يوميات زمردة قطة متشردة
مرحباً، دعوني أعرفكم عن نفسي في بداية الأمر، أنا زمردة… قطة مشردة أبلغ من العمر أسبوعين ونصف، أمتاز بشعر ذهبي فاتح والقليل من البقع البيضاء تلون بعضه، أستطيع دوماً الحفاظ على لون شعري المميز فأنا قطة شوارع أستطيع دائماً تنظيف نفسي بلساني، عندما وُلدت كانت أمي تخاف علي دائماً من أن يأكلني أحد قطط الشوارع كما حدث مع إخوتي الصغار أو أن تدهسني سيارة ما، فكانت تحرص دوماً على أن تخبئني في أي ركن تجده ريثما تذهب لإحضار الطعام لنا فأنتم تعلمون أنني لازلت صغيرة جداً على تناول عضام السمك والدجاج، لكنها في حقيقة الأمر تحضر الطعام لها حتى تتغذى فتتمكن بعدئذٍ من إطائي الحليب، في أحد الأيام ذهبت أمي لإحضار بعض العظام لكنها لم تعد، ومنذ ذلك الحين وأنا وحيدة شاردة بين شارعٍ وآخر، أبحث عن الطعام فحيناُ أجده وحيناُ أنام جائعة … مرت تلك الأيام الصعبة حتى كبرت وأصبح عمري 4 أشهر ، تعلمت اصطياد الفئران حين لا أجد رحمة من عمال المطاعم، تعلمت الاعتماد على نفسي وكسب لقمة عيشي بالاجتهاد حتى لا أموت جوعاً كنت أعمل بجهد كبير ولكنني كنت سعيدة…. كنت حرة طليقة… حتى وجدني ذلك الإنسان البغيض طارق … لا أكذبكم قولاُ أنني كنت سعيدة جداُ حين وجدني في ذلك اليوم وأنقذني من حادث سيارة كان سيودي بحياتي فقد بدا لطيفاً جداً في البداية … حسناُ دعوني أكمل ماحدث … بدا عطوفاً جداً في ذلك اليوم فقد أخذني معه إلى مقر عمله وكانت تجتاحه فرحة مرضية أنه وجد شيئاً يتسلى به .. لم أفهم في البداية كانت تحاربني أفكاري بأنني أخيراُ وجدتُ ملجأ … من الآن فصاعداً ليس علي أن أخاف فقد وجدني من سيهتم بي ويحضر الطعام لي دون أن أتعب … في ذلك اليوم ذهب طارق لشراء طعام للقطط. لا أعرف ما يحتويه هذا الطعام ولكن كانت رائحت كالدجاج …. ي إلهي .. دجاج ! مر تقريباً ثلاثون يوماً دون أن أتذوق عظام الدجاج … ياإلهي تلك الرائحة .. لقد لامست قلبي مباشرةً وليس معدتي فقط.
وضع لي القليل من ذلك الطعام في إناء فبدأ بالتذوق … كانت كل حبة من تلك الحبوب بمثابة خطوة إلى الجنة … أكلت حتى شبعت … ثم أحضر لي الماء، شربت حتى ارتوت عروقي … حسناً الآن وقت القيلولة … وجدت كرسي هناك في الركن لا يجلس عليه أحد … أسرعت إليه … بدأت بالاستلقاء .. ما أن بدأت أغلق عيني لا إرادياً حتى شعرت بيدٍ قاسية تمسك برأسي … إنه طارق … ماذا يريد أن يفعل …. استسلمت له، فهو من أطعمني وآواني … ليس لدي خيار آخر ، على الأقل حالياً .. بدأ يتحدث معتقداً أنني لا أفهمه .. قال مستلذاً وهو يمسك بأسفل رأسي: ماذا تعتقدين أيتها البلهاء … أنني أحضرتك حتى تأكلي وتنامي فقط ؟ في الحقيقة أنتِ هنا حتى تخففي عني ضغط العمل … الان لدي شيء ألعب به وأعذبه … ثم أكمل ضاحكاً: ما إسمكِ ها؟ …. هيا أخبريني… وراح يضغط على رقبتي حتى صحت: ميااااووو … تركني وهو يضحك ضحكات تلذذ بما يفعله وقال: حسناً .. سأطلق عليك إسم “ليلي" هذا الإسم مناسبٌ لكِ … حسناً سأتركك تنامي الآن لأن لدي الكثير من الأعمال ولكن لاحقاً سنلعب سوياً …. تباً لك أيها اللعين ! هل تسمي ما تفعله لعباً …. تركني أنام في ذلك اليوم …. لقد غلبني نومٌ عميق حتى أنني لم استيقض إلا في الليل …. حين استيقضت كانت أجهزتي البوليه تستغيث …. يا إلهي تذكرت أنني لم أٌلبي نداء الطبيعة اليوم أبداً ماذا سأفعل …. بحثتٌ عن ركن هنا أو هناك في ذلك المكتب المظلم حتى وجدت فبدأت أباشر بعملي … حالما أنتهيت بحثت عن الماء وجدت القليل من الماء الذي وضعه لي طارق في ذلك الإناء وإلى جواره يوجد القليل من طعام القطط …. يا إلهي يبدو أن الحظ ابتسم لي أخيراً … أكلت وشربت ثم عدتٌ إلى النوم …. نمت كثيراً … كان نوماً عميقاً لم تقطعهٌ سوى تلك اليد القذرة مرة أخرى في الصباح …. لكن هذه المرة كانت ضربات وصفعات قوية وقاسية …. يا إلهي ماذا فعلت لأستحق هذا … ماذا فعلتِ أيتها القطة القذرة… ماهذه الرائحة الكهريهة …. يوجد براز هناك …. ياللهولك يبدو أنه كان غاضباً جداً فقد داس على برازي برجله دون أن يلحظ… يستحق ذلك حقاً …. وهذا جزاءهُ على ضربي …لكنه استمر هكذا بضربي حتى تعلمت أن أتبرز في المكان الذي أرادني أن أتبرز به …… لا لا … لم يتوقف عن ضربي حتى بعد أن تعلمت، فقد اكتشفت أنه كان يضربني ليقلل من الغضب الذي كان يشعر به تجاه زوجته ولا يتسطيع التعبير عنه …. هذا ما قاله تماماً لموظفته … فهو فهو رجل مكبوت … يعاني دوماً من استبداية زوجته … وضربها … لكن ليس ذنبي أنه تزوج امرأةً شريرة فهي جاءت على نفس قافيته … وفعلاً الطيور على أشكالها تقع … لم يستمر هذا الوضع طويلاً فسرعانما كرهت الوضع هناك حتى غادرت ذلك المكتب اللعين وذلك المريض الألعن … أنا الآن أسكن في شارع آخر بعيداً عنه … أبشركم أيضاً أنني لست وحدي فمعي أطفالي أيضاً وأنا أحميهم جميعاً وأشعر بسعادة عارمة تتخل جسدي أنني استقلت من ذلك الجحيم الذي كنت أعيشه…… أعزائي… الدرس المستفاد “لا تدعو أحداً يذلكم لأجل لقمة العيش”