رواية ب عنوان قهوة سوداء

رواية ب عنوان قهوة سوداء

0 المراجعات

قهوة سوداء

image about رواية ب عنوان قهوة سوداء

إنها تمطر في الخارج لكن الشمس ما زالت عالية في السماء، ذهبية ومستديرة. أستطيع سماع الأطفال وهم يغنون-
"إنها تمطر، والشمس مشرقة. 
أنا في دراسة وهناك حجرة مليئة بالكتب هادئة وخطيرة مليئة بالمعرفة. هناك الكثير من اللوحات على الحائط، مكتب خشبي في الزاوية، لمبة فلورسنت تضيء الغرفة قليلاً. هذا ليس المكان الذي أقرأ فيه، هذا ليس المكان الذي أكتب فيه، هذا هو المكان الذي أبكي فيه.
لكن هذا هو المكان الذي يكتب فيه الأب، هذا هو المكان الذي كتب فيه الأب لمدة عشرين عامًا، وهذا هو المكان الذي كان يكتب فيه منذ مغادرة والدته. هذا أيض حيث يتحدث مع نفسه كثيرًا. كنت أستمع أحيانًا عند الباب، رفعت قدمي البالغة من العمر سبع سنوات قليلاً. كلماته دائما غير مفهومة. وكلما نظرت من خلال ثقب المفتاح، أراه يبتسم في الفضاء. يمتلك الأب الكثير من الأعمال الأدبية في رصيده، والعديد من الجوائز التي جاءت بجوائز لامعة. كانت والدته قد وصفته ذات مرة بأنه "كاتب عجوز ثري تحدث مع نفسه كثيرًا" في عمل من الانزعاج المعتدل. لكنني لم أفهم أبدًا لماذا غادرت أمي. لذلك بقيت مع أبي وكتبه وكوبه الخزفي البني كنت أقدّم له القهوة كل صباح.
لم يهتم الأب كثيرًا بثروته- أراضيه في إيسوكو وإيكيجا وأوشودي. أسطول سياراته، حساباته العديدة ضخمة مع أوراق نيرة. بعد سنوات من مغادرة والدته، كان يكتب أكثر من مرة، ويبقى طويلًا في مكتبه وكنت قلقًا من أنه لا يحصل على قسط كافٍ من الراحة أو الطعام أو الهواء النقي.
لكنني عشت حياة الرخاء، ومكنني المال من الحياة، والابتسام من خلال التعليم بسهولة، والحصول على وظيفة في شركة والذهاب في إجازات متى شئت. وفي إحدى الأمسيات، عدت ووجدت أباً في مكتبه، منحنيًا على كتبه، بلا حياة. قهوته الصباحية الآن باردة وسوداء وكنت أعرف أنني سأكره القهوة إلى الأبد. لكنني لم ألاحظ الدموع تنهمر على عيني، والنزلات اللزجة تنزلق من أنفي فوق فمي. كنت قد خرجت إلى الشرفة ونظرت في الشوارع، إلى الناس الذين نظروا لسنوات عديدة إلى هذا القصر الذي بناه الأب في الإعجاب. كنت قد بكيت في الشرفة ودع العالم يرى دموعي.
لقد مرت أربع سنوات على وفاة أبي ولكني ما زلت أعود من العمل وأتفقد دراسته. ما زلت أستمع عند الباب لأسمع صوته المنفرد، وإذا كان كل شيء صامت، أمشي وأغلق الباب وأجلس في الزاوية وأبكي.
لذلك في عصر يوم مشمس ممطر، بينما يغني الأطفال في الطابق السفلي، أجلس في زاوية من الغرفة، على الأرض الخالية من الأرض أفكر في أبي، كيف سيتخيل الغرباء حياتي؛ من الطبيعي أن يشعر الناس بالغيرة من الأغنياء، وأن يتخيلوا حياة الأغنياء، وخياراتهم- ما يحلو لهم وما يكرهون. الشعور بعدم اليقين إذا كانوا يستخدمون المرحاض أم لا. لكن الناس لم يتخيلوا أبدًا أن الأغنياء لديهم مشاعر، وأن مشاعرهم يمكن التعبير عنها بالدموع. يمكنهم البكاء. أنهم يبكون.
بدأت في البكاء. الدموع ساخنة ومالحة. لا أعرف لماذا تذوقته. لا ألاحظ توقف المطر. لكني في دراسة الآباء وأنا متأكد من شيء واحد- لن يرى العالم دموعي مرة أخرى.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

16

followers

8

followings

1

مقالات مشابة