قصــــــة “أبقني معكِ” قصة واقعية
قصــــــة “أبقني معكِ”
في أحد الأيام كانت هناك كتيبتين بالجيش وقد أوكلت إليهما مهمة القضاء على بعض المجرمين على الحدود، وبالفعل تم تنفيذ الخطة حرفيا ونجحت المهمة ولكن أصيب جنديان من كتيبة واحدة.
وبعد انتهاء العملية انتظر بقية الجنود وصول الطائرة لحملهم وإعادتهم لمكانهم الطبيعي، وإذا بشيء يلمع في عيني أحد الجنود الشباب بسبب انعكاس أشعة الشمس عليه، فاندفع وراء فضوله الشديد لمعرفة ماهية الشيء، وذهب إليه وأمسكه بيده، وإذا به صورة لفتاة ما أجملها من فتاة، كتب خلف الصورة آية قرآنية للحفظ.
وبمجرد أن أمسك الشاب بالصورة وأزال التراب من عليها، ولم يكمل التمعن في ملامحها وقراءة ما عليها حتى ضربت قذيفة بالمكان الذي كان يقف فيه مسبقا قبل تنقله لالتقاط الشيء اللامع، توفي إثرها كل زملائه الذين كانوا يقفون بجانبه حينها، ولم يبق منهم أحد.
أما عن الشاب فقد أصيب بالحادثة وأغمي عليه، وتم نقله للمستشفى، وباليوم التالي جاءه أحد زملائه وأعطاه الصورة قائلا: “لقد وجدنا هذه الصورة بيدك، لو أنك ظللت مكانك ولم تذهب لالتقاطها لكنت في تعداد الموتى الآن، هذه الصورة جعلها الله سبحانه وتعالى السبب في إنقاذ حياتك”.
أثر بقلب الشاب كلام زميله، فقرر البحث عن الفتاة التي بالصورة، فكان يسأل كل واحد من زملائه إن كان يعلم هوية الفتاة التي بالصورة، ولكن للأسف لم يكن يعرف هويتها أي منهم.
وبينما كانوا في إحدى المهمات والعمليات أخبره أحد أصدقائه بحس فكاهي: “يتوجب عليك أن تذهب لمنزل هذه الفتاة وأن تشكرها وبحرارة بعد إنهاء مدة الجيش حيث أنها كانت السبب في إنقاذك من موت محتوم”.
ولم ينهي صديقه حديثه معه، وإذا بقذيفة تطلق تجاه الكتيبة بأكملها ووابل من ضرب الرصاص، كان حينها الشاب يمسك بالصورة ويفكر في كيفية رد الجميل لصاحبتها؛ ولم يدري شيء إلا عندما أفاق وجد كل زملائه وأصدقائه قد فارقوا الحياة.
ومرت الأيام والشاب لم يكن ليستطعم حلاوتها ولا مرارتها، وأخيرا أتم أيام مدة جيشه وعاد البلاد، وذهب لشقيقته الوحيدة حيث كانت تعيش بمنزل العائلة مع زوجها وابنيها، وقد سمت الابن الأكبر باسم شقيقها الوحيد (الشاب) الذي بالجيش وكلها شوق وحنين دائم إليه.
وعندما عاد إليها أخيرا كان بإمكان الدمع الذي بعينيها أن يجف، كان يملك كلبا مقربا إليه بمجرد أن استطاع أن يشم رائحته ركض تجاهه، حتى أن شقيقته علمت بقدومه من ما فعله الكلب من ركض بسعادة وسرعة على غير عادته الطبيعية بكل لحظات حياته.
ومنذ الأيام الأولى وكان الشاب يشعر بالتوتر والقلق الدائم، وفي إحدى الليالي أرادا ابني شقيقته مفاجأته وتصوير فيديو معه، فأمسك أحدهما بالكاميرا وبشكل مفاجئ عمد الثاني لإيقاظه من النوم، فكان رد فعل الشاب عنيف للغاية، كانت شقيقته حزينة ومتألمة لأجله حيث أنه فقد الأمان والحياة الطبيعية كسائر البشر، نصحته شقيقته بالذهاب لطبيب نفسي لمساعدته، كما أنها بحثت وتوصلت لاسم وعنوان طبيب ممتاز للغاية.
ولكنها باليوم التالي عندما استيقظت من نومها لم تجد شقيقها، ووجدت رسالة قام بتسجليها…
الشاب: “حبيبتي إنني لا أعلم السبب الحقيقي وراء تواجدي بالحياة لهذه اللحظة، ولا أعلم السبب الخفي وراء نجاتي من الموت على الرغم من وفاة كل أصدقائي.
إنني في أمس الحاجة للبقاء وحيدا، وأحتاج لبعض الوقت لأحسم كل أموري، أحبك”.
وشرع الشاب في البحث عن مكان المنارة المتواجدة بصورة الفتاة التي كانت سبباً في إنقاذ حياته، وبالفعل وجدها وسافر للمكان المقصود، وهناك أول ما وطئت قدماه شرع في السؤال عن صاحبة الصورة، فكان كلما وجد أحدا أخرجها وسأله عن الفتاة، وأخيرا وجد أحدهم يعرف هويتها ودله على منزلها، ومن المعلومات التي أعطاها له هذا الشخص أن الفتاة كانت زوجة صديقه المقرب، وأنها تملك مركزا لرعاية الكلاب.
وصل للمركز وهناك قابل الفتاة، وما إن شرع في الحديث معها يرغب في أن يشرح لها أسباب تواجده لرؤيتها وقصة صورتها معه، إلا أن الفتاة قاطعته معتقدة بأنه متقدم للوظيفة التي أعلنت عنها من قريب، سألته عن خبراته في التعامل مع الكلاب باستثناء كلبه الخاص، فأجابها بأنه كان يتعامل مع كلاب المتفجرات بالجيش، وهنا انتاب الفتاة قلق وساورتها الشكوك، وسألته كيف لضابط بالجيش يقطع كل هذه المسافة الطويلة من أجل مهنة زهيدة الأجر؟!
خرجت تريد مساعدة من جدتها، أعلمتها بشكوكها وطلبت منها أن تخبر الشاب بأنها قد وجدت شخصا آخر للوظيفة، ولكن الجدة عندما أرادت أن تخبره بما أرادته حفيدتها سألته عن الأسباب التي دفعته للتقدم للوظيفة، فأخبرها بأنه يريد أن يعيش في سلام الأيام المقبلة، وعندما وجدته يحسن ويجيد معاملة كلبه قبلت به على الفور دون أن تلجأ لحفيدتها؛ ومع مرور الأيام أثبت الشاب مدى إخلاصه وتفانيه بالعمل، وقد استأجر منزلا صغيرا بالقرب من عمله.
وفي يوم من الأيام مر على المنزل زوج الفتاة السابق ورأى الشاب، كان يتسم بالغطرسة والظلم البين أساء معاملة الشاب كثيرا وقام بتفتيشه، كان الشاب هادئ الطباع ومتمرن للغاية وكان على دراية بأمثال طليق الفتاة، امتص غضبه للنهاية دون أن يتمرد عليه ولا يعترض على أفعاله معه.
كان زوجها السابق في الحقيقة ضابطاً بالشرطة، وكان يستغل منصبه الاستغلال الأمثل ليوافق هواه، انصرف ولكنه كان قد استشاط غضبا وقلقا على الفتاة حيث أن الشاب في غاية الجمال والوسامة حتى أن طباعه تدل على نبل أخلاقه، خشي أن تقع زوجته السابقة في حب الشاب، لقد كان لايزال يحبها حبا شديدا ولكنها تأبى أن تعود إليه مهما كلفها الأمر.
حزن الشاب كثيرا عندما تعرض له زوج الفتاة السابق، فاتجه للغابة وهناك لاحظ وجود منزل خشبي مبني بإحدى الأشجار، وسمع منه صوت جيتار غاية في الروعة والرقة والجمال، وبعدما انتهت المقطوعة الموسيقية خرج ابن الفتاة، فحفزه كثيرا الشاب على العزف بكل مكان وكلما استطاع.
تغيرت نظرات الفتاة للشاب الذي أثبت نفسه في وقت قياسي، فأصبحت أكثر تركيزا وهياما به، وعلى الرغم من كل محاولاتها لمنع نفسها من ذلك إلا أنها لم تستطع.
وبيوم من الأيام كان الشاب يوصل والدة الفتاة لشراء بعض الأغراض، سألته عن مدة جيشه، وبعدها أخبرته عن ابنها الذي توفي بالجيش العام الماضي، وأنها كان يمتلك شخصية جميلة للغاية، وأنه بالتأكيد كان سيصبح صديقه إذا كان صادفه.
وبنفس اليوم كان الشاب في المنزل لتناول العشاء معهم بعدما قامت والدة الفتاة بدعوته، تعلق به ابن الفتاة وأصبح يفضل اللعب معه والحديث، كره يومها أن يذهب للنوم ويترك الشاب لتأخر الوقت؛ في هذه اللحظة صارحت الفتاة الشاب وأخبرته بأنه كان لها شقيق وأن ابنها كان متعلق به للغاية، وأن شقيقها توفي بالجيش، ومن يومها أصبح ابنها عصبي للغاية وغير متقبل لفكرة فقده لخاله.
قرر الشاب أن يصارحها بأمر الصورة، ولكنه توقف في اللحظة الأخيرة ولم يدري ما السبب، من الممكن أنه كان يخشى فقدها وخسارتها؛ وعندما ذهب عائدا لمنزله رآه يخرج من منزلها زوجها السابق الشرطي حيث كان يراقبهما عن كثب، وهنا اشتعلت نيران الغيرة في قلبه.
وبعدها بعدة أيام ذهبت الفتاة ووالدتها لزيارة قبر شقيقها في الذكرى السنوية الأولى على وفاته، وبعدما عادت الفتاة كانت منهارة للغاية شرعت تكسر وتخرب في النباتات والأزهار أكثر شيء تحبه، اقترب منها الشاب وحاول تهدئتها، وهنا أخبرته عن مدى حزنها على خسارتها لشقيقها، وأنه كان أقرب شخص بالنسبة لها بكل الحياة؛ وأن أكثر شيء أزهق روحها عندما سلمها الجيش جثته دون أن يبدي أي أسباب لوفاته، وأنها على استعداد أن تفعل أي شيء مقابل أن تعلم أنه فقد روحه لأسباب عظيمة وليست لأشياء تافهة ودون جدوى.
شعر كل منهما بالانجذاب نحو الآخر، وبعدها تقرب ابن الفتاة من الشاب كثيرا، وكأن الابن وجد من يحل محل خاله الذي كان يحبه كثيرا، كان يساعده الشاب في دراسته ومن بعدها يلعبان سويا ويعلمه فنون القتال التي تتلاءم مع عمره الصغير؛ وفي إحدى المرات أخذه والده وعلمه لعبة البيسبول وعندما أعاده لوالدته هرعت عندما وجدت إصابات عديدة وبليغة بجسده، صرخت في وجه والده وأخبرته بأنه بهذه الطريقة سيعلم ابنها العنف.
أمسك بيدها بقوة وهددها بأنه ابنه أيضا وأنه يستطيع بنفوذه أن يأخذه منها وبالقوة، طلبت منه أن يترك يدها ولكنه أوجعها أكثر؛ ظهر في هذه اللحظة الشاب وطلب منه أن يترك يدها وكلن بأسلوب شديد في الكلام، ترك يدها وغادر ولكنه كان يستشيط غضبا.
سعدت كثيرا الفتا بموقف الشاب معها، وشكرته على ما فعله، خرجا سويا وبالليل أخذته لأكثر مكان تعشقه، وقد كانت سفينة صغيرة تعود لوالدها الراحل غير أنها كانت معطلة، وبينما كانا جالسين سويا يتحدثان إذا بشرطي أيضا صديق زوجها السابق يأتي إليهما وينصح الفتاة بالعودة للمنزل خوفا عليها من بطش زوجها السابق، لقد كان في الأساس هو من طلب منه مراقبتها.
كانت تشعر الفتاة بمشاعر الحب تجاه الشاب، أما عن الشاب فكان بكل يوم ليلاً يذهب لسفينة والدها ويحاول إصلاحها، لقد أفنى جهداً كبيرا في إصلاحها؛ وبيوم احتفلت فيه الفتاة بعيد مولد ابنها، وجاء والده لحضوره وهناك هددها بأنها إذا لم تقطع علاقتها بالشاب فإنه سيأخذ ابنه منها، وأنه سيثبت عليها أنها أم غير صالحة لتربيته وبذلك ستخسر وصايتها عليه.
بعد انتهاء الحفل أخبرت الفتاة الشاب بكل ما دار بينها وبين زوجها السابق، وصارحته بأنها لا يمكنها العيش بعيدا عن ابنها ولو لثانية واحدة، فهم الشاب ما أرادت قوله، واعتذر لها عن تسببه بتغيير بحياتها، وأعرب لها عن أنها شخصية جميلة للغاية وتستحق أفضل حياة لمدى جمال شخصيتها وجمال قلبها.
غادر الشاب، ولكن زوجها السابق لم يتركه وشأنه، فقد تبعه وأراد أن يتنمر عليه، أخبره بأنه يستطيع إيجاد وظيفة أفضل من خدمة الكلاب، فهم الشاب ما أراد قوله، وأخبره بنبرة حادة أنه يفهم جيدا أمثاله الذين يتفاخرون بحملهم السلاح ويظنون أن باستطاعتهم فعل ما يشاءون دون حساب، وتركه وغادر.
لامتها والدتها على السلبية التي تتعامل بها بخصوص زوجها السابق وأنه بهذه الطريقة سيجعلها تفقد أجمل وأهم أيام عمرها، ذهبت الفتاة لوالد ابنها بعدما أعدت لابنها حقيبة بها بعض الملابس، أخبرته بأنها ستجعل ابنها يقضي اليوم معه وحذرته بألا يتدخل في حياتها مرة أخرى، وأن يدعها وشأنها، وأنه إن كان يرغب بأخذ الوصاية فيمكنه فعل ذلك وقتما أراد، وأعلمته بأنها تعلم أنه لا يرغي في تربية ابنه مفرده، وأن الجميع يشهد لها بأنها أم جيدة وصالحة وأهلة للقيام بتربية ابنها تربية جيدة سوية.
كانت تشعر في صميمها بالانتصار حيث أنها وأخيرا استطاعت مواجهة زوجها السابق الذي أراها الكثير من ألوان العذاب، ذهبت الفتاة للشاب وأعادته لوظيفته وحياته معهم من جديد، كانوا جميعا يقضون أفضل الأوقات سويا؛ كانت والدة الفتاة تعد حفلا بالمدينة، وبيوم وردها اتصال من الفتاة التي ستؤدي على البيانو حزنت كثيرا ولم تدري كيف ستتصرف، هنا تحدث الطفل وأخبرهم بأنه ذات مرة رأى الشاب يلعب على البيانو بشكل جميل للغاية.
طلبوا من الشاب فعل ذلك، وافق ولكنه اشترط أن يعزف ابن الفتاة على الجيتار، كان الطفل في البداية خائفا ولكن الشاب دربه كثيرا، وجاء يوم الحفل والذي شهد فيه الجميع بمدى روعة الشاب وابن الفتاة وتمكنهما من العزف بطريقة جيدة ومذهلة للغاية.
كان الحفل يضم معظم سكان المدينة، وبعد انتهاء الحفل حدثت مصادفة وهي أن الرجل نفسه صديق زوج الفتاة السابق أخبر صديقه بأنه نفس الشاب الذي جاء ومعه صورة لزوجته السابقة ويسأل عنها!
وبعدما أوصلهم الشاب وعاد لمنزله وجد الباب مفتوحا ولم يجد شيئا مفقوداً باستثناء صورة الفتاة، علم أن وراء هذه الفعلة زوج الفتاة السابق؛ والذي بدوره كان قد ذهب للفتاة وأعلمها بأن وجود الشاب بحياتها لم يكن صدفة، وأعطاها الصورة وأعلمها أنه كان يسأل عنها قبل وصوله إليها، وعندما نظرت للصورة علمت أنها نفس الصورة التي أعطتها لشقيقها قبيل ذهابه للجيش.
أخذ زوجها السابق يبث لها بسمومه، أخبرها بأنه يتوجب عليه أن تشك في أمره، وأنه بالتأكيد له نوايا خبيثة من فعلته وإلا لما خبأ عليها الأمر من البداية.
كان حينها طفلها يسمع لكل الكلمات التي ذكرها والده، وعلى الفور ذهبت للشاب وواجهته بكل ما عرفت، لم ينكر وأخبرها بكل ما حدث وأنه جاء من موطنه ليشكرها على ما حدث، وأن صورتها كانت سبباً في إنقاذ حياته لأكثر من مرة.
سالت الدموع من عيني الفتاة، وأخبرته أنها منحت الصورة لشقيقها لتحفظ حياته هو وليس لتحفظ حياة الشاب، طلبت منه الرحيل؛ حزن طفلها كثيرا على رجيل الشاب وأخذ بكتاب وأعطاه له كهدية تذكره به لكيلا ينساه، فرح الشاب كثيرا بما فعله الطفل الصغير والذي كان في الأساس يحبه بشدة وحزين للغاية على مفارقته.
عندما ذهبت الفتاة حزينة لسفينة والدها لاحظت وجود العدة التي كان يستخدمها الشاب لإصلاحها، وعندما حاولت تدوري المحركات دارت، علمت أن الشاب من قام بإصلاحها لأجلها، هنا شعرت بمزيج من الأحاسيس شعرت بالسعادة والحزن سويا.
وباليوم التالي بينما كان مغادرا الشاب لحق به الشرطي زوج الفتاة السابق وأراد التنمر عليه مجددا، أراد أن يهينه لدرجة أنه رفع سلاحه في وجهه، فأمسكه الشاب وقام بفك أجزائه وأعطاها لصديق الشرطي ورحل.
وعندما عاد للمرة الأخيرة ليجمع أشياءه قبل الرحيل، فتح الكتاب الذي أعطاه إياه الطفل ووجد صورة الجندي الذي رآه يموت أمامه بالكتيبة؛ في هذه اللحظات كانت والدة الفتاة عندما رأت حالتها البائسة أخبرتها بأن الشاب ليس له ذنب في وفاة شقيقها وأن الصورة قدر وصدفة لتجمعهما ببعضهما البعض، وأن عليها ألا تحمل نفسها أكثر من طاقتها.
وفجأة أتاها زوجها السابق يطلب منها أن تعود إليه مجددا، وعندما رفضت هددها بأنه سيأخذ ابنها منها، صرخ مناديا على ابنه الذي خاف كثيرا منه وركض خارج المنزل متوجها لكوخه أعلى الشجرة، ومن سوء حظه كانت هناك عاصفة فانكسر به الجسر وسقط في المياه.
تمكن والده من إنقاذه ولكن علقت قدمه بصخرة بالمياه فعجز عن الحركة، كان الشاب قد عاد ليخبر الفتاة عن سبب وظروف وفاة شقيقها، فوجدها تركض تجاه الغابة فتبعها ووجد والد ابنها يحمل ابنه في وسط المياه.
على الفور قفز في المياه لإنقاذهما، في البداية حمل الطفل وأوصله لوالدته، وعندما عاد لإنقاذ الشرطي كان قد سقطت عليه شجرة ضخمة وأودت بحياته.
وجاءت الشرطة والإسعاف، شكر والد الشرطي الشاب على إنقاذه لحياة حفيده، ولكن الشاب بين له أن ابنه الراحل هو من قام بإنقاذ حياة ابنه، واعتذر عن عدم قدرته على إنقاذ حياة ابنه.
عاد لمنزل الفتاة وقابل والدتها واساها في وفاة ابنها بالجيش وكن حزين للغاية على عدم قدرته على إنقاذ زوج الفتاة السابق، وأخبر الفتاة عن سبب عودته وأنه قد رأى صورة شقيقها وأعلمها بأنه توفي إثر محاولته إنقاذ صديقه أثناء المداهمة وأن وفاته لم تكن بلا جدوى، أخبرها بأنه الحقيقة حتى إن لم تصدقه، وغادر.
ركضت الفتاة خلفه وطلبت منه ألا يرحل وأن يبقى معهم، تزوجها الشاب وعاشوا في سعادة