كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان، في حارة صغيرة جنب النيل، كان فيه واحد اسمه "أحمد السنجل" اللي دايمًا كان شايل هم العزوبية. أحمد كان دايمًا متفائل وبيقول: "الجواز مش مهم.. أنا عايش ملك!"، بس الحقيقة إن كل اللي حواليه كانوا عارفين إن ده مجرد كلام على الفاضي.
في يوم من الأيام، أحمد قرر يعمل أكتر حاجة بيحبها... ينزل السوق علشان يشتري "بطيخة" مثالية! أحمد كان مؤمن إن البطيخة دي بتعكس شخصيته، لازم تكون من بره خضرا ومن جوه حمرا وسكرها على الآخر، ومش أي بطيخة وخلاص!
المهم، أحمد نزل على السوق، وهو ماشي بين العربيات، شاف عم "محمود البطيخي"، راجل عجوز ومعروف في السوق بالبطيخ اللي "مافيش زيه". أحمد قرب منه وقال:
"يا عم محمود، عايز بطيخة ملكة الجمال!"
فرد عم محمود وهو بيدحك: “أنت جيت المكان الصح، دي البطيخة دي هتغير حياتك!”
أحمد ضحك وقال: "يعني هتخليني أتجوز؟"
فرد عليه عم محمود وهو بيغمز بعينه: “ليه لأ؟ البطيخة دي فيها سر! بس خد بالك، متفتحهاش غير بالليل، ولازم تكون لوحدك.”
أحمد طبعًا قال لنفسه: "أكيد الراجل بيهزر معايا، بس مش هخسر حاجة!"، وأخذ البطيخة ودفع تمنها وهو فرحان أوي.
رجع أحمد البيت وهو متحمس وبيقول: "يا ترى البطيخة دي هتعمل إيه؟" قام فتح التلفزيون وقعد يأكل شوية فشار لحد ما جه الليل، الساعة بقت 12 بليل، أحمد قال: "الوقت جه!"، وراح جاب السكينة وقطع البطيخة.
وأول ما قطع البطيخة، فجأة نزل منها نور غريب وطلع منها عفريت صغير!
العفريت بص لأحمد وقال: “أخيرًا حد فتح البطيخة دي! بقالها ألف سنة وأنا جوه!”
أحمد اتصدم وقال: "إيه ده! إيه اللي بيحصل؟!"
العفريت رد وهو بيطير في الهوا: “اهدى اهدى... أنا مش هنا علشان أضرك. أنا عفريت بطيخي، يعني أمنياتك كلها بطيخية!”
أحمد استغرب وقال: "يعني إيه بطيخية؟!"
العفريت قال: “يعني أمنيات بسيطة وسهلة، مالهاش علاقة بالحاجات الكبيرة زي المال أو الحب... لكن ممكن أخليك تأكل بطيخ من غير ما تمسكه! أو تلاقي بطيخة مثالية كل مرة!”
أحمد طبعًا اتضايق وقال: "يا عم وأنا كنت عايز إيه من البطيخ؟ كنت فاكر هتعمل لي حاجة تفيدني!"
العفريت قال: "أنت ما طلبتش حاجة محددة، فاكر لما قلت لعم محمود إنك عايز بطيخة تغير حياتك؟ هو ده اللي عندي!"
أحمد قعد يفكر وقال لنفسه: "طب ماشي، هو مش موضوع البطيخ وحش للدرجة..." وقعد يكمل كلامه مع العفريت طول الليل، وفجأة أحمد حس إنه بيحب البطيخ أكتر من أي حاجة في حياته!
من بعدها، أحمد بقى مشهور في الحارة بـ"أحمد البطيخي"، وكل ما الناس تشوفه، يقولوا: "شوفوا أحمد، ده اتجنن من كتر البطيخ!"، وهو في الحقيقة كان بيعيش حياة هنية، ودايمًا معاه بطيخة مثالية... بس الجواز؟ لسه مجاش!
والعبرة من القصة: "لو طلبت أمنية، خليها واضحة... وماتتوقعش بطيخة تطلع لك عفريت!"