قصة صور محترقة

قصة صور محترقة

0 reviews

كيف ألتفت لحروب العالم وأنا أخوضُ حربًا مع عينيكِ، هكذا عشت وهكذا عشِقت، سندي ومنالي وقُربي وغُربتي، وردي وسُكنتي، ولكن ما لا يؤخذ كله يُترك كله، كيف أخوض معركة أنتِ طرفيها؟ العدو والحبيب، كيف لنهاية أن تكون أسرع من بدايتها؟ كيف وصلنا من الأساس إلى هنا؟ سمعت كثيرًا عن قصص الحب التي انتهت لسببٍ ما، فكيف انتهينا دون سبب؟ دون رجعة، حتى دون وداع، فقط قررتِ أنتِ أن تُنهي كل شيء، حتى رسالة تخبرني كيف فشلتُ في الحفاظ عليكِ، جعلتِ قلبي بين ظفرين ليس أحدهما أنني لم أُحبّك، فكيف لقلب باع قلبًا يعشقه من أجل لا شيء؟ تلك الذكريات وُجدت لنتذكرها سويًا كما عشناها معًا، لما صنعتي معي ذكريات لأعيش حبيسًا لها وأعيشها وحدي، يؤلمني كل خطوة أخطوها بمكان كنا به معًا، تؤلمني كل كلمة كاذبة أخبرها لغيرِك وأنت من قصدها قلبي بتلك الكلمة، حتى وإن عُدتِ؛ كيف أعود لشخص تركني وحدي أصارع وحدتي وأقاوم آلامي وحدي وأتى بعد أن شُفيت جرحي، كيف سأشعر بالأمان أنني لن أعيش تلك الآلام مرةً أخرى؟ انتهت كل الفرص وحتى وإن قررتِ العودة الفرصة الأخيرة لا تستحقيها، تذكرت ذلك البيت حين قال تميم البرغوثي " يقسو الحبيبانِ قدر الحُبِّ بينهما حتى لتحسبُ بين العاشقين دمًا" وعشت كل تلك الآلام وحدي أصارع ليلي، أوجّه إلى قلبي كل اللوم لأنه مشى طريقًا لشخص لم يمشي له طول ذراع فلا أعلم أين كان عقلي ليربط على قلبي بأن لا يخطو تلك الخطوة التي سيندم عليها العمر كله، فلولا أنكِ شريكة بكل الصور التي تصورناها معًا لحرقتها جميعًا ولكن كيف أرى من علّمتني الحب وهي تحترق؟ كيف أرى من علّمتني ألا أثق مرة أخرى بأي شخص وهي تفارق خيالي؟ من الحب ما قتل؟ لا أعتقد فمن أحب حارب ومن أحب لازم مكانه ومن فارق فلا أحب ولا عَشِق ولا ذاق حلوًا.

كلما استجمعت قوتي وأشعلت مدفأتي أمسكت يدي تلك الصور وضمتها إلى فؤادي بدلًا من أن تدفعها لتأكلها النار صدقيني حتي لو خانتني يدي كيف ستخرج تلك الذكريات من عقلي؟ كيف أنسى من نسيت ما قبلها؟ 

بعد كل هذا الصّبر سيقال أنني لم أبذل كل ذلك الجُهد للمحافظة عليكِ، وكأني لم أفعل شيئًا، رغم أني أعطيتكِ كل ما أملُك ولكنه لم يكن كافيًا لملئ جحودك..

يكفيني شرفًا ورضا عن  نفسي بأنني عندما تخلّيت كان هذا القرار المناسب

كل الجراح تلتئم وبعضها يُعوّض، إلا ما فعلتيه بقلبي، اشتقت لتلك البداية، ذلك الصدق من كل شيء، تلك اللمعة والنظرة التي لم تكذب يومًا، تلك المشاعر التي لم تقتلها الأيام، قبل أن يجني عليها برودة الإهمال، ولكن أين ومتي وأنا أوشك أن أحرق آخر ما يجمعني بكِ حتى وإن كان قلبي مسكنك ما دُمت حيًا، حتى تلك الورقة التي كتبت لكِ بها تلك الرسالة سأحرقها مع تلك الصور، لم أعد أتذكِرك، أو حتى كيف تقابلنا؛ حتى بعدما مر على غيابِك شهرين وخمسة أيام وثمانِ ساعات.

وبالأخير قد احتفظت بتلك الورقة التي أتمنى أن تقرأيها بيوم من الأيام وبالفعل قد حرقت كل الصور التي جمعتني بكِ كما حرقتِ قلبي، بعد أن قصصتها واحتفظت بصوركِ وحدِك لتذكرني بما لن أنساه طوال عمري. 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

1

followings

1

similar articles