الجزء الرابع من نقطة الزمن

الجزء الرابع من نقطة الزمن

0 reviews

هيا بنا نكمل باقي الحكاية.

لقد وقفنا في الجزء السابق عندما أتى إلى محل التصوير عمر وأحمد شخصٌ ما، يبدو عليه الغموض. قال: “لقد سمعت أن هناك من يستطيع الدخول إلى الصور، فهل هذا صحيح؟”

ترد عليه سلمى قائلة: “لا، نحن أغلقنا الآن.”

قال الشخص: “أنا المحقق سليم من الشرطة.”

أوه، يبدو أن الأمر تطوّر ووصل إلى الشرطة.

ردت سلمى عليه قائلة: “نحن لم نفعل أي خطأ، نحن مجرد محل تصوير لا أكثر. هل من الممكن الآن أن تخرج؟ لقد أغلقنا.”

عندها أتى شخص آخر، يبدو عليه الحزن والبؤس والفضول، كان ذلك الرجل متلهفًا جدًّا ويرجوهم أن يسمعوه ويساعدوه، يرجوهم أن يعيدوا له ابنه، حيث إنه ضائع منذ ثلاث سنوات، ولم تعثر عليه الشرطة حتى الآن.

قال الشرطي: “لا تتعب نفسك، هذا كلام فارغ، لا يوجد أحد هنا يستطيع الدخول إلى الصور. هيا بنا نذهب ونكمل التحقيق في قضية ابنك. كل ما أستطيع قوله هو أن هذه القضية لن تُغلق حتى أعيد لك ابنك.”

فسقط الأب على الأرض قائلًا: “أنا السبب في كل هذا.”

تأثر أحمد بالموقف وقال له: “تماسك يا رجل.”

قال عمر متواليًا: “لا نستطيع مساعدتك، نحن مجرد محل تصوير، ماذا تتوقع منا؟! انظر إلى مستقبلك ولا تفكر في الماضي، فالماضي سيؤلمك وحسب.”

آه، يبدو أن الأحداث التي عاشها عمر قد أثّرت في شخصيته، لقد أثرت في قلبه، ودمرت نفسيته، وجعلته بائسًا من الحياة.

وفعلًا، ذهب الرجل مع الشرطي فاقدًا آخر ذرة أمل، ولكن من دون أن يلاحظ وقوع إعلان اختطاف ابنه.

ذهبت سلمى لتتحدث مع عمر قليلًا لتخفف عنه، لأنها أحست أن عمر تأثر بكل ما حدث، وقالت: “لماذا قلت للأب هذا الكلام القاسي!؟ ولِمعلوماتك، أنا أعرف هذا الشخص، لقد رأيته قبل ثلاث سنين، وكان لديه محل مشهور بجوار مدرستي. رأيته وهو يلصق ملصقات كثيرة عن الاختطاف، وقد سألني إن كنت قد رأيت ابنه أم لا؟ ولكن رددت عليه بأنني لم أره من قبل، لكن في الحقيقة، كنت أريد أن أخبره أنني لمحته في اليوم الذي تم فيه خطفه. لقد تم خطفه ولم يضع، لقد ندمت جدًّا أنني لم أقف لأسأل من كان ذلك الشخص الذي يمشي مع الطفل حينها؟”

فصُدم عمر بما سمع.

“لقد فكرت بأنني عندما أترك الجامعة سوف أنسى الماضي، لكن ها هو الرجل ما زال يبحث عن ابنه ولم يفقد الأمل. أرجوك يا عمر، ساعده، أريد أن أكفر عن خطئي وأساعد هذا الرجل هذه المرة.”

وافق عمر بالفعل.

أخذ عمر الإعلان واتصل بالرجل وأخبره أنهم سيساعدونه.

فرح الرجل وذهب إليهم بسرعة ليخبرهم بكل تفاصيل ودلائل القضية.

وعلى الجانب الآخر، ظهر المحقق سليم في قسم الشرطة وهو يقلب في ملفات مجموعة من الضحايا، ومن بينهم أمل.

ألم تقم أمل بقتل نفسها، أم ماذا؟ ما الذي يحدث بالضبط؟

وصل الأب إلى محل تصوير عمر وأحمد، وبدأ في سرد كل التفاصيل.

قال: “أنا وزوجتي قمنا بفتح محل للمأكولات. كنا مشغولين بالزبائن، وكان ابننا يلعب على الهاتف في الخارج، وفجأة اكتشفنا اختفاءه. بحثنا عنه ولم نعثر عليه، فقدنا أثره، وحتى هذه اللحظة لم نعثر على شيء.”

أرسل الأب صور وفيديوهات لهم من كاميرات المراقبة في المكان.

تفقد أحمد الصور والفيديوهات، واستطاع رؤية كل جهات الكاميرات إلا النقاط العمياء.

اتضح أن ذلك الخاطف كان يراقب المنطقة ويعرف أماكن الكاميرات وزواياها العمياء.

قال أحمد لعمر: “استعد لمعرفة كل شيء بنفسك.”

قال عمر: “في المرات السابقة، كنا ندخل في أجساد الأشخاص الذين يلتقطون الصور، أما الآن فهذه كاميرات مراقبة، كيف سندخل؟”

قال أحمد: “اتبع تعليماتي وحسب.”

ضرب عمر كفه بكف أحمد، ثم انتقل عمر إلى تلك الصورة، لكن من دون أن يدخل في جسد أحد، بل بجسده نفسه.

قال أحمد له: “لا تدع أحدًا يراك وراقب الوضع من بعيد.”

مرّ الوقت سريعًا، وحتى الآن لم يقترب أحد من الطفل، والطفل كان يلعب بالهاتف بجانب المحل.

رأى عمر انعكاس شخص في الإشارة وهو يخطف الطفل، فجرى عمر مسرعًا.

أحمد يقول له اتجاهات الطريق الذي سيسلكه، ثم قال: “إياك أن تدخل الطريق القادم.”

ولكن للأسف، دخل عمر ذلك الطريق، فقابل سلمى.

آه، هذه هي اللحظة التي رأت فيها سلمى الطفل ولم تفعل شيئًا.

قالت سلمى لعمر: “ماذا تفعل هنا! ألم تقل إنك في إجازة؟”

لم يعرف عمر ماذا يفعل، الأحداث بدأت تتغير، ولم يكن يعرف كيف يتصرف.

جرى عمر من سلمى، وحاول اللحاق بالخاطف، ولكن الأوان كان قد فات، لقد فشل في المهمة، والخاطف قد لاذ بالفرار.

عاد عمر إلى الحاضر، ولم يعرف هو وأحمد ماذا يفعلان، ولم يكن هناك أي دليل آخر في هذه القضية.

قابلوا الرجل ليعتذروا منه وقالوا له: “يبدو أنه لا يوجد أي أمل في الموضوع، لكن هل لديك أي معلومات أو صور أخرى متعلقة بالحادث؟ هل تم تصوير ابنك وقت الحادث أو ما شابه؟”

بحثوا في الهاتف حتى وجدوا صورة لألعاب الطفل.

سألوا الأب: “متى تم التقاط هذه الصورة؟”

قال الأب: “ربما صورها ابني عشوائيًا عندما كان يلعب على الهاتف!”

تذكر عمر أن الطفل كان قد التقط الصورة عندما كان يلعب بالألعاب في نفس وقت الحادث.

ما زال هناك أمل.

دخل عمر إلى جسد الطفل، وسار على خط سير الأحداث حتى حان وقت الاختطاف.

شعر عمر بكرة صغيرة قد اصطدمت بقدمه، ثم رأى سيدة مخيفة، هي التي رمت الكرة.

قالت السيدة: “هيا يا طفلي، تعال معي حتى نغادر المكان.”

أمسك عمر الكرة، وشمّ رائحة جميلة منها، فقال أحمد له: “إياك أن تشمها.”

ولكن قد فات الأوان، فقد شمّها عمر فعلًا.

كان في الكرة مخدر، مما جعل عمر يسير مع السيدة من دون أن يلفت الأنظار.

أخذت السيدة الطفل، ولم يكن عمر قادرًا على التحكم في نفسه.

تكرر نفس مشهد سلمى أمامه، رأى نفسه أمام سلمى، ونفس الأحداث تتكرر أمامه مجددًا.

بعد أن استيقظ عمر من أثر المخدر، وجد نفسه على سرير في غرفة غريبة، وبجواره الخاطفة، بائعة الأعضاء، نائمة في سلام وأمان، وكأنها لم ترتكب جريمة لتوّها.

قال أحمد لعمر: “أخيرًا استيقظت. ابحث عن أي دليل قبل أن تستيقظ السيدة.”

أخذ عمر في البحث حتى وجد محفظة السيدة، وبدأ يبحث فيها حتى وجد بطاقتها الشخصية.

حاول عمر سحبها، لكن البطاقة والمفاتيح سقطت على الأرض، ولم تستيقظ السيدة، فقد كانت غارقة في النوم.

رأى عمر هويتها، لكنه أحس أنها استيقظت، فالتفت ليراها، لكنها أصبحت أمامه فجأة.

فقام عمر بتوجيه لكمة قوية إليها أسقطت بعض أسنانها.

 قامت السيدة مجددًا وهي مندهشة من الموقف، وقالت: “لا، لا، لا، ما هذا! هل تجرؤ على فعل هذا أيها الطفل؟ طوال حياتي كنت أضرب الأطفال، وأنت من يضربني الآن! سأضربك وأقطعك إربًا إربًا!”

يتفاداها عمر ويعطيها ضربة بكفه على وجهها، ثم يقول: “مصيرك بعد ثلاث سنوات، أنكِ ستحبسين، مصيركِ قد حُدد، لا تقلقي.”

ترتعب السيدة من الطفل ولا تدري ماذا تفعل، ثم يقول لها: “ الارواح تتحدث اليك، اعتني بهذا الطفل حتى ذلك الوقت، ثلاث سنوات بالضبط، اعتني به وإلا سيكون الجحيم مصيرك الأبدي.”

لقد أرعبها عمر بكل معنى الكلمة، ثم خرج من جسد الطفل.

يرجع عمر إلى الحاضر، ثم يقدم عمر وأحمد ومن معهم المعلومات إلى الشرطة، ويتم القبض على تلك السيدة ويتم استرجاع الطفل. وكما أوصى عمر السيدة، كان الطفل في حالة صحية جيدة، لقد كانت خطة في منتهى الذكاء.

يجتمع الأب والأم بابنهما مرة أخرى في مشهد تقشعر له الأبدان، وتنهمر دموعهما في مشهد مؤثر، والكل سعيد بهذه اللحظة العاطفية.

قال عمر لأصدقائه: “أخيرًا، أنجزنا هذه المهمة بنجاح.”

لكن لم يمر الأمر مرور الكرام على المحقق سليم، فقال لعمر: “أنت يا عمر، أليس كذلك؟ والفتى الذي بجوارك اسمه أحمد، أليس كذلك؟ أظن أنكما أخفيتما هويتكما جيدًا، لكنك أنت من يدخل إلى الصور، أليس كذلك؟”

قال عمر: “ما هذا الكلام؟ هل هناك أحد يستطيع الدخول إلى الصور؟! أنا لا أعرف ماذا تعني.”

قال المحقق: “لا تتذاكى، فمن إذًا ذلك الشخص الذي ظهر في كاميرات المراقبة في موقع اختطاف الطفل قبل ثلاث سنوات؟! لا تخف، لن أفعل لك شيئًا، أنا فقط لدي فضول بشأن تأثير قدرتك هذه. نريد مساعدتك في القبض على قاتل متسلسل خطير، لقد حيرتني هذه القضية ولم أجد لها حلًا. ألقِ نظرة على هذا الظرف، رجاءً.”

في هذه اللحظة، قاطع أحمد الحديث وقال: “انتظر، أنا الزعيم، ولابد أن تأخذ رأيي أولًا قبل أي مهمة.”

يأخذ أحمد الظرف ويفتحه ليرى صورة حادثة مقتل أمل.

“يا إلهي... أمل مرة أخرى!”

لماذا حادثة أمل دائمًا تأتي أمامه؟! إنها نفس القضية التي أخفاها عن عمر، وإن عرف بها سيتم تدمير نفسيته أكثر.

حينها، غير أحمد الصورة بسرعة وأظهر صورة لرجل متخفٍ.

قال المحقق: “هذا هو القاتل، ماهر في جرائمه لأبعد درجة، وهذه هي الصورة الوحيدة التي تمكنا من التقاطها له. جرائم قتل متسلسلة ليس لها دوافع، وبرغم الأدلة التي تملكها الشرطة، لم نستطع القبض عليه أو العثور عليه.”

قال عمر: “من ذلك الشخص الذي بلا رحمة أو إنسانية؟! علينا مساعدتك، يجب علينا القبض على هذا القاتل!”

فجأة، ضربته سلمى على رأسه، ثم قالت: “من أعطاك الحق في الكلام عنا؟!”

ثم التفتت إلى المحقق وقالت: “نأسف على ذلك، لكن المسؤول عن كل هذا هو أحمد، يجب أن نحصل على موافقته أولًا.”

اعتذر أحمد للمحقق سليم، ثم أخذ أصدقاءه ورحلوا.

شعر أحمد بالخوف على صديقه، وأحس بأن هناك سرًا خطيرًا في مقتل أمل، لكن المحقق ظل ينظر إلى صورة أمل، خاصة بعد أن لاحظ علامات القلق على وجه أحمد عندما شاهد الصورة.

فماذا سيحدث بعد ذلك؟ سنعرف ذلك في الجزء القادم!

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

1

followings

9

similar articles