رحلة الي سد ياجوج وماجوج

رحلة الي سد ياجوج وماجوج

0 المراجعات

المقدمة

روت أم المؤمنين السيدة زينب -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فزعا يقول "ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليومَ من ردمِ يأجُوج ومأجوج مثلُ هذه. وحلَّقَ بإصبعه الإبهام والتي تليها.
لقد تمكّن ذو القرنين من بناء هذا السد أو الردم بين الجبلين الكبيرين من خلال خطة هندسية أوضحها القرآن الكريم، إذ قام يصهر فوق ذلك الردم خليطا من الحديد والنُّحاس، ليكون أشد قوة، وأكثر إحكاما، حتى قال الله فيه( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبا ) أي لم يستطيعوا أن يرتقوا أعلاه لارتفاعه وملاسته، ولم يستطيعوا أن ينقبوه ليخرجوا منه.
بداية الرحلة إلى السد
في عصر الخليفة العباسي هارون الواثق الذي حكم العالم الإسلامي قرابة الخمس اعوام، وبينما هو نائم في إحدى لياليه رأى في منامه أن سد يأجوج ومأجوج مفتوح، ففزع لذلك أشدّ الفزع، وأمر بتجهيز بعثة علمية استكشافية لتقصّي حقيقة الأمر.والتاكد ان سد ياجوج وماجوج لم يصيبه أي ضرر
قد أخبر الخليفة الواثق قائد الجيش العباسي  بحقيقة رؤياه، فأخبره أن رجلا يعمل في الإدارة العباسية في قسم الترجمة فيها اسمه سلام التُّرجمان يتكلم ثلاثين لسانا

احضر الحاكم سلاماً الترجمان ، وقال له اذهب وانظر إلى هذا السد وجئني بخبره وحاله، وما هو عليه، ثم أمر له بأصحاب يسيرون معه وعددهم 60 رجلاً، و زوده بخمسة آلاف دينار، وأعطاه ديته عشرة آلاف درهم، وأمر لكل واحد من أصحابه بخمسين ألف درهم ومؤونة سنة ومئة بغل تحمل الماء والزاد. وحمل سلام رسالة من الخليفة إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية، وكتب صاحب أرمينية حتي وصل الي طرخان ملك الخزر، الذي وجه معهم خمسة أدلاء ساروا معهم 25 يوماً حتى انتهوا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة، 

يقول سلاما الترجمان "فسرنا فيها عشرة أيام، ثم وصلنا إلى مدن خراب فسرنا فيها عشرين يوماً، وسألنا عن خبرها، فقيل لنا هي المدن التي خربها يأجوج ومأجوج، ثم صرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذي في شعبة منه السد، وفي تلك الحصون قوم يتكلمون العربية والفارسية، مسلمين يقرؤون القرآن ولهم كتاتيب ومساجد، وبين كل حصن وآخر فرسخين، 

سلاما امام السد

صرنا إلى مدينة يقال لها أيكة لها أبواب من حديد، وفيها مزارع وهي التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره، بينها وبين السد مسيرة ثلاثة أيا. يؤكد سلام أن ذا القرنين استطاع بناء الردم مثل الباب تماما، ردم أعلاه حجارة مصنوعة من الحديد والنحاس، ثم فوق ذلك حديد ونحاس مصهور حتى "لا يدخل من الباب ولا من الجبل ريح كأنه خُلق خلقه" كما يصف؛ أي كأن هذا الردم الذي يُشبه الباب أصبح مثل الجبلين الواقع بينهما يحسب الرائي أنه جبل مثلهما تماما. 

وصف سلاما للسد

وفقًا لرواية سلام الترجمان، كان السد عبارة عن فج بين جبلين عرضه مائتا ذراع (120 متراً تقريباً).

كان السد مصنوعًا من الحديد والنحاس، وارتفاعه 120 ذراعًا (55 متراً تقريباً).

كان هناك باب ضخم من الحديد في منتصف السد، عرضه 50 ذراعًا (27.5 متراً تقريباً) وارتفاعه 75 ذراعًا (37.5 متراً تقريباً).

كان هناك قفل ضخم على الباب لا يستطيع فتحه رجلان.

ويوجد أيضا حاجز حديد على جانبي الباب طوله 120 ذراعًا (60 متراً تقريباً).

فوق الحاجز، كان هناك بناء من الحديد والنحاس ارتفاعه 60 ذراعًا (30 متراً تقريباً).

كان هناك 37 شرفة على السد، كل شرفة طولها 5 أذرع (2.5 متر) وعرضها 4 أذرع (2 متر).

كان هناك قفل على كل شرفة.  كما انه يوجد مفتاح واحد لفتح كل هذه الاقفال 

كان المفتاح معلقًا بسلسلة طولها 8 أذرع (4 متر).

كان هناك حصنان على جانبي السد، كل حصن عرضه 200 ذراع (100 متر).

وكان يوجد هناك حراس على السد يمنعون يأجوج ومأجوج من الخروج.

سأل سلام الترجمان قائد البعثة الاستكشافية. رجال الأمن الذي يحفظون السدّ، ويراقبون التطورات اليومية فيه، سألهم عن أي عيوب لاحظوها في هذا السد،" قالوا ما فيه إلا هذا الشِّق. والشّق كان بالعرض مثل الخيط دقيق. فقلتُ تخشون عليه شيئا؟ فقالوا: لا فدنوتُ وأخرجتُ من خُفّي سكينا، فحككتُ موضع الشقّ، فأُخرج منه مقدار نصف درهم (من الحديد المتساقط منه)، وأخذته في منديل لأريه الواثق بالله

نهاية رحلة سلاما الترجمان

انتهى سلام الترجمان من معاينة جسد سد ذي القرنين، وأكمل بعثته على أتم وجه، وقرّروا العودة من وسط آسيا فيما يبدو من وصفه باتجاه العراق.
مات من الرجال الذين كانوا معنا، ومَن مرِض منهم في الذهاب اثنان وعشرون رجلا، من مات منهم دُفن في ثيابه، ومَن مرض خلّفناه مريضا في بعض القرى
إن مدة البعثة الاستكشافية استمرت عامين وأربعة أشهر في الذهاب والاستكشاف والعودة،
يقول "فدخلتُ على الواثق فأخبرته بالقصّة، وأريتُه الحديد الذي كنتُ حككتُه من الباب، فحمد الله (على أن السد لم يُنقب ولم يُهدم)، وأمر بصدقة يتصدّق بها، وأعطى الرجال كل رجل ألف دينار.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة