أشرقت: عندما تمتزج الرومانسية بالغموض - حلقة ٢

أشرقت: عندما تمتزج الرومانسية بالغموض - حلقة ٢

0 المراجعات

و بينما كنت أمعن النظر إليها، لمست
الحياء في صوتها و هي تقول:
"أسفة جداً، محمد إبن أخويا كان بيلعب
بالكرة في الجنينة عندنا و وقع الكرة عندكوا".


خيم علينا الصمت لثواني قليلة انعقدت خلاله
حاجبايا و بدا عليا شئ من الضيق، و لم تلبث
ملامحي أن عادت إلي الهدوء و أنا أجيبها:
"حاضر ... بس خليه يخلي باله المرة الجاية".


لا أدري كم من لون كسا ملامح وجهها في
تلك اللحظة، تلك حمرة خجل أم غضب و
أصفر وجهها حتي صار كالليمونة، لكنها عادت
مرة أخري إلي طبيعتها و ذابت كل تلك
الألوان بداخلها و هي تجيب:
حاضر يا أستاذ ........ اسلام مش كدة?
تركتها دون رد و أستدرت أحضر لها الكرة، ثم عُدت إليها و أعطيتها لها، دون أن اتفوه و لو بحرفٍ واحد.


و لم تقل هي أكثر من:


شكراً لحضرتك.


قمت بهز رأسي لها قبل أن تستدير هي
عائدة إلي فيلتهم في خطوات سريعة، متمتمة بكلمات لم استطع تمييزها، حتي اختفت عن نظري، و لم أهتم بذلك، ثم تحولت بكل غضب منادياً علي عم صابر الجنايني الخاص بالفيلا :
صابر ... صااابر .
انتا فيييييين
.....

هرول المسن - الذي شارف علي دخول العقد السابع من العمر - مُسرعاً و كلما اقترب تري علي وجهه تجاعيد الزمان فتزداد هماً علي همك و هو يقول بصوت واهن للغاية:
خير يا بني .. في إيه ?
أشرت بيدي إلي الباب الصغير الخاص بالفيلا
ملوحاً بغضب جم:
باب الفيلا اللي ورا يتقفل نهائي ... مش عايز
لا دخول و لا خروج منه مفهوم .
..
تلعثم العجوز و بدت عليه علامات الخوف
الشديد قبل أن يرد بصوته الواهن الضعيف :
حححاضر يا بيه .. اللي تأمر بيه.
ثم انصرف بينما استدرت عائداً إلي
داخل الفيلا التي أصبح حجمها مخيفاً بالنسبة
لي لكوني أصبحت وحيداً .. وحيداً في همي
وحيداً في فكري...
و دلفت إلي غرفة مكتبي و أغلقت الباب
خلفي في إحكام ... و جلست خلف طاولتي
المستديرة، أتأمل ما عليها من أوراق مبعثرة،
ثم تحولت بنظري إلي صورتها، ثم …..
ثم انساب سيل من الذكريات، تخللتها دموع .... دموع من دم ….
 كنهر من الآلام و الهم ... غرقت فيه و
استسلمت .. كم أنا ضعيف بدونك!..
....

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

المقالات

460

متابعين

613

متابعهم

116

مقالات مشابة