رواية لعنة الكتاب المحرم رواية رعب

رواية لعنة الكتاب المحرم رواية رعب

0 المراجعات

الموضوع حصل من سنين، تقريباً من ٧ سنين، كنت ومازلت بعشق أدب الرعب ومبلاقيش سعادتي الا وانا بسمع قصة رعب  او اني اتفرج على فيلم رعب، شغفي وانا صغير كان زايد عن حده، لدرجة ان في يوم قولت لنفسي ( عايز أجرب أحضر جن يكون خادم ليا يحققلي كل طلباتي ) .

كنت شاب في وقت المراهقة والفترة دي مش محتاج أتكلم عنها، الفضول والتهور بيكونوا مرافقين للمراهق في السن ده، علشان كدا روحت سور الأزبكية وفضلت أدور على كتاب للتحضير .

مكنتش أعرف كُتب معينة وده خلاني أستعين بصاحب مكتبة صغيرة هناك، لما سألني ( بتدور على كتاب معين ) .
وقتها قولتله بحماس : 
_ عايز كتاب رعب للتحضير .. عندك ؟ .

مكدبش خبر غاب عني دقيقة ومشي بعيد عن المكتبة بتاعته بكام خطوة، اختفى وسط جموع الناس اللي كانوا ماشيين، وبالفعل دقايق ولقيته جايلي وماسك في إيده كتاب عمال يمسح فيه من كتر التراب اللي عليه .

كتاب باين من غلافه انه بقاله كتير مركون، لقيته قرب مني وإداني الكتاب اللي تلقائي بصيت عليه وقرأت عنوانه، وكان نفس عنوان لكتاب سحر مشهور جداً، الكتاب كان ( شمس المعارف الكُبرى ) !

طبعاً مكنش الأصلي، كنت عارف وقتها انه كتاب محرم بس مع ذلك اطمنت لما سمعت الراجل بيقولي ( متقلقش ده مش أصلي، وسعره حلو وعلفكرا هتلاقي مرادك فيه، ها هتشتري ولا أشوفلك كتاب تاني ) .

من غير تردد دفعت تمنه وخدته ومشيت، طول الطريق لبيتي في حلوان وانا حاسس بحماس كبير، روحت البيت اللي هشرح بالتفصيل انا ساكن فين .

مبدأياً زي ماقولت انا ساكن في منطقة ما في حلوان ساكن في بيت عيلة مكون من ٥ أدوار .
ستي في أول دور وكان في ساكن مأجر الدور التاني لإنه كان فاضي، وخالي علاء ومراته وأولاده في الدور التالت وخالي عماد ومراته وأولاده في الدور الرابع، وانا وإخواتي الأربعة وأبويا وأمي في الدور الخامس والأخير .

فوق مننا سطح وفيه عشة مربيين فيها فراخ وبط ،ومصطبة موجودة جمب العشة .

بعد كام يوم كان فرح واحد قريبنا من العيلة، كان أنسب وقت ليا إني أطفي نار فضولي وأحقق اللي بحلم إني أعمله .

وقتها عملت اني تعبان علشان تكون حجة تخليني أقعد في البيت وأمي وابويا واخواتي كلهم راحوا الفرح، بمجرد ما بقيت لواحدي جريت جيبت الكتاب اللي كنت حاطة تحت سريري علشان ماحدش يشوفه من أهلي .

قعدت على كرسي قدام ترابيزة صغيرة وهو قدامي، لما فتحته لقيت فيه رسومات كتير وكلام مش مفهوم واللي كان بالتأكيد عزايم وطلاسم مربوطين بكل صورة وطبعاً كل صورة كانت لغرض معين وجمب الصورة طريقة التسخير .

فضلت أقلب الصفحات لحد ما وصلت لعنوان ( كيفية تحضير خادم)، هو ده بيت القصيد، ده اللي بدور عليه، أول ما وصلت للصفحة دي قلبت الكتاب على وشه، علشان أزود جرعة الرعب والإثارة قفلت نور البيت كله، فتحت كشاف موبايلي ولسه هقرأ، لقيت المطلوب فعلاً إن النور كله يكون مقفول وأولع شمعة وأخليها جمب الكتاب .

عملت كدا، وجيبت شمعة وولعتها، قفلت بالمرة الأبواب والشبابيك كلها، كُنت قاعد في الصالة جمب كنبة الأنترية، وبدأت أقرا 
( يجب نقل تلك الرسمة على ورقة بيضاء بالقلم الأحمر مع مراعاة كتابة الطلاسم كاملة وعندئذ أنتظر الإشارة، الا وهي ...... )

مهتمتش أكتر من كدا، جيبت ورقة بيضا وقلم أحمر وبدأت أحاول أرسم الرسمة اللي كانت في الكتاب، نجمة كبيرة جواها مثلث متوسطه عين، نجمة داوود، بعد ما خلصت الرسمة بدأت أكتب الطلاسم اللي كانت عبارة عن حروف جمب بعض وخطوط وعزيمة سامحوني مش هقولها هنا، بس قولتها بعد ما خلصت الرسمة .

وبس كدا محصلش حاجة، كررت الموضوع مرتين كمان بنفس التفاصيل بس في النهاية ولا شيء حصل، سمعت من جوة المطبخ صوت ال ( تشش ) الصوت اللي بتسمعه لما شوية ماية بتنزل على عين البوتوجاز، واللي سمعته وروحت علشان أشوفه، هو البن اللي فار ونزل على العين .

من فرط الحماس اللي كان زايد عن حده معايا نسيت إني كنت حاطط بن في الكنكة وسيبتها على نار هادية وطبعاً الوقت سرقني ونسيت خالص والقهوة فارت .

اضطريت أفتح نور المطبخ علشان أشيل أثر الكارثة دي لان امي لو جت وشافت المنطر ده أكيد هتهزقني.

لما نضفت المطبخ وطلعت تاني قعدت لاحظت ان نور الشمعة مطفي، محطتش في بالي وولعتها تاني، رجعت أعمل نفس الطقوس بس الباب خبط، الغريب والمرعب اللي لازم أوضحه في الموقف ده إني لما فتحت لقيتهم جم .
ابويا وامي واخواتي، كان وضع طبيعي أقول لأخويا حازم :

_ إيه يا زوم اللي جابكوا بدري.. شكل الفرح كان أي كلام .

وقتها كان بينهج من السلالم، ولما قعد على نفس الكرسي اللي كنت قاعد عليه لقيته بيقولي :

= بدري ايه يا عم انت كنت نايم ولا ايه .. الساعة قدامك اهي .

كنت بضحك على رد فعله وهو بيكلمني، كان مكشر ومستغرب، بس لما قالي كدا وبصيت على الساعة اللي كانت متعلقة على الحيطة لقيتها واقفة على ١٢ و١٩ دقيقة بعد منتصف الليل .

لسه هقوله ( دي الساعة واقفة )، بصيت ملقتهوش كان دخل رمى نفسه ونام، حاله كحالهم كلهم .

إستغربت وقولت لنفسي ( دول ماشيين الساعة ٨ بعد العشا والساعة كانت شغالة كنت سامع صوت العقارب .. يعني ايه أكتر من ٤ ساعات يعدوا ومحسش بيهم ؟.. مش يمكن دي الإشارة اللي الكتاب قال عليها ) .

كنت هتجنن من كتر التفكير، ما تحط نفسك مكاني، يا دوب أهلي مشيوا وانا عملت اللي عملته، ومكملتش ساعة زمن، ازاي الوقت سرقني بالشكل ده .

وازاي الكنكة في نفس الوقت فارت يعني بقالها ٤ ساعات على النار طب ازاي ولما شوفت اللي في الكنكة مكنش باين ان الوقت ده عدى عليها .

كنت هتجنن حرفياً، وعلشان شخصيتي فضولي لأبعد حد فا كان ده السؤال اللي طول الليل كان مسيطر على تفكيري، نسيت أمر الطقوس وقولت أكيد في حاجة غلط في موضوع الوقت والساعة اللي عطلت على الوقت ده بالتحديد .

علشان كدا تاني يوم اتاكدت الكارثة دي لما أختي ( مروة) قالتلي نفس كلام حازم بالظبط، بس برغم كدا الا اني كنت مبسوط، اتاكدت ان دي الاشارة اللي مكتوبة في الصفحة، بس استغربت لان عدى أكتر من ٤ شهور ومافيش حاجة حصلت تاني .

انشغلت بشوية مواضيع منها امتحاناتي وخطوبة أختي وكدا، كان ممكن كل حاجة تخلص على كدا وأنسى وخلاص بس لا ازااااي، كل فترة في الأربع شهور أكون عايز أكرر التجربة تاني.

لحد اليوم اللي إستغليت فيه ان ماحدش في البيت غيري، كانوا قاعدين عند تيتا في اول دور، وقتها بقى كررت كل اللي عملته بس المرادي نفذت طقوس أصعب وأبشع .

رسمت الرسمة على أرضية الحمام، وكان في شرط تاني هو اني امزج دمي بدم قطة وتكون سودة، أقسم بالله أنا خلصت قراءة من هنا وسمعت من عند الباب من برة صوت نونوة ! .

فتحت لقيتها قطة سودة صغيرة بتبصلي وكانها بتقولي ( انا جيت علشان تنفذ اللي قرأته ) .

مكدبش وأقول اني مكنتش مرعوب في الوقت ده، بس مع ذلك مسكتها ودخلت بيها الحمام بعد ما قفلت باب الشقة بالترباس علشان اللي يطلع مايدخلش علطول ويبوظلي خطتي .

الرسمة على الأرض باللون الأحمر، كوباية إزاز، سكينة، عورت نفسي وكذلك القطة بس مقتلتهاش، مزجت الدم وكان لازم أدخل جوة الدايرة وأدلق الدم على راسي، وده طبعاً بيوضح اني لازم اكون خالع هدومي كلها .

المهم نفذت وعملت كل حاجة مع تردد طلاسم معينة وانا وسط الدايرة وبدلق الدم على راسي وبينزل على جسمي كله، وبعد ما انتهيت محصلش أي حاجة غريبة ولا حتى في جن ظهرلي .

حتى بعد ما عدى شهرين على اللي حصل، قررت أحط الكتاب في السحارة اللي في الكنبة، وقفلتها بالقفل، وطبعاً ماحدش من اهلي عرفوا اللي انا عملته لاني مسحت الحمام .

الشهرين اللي عدوا دول خلوني اتاكد اني يا اما عملت حاجة غلط يا اما الكتاب ده اي كلام واللي مكتوب ده مش تحضير ولا حاجة .

اتلاهيت بقى في شغلي اللي نزلته لان الاجازة بدات، كنت بشتغل سيرفيس افراح، عارفين اللي بيدخلوا القاعات بشُعلة وبيعملوا عرض وبيقدموا الاكل للمعازيم، دي كانت شغلانتي وقتها .

وفي يوم راجع من الشغل تعبان جدا، كانت الساعة واحدة بالليل، طبعاً اهلي كلهم نايمين، لما فتحت باب الشقة وقفلته ورايا ودخلت على اوضتي علشان ارمي نفسي وانام حتى بهدومي.

وقتها سمعت صوت جاي من الحمام، لما قربت للحمام بدأت أشم ريحة وحشة جداً، ريحة حيوان ميتة، لما فتحت الحمام مالقتش حاجة جوة وأختفت الريحة بمجرد ما فتحت الباب، بس كان في صوت لسه سامعه.

لما بصيت في المطبخ لقيت الكارثة، أختي الصغير ( تغريد) واقفة متسنده على البوتوجاز والنار مولعة ولقيتها ماسكة طاسة وعمالة تحرك فيها وهي على النار !! .

للتوضيح بس تغريد كان عمرها ٨ شهور بس، أيوة كانت لسه بتزحف، شكيت في نفسي وقولت انا بيتهيألي ولا ايه، لما ناديت عليها، لقيتها ثبتت في مكانها وايديها اللي بتحرك الطاسة وقفت، وفضلت هي واقفة ساكتة .

كنت واقف انا عند باب المطبخ وهي قدامي مدياني ضهرها.
( تغريد .. إنتي كويسة يا حبيبتي ) .
بالظبط كدا، كنت خايف أقرب منها، بس لما لقيت الزيت بيغلي وبيطرطش عليها وهي ولا حاسة كان لازم أجري أطفي البوتوجاز وألحق أختي .

ولما مسكتها وبعدت بيها بعد ما طفيت البوتوجاز بدأت تصرخ وفي ثانية ابويا وامي واخواتي كانوا صحيوا وجريوا يشوفوا ايه اللي بيحصل، تغريد بتصرخ وهي قافلة عنيها، ابويا سألني على اللي حصل، مكنتش عارف احكيله بسبب صرخات تغريد اللي دامت لأكتر من ساعة متواصلة، وكانت قافلة عنيها برضو.

لما ماما خدتها على السرير وضمتها في حضنها نامت علطول، طول الساعة كنا بنحاول نفوق فيها .
بابا سألني قولتله اللي حصل، بصلي بصة طويلة، كنت حاسه عايز يقولي حاجة، بص في الارض وبالفعل لقيته بيقولي انا وحازم ومروة :

_ انا لحد ما صحيت دلوقتي وتغريد في حضني، كنت نايم وهي على دراعي، محستش ازاي انها نزلت من على السرير وزحفت وعملت اللي عملته، لا وطول الليل وانا حاسس بيها وكل ما افتح الاقيها نايمة، محمد انت متأكد من اللي شوفته .

دخلت المطبخ وثواني وخرجت وانا ماسك الطاسة بحتة قماش علشان كانت لسه سخنة، قولت لبابا :

_ حبيبي الطاسة لسه سخنة .. اقسم بالله مبخرف .

أبويا قرر ان كل واحد يدخل اوضته ينام وماحدش يتكلم في الموضوع ده تاني، ايام وعدت وبعد أسبوع حصل نفس اللي حصل لتغريد، بس المرادي بشكل مختلف.

لما كنا نايمين وفجأة كلها صحينا على صرخة تغريد، لما صحينا بما فينا ماما وبابا لقينا تغريد قاعدة على السرير وهي بتقول وسط صرخاتها الهيستيريا ( العو .. العو .. العو ) .

تغريد كانت باصة على الاركان اللي في الاوضة وكل ثانية تبص على ركن وتتابع حاجة بعنيها وهي بتصرخ .

للعلم كلمة ( العو) هي أول كلمة تنطقها أختي في حياتها !! .

عرفت منين الكلمة دي ؟.
وكانت شايفه ايه ؟ .
معرفناش كلنا، قعدنا نهديها وابويا كان عمال يضرب كف على كف، راح وشغل قران وبمجرد ما هي سمعته صرخاتها زادت لدرجة انها حطت ايديها على ودانها وبدأت تدبدب برجليها بقوة .

روحت ووطيت الصوت ولما عملت كدا لقيناها نامت مرة واحدة، بس اليوم ده مستريحناش، لاننا لما رجعنا ننام تاني، أختي مروة قلقت وجت علشان تدخل الحمام، لقت تغريد واقفة في قلب الحمام وماسكة سكينة!! .

اقسم بالله لولا شوفت بعيني مكنتش صدقت اختي، تغريد ازاي صحيت تاني وهي كانت نايمة بين ماما وبابا، وازاي قدرت تجيب سكينة من على المطبخ العالي!! .. طالت السكينة إزاي ؟ .

طبعاً مروة لحقتها قبل ما تعمل في نفسها حاجة بالسكينة دي، وقالتلنا :

_ لما دخلت الحمام لقيت تغريد ماسكة السكينة وعمالة تشخبط على الارضية وكانت بتعمل صوت زي النونوة، ماحستش بوجودي وقربت السكينة عند ايديها الشمال ولسه هتعور نفسها روحت شايله السكينة وطبعاً صحيتكوا علشان تشوفوا المصيبة دي .

كلنا كنا قلقانين، والسؤال اللي كان بيدور في دماغنا هو ايه اللي بيحصل لتغريد ؟ .

للأمانة بعد ال٣ مواقف دول تغريد رجعت طبيعية مرة تانية، مبقاش تعمل أي حاجة غريبة ولا انها تصحى كل يوم بالليل تاني، بس الكارثة الأكبر هي ماما، ماما اللي بدأنا حرفياً نعاني أشد معاناة معاها هي وأخويا حازم .

بعد ما عدى كام اسبوع من اللي حصل لتغريد بدأنا نحس انا واخواتي وابويا ان امي بتسرح كتير، تيجي تكلمها تكون باصة عليك، ومرة واحدة تبص في حتة تانية وتغوص في الشرود، كنت اجي انادي عليها مكنتش بترد غير بعد ما اروحلها واخبط على كتافها .

اجي أقولها ( ايه يا ماما بقالي كتير بنادي عليكي وبكلمك) 
الاقيها تقولي ( مش عارفه انا مرة واحدة كدا الاقي نفسي بفكر في حاجة مش عارفاها ) .

كلامها نفسه مكنش موزون، الموضوع اتطور معاها لدرجة اني في يوم وقبل ما اروح للمدرسة، كنت اخر واحد في اخواتي نازل من البيت، لقيت ماما واقفة في المطبخ، وبتحضرلي السندوتشات بتاعتي، خدتها وبوستها من خدها وقولتلها وانا بجري على الباب
( ماما انا نازل بقى خلي بالك على نفسك)

مردتش عليا وقولت يمكن مسمعتنيش، بس المشكلة والمصيبة اللي اكتشفتها انا اني لما رجعت من المدرسة، و لما قربت من باب الشقة سمعت صوت حازم بيقول بصوت عالي ( مااااامااااا .. يا مامااا ردي عليا ) .

فتحت الباب بسرعة ودخلت على مصدر الصوت لقيت حازم بيعيط وهو بيشد امي من العبايا اللي كانت لابساها وماما باصة قدامها وعيونها مفتوحة وساكتة .

مقدرتش أعمل أي حاجة لمجرد بس الفكرة اللي أكتشفتها وانا واقف، ماما شغالة في مصلحة حكومية والنهاردة يوم شغل عادي، ولحُسن الحظ اننا بنسيب تغريد عند تيتا لحد ما ماما تيجي .

ليه بقول كدا، لاني اكتشفت ان امي لسه واقفة نفس الوقفة بنفس البصة بنفس مسكتها لكوباية الشاي بلبن اللي بتحب تشربه قبل ما تروح لشغلها، يعني أمي لسه واقفة من وقت ما مشيت انا للمدرسة لحد ما رجعت !!! .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة