قصه السقوط - رو قصه قصيرة
لم ارد ان اكره احد، لكنهم لم يعطوني وقت حتى لأفكر إن كنت سأفعل ام لا، فجأه وجد نفسي وسطهم أعيش حياة لا اريدها،
تماسكت كثيرا لكن لا مهرب من تمزقي مهما حاولت اخفاءه، من الصعب إخفاء شئ يؤثر عليك كل مره تريد التخلص منه
كل يوم ابدء حياة جديدة، انسي الماضي واُمضي في الحاضر دون معنى
خطوة وراء الاخرى، ها انا اخرج من باب غرفتي
انظر الي التقويم بالكاد الايام تمر والوقت يمضي
الطيور تغرد بأصواتها العالية تكاد تنتهي ...... تحرك الريح الأشجار
اتسائل كم حلم رأيت ........ كم الوقت؟
- كم مضي؟
- مازال الوقت مبكر
- لم يكن هذا سؤالي ......
- كيف حالك؟
- أين أنا؟
- في المشفى
- مهلا .... لما انا في المشفى؟
- لا اعرف فقط وجدت ساقط على الأرض و كنت تتنفس بصعوبة
- لا أتذكر اياً من هذا ..... لا يهم ..
في عقلي عالم يتصف بالكمال ..... فيه الحياة التي أريدها ... ربما هي مستحيلة لكن من الممتع الغرق في تخيلها ....
اجد بداخله العالم الذي يهتم لوجودي بحق ..... وانسي البشر الذي اراهم يتراكمون في الشوارع يوماً تلو الأخر ......
اتنفس بعمق ..... أرى الأشجار تتحرك وطيور تملأ المكان .... بعض من برودة الجو تستطيع تدفئة عقلي ......
ربما هو عالمي المثالي الذي اسعي للعيش فيه .... ولكن ليس من الطبيعي أن يملأ عقلي الطيور وبعض الورود والرياح،
مالم اتوقع أصبح الفراغ داخل عقلي ... ويهجره التفكير .... اري الغابة ليلا وبعض من الطيور الجارحة وعيون غريبه
أكره نفسي بسبب شئ انا السبب فيه ...... اكره نفسي مراراً وتكراراً .... أشعر بأن شئ ما بداخلي يتلاشى يوماً بعد يوم ...... كرهت نفسي حينما فعلت ذلك وذاك .... كرهت نفسي حينما لم استطع فهم نفسي وانا اتكلم ........ كرهت نفسي لأنني اكره نفسي ........ كرهت نفسي لأني اضيع وقتي ........ امزج بعض من الوحدة مع القليل من الصمت واقع بينهم ....... اكره نفسي لاني لا اجيد فعل شئ .... اشعر انني مفقود
اجلس بينما انا في المشفى وافكر لما كل ذلك الحزن فجأة .... ماذا حدث؟ وكيف حدث؟
- هل الغرفة مليئة بالضباب؟
- كلا
- أظن أنني أرى بعض الضباب
في الماضي كنت مخطئ لأنني جعلت لهم قيمه لأحصل على بعض الراحة ... كنتُ انانياً في فعلي هذا ..... ولكن الأن اشعر انه لم يتبقى في حياتي الا جسد يتحرك ......
اريد التحسن .... أريد أن أؤثر على عالمي الذي دائما أنظر إليه بأعيُن اللامبالاه يومياً .... يوم سعيد والآخر حزين والأخر غاضب
كل ما فعلته حتى يومي هذا هو تخيل كل شئ فقط .... يوم حزني أرى في عقلي ما يسعدني ..... اري نجاحي ... اري الحب والشغف بجانبي يملأ عقلي ...... ولكن مازلت لم أفعل شئ غير التخيل !!
ذلك العالم ممل أكثر من كونه واسع .... كم من الوقت يُمضي وما زلت أتوقع تغيير كل شئ ........ بعطر و رائحة الفراغ في غرفة شبه مظلمة ...
اجلس افكر بجانب أحد الجدران ..... اغمض عيني قليلا وأميل برأسي نحو قدمي ..... يملأ عقلي شعور غريب .... ينبض قلبي اسرع من المعتاد .... اشعر ايضا بالقلق ..... ويكاد الأكسجين بالنفاذ ..... اتنفس بصوتي الي يكاد علي الإختفاء .....
اتفقد صندوق رسائلي يومياً لأجدُه فارغ ..... أرى العالم كل يوم يتذمر من كل شئ ... من كون العلوم كثيرة .... من ان لا احد ينفذ اوامرهم .... من أن كل شئ يبدو لهم صعب .....
كم مرة عليا إن أقع في تفكيري كي اتخلص من كل ما يزعجني؟
في غرفتي التي تحملت معي اوقات غضبي وحزني ..... وسريري الذي حملني أكثر من الوقت الذي حملتني الأرض فيه ..... وحياتي التي توقعت مني الأفضل ولكني تحطمت ....... اسير يميناً ويساراً .... اجلس على الكرسي قليلا ..... ليس لدي ما أقوله ....... ما أجمل السحب
تطير في السماء بكل حريه ...... تسابق الوقت وتحلق دون أجنحة ...... تجد الطيور تحلق بجانبها بكل مكان ...... اتسائل .... ألم تمل يوماً من إعادة نفس نمط حياتها يومياً؟ ....... ما أجمل النجوم التي تُزين السماء ....... لما يحب الجميع النظر إليها ولكن لا يحبون الاقتراب منها ....؟
استرخي قليلا علي سرير المشفى بينما دخل الطبيب ليخبرني أن كل شئ علي ما يرام الأن ......
- يمكنك الخروج من المشفى الآن
- إذن ايُها الطبيب ..... من ماذا كنتُ أُعاني؟
- كان لديك ضيق في التنفس و كان قلبك يخفق بسرعة لبعض الوقت
- الا تعرف السبب؟
- كلا
- حسنا شكرا لك
- لا بأس يمكنك الخروج دفع صديقك المال لنا
- حسنا
من الذي يدعوه بصديقي ذاك .... لم يكن لدي أصدقاء من الأساس ...... إذن أين هو؟
ظللت أفكر في الكثير من الأشياء والعديد من الأسئلة وكنت انتظر اليوم الذي سأجد فيه الأجابات
بعد يومي هذا أصل إلي منزلي واجلس على كرسي وانا افكر فيما حدث صباحاً وأحاول تذكر ماذا حدث
أسمع صوت خفيف من عقلي ولكنه يبدو حاد ....... مهلا ..... لما اشعر بضيق فجاءه .....؟
دقيقة تلو الأخرى أجد نفسي مستلقي علي مكتبي في مكاني أشعر بأنني مُخدر ..... بالكاد استطيع فتح عيناي ...
ومن ثم استلقي نائما ......
استيقظ لأجد نفسي مكاني ومازال الليل يملأ المكان ...... ولكن ما ذلك الضوء الأحمر هناك ....؟ أرى العالم يحترق من النافذة ....!!
"اقوم بفتح النافذه"
مهلا ماذا؟!!
اقوم بالخروج من منزلي حتي أصل الي الشارع .... واتسأل ..... ماهذا ....؟! ماذا يحدث...؟!
أشعر بشخص يقف ورائي وأشعر بضغط كبير ..... لما كل ذلك القلق فجأة ...؟!!
اسمع ضحكه خفيفه ...... اريد الالتفات خلفي .......
حاولت ذلك بالفعل ولكن لا اري أحد ..... ونظرت خلفي مجدداً لأجد صوت عالي وحاد كصفير يملأ أذناي ....... أغلقت عيناي ولا استطيع رؤية شئ ..... اضع يدي على أذني واحاول الصراخ لكن ...... لا استطيع اخراج صوتي ..... اشعر بالاختناق ........
كل شئ اختفى ولا أري غير الظلام ...... استمع الي الجهاز في المشفى بصوته الذي يُشبه العد التنازلي ....... احاول فتح عيناي ولكن ارى الاشياء ضبابية قليلا ...... اسمع الطبيب وهو يتحدث لشخصٍ ما ..........
ذلك هو الشخص الذي نقلني للمشفى في المرة الأولى
نظر إلي بعينه قليلا ومن ثم وجد نفسي غارقاً في النوم
في صباح اليوم التالي استيقظت ........
- كيف حالك الآن ...؟
- (اتنهد قليلاً ومن ثم اقول) بخير
- يبدو إنك لم تتحسن بعد .... إذن إنهُ يجب إن تبقي معنا قليلا ......
- كيف جئت إلى هنا؟
- جاء بك صديقك ودفع المال مرة أخرى ايضاً
- انه ليس صديقي ..... ألم يخبرك من هو ...؟
- حقا؟ ظننت انه صديقك ..... كل ما أخبرني به هو انهّ يعرفك
- كلا لم يكن كذلك
- حسنا سأتركك في الغرفة واذهب لتفقد باقي المرضي
- حسنا
اقف امام النافذه افكر في ذلك الحلم .... ولما استيقظت في المشفى ..؟ وماذا حدث ...؟! ومن ذلك الشخص وكيف يعرفني؟!
مر يوم تلو الأخر وأنا في المشفى أفكر ..... وأتذكر نفس الاسئله وانا واقف امام النافذة انظر آلي العالم وانعكاسي البسيط عليها
مر اسبوع وها انا اقف أمام باب المشفى استعد للخروج ..... اسير وانا انظر حولي وكم هي بأسه حياة البشر .... نفس نمط الحياة يوميا .... نفس المشاكل نفس القصص ..... كل منهم يسير في طريقه ولا ينظر حوله ..... لا يفكرون في كل الاحتمالات ..... احيانا يفكرون في ما يريدون حدوثه أو ما يجب حدوثه ........ اري الجرائم تتكاثر وتنتشر كالفيروسات .........
اصل إلي منزلي واعيد تكرار ما افعله في العادة ..... اُعد كوب من القهوة و اجلس على مكتبي واتصفح كتاب بينما الأضواء كلها
مغلقة الأ ضوء مصباحي الصغير علي مكتبي ......
يقاطعني صوت ضجيج صادر من أعلى ..... ولكن أبدو وكأني غير مهتم ...... اسمع صوت كوب تم كسره في المطبخ ف اذهب مسرعاً واتسأل عن سبب كسره وكيف تحرك من مكانه ....... وتركت تلك الأسئلة وبدأت في تنظيف الأرض
بعد انتهائي سمعت صوت باب يغلق ومن ثم ذهبت لكي أرى ما يحدث ولكني لم أجد شيئاً .... قررت نسيان الأمر واكمال كتابي وفور جلوسي علي الكرسي تيقنت ان الصفحات تم قلبها ..... وقلت في نفسي ربما هو الهواء .....
بعد ما انتهيت أغلقت الكتاب وخلدُ إلي النوم .........
(حلُم)
استيقظ لأجد نفسي علي الأرض ووجدُها من حولي خاليه ..... واجد ذلك الحريق الذي رأيته في المرة السابقه ...... في تلك المرة اري ذلك الشخص امامي من ظهره ....... احاول النهوض .... ولكني اتفاجئ بسؤاله .......
هل تستطيع النهوض؟
اريد اخباره بإنني أحاول ولكن لا استطيع ان انطق كلمة ......... في كل مره احاول الكلام فيها اسعل ........
يسألني مجدداً ..... هل انت بخير؟
مازلت على نفس حالتي ......
يقول لي "اريد إخبارك بأنني بجانبك لكن احياناُ اغضب"
اسمع صوت الضجيج مجددا واري الظلام ومن ثم استيقظ ....
في صباح اليوم التالي ....... استيقظ وجلستُ على حافة السرير و مسحت بيدي علي وجهي...... ومن ثم نظرتُ حولي ....... أشعر ببعض القلق قليلا ..... قررت النزول للتمشي لبعض الوقت بعد تناول فطوري ....... جلستُ لتناول الفطور على طاولتي ووجد بعض الأفكار حول ذلك الحلم الغريب ..... وأسأل نفسي مجدداً من ذلك الشخص ؟! وماذا يريد ....؟!
كل ما أستطيع أن أفكر فيه هو خوفي ...... كم أنا خائف وقلق من كل شئ ...... اعلم بوجود روح تعيش معي في منزلي ولكنني مستسلم
لا استطيع الشعور بالأمان حتى لو حاولت ....... كل شئ يمر كما لو أنه لم يمر من قبل ....... حياة ... بشر .... كوكب ..... كل تلك كلمات اظن نفسي سأقول شيئاً حكيماً او رائع وبعدها ولكني اري نفسي ادندن بنغمات غير مفهومة ...... احياناً افكر واقول في نفسي "لا تتظاهر بالقوة إن كنت لا تملكها فلا تجبر نفسك على رؤية شئ غير موجود" ........
خرجت من باب منزلي لأتجول قليلا وافكر بهدوء ...... ومازال لدي نفس الاسئله ..... انظر إلي الجميع يسير هنا وهناك ....... وجلستُ علي كرسي الحديقة ..... يقاطع تفكيري بعض من الأشخاص يقفون أمامي ويسألوني ......
- كم الوقت الآن ...؟
- إذن إنها ال 9 صباحاً ...
- يبدو ذلك الوقت جيداً لإفراغ كل ما في جيوبك صحيح ......؟
- ماذا ...؟
- كما سمعت اريد كل ما لديك الأن
- حقاً أن كنت تريد الأموال ف لقد جئت للشخص الخطأ، انا لا املك إي مال
- عندما اريد شئ احصل عليه، وعندما أقول أنني سأحصل علي ما في جيوبك ف سأحصل عليه
ما بال ذلك الأحمق، هو مصر على أخذ ما أملك، و في العلن على كرسي الحديقة ...؟!
"اقوم من علي الكرسي وارحل"
- أنت إلى أين تظن نفسك ذاهباً ؟!!
- انا راحل، هل أنت أعمى ...؟
- ما الذي قلته الآن ....؟
- قلت أنني راحل أيها الأعمي
اظنني أغضبته الأن .... "يمسك بي من كتفي ويقول"
- إلى أين تظن نفسك ذاهباً بعد ما قلته ...؟! أنت جرئ و متبجح ......
وجد نفسي ملقي علي الأرض وبين ايديهم يقومون بضربي .........
ولكن .....! ماذا فعلت؟! ..... لما يقومون بضربي .....؟!
ذلك العالم ......... انظر إلي الجميع يَمُر من حولي ..... لا يمكنني الحراك ........
أشعر بالغضب .....
افر من بين أيديهم ويملأ عقلي الغضب ....... اريد الإنتقام ...... لا أريد ان أكون الضعيف كل مرة ....!
وبعد مرور الصباح ........ اذهب إلي منزلي بكل بطئ ..... بالكاد استطيع تحريك جسدي ........
"بعد وصولي الى منزلي"
اجلس على مكتبي واضع رأسي عليه ...... لا يوجد ما افكر به أكثر من كوني ضعيف ..... وغاضب ..... غاضب كثيراً لأني لم استطع التحرك ....
بدأت اكره نفسي ..... اكره كونها ضعيفة ....... اكره ذلك العالم ..... اكره الجميع ........ لا استطيع الحركه بعد الأن
جلست على سريري أحاول التخلص من افكاري حتي اغفو ....... اغمض عيني قليلا وارخي عقلي
"في الصباح"
(الأخبار على التلفاز) ......
"حريق منزل كان يسكنه 3 شبان أحدهم يبلغ من العمر 21 عاماً والاثنان الآخرين 20 عاما .... واستطاعو التعرف عليهم ووجدوا انهم كانوا مطلوبين لدى الشرطة في بلاغ سرقة .... وتسبب احدهم في مقتل شخص ....... ولكن ما أثار الدهشة أن المنزل احترق عن قصد وتشوشت الكاميرات في نفس الوقت الذي احترق فيه المكان ...... ولم تجد الشرطة أي أثر لذلك الشخص "
- اعرف أولئك الشبان ...... !! هم من قامو بضربي أمس ....!
ولكن .... كيف ؟! ..........
جلست أفكر على طاولتي أتناول الفطور.... لأسمع طرقات الباب تنادي بأسم الشرطة ....
"افتح الباب"
- أجل ...؟!
- مرحباً .... انا هو الشرطي المسؤول عن معرفة سبب حادثة ليلة أمس وعن سبب الحريق ........ سمعت أنك آخر شخص قابلتهم في محاولتهم لسرقتك
- (أقول وفي دهشة) اجل .... ولكن ما دخلي في الأمر ....؟!
- رجاءاً تعال معي لسؤالك بعض الأسئله والاستفسارات .......
- أنت لم تُجب على سؤالي ...!
- تعال معي وسأخبرك بكل شئ
اسير مع الشرطي وأشعر بالخوف ...... لم أفعل شيئاً ....!! هم من قاموا بضربي ....!!
نتجه نحو مركز الشرطة ..... اجد شخصاً جالساً علي مكتبه وبجانبه كوب القهوة ..... ويقول لي
- تفضل اجلس
- حسنا (اقولها في توتر)
- رجاءاً لا تقلق، كل ما تريده هو سؤالك عن بعض الأشياء
- أسف إن كُنت أبدو كذلك ..... فتلك هي المرة الاولى التي اذهب فيها الى مركز الشرطة .......
- حسناً، لا بأس .......... أخبرني ...... ما أسمك ......
- اسمي .....؟
- أجل
- {انطق بحروف اسمي بكل توتر} ....." ..........."
- حسنا سررتُ بلقائك ....... الأن اخبرني اين كنت بعد ما تم ضربك .....؟
- ظللتُ مُستلقي علي الارض حتي تستعيد وعي
- وماذا حدث بعد ذلك ....؟
- ذهبت إلي منزلي ........
- كم كانت الساعه ......؟
- أظنها كانت الرابعة ونصف
- وماذا فعلت بعد ذهابك إلي منزلك؟
- جلست قليلا ومن ثم تناولت غدائي
- متى ذهبت للنوم ....؟!
- في الساعة التاسعة تقريبا .......
- ماذا كُنت ترتدي .....؟!
- ما علاقة هذا بما حدث ....؟!
- رجاءاً أجب على السؤال فقط ......
- تيشرتي السماوي مع بنطالي الأسود
- هذه صدفه غريبه قليلا (يقول بصوت خافت)
- (اسأله) ..... ماذا تقصد .....؟!
- تم حرق المنزل في تمام الساعة التاسعة ونصف ولم تظهر أي ملامح للمجرم ...... ولكن ظهر شخص بتيشرت سماوي مع بنطال اسود قبل تشوس الكاميرات
- (اتلهف قائلاً) ....... ماذا يعني هذا .....؟!!!
- سأخبرك بكل شئ ......... في صباح اليوم وجدنا جثث الشبان الثلاثة أحدهم علي سريرة ووجدنا عيناه لم تغلق ويبدو شكله كأنهُ رأي شئ تسبب في خوف وصدمة ........ أما الأخر وجدناه في الحمام غارقاً في دمائه ووجدنا سكين يقتحم بطنه ......... والأخير وجدناه بالقرب من باب الخروج كان يحاول الهرب ولكنه مات بآثار الحريق ويقول علماء الطب الشرعي أنه مات مخنوقاً قبل حرقه ....... كنا نتسأل من فعل كل هذا بهم .......
- (أقول ويملأه الخوف والدهشة عقلي) كل هذا حدث لهم .....؟ ........ كم كان الشعور بالألم .......؟!
- سؤالي هو ........... كم كان عدد الأشخاص هناك .....؟!
- وكيف لي أن أعرف ....؟! (أقول ويملأ الخوف وجهي)
- (يعلو صوته قليلا ويقول) هل انت احمق ..؟! ألا تدري إلي أين أرمي بقولي؟!
- حقاً انا لا اعرف .... لم افعل اي شئ ....!!
- {يتنهد قليلا } اسمع الأمر بسيط ....... أخبرنا بكل شئ وسيمر الأمر سريعا لتستطيع العودة إلى منزلك ......
- ماذا تقول ....؟!!! الأمر ليس بسيط !! وأنا لم افعل شئ ..!!
- (ينادي على أحدهم) ...... (يقول لي) اسمع سأدع لك بعض الوقت لتفكر في ما حدث ........ (ينظر الي الشخص الذي قام بأحضاره ويقول) ....... خذه ودعه يرتاح قليلا
- (اقول بصوت يعلو قليلا) ...... ما ذنبي أنا ...؟!! لم افعل إي شئ ..!! هم من قاموا بضربي ....!!
- (يمسكني ذلك الشخص ويقول) هيا .... تعال معي
- (اقول وانا انظر الي الشرطي) ..... أقسم أنني لم افعل شئ
اجلس محيط ببعض الجدران في غرفة يملؤها الخوف ..... افكر واصرخ في عقلي ..... ماذا فعلت ؟! لم افعل شئ !! هل جُن جنون الجميع هنا ؟!! ........ يا لذلك الظلم ...... في البداية اضرب ومن ثم اذهب الى مركز الشرطة ثم أجد نفسي في غرفه متُهم بجريمة قتل وحرق منزل
.... تباً ...!! ماذا أفعل ......؟!
استلقي قليلا وأنا أفكر ويملأ الخوف قلبي ........ اجد طاقتي تستنزف، أميل برأسي إلى الأرض ........ اكاد ....... أغرق في نومي .....
(حُلم)
اشعر وكأنني كاميرات مراقبه أجد نفسي أقف أمام ذلك المنزل وأمسك بشعله من النار في يدي ....... مهلا ماذا أفعل ؟!! لماذا اري نفسي هناك ؟! هل يعقل ؟!! هل انا من قام بحرق ذلك المنزل ......؟! هل أنا من قتلهم ...؟!!
تم تشويش الكاميرات ..... استيقظت ووجدت نفسي في غرفة تبدو وكأنها عالية في الطابق العشرون واحدي جدرانها من الزجاج تطل على الخارج ......... سقطت بعض الماء على الارضيه ..... أهذا باب هناك؟! ما هذا الذي ارتديه ؟! (تيشيرت احمر وبنطال اسود) ....... اشعر بالدوار ....... ما صوت تلك الصرخات العالية ....؟! ....... اسمع صوت اقدام خلف ذلك الباب ..... ويبدو وأن أحدهم قادم نحوي ....! احاول الوقوف ........
قام أحدهم بفتح الباب ...!! مهلاً ....... ذلك هو انا ...!! بالتيشرت السماوي والبنطال الأسود ...!! لما يبدو وجهة شاحباً ويملأ الدماء ملابسه
...... بل من هذا من الأساس ....؟! ....... يتجه نحوي ........ اشعر بتوتر ......... مهلا ...!! (أمسك برقبتي) ارتطم في الحائط ....... يكاد يخنقني ......... لا استطيع التحدث .....! احاول الفرار منه لكن قبضته قويه .........أكاد اختنق حتى الموت ....... يخرج سكين ........
قام بطعني .........
( انتهاء الحلم)
"استيقظ "
اشعر بالخوف الشديد .........
لكني لم اقتل احد !! ....... لم اتحرك من مكاني حتى
ظللت هكذا لبعض الوقت ثم وجد نفسي اجلس بين الجدران ...... شئ بداخلي يفكر ان ما اراه في حلمي كذب .... وجزء آخر يفكر ماذا لو كان حقيقي ...؟ ....... يصعب أن تقوم بإقناع أحد لا يهتم لوجودك انك برئ ...... كل ما يريدونه هو إنهاء القضية ....... ولكن هل سأقبل الموت بدون المحاوله حتى ...؟
ما صوت تلك الصرخات ....؟! .... ماذا يحدث في الخارج !! ....... اي احد هنا .......؟!!
"اري بعض من الأضواء الحمراء واشعر بالضيق فجاءه ......... ذلك ....... الهواء ........ ثقيل ........ "
(شعر بالضغط ثم فقد وعيه وسقط على الأرض)
هروب
بعد غروب الشمس استيقظ في مكان مهجور وسط الغابة ..... لأ اعرف كيف حدث ذلك او ان كان كل ذلك حلُم اجد شخص......
احاول ان استعيد كامل وعيِ حتي لاحظت وجود شخص خلفي ....... لكن تلك المرة استطعت أن أسأله من أنت
- يجب عليك الهروب
- مهلا من انت .... ؟! وكيف تعرفني ..؟! وما الذي جاء بي إلي هنا ....؟!
- اهرب او تمسك بك الشرطة
- أجب علي عن سؤالي !!
يعم الصمت بعض الوقت ...... أراه يبتعد بين الاشجار .....
- مهلا ! ...... انت لم تجاوب عن اسألتي بعد !!
(يختفي بين الأشجار)
اين ذهب ..؟!! ..... من ذلك الشخص ....؟ وكيف استطاع إخراجي من السجن ...؟!
بعد مرور بعض الوقت كان يجدر بين الهروب ......
لم احزن يوماً أكثر من الايأم التي قلت فيها انني لا احب شئ بالرغم من انني احبه .... ولا قولي لأنني لا أريد هذا بالرغم من اني اريده ...... ولا حتي قولي لأنني لا اريد قول شئ وبداخلي اشياء كثيرة لم اتحدث عنها من قبل ....... انشر غبائي في كل مكان ومن سكين يؤلم إلي منشار يقطع ...... اشعر بهم فهم بداخلي صرخات تكاد أن تشق عقلي .... لا قيمة لما افعله ولا قيمة لبذل كل طاقتي في فعل لا شئ ....... لا معني لكلماتي ولا حتي افعالي ....... احاول أن ........ اذهب بعيداً .... أصرخ طويلا .... أبكي كثيراً ...... اتألم قليلا ........ تراكمات حول عنقي اشبه ب سلسه من الالغاز لن تتحلل الأ بإيجاد حل لها ....... الوم نفسي ... اعاتبها ..... اكرهها ..... وما ذنبها؟ ...... مَن مِن حولي إراد أن يسمعني أو يفهمني ...... ضباب ......ضباب ........ اصبحت اري كل شئ كضباب ...... لا افكار واضحه ... ولا شئ يبدو صحيحا
في البداية أزور المشفى مرتان ومن ثم يتم ضربي وبعدها أجد نفسي في السجن والآن أنا مطلوب لدى الشرطة واهرب ..........
اريد الانتقام ....... اريد ان اشعر يوم انني لستُ ضعيفاً ....... لا اريد الهروب ....!!
"اذبذب بتلك الكلمات بينما انا اركض بعيداً عن المدينة "
ولكن ...... إلى أين ....؟! ........ لا ملجأ لي ........
اري الشرطة تتبعني ...... استطيع سماع طائرة الهليكوبتر ....... ايضا اصوات صفارات السيارات يقترب ........... لم اعد املك طاقة .......
"اهرب باتجاه محطة قطار"
لا املك بداخلي طاقة لإدخال الاكسجين لعقلي .....
اشعر بالاختناق ...... ليس لدي مكان أذهب إليه ... ولا اريد التراجع ......
بعد وصولي لمحطة القطار قمت بدخوله ...... وكان يجدر بي الهروب حتى يتحرك القطار ومازلت احاول الهروب ووجد القطار يصدر صفيرة معلناً عن بدء رحلته
ومع مرور الوقت اجلس وينتابني شعور غريب لا أستطيع تميزة ...... أشعر أن كل ما حدث مزيف ....... كيف لي في بعض الأيام اكون مسجون وهارب من جريمة قتل ....؟ لا استطيع تميز من أنا ...... لا اعرف اي شعور بداخلي يجب أن اصدق .........
بعد وصول القطار لوجهته قمت بالخروج والهروب نحو المدينة ..... احاول الهروب نحو الغابات ........ رأيت مقهى ف قررت ان أجلس فيه قليلا للحصول على الراحة
وبعد دخولي .... اجد نفسي اتجه نحو طاولة ليسألني احدهم ما هو طلبك؟! ......
- كوب قهوة رجاءا
بعد مرور بعض الوقت اسمع صوت طائرة وصفارات الشرطة ....... اجد انهم اكتشفوا مكاني ....... ربما لم أركض بما فيه الكفاية؟!
يحاصرون المقهي، وبداء الجميع في الهروب إلي الخارج حتي بدء المكان يعم بالصمت حتى قاطعه صوت احد الشرطة قائلاً "اخرج رافعاً يديك لأعلى، او سيتم اقتحام المكان بعد خمس دقائق"
ماذا افعل .......؟! هل اخرج لهم رافعاً يدي او أهرب مجدداً .......؟! هل سابقي واقفاً هنا ....؟!
مازلت واقفاً مكاني والوقت يَمُر ..... ومازال ذلك الشرطي يصرخ و يُعد الوقت ....... لم يتبقي سوي دقيقتين على اقتحام الشرطة
- ثلاثة ...... اثنان ....... واحد ...... اقتحموا المكان !!
مهلا !! يجب على الهرب .......
اقتحام
في ضوء القمر ليلا ......... تقف عشرات من سيارات الشرطة وطائرتان تنتظر خروجي ........ ولكن ...... ماذا فعلت لكل هذا ......؟!
"صوت انفجار"
ما هذا ...؟!! ما كان ذلك .....؟!! صوت انفجار ......؟!! لم تطلق الشرطة أي ضربه حتى الآن .....!!
كنتُ اترقب المكان بينما كنتُ متفاجئً بعد صوت ذلك الإنفجار ....... ولكن بعدها وجد طائرة من احدي طائرات الهليكوبتر تسقط ارضاً ...... شيئاً ما أصابها ........ لم تمر دقائق ووجد الشرطه تطلق النيران وبعدهم يهاجم ....... لكن هناك شئ غريب ...... جميع أفراد الشرطة تطلق النيران على السطح ....... ماذا يحدث فوق .....؟!
بعد دقيقتان شعرت بشئ غريب بداخلي ....... ووجد حُطام السقف يتساقط فوقي والنيران مُحيطه بي في كل مكان ...... ولم استطع تفادي حُطام السقف ف اصبحت تحتُه احاول الخروج ....... فقد كل طاقتي ...... وأيضا الأمل في النجاة ، وأكاد أفقد وعي ايضاً .......
اري شخصً أمامي ..... لا استطيع النظر اليه لفتره ..... تكاد بقعة الضوء على الاختفاء من عيني ...... أراه يُمسك بي .... ولكني قد فقد الوعي ......
بعد دقائق من ذلك الحدث تم تفجير المقهى وأيضاً جميع سيارات الشرطة والحوامات، ........... لم ينجو أحد من الشرطي
استيقظت ووجدت نفسي في منزل مُلقي علي الأرض ........ تراودني تلك الكوابيس ....... ارى نفسي فوق سطح المقهى وابدو غاضباً ..... وسيارات الشرطة والطائرات تحاصر المكان
استيقظ لأجد نفسي مستلقي على الأرض في منزل ....... كل مافعلته هو التساؤل ..... ما الذي أتى بي إلى هنا؟! و منزل من هذا ؟!
بعد دقائق
اسمع طرقات على الباب ......
لا يسعني ان افتح الباب ...... ربما هي الشرطه او احد منهم
- سيد "رو" جئت لك بما طلبت
ماذا ؟! انا لم اطلب شئ ....... من هذا؟!
- لا بأس ...... يمكنك فتح الباب
- من انت؟!!! "بصوت متفاجئ"
- لا يهم ...... افتح الباب أولا وخذ منه الطعام
- ح - حسنا
"افتح الباب"
- تفضل هذا ما طلبت، سررت بلقائك
- أجل ....... وانا ايضا .......شكرا لك
- شكر على واجب
"اغلق الباب"
ماذا يحدث ....؟! أكان كل هذا حلم؟! أو أنا في السجن ومازلت احلم؟!
- لا شئ من هذا صحيح
- ماذا ؟!
- هذا ليس حلم
- مهلا .... ماذا؟! .... كيف ... عرفت
- رو انظر ...... انا هو منظور مجسد منك واشتريت ذلك المنزل ..... أنا هو أنت
- ماذا ؟!! ماذا تقول؟!
"يقف ويقترب مني ويحضنني"
منذ أن لامس جسدي شعرت بالبروده وأن كل اجزاء جسدي اصابها الشلل ..... وفجاءه أجده يقوم بصعقي جسده ومن ثم افقدني الوعي
استيقظت لأجد نفسي على الأرض ..... نسيت بعض من ما قاله ..... قال انه منظور مِن مَن؟ لم يقل اسمه
كل ما أستطيع تذكره أن ذلك المنزل اصبح ملكي .......
اصبحت اعيش حياتي كما سبق ..... نفس احداث الماضي ولكن باختلاف المكان ...... كم هذا ممل ..... كان ذلك اليوم متشائم يملؤه الرعد والأمطار ........ كلما اغضب اجد شئ بداخلي يدفعني للجنون ..... وكأن شخص آخر يخرج مني ......... ذلك اليوم الذي ضربت رجلا حتى الموت ...... لم اعرف ماذا حدث وقتها .......
"داخل عقل رو"
- اسمع ..... مهما حاولت ...... ومهما تقدمت ..... ستجد مشكلة تعترض طريقك ..... ذلك ليس بالشيء السيئ .... تلك طبيعة الحياة
- رو عزيزي ...... رجاءا لا تبعد عنا
- الأمر ليس بالشيء السئ رو ..... يمكننا إصلاح الأمر
- رو !! هل أنت بخير ؟!! - اظنه فاقد الوعي *شخص آخر*
أمي ...؟! من أين اسمع صوتك ...؟! ماذا كنتي تحاولين اخباري .....؟! لكن ..... يا أمي ........ لا شئ جيد ......
اتركوني وحدي ....... فقط ..... خمس دقائق .... لأستعيد طاقتي
ومرت الأيام والشهور والأعوام ولم استطع استرجاع طاقتي ...... لم أشعر بالملل يوماً ..... من وحدتي .... كل ما اريده ..... هو المزيد من الوقت وحدي .... لا اريد الشعور كل يوم أنني أواجه من أجل الحصول على بعض الخصوصيه ...... اشعر بأن كل شئ يمر كما لو أنه لم يمر قبل
أبي ..... امي ..... لطالما كرهتكم
اختلاف
مرت الأيام ....... وكل يوم استيقظ صباحاً واشرب كوب قهوتي واقراء كتاباً ...... انهيت كتابين خلال أسبوع .... لم اشعر بالملل أكثر من أيامي تلك .........
"الباب يطرق"
- رو هذه انا
- تفضلي بالدخول
- إذن، ..... كيف حالك؟
- مثل كل يوم أخبر فيه آنني بخير
- انت ممل
- حسناً، ..... شكراً لكِ
- العفو
لم اعرفكم عليها صحيح ...؟! انها "اميلي" صديقتي وجارتي ايضاً ....... تآتي يومياً للجلوس معي قليلا ...... اشعر بالقليل من الميول اتجاهها
دائما اشعر بالراحة عند حديثي معها ...... هي تبدو كطفلة احياناً لكنها لطيفة ....... هي لا تعرف أي شئ عن حياتي السابقة ..... ولكني لا اريد خسارتها لذلك ابقي الأمر سراً
مر أكثر من شهرين ومازالت اميلي لا تعرف شئ عني ..... كل ماتعرفه هو انني كنت اسكن منزل اخر ثم انتقلت إلي هنا
قررت اليوم الخروج مع اميلي قليلا ....... وقمنا بالذهاب إلى مقهى قريب من الشاطئ .......
لكني تفاجئت بوجود شرطيان يبحثان عن شئ ........ شعرت بالقلق فقررت ان أخذ اميلي ونرحل بعيداً
- ماذا هناك يا رو؟!
- لا شئ فقط يجب علينا الرحيل
- لما؟
- لا أشعر بالراحة في ذلك المكان
- هيا يارو سنأكل شئ ثم نعود، انت من احضرنا هنا
- لا وقت يا ايميلي
الاحظ ان احد الشرطيان ينظر إلي كثيراً، وعندما وقفت وفزعت كان ينظر إلي طوال الوقت ....... ولكني .... ركض حينما وجده يتحدث مع صديقه ...... وبدأ كلاهما يركضان نحوي .....
بعد وقت من الهروب .... استطعت الهرب منهم ....... وجدت شارعاً صغيرا مغلق من الداخل ف دخلت لأختبئ بداخله وراء حاوية القمامة
- من انت؟ (شخص يظهر ويسألني)
- من الأفضل ألا تعرف
- سألتك سؤال ولن أكرره مرة أخرى ..... من انت؟ وكيف جئت إلي هنا؟!
- اغرب عن وجهى "اقولها واقفاً احاول الخروج"
- تظن أنك ستدخل هنا وتخرج بكل سهوله؟!
- بحقك ! .... ما الذي يهمك في الأمر
- انت سارق صحيح؟! أخبرني بذلك ...!!
- بحقك أيها العجوز الوضيع هل سأتي واسرق شئ من ذلك المكان المتعفن؟!
- بماذا نعتني الأن؟!
- انت اطرش
- سأريك من هو الأطرش ..... "ينادي علي رجلان" ومن ثم يقول .......... ذلك الشخص هو سارق، وايضاً يهزأ بي ويقول إنني عجوز وضيع واطرش ...... ادخلوه المخزن ولنجعله عبره لكل من يتجرأ ويتحداني
مثل كل مرة اجد نفسي واقعاً علي الارض ....... اجد نفسي بين يد شخص يقوم بضربي ....... ولكن ......... أشعر أن تلك المرة مختلفة ...... هناك شعور بداخلي غريب ...... أشعر ...... أن شخصاً أخر بداخلي ....... يريد الخروج
"فجأة أمسك بيد ذلك الشخص واوقفها"
- ماذا تفعل ايها الجرذ؟ أتحاول ضربي؟! (قالها بعد ما أوقفت يده)
- انا .......... جرذ؟!
- وهل عندك مانع؟! "يقولها بلهجة استهزاء ويضحك"
"اليوم التالي"
لقد قمت بالعودة إلي منزلي وذهبت الي سريري لكي استريح .......
"في صباح"
استيقظ على صوت طرقات الباب
- "رو هذه انا، هل يمكنك فتح الباب؟!"
اميلي ........ ماذا أخبرها؟! .... لماذا هربت؟!
- "رو؟!"
- اجل انا آتي
"فتحت الباب"
- هل يمكنك اخباري ماذا حدث لك البارحه ولماذا ركض ؟! ولماذا كان يركض الشرطيان خلفك؟!
- " اتنهد قليلاً " لم يحدث شئ
[٨/٧ ٢:٤٤ م] Marwan: - " اتنهد قليلاً " لم يحدث شئ
- حقا؟! تركض في موعد مع فتاة ويركض خلفك شرطيان وتقول ان لا شئ حدث؟!
- اسمعي، كان ذلك سوء تفاهم بين الشرطيان
- وما دخلك انت ؟!
- كنت اريد الرحيل ولكن نظر الي احد الشرطيان نظره غريبه فشعرت بالقلق ووجده يتجه نحو فركض
- إذن ولماذا ركض؟!
- شعرت بالخوف يا ايميلي
- ولكنك لم تفعل شئ!!
- ظننت أن الأمر يتعلق بعمي الذي كان يتعاطى الممنوعات
- حسناً يا رو ...... احسنت في إفساد موعدنا
- انا اسف
- سأذهب الآن، أراك بعد الظهيرة
- اراكِ لاحقاً
- وداعاَ
"تبدأ نشرة الأخبار"
"مقتل ثلاث شبان في مخزن خردة السيارات ونجد جثة أحدهم كانت ملقيه علي الأرض بجانب الباب وراء حاوية القمامة وكأنه كان يحاول الهرب من شخص ....... ووجدنا الاثنان الأخرين في المخزن وكانت جثثهم مشوهة قليلا ومعذبه"
مسكينة هي اميلي ....... تظن انني لم افعل شئ لتركض الشرطة نحوي ....... انا حقاً اسف يا ايميلي ...... ولكن ..... كان ذلك الشبان يستحقون ما حدث لهم
"في مركز الشرطة"
- كيف كان شكله
- لدينا شريط الكاميرا من ذلك المقهي
- ارني اياه
- تفضل
"يشاهد الشريط"
- انهُ هو !! مازال حي ...؟!!
- من تقصد سيدي
- ذلك الشخص ...... هو من كان سجين لدينا في جريمة قتل وتسبب في حرق معظم مركز الشرطة وهرب ....!! اذهبوا وابحثوا عنه وابلغوا باقي الضباط بالأمر
بعد مرور ثلاث ايام استطاعت الشرطة تتبع اثري عن طريق كاميرات المدينة ...... واستطاعو ان يعرفوا اين اعيش ..... وها هم يطرقون الباب .....
"الباب يطرق"
- هل يوجد احد بالداخل؟! رجاءاً افتح الباب او سنقتحم المكان ......
- "اميلي" ...... من هذا الذي يطرق بابك بتلك الطريقة ؟!
- اميلي ...... اريد منك فتح الباب وإن سأل أحد عني اخبريه انني لا اعيش هنا
- مهلا .... لماذا؟!
- افعلي هذا فقط
"تفتح اميلي الباب"
- أجل؟!!
- أين صاحب ذلك المنزل؟
- ليس موجود
- وأين هو؟!
- لا اعرف
- من انتي؟
- لما كل تلك الأسئلة
- فقط أجيبي
- انا شريكة سكنه
- الم يخبرك أين هو ذاهب
- قلت لك سابقاً لا
- الا تعرفين متى يعود؟!
- لم يخبرني بذلك ايضا .... قال انهُ سيتأخر
- حسنا، سوف ننتظره ...... شكراً لكِ
"تغلق الباب"
- اميلي، يجب علينا الهرب
- من ماذا ؟! ومن هذان الرجلان ؟!
- سأخبرك بكل شئ، علينا ان نسرع ...... سنقفز باستخدام الحبل
- لما كل هذا ؟!
- سأخبرك في الطريق
- أين نحن ذاهبون؟!
- توقفي عن التساؤل .... سأخبرك بكل شئ
قفزت انا واميلي باستخدام الحبل وركضنا بعيداً ...... وبعد مرور الكثير من الوقت بعد ظهور الليل اقتحم الشرطيان المكان و اكتشفو أننا هربنا ...... تجمعت سيارات الشرطة و طوافتان وكانوا يريدون اللحاق بنا ........ لم يسيرو في طريق واحد وتفرقت كل السيارات وكانت الطوافات تراقب من فوق .......
اركض انا واميلي ....... تلك المرة مرعبة بالنسبة لي ....... لا اريد خسارة ايميلي ....... كل ما اريده هو النجاة معها بعيداً عن أنظار الشرطة
استطيع سماع صوت صفارات الشرطة في كل مكان ...... أضواءها الحمراء والزرقاء تملأ المكان ........ واضواء الطائرات تتحرك في كل مكان ...........
- ماذا يحدث يا رو ؟! لما كل تلك الشرطه؟!
- اميلي ..... "اقولها ويملأ الخوف عيني وأشعر بكل ضعف واراده للبكاء"
- رو .......... أخبرني رجاءا "بصوت خافت"
- اميلي ...... لم ارد ذلك .........
- اكمل يا رو ...... لم ترد ماذا يا رو ؟!
- لم ارد ان اكره احد ........ لكنهم لم يعطوني وقت حتى أفكر ان كنت سأفعل ام لا ............ فجأة وجدت نفسي وسطهم أعيش حياة لا اريدها
تماسكت كثيرا يا ايميلي ....... لكن لا مهرب من تمزقي مهما حاولت اخفاءه، من الصعب اخفاء شئ يؤثر عليا كل مره تريد التخلص منه
- ماذا تقصد يا رو ؟! "تقولها وبدأت اعينها بالبكاء"
- انا الذي قتل اولئك الاشخاص في المخزن ....... وانا من دمر ذلك المقهي ...... وقتلت الاشخاص في المنزل بتلك الطريقة الوحشية ..... ولكن لم اكن في وعي ....... لم اشعر بشئ ........ لكنهم جميعاً يستحقون ......... جميعهم كانوا يستهزئون بي ..... هم من قاموا بضربي وكرهي يا ايميلي ...... انا اسف
- رو "تقولها بصوت خافت تملؤه البكاء"
"تكشف سيارة شرطة مكانهم"
- تباً ...... اهربي يا ايميلي ........
- رو توقف
- رجاءا لا تجبرني على إطلاق النار
- هيا يا ايميلي اسرعي ..... اركضي
- كلاكما لا تتحركا الأ واطلقا النار
أخرجت مسدساً من جيبي ........ ولكن ....... كان الأمر سريعاً ...... ومن ثم ..... اسمع صوت طلقات تسبق صوت مسدسي
- اميلي ...!!!
كان كل شئ هو خطئي ..... لما أخرجت ذلك المسدس ؟! لما كنت اشعر بكل ذلك الخوف؟! أطلق الشرطي النار على ايميلي ....... ولم اكن خائف اكثر من كوني حزين ....... هل ماتت ؟!
- اميلي !!! أفيقي !!! لا تموتي ...!!
- توقف مكانك كي لا أطلق النار عليك بدورك !!
اظن ان شعوري بعد جملته هذه كان الغضب ...... كنت غاضباً بشدة ..........
كل ما فعلته خلال تلك الثواني بعد جملته هو الضحك بجنون ...... لم استطع ايقاف نفسي ......... اريد ...... اريد انقاذ ايميلي !!!
تغير لون عيني إلي اللون الأحمر ...... سقط علي رُكبتي ....... يداي على الأرض ..... مازالت اهمس بالضحك ....... اجد ان الشرطي شعر بالقلق والخوف
- قف مكانك سيدي ...!!
اقف وانظر إليه ....... اقترب اليه خطوة بخطوة
- سيدي رجاءاً لا تتحرك !!
- الأن تناديني بسيدي؟!
- قف مكانك ولا تتحرك او اطلق النار عليك
- لا تسلبو منا مشاعرنا ثم تلومونا ..... انتم السبب .... جميعكم تستحقون الموت
"الرجل في الطوافة"
- "إلي مركز الشرطة ..... تم حدوث انفجار في الشارع الخامس بالقرب من الطريق السريع ...... اكرر .... حدوث انفجار في الشارع الخامس بالقرب الطريق السريع"
- " من مركز الشرطة ..... اقترب واعلمنا بالسبب ..."
- "انه انفجار سياره سيدي ..... اري شرطياً ميتاً بالقرب من السيارة ..... حدث هذا أمام طريق مغلق في الشارع"
- "هل ترى احد هناك؟!"
- "لا يوجد أحد سيدي"
احمل اميلي واركض نحو أقرب مشفى سريعاً ...... مازالت تستطيع التنفس ......... كل ما يعترض طريقي هو وجود الشرطة في كل مكان ..... يمكنني إيقاف سيارة
"اوقفت سيارة اجرة واخرجت مسدسي"
- أريدك أن تأخذني إلي أقرب مستشفي سريعا دون ملاحظة الشرطة !!
- حسناً، حسناً ...... تفضل اركب
لم افعل شئ خطأ اتجاه ذلك العالم ....... لم يكن كل شئ خطئي ...... أولئك الشباب في الحديقة ثم المخزن .... وذلك الشرطي ...... جميعهم يستحقون الموت ........
- لقد وصلنا (سائق سيارة الأجرة)
اخذ ايميلي وأركض بها بأقصى سرعة نحو المشفى ..... لا استطيع الشعور بشر سوي الخوف عليها ........ لا أستطيع التفكير في ان ذلك العالم سيكون السبب في سلبها مني
- أيها الطبيب !! أصيبت بطلقه في صدرها !!
- حسنا، أسرع بها نحو الغرفة ...... "ينادي علي مساعديه"
- عليك الخروج حتى نستخرج منها الرصاصة
- لكن .........
- هيا، لا يوجد وقت
- حسنا
اجلس في الممر بجانب الجدران ..... ما ذنبها ؟! لما قد تموت هي؟! ....... هل انا السبب مجدداً ؟! انا من احضرها معي !! ولكن لم استطع تركها وحدها في المنزل ويوجد شرطيان تحت المنزل !! ...... اميلي ...... رجاءا لا تموتي
تمر الدقائق وكأنها ساعات ...... لما كل ذلك الوقت .........
"يخرج الطبيب"
- هل عاشت؟!!
- استطعت اخراج الرصاصة منها ووضعت لها كيس اوكسجين ومنعت نزيف الدم
- هل يمكنها الكلام؟!
- لا، هي لم تستيقظ بعد
- ومتى سيحدث ذلك؟!
- لا اعرف فقط انتظر ، لحسن حظك أنك استطعت إيقاف النزيف قليلا حتى وصلت بها إلى هنا
- حسنا ..... شكرا لك
اقف بداخل الغرفه في المشفى أمام ايميلي ..... بينما الشرطة في كل مكان بالخارج ....... كل ما اريده هو استعادة اميل حياتها .......
مر الوقت، وبعد ثلاث ساعات من الانتظار ..... انتظر ايميلي لكي تستيقظ ....... واخيراً ........ تستعيد اميلي وعيها ........
- اميلي !! "اقولها بينما الدمع يكاد يظهر علي عيني" ....... استيقظتي !!
- رو ......... ماذا ...... حدث ؟!
- لا تشغلي بالك يا ايميلي ....... لا تتعبي نفسك
- لكن ...... يا رو ........
- لا بأس يا ايميلي ...... كل شئ علي ما يرام ...... هل تشعرين بتحسن؟! هل يمكنك التنفس جيداً؟!
- رويدك يا رو .......... انا علي ما يرام
- اميلي ...... يجب علينا الخروج من الدولة ........ كل ما اريده هي حياة جيدة معكي يا ايميلي ........
- "تمسك اميلي يدي" يجب أن تعدني بأنك ستتحسن ..... ولن تؤذي احداً مجدداً .......
- اعدك يا ايميلي ...... اعدك انني لن تؤذي اي احد مجدداً .......
تبتسم إلي اميلي ابتسامه إعادة إلي الأمل ....... امسكت يدها وكنت اريد احتضانها بينما ابكي ......... بقينا في المشفى حتي الصباح وأصبح عدد الشرطي اقل ........ وامسكت بيد ايميلي ........ واستمتعنا طوال الوقت نحو طريقنا ...... غنيناً وتحدثنا ........ و وصلنا الى وجهتنا ..... وشعرت ان كل شئ انتهى ..... وبدأت حياة جديدة .... انا ........ وايميلي
في النهاية ..... استطيع ان اقول ان للحياة أكثر من شكل ...... وللبشر أيضاً ........ ليس دائماً ما يحدث لك يكون بسببك انت ...... احياناً تكون عاجزاً عن التحرك او الاختيار وتكون مجبر على تقبل الوضع ........ لا يملك أحد الحريه مهما تظاهر بها ......... ولم تكن المعاملة الحسنة هي الطريقه الصحيحه دائما للتعامل مع البشر ...... احياناً عليك أيذائهم لكي يحترموك ........ من قال ان جيلنا هو جيل فاسد كان علي حق ...... ولكن علي أن أذكره ان جيلنا تربى على أيديهم ........ اكثر من شكل لأكثر من شخص في حياة واحدة ......... مهما كانت الصعاب تؤلم ...... احياناً تكون هي الاختيار الوحيد ....... ذلك .... علي دائما أن أكون مستعداً
كان من الممل ان اقوم بنفس الروتين يومياً ....... ولكن في النهاية حظيت على مغامرة حقيقية
بقلم / مروان وائل