درس ليلى/سوء الظن
في قرية نائية تحيط بها الطبيعة الخلابة، عاشت فتاة ذكية تدعى ليلى. كانت محبوبة من الجميع، لكنها عانت من مشكلة دائمة: سوء الظن بالآخرين. كانت دائمًا تظن أن الناس يخفيون أسرارًا مظلمة وراء تصرفاتهم. في أحد الأيام المشمسة، بينما كانت تتجول في أرجاء القرية، لفت انتباهها جارتها مريم، التي حملت كيسًا كبيرًا وسارت بسرعة نحو الغابة القريبة.تسللت الشكوك إلى عقل ليلى، فظنت أن مريم ربما تخطط لفعل شيء مريب، مثل إخفاء شيء مسروق. قررت ليلى أن تتبع مريم، قائلة لنفسها إنها ستكشف السر خلف هذا التصرف الغامض. بدأت ليلى تسير بخطوات حذرة، مختبئة بين الأشجار لتجنب جذب انتباه مريم.بينما كانت تراقب من بعيد، لاحظت مريم تتحدث مع رجل غريب عند مدخل الغابة. تبادل الاثنان شيئًا صغيرًا، ولم تتمكن ليلى من رؤية ما كان بداخل أيديهما، مما زاد من حيرتها وشكوكها. بعد تبادل الحديث، تابعت ليلى مريم حتى وصلت إلى كوخ صغير ومتهدم في قلب الغابة، مغطى بالأعشاب والنباتات البرية. اختبأت ليلى خلف شجرة كبيرة، متوترة وتنتظر أن تكتشف السر.دخلت مريم الكوخ وخرجت بعد بضع دقائق، دون أن تحمل معها الكيس الكبير. شعرت ليلى بالفضول والحيرة، فقررت دخول الكوخ لتكتشف ما يجري. بينما دخلت، فوجئت بما رأته: كان الكوخ مليئًا بالأرانب الصغيرة، يبدو أنها مريضة وضعيفة، وتحتاج إلى رعاية طبية. كان الكيس الذي حملته مريم مليئًا بالطعام والأدوية الضرورية لهذه الأرانب.أدركت ليلى فجأة أنها كانت مخطئة تمامًا في حكمها على مريم. شعرت بالخجل من تصرفها وأدركت أنها أساءت الظن بشكل غير عادل. في اليوم التالي، توجهت ليلى إلى منزل مريم واعتذرت لها عن تصرفاتها وشرحت كل ما حدث. ضحكت مريم وقالت: "لا بأس، يا ليلى. المهم أنك تعلمت درسًا مهمًا. ليس كل ما نراه هو الحقيقة، وأحيانًا يجب علينا أن نتأكد من الأمور قبل أن نحكم على الآخرين."منذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى أكثر تفهمًا وتعاطفًا، وقررت أن تتحلى بالصبر وتجنب الحكم المسبق. أدركت أن التسرع في إصدار الأحكام يمكن أن يؤدي إلى أخطاء جسيمة، مما جعلها تبني علاقات أعمق وأكثر صدقًا مع من حولها.