تاريخ الشركس و الشيشان في الاردن
نشاء قرية ناعور أو وادي ناعور : كان الشركس على اتصال وثيق بالبلاد العربية زمن الدولة العثمانية ، وذلك من خلال والحج بشكل خاص ، فكانوا يأتون للحج ويعودون فيما بعد إلى بلادهم بالقصص والخيول العربية الأصيلة التي كانوا يشترونها في طريق عودتهم برأ عبر بلاد الشام يا ومنها إلى القفقاس ) ، ومن هؤلاء : الشيخ حسين فات ( ٢ ) الذي خرج في عام من شمالي القفقاس إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وذلك عن طريق البحر ، فركب الشركسي على البحر الأسود ، وأبحرت به باتجاه عكا ، ومن عكا الأحمر إلى الديار الحجازية ، وبعد أن أدى فريضة الحج عاد عن أحمر إلى عكا ونزل ضيفاً عند أحد معارفه مدة ستة أشهر ، وبعد ذلك قفل مايقوب » في شمالي القفقاس . سية من حته عبر وصول الشيخ حسين قات إلى بلده وجد أن أهله قد فقدوا الأمل من عودته ، اء فيه . وعند ظهوره سالماً فرحوا كثيراً ، وتسلموا هداياه من الديار المقدسة وكان فاً من المصاحف الشريفة ، وقد توافد أهل البلدة عليه ليستفسروا عن بلاد الشام جازية المقدسة إذ كانوا يسمونها « عربستان » ، وكان جواب الشيخ « قات » دائماً جاب والإشادة بالبلاد المقدسة ، وكان كثيراً ما يبالغ في إجاباته فيقول بأن كافية لأن تبقي الإنسان المسلم شبعان طوال يومه » . ويصف الحياة الدينية في ية ، فيحدثهم عن كثرة المساجد المقامة ، في بلاد الشام والحجاز ، كما وصف طمئنان والاستقرار التي يعيشها الناس هناك بعيداً عن الحروب والقتال ، وكان منطلق المعجب بيلاد الحجاز وفلسطين . ويقول الشيخ بركات سوغ ( ۳ ) : لقد كان لانطباعات الشيخ قات عن بلاد الشام والديار المقدسة أكبر صافه ن خيري خمش ، عوامل التنمية والتحديث وأثرها على الشركس في المجتمع الأردني ، مجلة د 4 ، 60 ، 1993 ء : 67 . هو والد عيسى قات وجد الراوي لهذه المعلومات السيد فيصل قات وقد أجريت المقابلة معه = 1 م وهي مسجلة على أشرطة كاسيت . اتوق شايسوغ هو جد السيدة فريدة والدة الراوي فيصل قات ، وقد روى هذه الرواية وقامت هي بدورها بروايتها لابنها فيصل قات ، وكان المرحوم بركات معاصراً لأحداث د أول إمام المسجد باعور
.صدوع والأوبيخ ، إضافة إلى عائلة واحدة من القبرطاي في الهجرة إلى بلاد الشام في إقناع فوج من الشركس يبلغ أربعين عائلة مؤلفة من عشائر الابراج والخاص ا طلباً للحصول على تصريح من سلطات الاحتلال الروسي بمغادرة الناس - سحاق بأهلهم الذين سبقوهم في الهجرة ، وقد ركبوا من شواطيء حركيسيا على - د وبالتحديد من بلدة « سوتشي » سفينة عثمانية أقلتهم إلى مدينة إستانبول عام ة العثمانية . وشعر الشركس لأول مرة بحرية المجاهرة بإسلامهم وبتأدية شعائرهم الدينية ، فأنان ة على ظهر السفينة العثمانية ، ورفعوا الأذان عالياً عند مغادرتهم الميناء . وقد أقاموا في مة إستانبول نحو ستة أشهر كانوا خلالها يصرفون على أنفسهم من الأموال التي أثر ن موطنهم ففقاسيا ، وكانت معظم الأموال تتألف من القطع الذهبية ، إضافة إلى بعض ق النقدية الروسية والروبل » . ثم رحل الفوج باتجاه بلاد الشام ، وفي سنة ١٩٠٠ م وصل إلى بيروت بحراً ، وكان الدرك العام في ولاية سورية آنذاك وهو « خسروف باشا » من أصل شركسي ينتمي إلى الاوبيخ ، وكان قائمقام مدينة بيروت أيضاً من أصل شركسي ، ومن عائلة « تختامورا دم كل منهما العون وبخاصة فيما يتعلق بوسائل النقل وحراسة قوافل الفوج ، وكما خسروف باشا » مع أفراد الفوج الرابع من شركس عمان ، فعل أيضاً مع هذا الفوج صدر أوامره لتسخير كل الدواب والجمال الموجودة في لواء حوران من أجل نقل أمتعة فوج ، وقدموا لهم المساعدات الممكنة وكانت شحيحة بسبب مرض الملاريا الذي عشرين في تلك السنة التي سميت بسنة الملاريا ، وفتك بالأهالي ، كما فتكت أمراض أخرى نات والطيور حتى أن أهالي السلط لم يجدوا بيضة واحدة طلبتها سيدة شركسية هي سيد « فيصل قات » وهي تحتضر على فراش الموت إثر إصابتها بوباء الملاريا الذي أودي شخصاً من أفراد الفوج خلال مكوثهم في المدينة الذي دام شهراً واحداً وخلال وجود الشركس في السلط أجرت السلطات العثمانية مشاورات مع وجهة لإسكانهم منطقة الحمر ، غير أن سكان الفحيص من المسيحيين حاولوا إقناع وجه کس برفض الإقامة في منطقة الحمر والاستعاضة عنها بمنطقة ناعور بسبب خوفهم من تجمع شركسي كثيف بالقرب من قرينهم يضم صويلح ووادي السير والحفر ) ابلة مع السيد فيصل قات نقلا عن جده بر کات بشداتوق شايسوغ ، أجريت المقابلة في عام 1990 . - ۱۰۸ -