بريق الأمل الناصع

بريق الأمل الناصع

0 المراجعات

في قديم الزمان يحكي انه كانت فتاة تدعي مريم و التي تبلغ من العمر خمسة عشرة عاما كانت مريم تعاني من التنمر دوما عليها من قبل عائلتها فهي للاسف لم تحظي بحب عائلتها لها بل كانوا دائما ما يفضلون اختها الكبري هدي عليها، فهدي هي الاكثر تفوقا وجمالا مقارنة بمريم ودائما ما كانت تشعر مريم انها سيئة ومذنبة لكن ما ذنبها فقد خلقنا الله عز وجل متفاوتين في الذكاء والجمال والاخلاق ،ومع الوقت اصبحت تكره مريم نفسها من كم التنمرالذي تتلقاه دوما سواء كان من عائلتها او من زملائها في مدرستها . وفي يوم ما كانت تجلس مريم في غرفتها وحيدة فقررت ألا تذهب إلي مدرستها ابدا،وبالفعل في اليوم التالي لم تذهب الي مدرستها ومن هنا قررت مريم ان تخبر عائلتها انها لن تذهب الي المدرسه مرة اخري وانها ستنهي دراستها عند هذا الحد، ولكن رفض والديها قرارها  و رد والدها قائلا لها "انت ستظلين دائما بلا فائدة " صعقت مريم عندما سمعت منه هذا الكلام قائلة لنفسها "انا حقا بلا فائدة ولا استحق الحياة "، وعادت مريم مرة اخري الي مدرستها ولكنها ليس لديها اي اصدقاء لأن مريم دائما ما تشعر أنها ليست شخص يستحق الصداقة كما تقول لها عائلتها دائما.

وفي يوم ما قررت مريم ان تتعلم لعب كرة التنس ولكنها لا تدري أن هذا القرار سوف يغير حياتها، وبالفعل وافق والداها علي قرارها ، فقد كانت تذهب دوما إلي التدريب بعد عودتها من المدرسة وكان مدرب التنس حسن الذي يبلغ من العمر خمسين سنة دائما ما يلاحظ انعزال مريم ووحدتها وانها ليس لديها أي اصدقاء ويبدو عليها الحزن فقرر ان يسألها عن سبب حزنها الدائم،وبعد انتهاء التدريب نادي المدرب حسن علي مريم  قائلا لها "إبنتي العزيزة أريدك " تعجبت مريم من ندائه لها بإبنتي العزيزة فلم يدللها أحد من قبل ، وتقدمت مريم علي الفور إلي مدربها حسن فقال لها المدرب " لماذا تبدين دائما حزينة ومنعزلة " اندهشت مريم من هذا السؤال فكانت تعتقد انه سوف يسألها عن شئ ما بخصوص التدريب ولكنها لم تجيب واخذت تبكي ومن ثم عادت إلي منزلها .

 وفي اليوم التالي ذهبت مريم الي التمرين ووجدت المدرب حسن ينتظرها فاقتربت منه قائلة "سوف أستعد حالا للتدريب " فرد عيها المدرب حسن "ما رأيك أن نكون أصدقاء " فرحت مريم جدا فهي لم يكن لديها اي اصدقاء من قبل علي الإطلاق وردت عليه "موافقة"، ومن هذه اللحظة اصبحت مريم والمدرب حسن اصدقاء مقربين وفي يوم من الأيام بعد انتهاء التدريب سأل المدرب حسن مريم قائلا "لماذا كنت دائما حزينة وبلا اصدقاء " فاخبرته مريم عن كل ما كانت تعانيه منذ الصغر،فحزن المدرب حسن حزنا شديدا لما تعرضت له تلك الفتاة الصغيرة من صعاب ، ثم قال لها "اجعليهم جميعا يقولون ليتنا نكون مثل مريم " فتعجبت مريم وقالت له " ولكن كيف سأفعل هذا؟!" فرد عليها المدرب قائلا " إنه بريق الأمل " فاندهشت مريم قائلة " بريق الأمل " فرد عليها المدرب حسن قائلا "نعم انه الأمل الذي سوف تصنعيه فأنت سوف تكونين النجمة في تلك السماء المظلمة " ، ردت مريم قائلة" ولكن كيف؟" فرد المدرب بثقة " اعلمي يا ابنتي أن الله دائما معك ثقي به أنه دائما سينصرك طالما تفعلين الحق و احسني الظن دائما به وتقربي من ربك فسوف ترتفع مكانتك وتأكدي دائما أنه سوف يعوضك عن كل شئ وثقي أن ما أخذ الله منك إلا ليعطيك "،ابتسمت مريم علي كلامه قائلة له "دمت خيرأبا ينصح وصديقا يهون علي كل شئ سئ وأخا تخاف علي وتشجعني فأنا لن أنسك دائما يا مدربي العزيز".عادت مريم إلي منزلها عازمة أنها سوف تتغير. 

و من هنا أصبحت مريم شخصا مجتهدا متفائلا دائما وسببا في فرحة الكثيرين واصبح لديها اصدقاء كثيرون وتقربت من ربها فكانت لا تترك فرضا ،وتمر الأيام وتجلس مريم لتنتظر نتيجة الثانوية العامة فقد كانت تزاكر حقا بجد وبالفعل حصلت مريم علي مجموع كبير جدا، ففرحت مريم بأنها سوف تلتحق بكلية الطب فإنها حلمها الذي طالما حلمت به طوال طفولتها . وتمر السنين والشهور وفي يوم ما تفاجئت مريم بخبر وفاة مدربها حسن فحزنت حزنا شديدا وقررت الذهاب لزوجته لأداء واجب العزاء. وقررت دائما انها ستذهب لزيارة زوجة المدرب حسن و أنها سوف تتصدق عليه كثيرا وكانت مريم دائما ما تدعو له ولم تنساه أبدا. وها قد حان تخرج مريم وتزكرت كلام مدربها حسن سوف تكونين نجمة وأصبحت طبيبة كبيرة دائما ما يتمني الجميع ان يكون مثلها .صدق قول الله تعالي"وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً "

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

0

مقالات مشابة