العصفور والشجرة الحكيمة

في غابة خضراء جميلة، كان هناك عصفور صغير يُدعى ريشو، يحب اللعب والطيران بين الأغصان. لكنه كان دائماً مستعجلاًفي غابة خضراء جميلة، كان هناك عصفور صغير يُدعى ريشو، يحب اللعب والطيران بين الأغصان. لكنه كان دائماً مستعجلاً، لا ينتبه إلى نصائح الآخرين.

ذات صباح مشرق، رأى ريشو شجرة كبيرة ذات أغصان وارفة. وقفت الشجرة الحكيمة تراقبه وهو يطير بسرعة من مكان لآخر دون أن ينتبه للطريق.

قالت الشجرة بصوت هادئ:

“تمهل يا ريشو، فالسرعة دون انتباه قد تجلب لك المتاعب!”

لكن العصفور ضحك قائلاً:

“أنا أسرع عصفور في الغابة! لا أحد يستطيع أن يلحق بي!”

في أحد الأيام، بينما كان ريشو يحلق بسرعة، اصطدم بغصن خفي وسقط على الأرض متألماً. هرعت الشجرة الحكيمة لمساعدته وقالت برفق:

“أرأيت يا ريشو؟ ليس المهم أن تكون سريعاً، بل أن تكون حكيماً وتنتبه للطريق.”

ابتسم العصفور بخجل وقال:

“أنت محقة، أيتها الشجرة العزيزة. من الآن فصاعداً، سأطير بحذر وأستمع لنصائح من هم أكثر خبرة مني.”

مرّت الأيام، وأصبح ريشو أكثر انتباهًا أثناء طيرانه. كان يستيقظ كل صباح ويقف على أحد أغصان الشجرة الحكيمة ليحكي لها عن مغامراته الصغيرة.

ذات يوم، بينما كان ريشو يجمع بعض الحبوب، رأى فراشة جميلة بأجنحة ملونة تحلق ببطء. اقترب منها وقال:

“يا لها من أجنحة رائعة! لماذا تطيرين ببطء هكذا؟”

ابتسمت الفراشة وقالت:

“لأنني أريد أن أستمتع برؤية الأزهار وأتنفس عبيرها. السرعة ليست كل شيء، يا صديقي!”

فكر ريشو في كلامها، ثم عاد إلى الشجرة الحكيمة وأخبرها بما حدث. ابتسمت الشجرة وقالت:

“لقد تعلمت درسًا جديدًا اليوم. الحياة ليست سباقًا، بل رحلة مليئة بالجمال والحكمة، إذا تأنيت واستمتعت بكل لحظة.”

منذ ذلك اليوم، أصبح ريشو لا يطير بسرعة فقط، بل يتوقف أحيانًا ليستمتع بجمال الغابة، ويستمع لنصائح أصدقائه.

وفي كل مساء، كان يعود إلى عشه سعيدًا، مستعدًا ليوم جديد مليء بالمغامرات والابتسامات.

العبرة:

“التمهل يمنحنا فرصة لرؤية الجمال من حولنا وتجنب الأخطاء. فلا تجعل السرعة تسرق منك لحظات الحياة الثمينة.”

وفي أحد الأيام، بينما كان ريشو يحلق بهدوء بين الأشجار، رأى شيئًا غريبًا في وسط الغابة. كانت هناك سلحفاة صغيرة تحاول عبور جدول ماء، لكن التيار كان قويًا بالنسبة لها.

طار ريشو بسرعة نحو الشجرة الحكيمة وأخبرها بما رأى. ابتسمت الشجرة وقالت:

“أنت الآن تعرف قيمة التمهل والانتباه. والآن، استخدم حكمتك لمساعدة صديقتك.”

عاد ريشو بسرعة، لكنه هذه المرة لم يكن مندفعًا. فكر قليلًا، ثم طار إلى مجموعة من أوراق الشجر الكبيرة. أخذ ورقة عريضة، ووضعها في الماء كأنها قارب صغير.

قال للسُلحفاة بلطف:

“اصعدي على هذه الورقة، وسأدفعك إلى الجانب الآخر.”

تسلقت السلحفاة الورقة بحذر، وبدأ ريشو يدفعها بجناحيه برفق حتى وصلت بأمان إلى الضفة الأخرى.

شكرت السلحفاة ريشو قائلة:

“لم تكن سرعتك هي من أنقذني، بل حكمتك وهدوؤك. شكرًا لك أيها العصفور الطيب!”

عاد ريشو إلى الشجرة الحكيمة سعيدًا، وقال:

“لقد تعلمت شيئًا جديدًا اليوم. السرعة قد تساعدني أحيانًا، لكن الحكمة والهدوء هما مفتاح النجاح الحقيقي!”

هزت الشجرة أغصانها برفق، قائلة:

“أحسنت يا ريشو. من يستمع ويتعلم، يصبح أقوى وأذكى.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح ريشو ليس فقط عصفورًا سريعًا، بل أيضًا صديقًا حكيمًا يساعد الجميع في الغابة.

العبرة:

“القوة ليست في السرعة وحدها، بل في الحكمة والقدرة على التفكير قبل التصرف.”