😂 اليوم اللي قررت أكون فيه غنياً…
😂 اليوم اللي قررت أكون فيه غنياً…
أقول لنفسي دائمًا إن القرارات الكبيرة تحتاج لحظات ملهمة، لكن الحقيقة أن اليوم الذي قررت فيه أن أكون غنيًا لم يكن فيه أي إلهام… فقط كنت جالسًا أنظر إلى محفظتي، ثم لاحظت أنها صارت خفيفة لدرجة أن الهواء نفسه يمر من خلالها. وقتها أدركت أن العلاقة بيني وبين المال في تدهور مستمر، وأنه حان الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وهكذا اتخذت القرار التاريخي: “هبدأ رحلتي نحو الثراء!”
استيقظت في ذلك اليوم مبكرًا، كأنني موظف جديد في بنك عالمي، أو كأن الدنيا كلها تنتظر مني خطوة اقتصادية عظيمة. وقفت أمام المرآة وقلت بصوت جدي:
“من النهاردة… مفيش تضييع فلوس! هابقى إنسان اقتصادي، منظم، محترف، وممكن كمان غني لو الظروف سمحت.”
أول خطوة فكرت فيها هي إنني لازم أتعلم. ففتحت موقع أموالي لأقرأ بعض المقالات التحفيزية عن الادخار والاستثمار وإدارة المصروفات. بدأت بمقال عنوانه “كيف تدخر دون أن تشعر؟”، لكني للأسف شعرت… شعرت بالجوع تحديدًا. بعد فقرتين من المقال، وجدت نفسي توقف التفكير تمامًا وتركّز على صورة ساندويتش ظهر في إعلان جانبي. حاولت أتجاهله، لكن عقلي كان يقول: “هو الادخار مهم صحيح… بس برضه لازم نفكر في الأكل.”
قمت من مكاني ونزلت أعمل شاي وقطعة توست، وقلت لنفسي: “مافيش مشكلة… الثراء عايز طاقة.”
رجعت أكمل المقال الثاني بعنوان “طرق بسيطة لزيادة دخلك”. شعرت بالحماس الشديد، وقلت إن دي بداية جديدة. أول نصيحة كانت: “ابدأ مشروعًا صغيرًا.”
وبما أني إنسان عملي، قررت أبدأ فورًا… فطلبت قهوة بـ 15 جنيه. قلت لنفسي “مشروع صغير… وخسارة كبيرة.”
المهم، تجاهلت هذه البداية الفاشلة، وعدت للخطوة الأهم: التوفير. فتحت درجي وأنا متحمس أدور على حصّالة قديمة كنت محتفظ بيها من أيام المدرسة. وجدتها مركونة في الزاوية، وعليها طبقة غبار تقول إنها ما شافت فلوس من أيام الحضانة. أمسكتها وهززتها… ولا صوت.
حتى الحصّالة نفسها كانت تضحك عليّ.
وقررت أبدأ بداية جديدة:
حطّيت 2 جنيه.
حسّيت بطاقة إيجابية، وإحساس عظيم بالمسؤولية… لحد ما افتكرت إني محتاج الفكة دي علشان أشتري شيبسي. فأخرجتها فورًا.
حصّالتي نظرت لي باستنكار واضح.
قلت: “تمام… واضح إن التوفير مش إحنا اللي نعمله النهارده.”
وبدأت أفكر في خطوة أخطر: الاستثمار.
فتحت مقال آخر على أموالي بعنوان “كيف تبدأ الاستثمار بأبسط الطرق؟”، وكان أول سطر فيه يقول:
“قبل الاستثمار… عليك ضبط سلوكك المالي.”
أغلقت المقال فورًا. شعرت أنه يهاجمني شخصيًا.
لكنني مع ذلك لم أستسلم. قلت سأفتح فيديو عن الثراء. كتبت في يوتيوب:
“كيف تصبح غنيًا في أسبوع؟”
ظهر فيديو مدته 45 دقيقة.
فقلت لنفسي: “غني في أسبوع وأنا مش قادر أركز 45 دقيقة؟ خليها بكرة.”
في محاولتي الثالثة، قررت أعمل خطة مالية مكتوبة. أمسكت ورقة وقلم، وبدأت أكتب:
“١– توفير 10% من الدخل.”
“٢– تقليل المصروفات غير الضرورية.”
“٣– البدء بمشروع بسيط.”
“٤– متابعة موقع أموالي يوميًا.”
نظرت إلى الخطة، ووجدتها ممتازة… ثم نظرت لمحفظتي، ووجدتها خالية… ثم نظرت لنفسي، ووجدتني أفكر في الشيبسي مرة أخرى.
قلت لنفسي: “طيب… نبدأ بالخانة الرابعة، دي أسهل واحدة.”
وبالفعل، قضيت ساعة أقرأ قصص وتجارب مالية على موقع أموالي… لكن المشكلة أن معظم الناس في القصص كانوا ينجحون، بينما أنا كنت أغرق في التفكير:
“أنا إمتى هابقى الشخص اللي الناس تتعلم منه؟”
وفي لحظة صفاء، قلت لنفسي:
“يا أخي… ما المشكلة إذا لم أكن غنيًا اليوم؟ المهم إنني بدأت…”
لكن بعدها بثوانٍ اكتشفت إنني لم أبدأ أي شيء فعليًّا.
وفي نهاية اليوم، وبعد محاولات عديدة بين الادخار والفشل، بين الاستثمار والشيبسي، بين الطموح والقهوة… توصلت لحكمة عظيمة:
“الثراء مش مستحيل… بس لازم حد غيري يمسك الميزانية.”
ومع ذلك، سأظل أزور موقع أموالي يوميًا…
لأنني مقتنع تمامًا أنني لو هأبقى غني في يوم من الأيام… فالطريق هيبدأ من هنا.
أما محفظتي… فربنا يكون في عونها.
