انتِشَالٌ من حَربِ الخمود والاكتِئاب والألم.

انتِشَالٌ من حَربِ الخمود والاكتِئاب والألم.

0 المراجعات

(انتِشَالٌ مِن حَربِ  الخُمُود)


ذاتَ يوم كنْتُ حَزينة ومُنطَفِئة منَ الدَاخل؛ ولا يوجدُ في قَلبي
حتى ذرَّةٍ منَ النُّورِ؛ على غيرِ العادةِ؛ هذهِ المرّة كانَتْ الضَربة مُؤلِمة وقَاتِلة وظالِمة بِكُلِّ مَعنى الكَلمة؛ جالِسةٌ وَحدي والظَّلامُ يَلتَهِمُني ؛ انتَشرَ في جميعِ أنحاءِ جَسدي وسَيّطَرَ عليهِ بالكامِل، ما باليدِ حِيلة! 
فجأةً؛ سمعْتُ صوتَ الآذان، "اللهُ أكبر؛ أشهدُ أنْ لا إله إلٍّا الله؛ وأشهدُ أنَّ محمداً رسول الله" 
فذهبتُ لأُصلي،  وعِندما  بدأْتُ بإرتِداء ثوب الصَلاة نَظرَتْ إليّ أُمّي مُتسائِلةً : ماذا بكِ يا ابنَتي؟
ومَلامِحُ وَجهها قدْ تغيّرت، وأكمَلَتْ كلامَها قائِلةً :
باقي لموعدِ الصلاة ربعُ سَاعة
نظرْتُ بِدهشةٍ وأَجبتَها : لَكنّني سمعْتُ اللهُ أكبر يا أُمي، سمعتُها؛ 
فأقشَعرَّ بَدني
بدأتُ أشعرُ مرةً بارتفاعِ الحرارةِ ومرةً بالبردِ الشّديدِ
إنّهُ الله
ثمَّ بدأتُ القول :اللهُ أكبر
اللهُ أكبر
اللهُ أكبر
وعينايّ تذرفُ الدُموع البارِدة، لمْ تكُن دُموعي تحرقُ بشرةَ وجهي كالعادةِ، بلْ كانَتْ بارِدة ولطيفة 
رفعْتُ رَأسي للسماءِ مُتمتِمةً، 
لطفُ ﷲُ يَرعاني ويَحميني
تَباركْتَ يا ذا الجلالِ والإكرام
لقدْ شعرْتُ برحمةِ الله ولُطفِه ؛
 وفي قلبي أُشعِلَ ضُوء، إنّهُ الله قدْ أدخلَ الأمل لِعالمي مرةً أُخرى، عادَ التَفاؤل؛ تلاشَتْ آثارُ الحرب 
فضلٌ منَ الله،  
حمداً لِلهً كثيراً 
أنقَذني الله عِندما كنْتُ على وشكِ الإنهيارِ، 
حمداً لكَ يا الله في الفرحِ والأَسى
بدأْتُ أتساءَل! كيفَ لإنسانٍ مؤمنٍ أنْ يَتجرأ على قولِ أنَّهُ وَحيد واللهُ مَوجود؟ 
كيفَ لهُ أنْ يَقول أنا حزينٌ واللهُ تَعالى ذكرَ في كتابهِ الشَريف بعضٌ منَ الأوامرِ التي تَنهى عنْ الحُزنِ كقولهِ عزَّ وجلّ :  ( لا تَيأسوا) 
وقولهُ تَعالى :  ( لا تَقْنطوا)
صدقَ ﷲ العظيم وصدقَ رسولُهُ الكريم. 
لُمْتُ نَفسي كَثيراً على تلكَ الحَالة التي كنْتُ بِها أَلا وهيَ حالةُ الإنطفاء ؛ لكنْ حمداً للهِ لكونِها مُؤقتة،  
معاذَ اللهُ أنْ أنطفِئ مَرة أُخرى 
كتابُ اللهُ الكريم يَدعونا للتفاؤلِ فلا يَجب عَلينا أنْ نَحزن أبداً، ﷲ يختار لعبدهِ الخَير في كُلِّ وَقت وفي كُلّ حُزن. 
أيُّها العبد الضَعيف اللهُ لنْ يَخذلك فقطْ كُن مَعه.

كُن مَع ﷲ ولا تيأس، فقَط ثِق بهِ وسَترى عجَائِب قدرتهِ فِي تَحقِيق أُمنيَاتك.


"غزل ماجِد ريمة"

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

2

followings

0

مقالات مشابة