سرير رقم سبعة

سرير رقم سبعة

1 المراجعات

( سرير رقم سبعة)

في يوم ما دخلت إلى وحدة الرعاية المركزة مريضة قد تجاوزت الثمانين من عمرها،واستقرت في غرفة رقم سبعة،كانت المسكينة تعاني من خرف الشيخوخة وقد ظهرت عليها أعراض جديدة أثارت الشكوك في وجود جلطة بالمخ،فتم حجز المريضة بواسطة ابنها و بدأنا في عمل الفحوصات.
بدأت المعاناة حين أفاد تقرير أشعة الرنين بخلو الدماغ من الجلطات،فإذا بابنها الأصلع الظريف يمط عنقه ويصرخ في وجهي ويقول(أمال حجزتوها ليييبيه؟؟!!)...
أجبته في هدوء قائلا : إن والدتك ياعزيزي مصابة بكل مادرسته كطبيب في علم الأمراض الباطنة،و لا يوجد عضو في جسدها سليم؛و من الخطر على حياتها أن تبقى بالمنزل،ولا مانع من خروجها على الإطلاق إلا أنك ستوقع إقرارا  على أنها قد خرجت على مسؤوليتك الشخصية..
ظل يحدق في عيني لوهلة ثم انصرف دون أن يعلق..
في اليوم الثاني رأيته وقت الزيارة يجد في البحث عن شخص ما ألا وهو أنا طبعا، فذهبت إليه من تلقاء نفسي و ابتسمت وقلت: هل تحتاج ٱلى مساعدة أو لديك استفسار؟
قال وهو يصرخ في وجهي:أمي بتشتكي
أجبته في هدوء قائلا:وماهي الشكوى؟
رد علي منفعلا وبكل جدية وقال:فيه ممرضة عضتها ف دراعها اليمين
قلت في هدوء: ياعزيزي والدتك مختلة الوعي،و تسب شخصا ما يدعى حنفي طوال الليل و على كل حال سوف أراجع الكاميرات بنفسي علني أقبض على تلك المذؤوبة وأتخلص منها في الحال؛قبل أن تأكلنا جميعا..
في اليوم التالي في الزيارة أيضا،حضر الظريف إلى مكتبي  منفعلا و هو يقول:حققت في القصة؟راجعتم الكاميرات؟
أجبته في هدوء:نعم ولم يحدث شيء مما ذكرت،.
رد علي بسخافته المعهودة وقال:يعني امي كدابة..؟؟!
قلت:لا سمح الله ولكنها ياعزيزي مختلة الوعي،قد يهيأ إليها أن حوتا مر بجانب السرير،وما عليك إلا أن تحتويها وتطمئنها وكل شيء سيكون على ما يرام..
انصرف الرجل في برود وأيضا دون أن يعلق،وفي نهاية وقت الزيارة،دخلت إلى غرفةرقم سبعة لكي أتفقد تلك المريضة ؛فوجدتها ممسكة بعنق ابنها الأصلع الظريف وهي تقول:(رجع الفلوس اللي سرقتها يا ابن الكلب).

    د علي الحكيم

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

5

followers

2

followings

11

مقالات مشابة