سبع دقائق قبل الغروب

سبع دقائق قبل الغروب

0 reviews

( داخل جامعة القاهرة – الخميس – الساعة 5:00 مساءً

كان يومًا استثنائيًا في الجامعة.) 

(الهواء ناعم، والشمس بتغرب بهدوء، والطلبة داخلين من البوابة الرئيسية، ضحكهم سابق خطواتهم، والفرح ملوّن السما بالزينة والأعلام.

الكل بيحتفل... إلا سيف.) 

🕔 الساعة 5:00 مساءً 

الموقع: عند بوفيه الضيافة – متخفي وسط الجرسونات

سيف كان واقف كأنه صقر وسط عصافير، الجاكت الأسود ضاغط على عضلات كتفه، نظراته مركزة، حادة، لا تهتز.

إيده ماسكة صينية العصير بثبات، لكن عينه... كانت 

بتدور على الهدف.....بين الناس القاعة شبه ملينة وهو مش موجود 

سيف:  سليم انت شايف الدكتور 

سليم:  ايوه الدكتور واقف مع حبت ناس كده فى قاعة الاجتماعات بيتكلامه 

سيف: ماشى 

⏱️ الساعة 5:30 مساءً 

كان واقف فى انتظر دخله الدكتور القاعة و هو بيبص و نظرات حدت و مركزه حتى وقعت عيونه  على بنت لابسة فستان أزرق خفيف بسيط، شعرها مربوط بنعومة، بتضحك... ببراءة.

نور 

( برغم انى الناس كتير و زحمه الا انها بفستنها و شعره و ضحكتها  .... مميزة جدا بين البنات)  

سيف (يهمس لنفسه):"اركز... جاي لمهمة... مش وقت اللى انا فيه ده ."

(بس كل مرة يحاول يبعد عينه... ترجع تبص عليها تاني.

فيها حاجة… مش عادية. لمدة نصف ساعة تقريبا مش عارف يرقب حد غيره) 

ضحكتها حركة حاجة جوه خطفته....  احساس  كان نسايه)  

اتنحى بعيد… دخل ممر جانبي فاضي، وسند ظهره على الحيطة، خد نفس عميق.)  

🕔 الساعة 5:30 مساءً

في السماعة، صوت سليم:

سليم (بقلق): سيف، انت كويس؟..... وشك باين عليه حاجة مش طبعية في الكاميرا.

سيف (بياخد نفس): أيوه... بس الزحمة خانقتني شوية. أنا تمام.

🕔 الساعة 5:37 مساءً

المكتب – التهوية العلوية

يحيى بيتسحب بهدوء من فتحة التهوية، بحتى واصل فوق مكتب الدكتور. مستانى اللحظة المنسبة علشان يدخل 

يحيى (بثقة): ايه يا سليم.....  انا فوق المكتب دلوقتي  

سليم:  الدكتور بيتكلام مع الناس لسه اصبر 

🕔 الساعة 5:40 مساءً

سليم:  الدكتور داخل اهو...  

سيف:  اكيد مش اول لم يدخل انا هكامل طبعي تمام شويه كده لحد العيون ما تنزل من عليه و بعد كده انفيذ 

سليم:  تمام 

يحي:  يعنى انا هفضل كده كتير و لا ايه 

سليم:  عشر دقايق كمان يا يحي سيف معه حق 

الناس كله بتسلم على الدكتور دلوقتي 

يحي:  طيب ادنيى متشعل...  ام نشوف ايه اخرتها 

⏱️ الساعة 5:58 مساءً 

سليم (بصوت مركز): السيستم هيقلب خلال دقيقتين…

هنزل الستر كمان دقيقتين مش هيكون حد شايفكم تمام بس هيبقا قدمكم 7 دقايق بس 

يحي:  انا مستعد 

سيف:  تمام.

سليم:  ابدا العد التنزلي 

يدات الدقيقتين يقله.....  

سيف بيرجع مكانه، ماسك صينية العصير، وبيوزّع على الناس.

محدش واخد باله منه... كلهم شايفينه جرسون.

وهو بيعد في دماغه:

“1... 2... 3... دلوقتي.”

🕕 الساعة 6:00 مساءً بالضبط

سليم (في السماعة):

– الوقت بدأ... سبع دقايق قدامكم، مش أكتر.

نزل يحي:  من فتحات التهوائية و راح على الخزنة و بدا يفتح فسه 

🕕 الساعة 6:01

سيف بيروح للبوفية، يختار كوباية، يفتح قنينة صغيرة جدًا، يفضي السم جوه العصير…

إيده مش بتتهز. عينه بردة. قلبه... مش متأكد.

في اللحظة دي، فوق المسرح كانه هيبدا تكريم الكلاب و اولا الاوائل  و كانت الاوله:  نور محمد رياض 

🕕 الساعة 6:03

نور واقفة قدام المايك، صوتها بيرن بثقة وفرحة:

نور: النجاح ده بعد توفيق ربنا كله ينتسب لى ابويه و اخويه اللى ديما كانوا بيقفوا جنبيى....  و كانت بتكلام بكل حب فرح عن ابوه 

🕕 الساعة 6:04

سيف واقف قدام الدكتور... بيقدّم له كوباية العصير.

سيف (بصوت هادي): تفضل يا دكتور… شكرًا على كل حاجة.

الدكتور (بابتسامة أبوية):الله يكرمك يا ابني… ربنا يبارك فيك.

كان الدكتور واقف بيبص على بنته  اللى بتلقي الخطاب بكل ثقة و بيشرب العصير 

نور الفضل بعد ربنا لى ابوى و معلمى و استاذي الدكتور محمد رياض 

وفي اللحظة دي…

سيف يسمع الاسم: "محمد رياض".

ابتسم الدكتور و راح لى المسرح ام سيف واقف مكانه 

🕕 الساعة 6:05

سيف بيفتح عينه فجأة.

المفاجأة نازلة عليه زي طلقة.

دا أبوها؟

أبو البنت اللي كانت بتضحك من شوية؟

أبو النور اللي دخل عينه من غير إذنه؟

اتجمد.

يحي: انا تمام و خارج 

سليم :  سيف ياله اتحرك انت كمان......  سيف 

🕕 الساعة 6:06

سليم (بيصرخ في السماعة):

– سيف!!!

– سيف اخرج فورًا! الوقت خلص!

يحيى اللى كان واقف هو و سليم قدام العربية اللى فى شارع جانبى :

– الملف معايا! يلا يا سيف!!

سيف واقف.

مش قادر يتحرك.

رجله تقيلة كأنها مربوطة بالأرض.

بيسمع جملة نور في ودنه: كلامه عن ابوه 

الدكتور بيمشي ناحيتهم، و بيطلع على السللم ببطئ و بيتنفس بصعوبه حتى وصل الى  المسرح و قبل ما يتحرك خطوه حس انه نفسه ضق جدا و وقع على الارض 

صرخة نور و جريت عليه 

سيف أخيرًا بيتحرك. بيجري، بيخرج من المكان، بيعدي بين الناس، بيعدي بين صرخات نور 

🕕 الساعة 6:08 – داخل العربية

سليم بيقفل اللابتوب، يحيى بيرمي الشنطه على الكنبة.

يحيى (بعصبية): إيه اللي حصلك جوه؟!

سيف (بعيون شاردة): في إيه...؟ حصل إيه...؟

سليم (بصوت عالي):كنت هتضيعنا يا سيف!...... آخر ثانية!!! كنت هتتبهدل... وهتجرّنا معاك!

سيف (بعصبية مفاجئة): أنا؟......... وأنا اللي جبتنا للغرق ده؟! أنا اللي اخترت نقتل؟!

سليم: لا... بس أنت اللي وقفت في وقت ماينفعش توقف فيه!

يحيى (بحكمة وهدوء): خلص، خلينا نخرج بس من المكان ده....... محمد هيتصرف.

سيف :طيب ؟

يحيى: كله تمام... بكرا توديه لـ"الملك"، وهو هيحول الفلوس 

سليم:  ما تقلقوش الكاميرات تمام مافيش حاجة لقتكم بس ليه التهور 

(فى الجامعه فى نفس الوقت)  

الساعة 6:08 مساءً 

نور بفزع و صراخ و ابوه مرمي على رجلها و مسكه ايده و كريم ماسك ايده من الناحية التانية:  حد يكلام الاسعاف اعملوا حاجة 

الساعة 6:15 مساءً 

وصلت الاسعاف وخدت الدكتور و نور و كريم لالمستشفى بعد ما اكدوا انه الدكتور مات بس راحوا المستشفى علشان يعرفه سبب الوفاة 

و كانت الشرطة  مالت المكان و الاعلام و الصحافين

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles