في خيال رجل

في خيال رجل

2 المراجعات

فتح الرجل عينيه ليجد نفسه جالسًا في غرفة زجاجية مذهلة تطل على العالم بأسره، دون أي ذكرى واضحة لكيفية وصوله إلى هذا المكان الغريب. 
كانت الغرفة مثل قفص زجاجي، وكانت النوافذ الشفافة تمنحه الرؤية الكاملة للمدينة الملتهبة بالحياة خارجها.
صدم الرجل وتساءل في صمت عن كيفية وصوله إلى هذا المكان المريب. حاول تذكر أي ذكرى، ولكن لم يتمكن من استحضار أي تفاصيل. كانت رأسه تنفجر بالأسئلة والتساؤلات، لكنه لم يجد أي إجابة.

انطلق الرجل نحو النافذة، يحاول فهم ما يحدث من حوله. رفع يديه ووضعهما على الزجاج، محاولًا فاحصًا للهروب من هذا الحجر الزجاجي، لكن دون جدوى. فهو لم يجد سبيلاً للخروج.

تراجع الرجل إلى الوراء، وقع على الأرض ببطء، شعر بالقلق والخوف يتسلل إلى قلبه. 
بدأ الغموض بالتسلل إلى عقله ببطء.
ومع كل لحظة تمر، 
تزداد الغرفة احتجازًا وعزلة، 
وتبدأ النوافذ الزجاجية تصبح كسجن يحجب العالم الخارجي بأكمله، 
مما يجعل الرجل يشعر بالضياع والحزن وسط هذا البحر الزجاجي الغامض.
أخذ الرجل يفكر بجدية في مصيره، يحاول جاهدًا استرجاع ذاكرته المفقودة وفهم كيف ولماذا وجد نفسه هنا. 
لكن كل محاولاته باءت بالفشل، وكان يبدو أن الغموض الذي يكتنفه لا يريد أن يكشف أسراره له.
بعد ساعات من الصمت والتأمل، قرر الرجل أنه لن يستسلم لهذا الوضع، وأنه سيبذل كل جهده للبحث عن طريقة للهروب من هذه الغرفة الزجاجية القاتمة.


بدأ الرجل بالتحدث بصوت مرتفع، ينادي الغرفة، يسألها عن طبيعتها وعن السبب وراء وجوده هنا.
"هل هناك أحد؟"، 
"هل هناك شيء تريد أن تخبرني به؟"، 
كانت هذه بعض الأسئلة التي طرحها بينما يتجول في الغرفة.
لكن لم يكن هناك ردًا، سوى صدى صوته يرد عليه من جدران الغرفة. فشعر بخيبة أمل وقلق ينمو في قلبه، مما جعله يتجهز لمواصلة البحث.

لكن في لحظة من اللحظات، 
بينما كان يتحرك في الغرفة، 
لاحظ شيئًا غريبًا يتكون من بقايا كلمات كتبت على الجدران الزجاجية. 
كانت الكلمات تشكل عبارات وأسئلة تبدو وكأنها ترد على أسئلته.
بدأ الرجل يقرأ الكلمات باندهاش، ويجيب عليها بصوت عالٍ، كما لو كان يتحدث إلى شخص حقيقي. وبينما استمر في التفاعل مع الكلمات المكتوبة، بدأ يشعر بأنه ليس وحده في هذا المكان، بل كان هناك كيان غريب يستجيب له ويتفاعل معه.
وهكذا، بدأت علاقة غريبة بين الرجل والغرفة، 
حيث كان يستمع إلى ما تقوله الكلمات ويتحدث إليها كما لو كانت تفهم وتستجيب. 
تحولت الغرفة من مكان للعزلة إلى مكان للحوار والتواصل، وبدأ الرجل يجد الراحة والتأمل في هذا الحديث غير المألوف.

بعد ساعات من الحوار مع الغرفة، تلقى الرجل توجيهات محددة حول كيفية فتح باب الغرفة. 
كان الأمر يتطلب تنفيذ سلسلة من الإجراءات المعقدة، تتضمن لمس أجزاء معينة من الزجاج وتحريكها باتجاه معين، بالإضافة إلى القيام بسلسلة من الحركات المحددة.باستخدام التوجيهات التي حصل عليها،

بدأ الرجل في تنفيذ الخطوات بدقة، ولم يكن يعرف ما سيحدث بعد. ولكن بمجرد أن قام بالخطوات الأخيرة وضغط على جزء معين من الزجاج، حدث شيئًا مذهلاً.
فجأة، بدأت النافذة الزجاجية تتحرك ببطء، وتنزلق جانباً، 
مما فتح ممرًا صغيرًا يؤدي إلى خارج الغرفة. 
لقد تمكن الرجل أخيرًا من فتح الغرفة، 
كان الممر هو الحرية والكشف عن الغموض الذي يحيط بوجوده في هذا المكان الغريب.
مرت اللحظات ببطء والرجل واقفًا أمام الباب المفتوح.

تقدم الرجل نحو الباب بخطوات ثقيلة، وعندما وصل إليه، 
نظر خارجًا إلى المنظر المدهش للمدينة الضخمة المنتشرة تحت قدميه. 
لكن الحرية التي كان يبحث عنها كانت في مواجهة غير مألوفة مع قوة خارقة للطبيعة، 
تمنعه من الخروج.
أعاد الرجل التفكير في خياراته، وبدأ يبحث عن طرق أخرى للهروب من هذا الموقف الصعب. 
وعلى الرغم من الإحباط واليأس الذي شعر به، فإنه لم يستسلم بعد، وكان على استعداد لمواجهة التحدي بكل قوة وإصرار.

شعر بالقوة تتسلل إلى جسده، والحرية تمتد أمامه كما لم يخيل له، 
قفز الرجل فبدأ يشعر بالأجنحة تنبض بالحياة على ظهره، 
أصبح جاهزاً لاستكشاف السماء. 
شعر بالعالم يتغير من حوله، 
حيث أصبحت المدينة تبدو صغيرة ومنخفضة تحت قدميه، والمباني تتلاشى في الضباب وتبدأ السحب تلامس بشرته. 
وكلما ارتفع أكثر، 
زادت شمس الحرية والإثارة تشرق في قلبه، فقد اكتشف الرجل الآن قدراته الحقيقية وقوته الكامنة، ولم يعد مقيدًا بقيود الغرفة أو حدود الأرض.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

234

متابعهم

8

مقالات مشابة