وضائعين في زمن لا يعرفونه. كانوا في خطر كبير، ولم يعلموا ما ينتظرهم من مصائر.


 

فجأة، سمعوا صوتاً مألوفاً يخرج من خلفهم. كان صوت رمسيس ولكن، رمسيس شابا مصريا يعمل في بناء الأهرامات مع والده. كان يحب عمله، وقف رمسيس فاتحاً فمه على مصرعيه مما رأه، هولاء الأطفال ظهروا من العدم، هو لا يعلم من أين أتوا، بادروه بالسؤال

- من أنت ؟ 

- أنا اسمي رمسيس، اعمل في بناء الأهرامات. - أجابهم بخوف.


 

علي لم يصدقه. ظن أنه يمزح أو يحلم، هذا الشاب أمامهم مستحيل أن يكون رمسيس الثاني ملك مصر القديمة. 


 

تبادل الأطفال النظرات بحيرة ولكنهم طلبوا منه المساعدة، وقبل رمسيس مساعدتهم لأنهم أطفال صغار لا يمكنه تركهم والرحيل.


 

كانت الشمس تشرق والنيل يتدفق. كانت الأهرامات والمعابد والتماثيل تزين المنظر. عندما عادوا الي قريته، رمسيس أخبر والده عن مغامرته وعن أصدقائه الجدد. والده كان متعجبا لكنه رحب بالأطفال  وعرض عليهم الضيافة. علي ونور وسارة كانوا محتارين ومرتبكين. لم يكونوا يفهمون اللغة التي يتحدثها رمسيس ووالده. لكنهم شعروا بالود والاحترام. قبلوا الضيافة وشكروا رمسيس ووالده.


 

علي ونور وسارة ، قبلوا رمسيس كصديق. أخبروه عن حياتهم وأحلامهم. تبادلوا القصص والمعلومات والمزاح. كانوا يضحكون ويستمتعون معا. حكوا له عن الحديقة والمتحف والمكتبة والسينما. رمسيس كان مدهوشا من كل ما يسمع. 



 

مرت الأيام والأسابيع والشهور. رمسيس والأطفال الثلاثة أصبحوا أصدقاء حميمين. لكنهم لم ينسوا بوابة الزمن. كانوا يبحثون عنها في كل مكان. لكنهم لم يجدوها. بدأوا ييأسون من العودة إلى زمانهم. رمسيس كان يشعر بالحزن. كان يريد أن يساعدهم في العودة إلى زمنهم.

الأطفال كانوا يشعرون بالقلق. كانوا يخافون أن يكون والديهم قد فقدوا الامل في رؤيتهم مرة أخرى. 


 

 وفي أحد المرات نور أخرجت من جيبها ساعة زمنية صغيرة وأظهرتها لرمسيس. 

- إن هذه الساعة تعرض الوقت بدقة. - قالت نور ببساطة.


 

رمسيس كان مبهورا بالساعة. لم ير مثلها من قبل. سأل نور إن كان يستطيع أن يمسكها. نور وافقت. أعطته الساعة وشرحت له كيفية استخدامها. 


 

كان رمسيس شغوفا بفهم معنى الزمن، وكان يمسك الساعة طوال الوقت ويراقبها باستمرار، ويسأل الأطفال في كل ما يخصها، حتى أتى اليوم الذي جمع فيه رمسيس الأطفال وأخبره أنه لديه مفاجأة عظيمة لهم.


 

- لقد اخترعت الساعة الرملية، والآن يمكنكم العودة الي دياركم. - قال رمسيس بحماس.


 

علي ونور وسارة كانوا مترددين. كانوا يحبون رمسيس ولكنهم كانوا خائفين من السفر عبر الزمن. لم يكونوا متأكدين من أن الساعة الرملية ستعمل أو أنهم سيستطيعون العودة مرة أخرى. رمسيس طمأنهم وقال إنه سيحميهم وسيعودون بسلام.



 

بعد أن أنهى رمسيس تعديل الساعة الرملية، أخذها إلى حيث وجد البوابة الزمنية. كان الليل قد حل ولم يكن هناك أحد. رمسيس وضع الساعة الرملية على الأرض وأدارها. فجأة، ظهرت بوابة زمنية مضيئة. رمسيس ابتسم وقال إنها نجحت. 


 

كان الأطفال متحمسين لرؤية بوابة الزمن، شكروا رمسيس كثيرا، و ودعوه بحزن لأنهم اعتادوا عليه وأصبح صديقهم.

أمسك بيد علي وأخويه وقادهم إلى البوابة. قبل أن يدخلوها.


 

- لقد كان مغامرة ممتعة، أريد أن اخبركم انكم غيرتم حياتي، هذه الساعة الرملية بعد أن اخترعتها لم أعد مجرد عامل، فقد ذهبت بها الي الوزير في القاعة الكبرى، وانبهر بها حتى أنه جعلني مساعده الخاص. - قال رمسيس بامتنان


 

تبادل الأطفال النظرات بقليل من الخبث الممزوج بالبراءة فهم يعرفون شيئًا لا يعرفه رمسيس بعد.

- يوما ما من الممكن أن تصير ملكا لمصر. - قال علي ضاحكا.


 

نظروا إلى مصر القديمة للمرة الأخيرة. دخلوا البوابة واختفوا.

 ليعودوا الي زمنهم، ويكتشفوا  أنهم مازالوا في المتحف ولم يمر أي وقت خلال مغامرتهم.


 

وهكذا، عاد الأطفال إلى زمنهم، ولكنهم لم ينسوا بعضهم البعض. بل ظلوا يتذكرون بعضهم البعض، ويحلمون بعضهم البعض. ولكن الباب السحري لم ينتهي بعد. بل ظل يعمل بين الزمنين. ليحمل لنا قصة جديدة و مغامرة جديدة.



 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

9

followings

6

مقالات مشابة