قصة زوجة ابني

قصة زوجة ابني

0 reviews

إن حَسبتُ الفرح في حياتي لوجدته عامً من ستون عام عشتها، وكأن هناك نبض ولم تكن هناك حياة، أنا ها هنا طريحة فراشي بإحدى دور المسنين ولا أتذكر من أتى بي إلى هنا، ولكن إحدى الممرضات حكت لي بأن زوجة ابني هي من أحضرتني إلى هنا، وحقيقةً لا أتذكر ذلك حينما تملّكَ النسيان من عقلي وأكل ذاكرتي بنهم وكأنه لم يأكل من قبل

 وأيضا لم أعلم كيف تعلمت القراءة والكتابة، فقبل اليوم بالنسبة لي هي ذكريات مشوشة لا أعلم عنها شيئًا سوى من بعض الحكاوي والقليل من الخطابات التي ترسلها إلي ابنتي من الخارج.
حقيقة لم أعلم بأن لي ابنة ولكنهم دائمًا ما يذكرونني بذلك.
قرأت بعض المذكرات القديمة وعلمت بأن ساعة الظلم ساعة و ردُّ المظالم ألف ساعة عندما كانت تحكي لي الممرضة عن ظلم ابني وزوجته لي كانت تتعجب وهي تحكي كيف لأبن أن يتخلى عن والدته التي نال الشّيب من قلبها قبل عمرها والتي من الأجدر أن يتم الاهتمام بها وليس بوضعها بدار للمسنين وأولى الناس بالاحتواء فلن يعيشوا بقدر ما حيوا.
رأيت كثيرًا نظرات الشفقة والعطف بأعين الكثيرين حولي على شيء لم أعلمه إلا للوهلة الأولى عندما يُحكى وبعد ذلك كأن شيئًا لم يكن كبراءة الأطفال أغدوا
وقعت يدي على إحدى خطابات ابنتي والتي كانت من الواضح أنها تلومني على شيء فعلته ولا أتذكره، وقالت به " أمي لا أعلم ما تتذكريه من عدمه ولكِ أن تعلمي أن ما فعلتيه لن يغير من مكانتِك بقلبي فأنتِ الدنيا بالنسبة لي، ولكن لن أنسى قسوتِك حين غصبت عليَّ بأن أتزوج رجلًا  يبلغ ضعف عمري من أجل المال وها أنا أعاني الشقاء لأنسى أنني تزوجت بنك متحرك وليس رجلًا له ظل أحتمي به حين تقسو عليَّ الدنيا..

 لن أنسى أنكِ حكمتي على أخي بأن يتزوج فتاة دون التي تسكن قلبه لمجرد أنها لا تعجبك عن غيرها، ولن أنسى حكايات عمي حين وضعتي والدك بدار للمسنين لأنه أصبح حملًا ثقيلًا عليكِ، وكنتِ تريدين الزواج بعد وفاة أبي، كلنا نعاني من بعد ما فعلتيه، يصعب عليّ قول ذلك ولكن أنانيتك غيرت مصير حياتنا جميعًا، حتي أنكِ من طلبت وضعك بتلك المصحة العقلية حتى لا تري ظلم اختيارك لزوجة ابنك الذي يعاني ليومنا هذا من حبها له المبالغ فيه، ولكن لا يبادرها نفس الشعور بتعلق قلبه بشخص آخر
طلبتي وضعك بتلك المصحة النفسية لأنني أتيتك مصابة بكدمات بالغة جرّاء زواجي من شخص لا يعلم معنى الإنسانية ويتكلم فقط بلغة المال فإن كنت ملبي لكل احتياجاتك فماذا تريدي بعد ذلك؟ ونسيَ بأن هناك ماهو أهم من المال؛ وهو الود والاهتمام والاحتواء وهي أشياء لا تشترى
حاولنا كثيرًا إخراجك من هنا ورفضتي وها أنتِ هناك منذ العشر سنوات وقد فقدتي عقلك من كثرة الإحساس بالذنب على شيء يمنعك كبريائك من الاعتراف به، حتى قررت أن أكتب لكِ ذلك الخطاب لعله يذكرك كل يوم بأن الاعتراف بالحق فضيلة، وليس لنا غيرك ولكن لم ولن تتذكرينا بعد الآن
إن كانت هناك ذرة قلب لديك فاعلمي بأن زوجة إبنك التي رفضتيها والتي تزوجها إبنك على زوجته التي اخترتِها هي التي ترعاكِ ليومنا هذا، لا أعلم من الظالم ولا أعلم من الجاني على حق نفسه، فصلة الرحم تمنعني من قول ما لا تحمد عقباه شفاكِ الله وعفاك" 
فكرت كثيرًا بما قرأته ولا أتذكره حقيقة وخاطبت نفسي، هل أنا بالفعل امرأة ظالمة؟
أحسست بالذنب على شيء لم أتذكر أنني فعلته
وتخوفت من الله أن اُحاسب عليه وأنا لم أفعله فكيف أُصلح ما اقترفته وأنا لا أتذكره؟
قطع تفكيري صوت غليظ يأتي من آخر الرواق
إءتوا بها فهذا موعد جلسة الكهرباء الخاصة بها
وامسكوا بالقلم من يدها هذا يكفي
وأروني ماذا كتبت...
أمسك الطبيب بالورقة ونظر بها قليلًا ثم تحدث معي وأخبرني بأنني زوجة الإبن التي رفضتها أم حبيبها وعليَّ أن أعلم تلك الحقيقة حتى يسهُل طريق الوصول إلى شفائي، وأن أكف عن الاختلاط بشخصية تلك المرأة والتي بدا ومن الواضح من كلامه بأنني قتلتها

تمت بحمد الله

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

1

followings

1

similar articles