قصة تاريخية بعنوان اياك وان تشعر رؤسائك بأنك افضل او اكتر علما وموهبة عنهم
من اهم القواعد للنجاح في العمل هو ان تشعر رؤساءك بالاطمئنان لتفوقهم وتجعلهم يظهرون بمظهر اعلى من قدرهم الحقيقي وسوف يرفع كذلك لاعلى المقامات وفي هذه القصه التاريخيه سوف نوضح مدى تاثير هذه القاعده على حياتك العمليه هيا بنا:
كان نيكولاس فوكويه وزير خزانة لويس الرابع عشر رجلا سخيا يحب الحفلات والنساء والشعر كما كان يحب المال وكان ينفقه بمسخ على حياته المسرفه كان ماهرا في عمله ولم يكن الملك يستغنى عنه ولذلك حين مات رئيس الوزراء جول مازارين سنه ١٦٦١ توقع فوكويه ان يخلفه لكن الملك قرر الغاء المنصب لذلك ولاسباب اخرى اعتقد فوكويه انه يخسر خطوه لدى الملك فقرر ان يستعيد تقدير الملك له باقامه حفل لم يشهد له العالم مثيلا من قبل.
كان السبب المزعوم للاحتفال هو انتهاء فقويه من تشييد قصره الذي اسمائه فولو فيكونت لكن الغرض الحقيقي كان اظهار الاجلال للملك الذي حضر كضيف شرف للحفل.
ضمه الحفله اشهر النبلاء في اوروبا وبعضا من اعظم مفكرينها من امثال لافونتين ولا روشفكو ومدام سفينيييه وكتب منير مسرحيه لهذه المناسبه مثل فيها بنفسه في نهايه السهره بدا الحفل بعشاء من سبع اطباق متتابعه تضم اطباق من الشرق لم يتذوقها الفرنسيون من قبل اضافه الاطباق تم ابداعها خصيصا من اجل هذه الليله وقد صاحب العشاء موسيقى اوصى فوكويه بتاليفها تكريما للملك.
بعد العشاء بدات جوله في حدائق القصر كانت ارضيات ونافورات القصر الهاما فنيا رائعا لقصر الفرساي الذي بني فيما بعد.
الصحف الملك الشاب شخصيا في جوله بين الشجيرات ومزاهر الورود الموزعه في تشكيلات هندسيه جميله عند وصولهما لقنوات الحديقه كان عرض الالعاب الناريه قد بدا ثم تلاها عرض لمسرحيه مولير انتهى الحفل في وقت متاخر من الليل وشهد الجميع بانه اروع ما حضروه من حفلات.
في اليوم التالي قام دارتينيان احد فرسان الملك بالقبض على فوكويه وبعد اشهر تمت محاكمه بتهمه السرقه من خزانه الدوله رغم ان معظم السرقات التي اتهم بها كانت لصالح الملك و بامر منه ادين فوكويه بالتهم المنسوبه اليه وارسل الى اقصر السجون عزله في فرنسا في اعالي جبال بريني حيث قضى ال 20 عاما الاخيره من عمره في حبس انفرادي.
وهنا يمكننا القول انه في ليله الحفل كان فوكويه يعرض على الملك مشاهد يتفوق كل منها على سابقه ظنا منه ان ذلك يظهر ولاء وتقدير للملك كان يحسب ان ذلك يعيد اليه الحظ ويبين للملك رقي ذوقه وعلاقته وشعبيته ليعرف كم سيكون رئيس وزراء متميز ان عينه في هذا المنصب لكن على العكس كان كل مشهد يعرض فوكويه كل مره كان في كل يتلقى اعجاب الحضور كان لويس يشعر بالغيظ منه لم يبح لويس لاحد مشاعره بل انتهز عذرا ملائما ليتخلص منه لانه اشعره بالضعف والتهديد.