الأختان والصديقة الحسناء
في حي هادئ، كانت تعيش أختان: سارة الفتاة الخيرة القلب التي كانت تحب الجميع وتساعد كل من يحتاج إليها، وكان لديها صديقة حميمة تدعى جيني. أما أختها نورة فكانت كسولة وغارقة في نفسها، وكانت تشعر بالغيرة من كل من يحظى باهتمام الآخرين.
عندما أحضرت سارة صديقتها جيني لزيارتها شعرت نورة بغيرة شديدة من جمال جيني وودها، فقررت أن تفسد سعادتهما بأي طريقة ممكنة. في البداية، وضعت معجون الأسنان في علبة حلوى، وعندما ذهبت جيني لتناول حلوى، فوجئت بطعم غريب. ضحكت نورة في سرها، لكن سارة شعرت بالحزن على صديقتها.
لم تتوقف نورة عند هذا الحد، فقد وضعت الدقيق في علبة بودرة التجميل، وعندما حاولت جيني أن تتزين، أصبحت وجهها مغطى بالدقيق الأبيض. انفجرت سارة بالبكاء وحاولت تهدئة جيني، ولكن نورة لم تشعر بأي ندم بل زادت غيظها.
في تلك الليلة بينما كانت جيني تنام في غرفة الضيوف وضعت نورة براغيث في فراشها، فاستيقظت جيني في الصباح وهي تشعر بحكة شديدة، وسرعان ما اكتشفت السبب. حزنت سارة كثيراً على ما حدث لصديقتها، وقررت مواجهة أختها.
ذهبت سارة إلى نورة وقالت لها بصوت حازم: "ما فعلتيه بجيني كان قاسياً وغير عادل. يجب أن تعتذري لها الآن!" حاولت نورة أن تتملص من الأمر، لكن سارة أصرت. شعرت نورة بالخجل والندم، وأدركت أنها ألحقت الأذى بصديقة أختها.
ذهبت نورة إلى جيني واعتذرت لها بصدق، ووعدتها بأنها لن تكرر مثل هذه الأفعال مرة أخرى، سامحتها جيني وشعرت بالسعادة لأن سارة كانت بجانبها.
منذ تلك الحادثة تغيرت نورة كثيراً حيث أصبحت أكثر لطفاً وكرمًا، وبدأت تقدر صداقة سارة وجيني، تعلمت أن الغيرة والحسد لا يجلبان إلا التعاسة، وأن الصداقة الحقيقية مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة.
أما سارة وجيني فقد زادت صداقتهما متانة، وأصبحتا مثالاً للأخوة والوفاء، وقد تعلمتا جميعهن درساً قيماً عن أهمية العفو والتسامح.
العبرة من القصة:
* الغيرة والحسد يؤديان إلى أفعال سيئة.
* الصداقة الحقيقية مبنية على الاحترام والثقة.
* الاعتذار الصادق هو بداية لعلاقة جديدة.
* يجب أن نتعلم من أخطائنا وأن نتغير للأفضل.
