الكذبة البيضاء -اطفال

الكذبة البيضاء -اطفال

1 reviews

في يوم من الأيام، في اليابان، وفي مدينة تدعى "موتسو"، عاشت فتاة اسمها (ميساء)، كانت كغيرها من الفتيات، لكن كان يوجد شيء تبرع فيه ألا وهو " الكذب الأبيض"، وبراعتها هذه نشأت منذ الصغر بسبب أنها كانت ترى والديها يكذبان على بعضهما كذبًا أبيض فتربَّت على هذه السلوكيات.

 

 لنتابع قصتها...

في صباح أحد الأيام استيقظت (ميساء) من النوم ككل يوم، لتناول الطعام، وتجهيز نفسها للخروج، وعندما تخرج كالعادة تقول: سأخرج، لكن لا أحد يسمع لها؛ لأنه لا وجود لأحد يعيش معها.

وعند محطة القطار وجدت أصدقاءها ينتظرونها كالعادة، قالت في نفسها: هم مجددًا؟ ليت حياتي تتغير، يكفي أنني أتألم وهم...

ركضت نحوها (نورا) وهي تقول لها: ميساااااء, كيف حالك؟ حضنتها.

قالت ميساء: بخير، وأنتِ?

 (نورا): ماذا بنبرة صوتك؟ هل كنتِ تبكين؟ ابتسامة.

ميساء: لا لم أكن أبكي؟ وأيضًا ليس لكِ علاقة بي، مفهوم يا نورا؟!

نورا: امممم حسنًا، لكن ما بكِ؟ لماذا غضبتِ فجأة؟!

ميساء: لا يهم.. انسي الموضوع.. هيا لنذهب لبقية أصدقائنا (وضعت السماعات في أذنيها).

نورا: حسنًا.

لم تكن ميساء تعرف أن نتيجة كذبها الأبيض هذا وحش يبعدها عن أصدقائها, ولكن كيف؟

 لنكمل القصة حتى نعرف كيف سيبعدها عنهم.

مع الأيام والساعات والدقائق بدأت (ميساء) تشعر بشيء يراقبها لكنها لم تهتم بالموضوع. وفي إحدى الليالي نامت (ميساء) وهي متعبة من الوحش الذي كان يراقبها.

 فأتاها حلم في تلك الليلة بتحذير من وحش سوف يؤذيها.

 داخل الحلم (ميساء): أين أنا؟ وما هذا المكان؟ سمعت ضحكات قريبة من مسامعها، فالتفتت إلى الوراء ورأت طفلة، إنها ميساء وهي صغيرة مع والديها، حول مائدة الطعام وهم سعداء.

 (ميساء) مخاطبة والديها: لم نكن سعداء يومًا على مائدة الطعام. ما هذا مكان؟ قال والداها لها:

الأب: أميرتي الصغيرة لا تهتمي تعاليْ إلى هنا واجلسي.

 قالت أمها: هيا تعالي سوف نشرح لك الأمر.

وعندما جلست، بدأ والداها يختفيان وهما يضحكان، لكن الطفلة (ميساء وهي صغيرة) ظلت تضحك وتضحك. وعندما اختفيا تمامًا توقفت. سألت (میساء) نفسها الصغيرة: ماذا يجري هنا؟! هيا قولي لي.

فلم تسمعها ونزلت عن الكرسي، ولحقت بها (ميساء).

ظلت تنادي على نفسها الصغيرة ولكن لم تسمعها، وفي آخر الطريق, قالت نفسها الصغيرة: لقد تجاهلتك لتقومي بملاحقتي إلى هنا أمام هذا المرآة. ثم اختفت الطفلة ولم تفهم (ميساء) ما الذي يجري، اقتربت من المرآة ولمستها.

وعندما فعلت ذلك رأت من خلالها ماضيها منذ أن تعلمت الكذب الأبيض، ورأت شريط حياتها يمرُّ أمامها، ولاحظت وجود شيء أبيض صغير يكبر مع مرور الوقت، إنه كل ما كذبته، ورأت ما سيحصل في مستقبلها لثلاثة أيام قادمة، وقبل أن ترى ما سيحدث في اليوم الثالث، رن منبه هاتفها واستيقظت.

حاولت عدم التفكير فيما شاهدته في حلمها لكنها لم تستطع.

 عادت للمنزل وقالت: كيف حدث كل شيء في هذا الحلم؟

حاولت النوم لكن الحلم نفسه يأتي إليها. استيقظت أربع مرات خلال الليل، نظرت إلى القمر الذي يطل ضوؤه من نافذة غرفتها وقالت: هل الحل أن أقول الحقيقة؟

جاء اليوم الثالث ولم تعرف ما سيحصل لها.

وعند انتهاء الحصص الثلاث الأولى حان موعد الفسحة ونادى عليها مدرس الرياضيات وقال لها: (ميساء)، هل توجد مشكلة خاصة بكِ في المنزل؟ لأن درجاتك بدأت بالانخفاض! قالت له (ميساء): لا يا أستاذي، كل شيء على ما يرام لا داعي للقلق. قال لها: حسنًا، لكن اهتمي بنفسك واطلبي المساعدة إن احتجتِ، مفهوم؟ قالت له: حسنًا، ثم ذهب أستاذها.

 وأثناء اتجاهها إلى سطح المدرسة، لمحها صديقها (جاد) وهي على السطح فقال لزملائها: انظروا لأعلى فنظروا إلى سطح المدرسة ولمحوا (ميساء) ولمحوا شيئًا آخر معها.

فقالت (رينا): أتلك (ميساء)؟

فأجابها (عامر): نعم!

فركض أربعتهم وهم يقولون: يجب أن نوقفها.

وعندما وصلوا إليها وجدوا أن الوحش يغطي نصف جسدها و(ميساء) تعرف ذلك.

سألتها (نورا): (ميساء) هل أنت بخير؟

قالت (ميساء): أجل، لماذا سؤالك الغريب هذا؟

فلاحظوا أن الوحش يكبر وقالو لها أن تنظر خلفها، وعندما نظرت لم تتعجب مما شاهدته، وقالت: أخفتم من هذا؟

فقال (عامر): لم …., لم تخافي منه؟ ألا ترينه يا مجنونة؟!

فقالت: لا بأس لا داعي للذعر هكذا، إنه صديقي الجديد (الكذبة البيضاء).

فقال (جاد): إنه وحش شرير، ليس صديقك، نحن أصدقاؤك.

فقال الوحش: سترون، سأرحب بكم، ثم تلبس جسدها.

حاولوا تجنب ضربات الوحش لكن الوحش أصاب (نورا، وجاد)، حاول (عامر) و(رينا) التصدي له لكنهما أصيبا بجروح بالغة ولكن إصابة (نورا، و جاد) كانت أكثر خطورة، ومع الخطورة التي كانت تحيط بهم إلا إنهم كانوا يريدون أن ينقذوا (ميساء) من الوحش الذي سيطر عليها.

وبعد أن فعلوا ما بوسعهم ليتمكنوا من إنقاذها، حصل شيء جعل (ميساء) تتغلب على الوحش وتهزمه.

قال (عامر) وهو يحاول أن يتجنب ضربات الوحش: علينا إيجاد حل بسرعة.

فقالت (رينا): وعلينا مساعدة (جاد و نورا) أيضًا.

قال الوحش: لن تنجوا مني، فلو لم تصدقوا كذب تلك الخرقاء لما كنتُ هنا.

فكرت (رينا) بما قاله الوحش الشرير ونادت على (عامر) وأفهمته القصة، حتى يخدعوه.

وهم يتجنبون ضرباته الوحش قال (عامر): يا فاشل اعلم أنني لم أكن أصدق (ميساء) ولا مرة، أتعرف لماذا؟ أنا صديق طفولتها وأعلم جميع أسرارها.

قال الوحش: كيف؟ هذا كذب، كذب بالفعل، أنت تكذب، بالتأكيد تحاول خداعي.

فقال (عامر، ورينا): حقا؟ لم لا تسألها شخصيًّا؟!

الوحش: أكد لي صدق كلامك!

(عامر): حسنا، قبل شهرين في محطة القطار عندما قالت لي نورا لا شأن لك، كانت تكذب. برأيك لم لديك عين واحدة؟

أليس من المفترض أن كل واحد يصدق كذبة ينمو جزء منك؟ وهنا ميساء كانت تبكي على ماضيها.

يصرخ الوحش: ما الذي يجري، وبدأ يتقلص.

كان نصف جسد ميساء غیر واضح وهو الجزء الشرير والنصف الآخر كانت (ميساء).

(رينا): (ميساء) اعترفي بكذبك وإلا هذا الوحش سيبقى مسيطرًا عليك.

(ميساء): لا، لا، أنا لا أستطيع فعل ذلك...

 الوحش: نعم نعم.. ضحكة شريرة وهو يسيطر على النصف الآخر من جسد ميساء.

(عامر): قولي وإلا لن نستطيع أن ننقذك.

(ميساء): لا، لا يمكنني أن أعترف...

(رينا) لماذا، لماذا لا تريدين؟

(ميساء): سوف تكرهونني بسبب كذبي عليكم.

بعد أن قالت (ميساء) هذا، توقف الوحش عن الهجوم وأصبح يتقلص تدريجيًّا ولكنه لم ينتهِ نهائيًّا، وعندما حدث هذا:

قال (عامر): لا بأس قولي الحقيقة، نحن نحبك كما أنت ولن نكرهك، قولي الحقيقة فقط، هيا.

الوحش: لا تصدقيهم، أنا أعرف مصلحتك، هم يكذبون عليك، كوني معي وسأريك طريقك المشرق، أنا سأجعل الجميع يعترف لك بكذبه عليك، هيا تعالي.

كلام الوحش جعل (ميساء) تصدق ما قاله وأصبح يسيطر على جسدها كله، لأنها استسلمت له, لكن (رينا، وعامر) منعاها من تصديق كلامه وقالا:

(رينا): (ميساء)، إنه يكذب عليك.

(عامر): نعم إنه يكذب بلا شك، انظري إلى ما فعله بنا وبك!

نظرت ميساء إلى ما فعل الوحش بــ (نورا وجاد)، نظرت إلى الجروح والدماء التي على أصدقائها، ثم استرجعت وعيها و بدأت تعترف بالحقيقة، حقيقة تلو الأخرى. وبعدها اختفى الوحش تدريجيًّا لكن بقي جزء صغير متمسكًا برأسها. حاولت (ميساء) استرجاع جسدها كله لكن الوحش كان متمسكًا به، وعندها قال (عامر) لـ (ميساء): ما الكذبة التي بقيت؟ قوليها.

(میساء): لا أريد؛ لأنها تخص (رينا).

(رينا): قوليها نريد أن نتخلص منه.

(عامر): أجل قوليها هيا!

(ميساء): (رينا) هل تذكرين قبل خمس سنوات عندما كنا في الابتدائية وضاعت تميمة الحظ خاصتك.

(رينا): أجل وما بها؟ لقد نسيتها أصلًا.

(ميساء): أنا من أخذتها ذلك اليوم. لقد كذبت عليك وقلت إنني لم أرها ولكنني أنا من أخذتها.

(رينا): حقًّا؟! إنك تمزحين معي؟ أنا كنت سأعطيكِ إياها، ألم تقولي إنها أعجبتكِ؟

(ميساء): أنا آسفة لأنني كذبت عليك وأيضًا سرقتها.

في تلك اللحظة اختفى الوحش من على رأس (ميساء) ومدت (رينا) يدها لمساعدة (ميساء) على الوقوف قائلة: أعطيني يدك يا حمقاء، ما كان عليك الكذب منذ البداية.

ابتسمت (ميساء) وقالت: أنا آسفة.

(عامر): حقًّا، هذا فقط؟!

(میساء، ورینا): إنها أمور تخص الفتيات، أيها المغفل, ثم ضحك الجميع.

بعد رحيل الوحش عادت الأمور لسابق عهدها، اختفت جروح (جاد، ونورا) ولم يعد فيهما أية جروح بالغة

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

1

followings

1

similar articles