احتلال بريطانيا لمصر 1882

احتلال بريطانيا لمصر 1882

0 reviews

 الجزء الأول: مصر قبل ما الإنجليز ييجوا – أرض الذهب والغلبة
*   **لمحة سريعة على عظمة (تاريخ مصر القديمه):** قبل ما نتكلم عن الاحتلال، لازم نفتكر مين احنا. مصر دي مش أي أرض. ده **تاريخ مصر القديمه** اللي بنا الأهرامات وأعظم حضارة عرفها العالم زمان. الفراعنة دول كانوا أذكياء ومهندسين عباقرة وساسوا عالم من النيل للفرات. ده الإرث اللي المفروض كل مصري يفتخر بيه قدام أي حد. ده غير **تاريخ مصر القديمه** في العصر الإسلامي، عصر الولاة والمماليك، اللي خدوا مصر مركز لتجارة العالم. وفضلت مصر دايماً جوهرة تتنهب.
*   **محمد علي الكبير وولاده: البداية الحلوة والنهاية المرة:** راجل ألباني داهية اسمه محمد علي جه مصر سنة 1805 وقعد يبني دولة حديثة من الصفر. جيش قوي، مدارس، مصانع، زراعة متطورة – حرفياً بدأ نهضة. بس المشكلة في ورثته! الخديوي إسماعيل، حفيده، كان عايز يحول مصر لـ "باريس الشرق". قناة السويس؟ عملها (بفلوس فرنسا وبشغل المصريين بالسخرة). الأوبرا؟ بناها. الشوارع الواسعة؟ عملها. المشكلة؟ الفلوس! الراجل ده **دخل مصر في ديون** مهولة لبنوك أوروبا (خصوصاً إنجلترا وفرنسا) عشان يمول أحلامه. وده كان **الطعم** اللي إنجلترا وفرنسا حطوه عشان يمسكوا بخناق مصر.
*   **عبودية الديون ووصاية أجنبية:** الديون دي بقت جبل فوق ضهر مصر. إسماعيل خسر حكمه سنة 1879 بعد ما إنجلترا وفرنسا فرضوا عليه "**اللجنة المالية الثنائية**" – يعني دول بقي لهم كلمة في ميزانية مصر! تخيل؟! دولتين أجنبيتين يتحكموا في فلوس بلدك! ده إهانة ما بعدها إهانة، وبداية التدخل السافر. ابنه الخديوي توفيق اللي جاي بعده كان أضعف بكتير، وخايف من بطش الإنجليز والفرنسيس، فسابهم يمسكوا الحبل أكتر.

### الجزء الثاني: سنة 1881 و1882 الثورة والغزو (الشرارة اللي اشتعلت النار)
*   **ظهور نجم أحمد عرابي:** في الجيش المصري كان في ظلم وقرف. الضباط المصريين (اللي منهم أحمد عرابي) كانوا بيتهملوا قدام الضباط الشراكسة والأتراك. كمان الديون والتدخل الأجنبي خلا الشعب كله حنقان. أحمد عرابي، ضابط مصري ابن بلد من زرايب محافظة الشرقية، وقف يقول كلمة حق. هو وكتيبة من الضباط المصريين قاموا بمظاهرة قدام قصر عابدين في 9 سبتمبر 1881 – **مظاهرة عرابي الشهيرة**. واجهوا الخديوي توفيق نفسه وقالوله الكلمة اللي خلّدها **تاريخ مصر القديمه** الحديث: "**لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم!**". طالبوا ب:
   *   إسقاط وزارة رياض باشا (اللي بتخدم الأجانب).
   *   تشكيل مجلس نواب حقيقي.
   *   زيادة عدد الجيش المصري.
*   **توفيق يلعب بالنار ويرقص على الجمر:** الخديوي توفيق، بدل ما يسمع للشعب ويقف مع بلده، راح **استنجد بالإنجليز والفرنسيس** عشان يحموه من "التمرد"! ده كان الخيانة العظمى. الإنجليز شافوا الفرصة الذهبية دي عشان يثبتوا وجودهم ويحموا مصالحهم (قناة السويس والديون). فرنسا كانت معاهم في الأول.
*   **المؤامرة تكتمل: المذكرة المشتركة وحادثة الإسكندرية:** إنجلترا وفرنسا بعتوا "مذكرة" تهديد لتوفيق وعرابي في يناير 1882. طالبوا بطرد عرابي وعزله وترحيله عن مصر! طبعاً رفض عرابي والوطنيين. الأمور اتوتّرت. في يونيو 1882، حصلت مشاجرة في الإسكندرية بين ميناء مصري وجنود مالطيين (تحت الحماية البريطانية). انتهت بمقتل المالطي. الإنجليز استخدموا الحادثة دي ذريعة، وقالوا إن الأجانب في خطر! وقاموا بقصف الإسكندرية **بالبارود** يوم 11 يوليو 1882 من البحر. المدينة اتدمرت جزء كبير منها، واتقتل ناس كتير أبرياء. ده كان العدوان الصريح.
*   **كليوباترا الجديدة؟ لا.. كذبة إنجليزية:** الإنجليز كانوا عايزين يبرروا غزوهم لأوروبا والعالم. فبدأوا يروجوا إنهم جايين "ينقذوا الحضارة" في أرض **تاريخ مصر القديمه**! قالوا كلام فاضي إنهم حاميين الآثار والتراث! ودي من أكتر الكلام السخيف، لأنهم بعد كده سرقوا آثار مصر وسابوها تتدمر. الغرض الحقيقي كان قناة السويس والطريق للهند.
*   **معركة التل الكبير: الخيانة تنتصر (مؤقتًا):** عرابي نقل الجيش عند التل الكبير في طريق الإسماعيلية (قريب من القناة) عشان يوقف زحف الإنجليز اللي نزلوا في بورسعيد تحت قيادة الجنرال **جاريت وولسلي**. بس للأسف، بسبب خيانة بعض البدو اللي دلّوا الإنجليز على طريق مختصر، و**خيانة ديلمي** (أحد قادة عرابي) اللي فتح الثغرات في الخطوط، الجيش المصري انهزم في 13 سبتمبر 1882 بسرعة. الإنجليز دخلوا القاهرة بسهولة بعد كده. عرابي اتحاكم ونفوه لسيلان (سريلانكا دلوقتي). ودي كانت بداية **الاحتلال البريطاني الفعلي لمصر**، وإن كان الإنجليز قالوا إنهم مش محتلين، بس "مشغلين البلد لفترة"! كلمة "احتلال" دي ما اعترفوا بيها رسمياً إلا بعد كتير!

### الجزء الثالث: مصر تحت السيطرة (1882 – 1914) – الاحتلال "الرسمي غير الرسمي"
*   **اللورد كرومر: الحاكم الفعلي لمصر:** الإنجليز عيّنوا مندوب سامي (المعتمد البريطاني) يكون هو الحاكم الحقيقي من وراء الستار. أشهرهم وأقواهم كان **اللورد إيفلين بارينج**، المعروف بـ **اللورد كرومر** (حكم من 1883 لـ 1907). ده كان راجل مستبد جداً، بيؤمن إن المصريين "برابرة" ومش قادرين يحكموا نفسهم! هو اللي كان بيمسك كل الخيوط:
   *   **المالية:** كان بيحط الموازنة ويحدد الفلوس اللي تنفق على إيه، ويركز على سداد الديون للإنجليز والفرنسيس أولاً. مشاريع التنمية؟ محدودة جداً.
   *   **الجيش والشرطة:** كبار الضباط كلهم إنجليز. الجيش المصري اتصغر حجمه جداً واتحول لدور داخلي بس.
   *   **الزراعة:** شجع زراعة القطن (عشان مصانع لانكشاير في إنجلترا) على حساب القمح والأكل! ده خلى مصر بتستورد أكل وهي أرض خير! وكمان استفاد الإقطاعيين الكبار (اللي معظمهم كانوا بيدعموا الإنجليز) على حساب الفلاحين الصغار.
   *   **التعليم:** أهمل التعليم العالي والجامعي جداً. ركز على تعليم ابتدائي محدود يخلّق موظفين صغار. كان عايز يخلي الشعب جاهل عشان مايفكرش في الاستقلال. ده ضد كل إرث التعليم في **تاريخ مصر القديمه** اللي كان متقدم زمان.
   *   **الإدارة:** حط إنجليز في مناصب إدارية مهمة كتير. المصريين كانوا نادراً ما يوصلوا لمراكز قيادية حقيقية.
*   **الخديوي توفيق وعباس حلمي التاني: دمى في يد كرومر:** الخديوي توفيق فضل خديوي اسمياً لحد موته سنة 1892، بس كان مجرد "صورة". خلفه ابنه **الخديوي عباس حلمي الثاني**. عباس ده كان شاب صغير (18 سنة لما مسك) وطموح، حاول في الأول يقاوم هيمنة كرومر ويأكد سلطته. لكن كرومر كان أقوى بكتير. في أزمة مشهورة سنة 1894، عباس انتقد الجيش الإنجليزي في خطاب. كرومر ضغط عليه ضغط شديد لدرجة إنه اضطر يعتذر علناً! وفضل عباس حلمي التاني طول فترة حكمه (لحد 1914) يحاول يلعب مع الإنجليز وضدهم حسب الظروف، لكن سلطته الفعلية كانت ضعيفة جداً أمام السيطرة البريطانية. ده يثبت إنه حتى "الحاكم" المصري كان مجرد دمية.
*   **الاستغلال الاقتصادي على أصوله:** مصر اتحولت لمزرعة قطن كبيرة لإنجلترا. الشركات الإنجليزية سيطرت على التجارة والبنوك والمواصلات (زي شركة "توماس كوك" للنقل النهري!). الفلاح المصري كان بيتعرض لظلم فظيع في الضرائب وفي أسعار القطن. الديون اللي المفروض تخلص استمرت لسنين طويلة بسبب الفوائد الباهظة. الإنجليز كانوا بيسحبوا ثروة مصر بأرخص طريقة.
*   **بدايات الصحافة والحركة الوطنية: صوت المعارضة:** رغم القبضة الحديدية، بدأت تطلع أصوات بتنتقد الاحتلال. صحف زي **المؤيد** (لصاحبها الشيخ علي يوسف) و**اللواء** (اللي أسسه الزعيم الوطني الكبير **مصطفى كامل**) ابتدت تكتب عن الظلم وتطالب بالاستقلال. مصطفى كامل (1874-1908) كان خطيب مفوّه وشخصية كاريزمية جداً، حشد الرأي العام في مصر وأوروبا ضد الاحتلال. شعاره كان "**الاستقلال التام أو الموت الزؤام**". ورغم موته صغير، خلفه تلاميذ زهقانين من الظلم، منهم **محمد فريد**.
*   **محاولات الإصلاح الفاشلة والفضيحة (دنشواي):** الإنجليز كانوا بيحاولوا يلمعوا صورتهم بعمل "إصلاحات" شكلية. مثلاً، اللورد كرومر عمل بعض مشاريع ري صغيرة. لكن اللي فضحهم كان **حادثة دنشواي** سنة 1906. خلاصتها إن ضباط إنجليز كانوا بيدبحوا حمام عند قرية دنشواي في المنوفية، وحصلت مشادة مع الفلاحين المصريين. واحد من الإنجليز مات من ضربة شمس (بعد ما هو طارد الفلاحين!). الإنجليز عملوا محاكمة هزلية لأهل القرية، حكمت بإعدام 4 ونفي وتأديب عشرات. القرار ده أثار غضب شعبي هائل في مصر والعالم، ووضح قسوة الاحتلال وعدالته الزائفة. ده كان نقطة تحول في زيادة الكراهية للإنجليز.

### الجزء الرابع: الحرب العالمية الأولى و"الوصاية" (1914-1922) – القيود تزيد
*   **بريطانيا ترفع القناع: الحماية المباشرة:** لما الحرب العالمية الأولى قامت سنة 1914، بريطانيا خايفة على قناة السويس (الطريق الحيوي لمستعمراتها). فخلعت قناع "الوصاية" وعلنت مصر رسمياً "**محمية بريطانية**" في 18 ديسمبر 1914. وخلعت الخديوي عباس حلمي التاني (اللي كان برا مصر وقتها وكان مش موالي كفاية) وعينت عمه **السلطان حسين كامل** (وبعد موته أخوه **السلطان فؤاد**). كلمة "سلطان" دي كانت عشان تقطع أي صلة اسمية بالإمبراطورية العثمانية (اللي كانت في صف ألمانيا ضد إنجلترا).
*   **مصر ساحة حرب ومستودع إنجليزي:** مصر اتحولت لمعسكر كبير للإنجليز:
   *   قناة السويس اتحصنت جداً.
   *   مواني مصر استخدمت لنقل الجنود والمعدات.
   *   فلوس ومحاصيل مصر استولى عليها الإنجليز عشان يمولوا الحرب (من غير ما يستأذنوا طبعاً!).
   *   الفلاحين المصريين اتسخروا "**بالسخرة**" في أعمال حفر خنادق ونقل معدات تحت ظروف قاسية. الآلاف ماتوا من التعب والمرض والجوع. ده كان استعباد صريح.
*   **ظهور جيل جديد من المناضلين: سعد زغلول والوفد:** الظلم والاستغلال في فترة الحرب خلا الغليان يزيد. وظهر رجل دولة قدير هو **سعد زغلول** (1859-1927). سعد زغلول كان وزير معارف قبل كده، وعنده خبرة وحنكة سياسية كبيرة. هو ورفاقه (زي عبد العزيز فهمي وعلي شعراوي) كونوا وفد (مجموعة) يمثل الشعب المصري. طلبوا من المندوب السامي البريطاني (السير **ريجينالد وينجت**) السماح لهم بالسفر لإنكلترا عشان يطالبوا بالاستقلال في مؤتمر السلام اللي بعد الحرب (مؤتمر فرساي). الإنجليز رفضوا!
*   **ثورة 1919: الشعب يقول كلمته:** رفض الإنجليز طلب الوفد خلا سعد زغلول ورفاقه يتعمل لهم اعتقال ونفيهم لمالطا في 8 مارس 1919. ده كان الشرارة. **ثورة 1919** اشتعلت في اليوم التالي:
   *   طلبة الجامعة والمدارس طلعوا مظاهرات ضخمة في القاهرة والإسكندرية وكل المحافظات.
   *   الموظفين اضرّوا عن الشغل.
   *   المواصلات وقفت.
   *   واحتلت المظاهرات الشوارع. وكانت أول مرة تشارك فيها المرأة المصرية بقوة في ثورة (زوجة سعد زغلول، **صفية زغلول**، كانت رمز قوي). الشعب كله اتحد: مسلمين وأقباط، رجالة وستات، فلاحين وعمال وطلبة. الشعار: "**يحيا الاستقلال!.. يسقط الاحتلال!**".
*   **الإنجليز بين القمع والتراجع المؤقت:** الإنجليز ردوا على الثورة بالقوة العسكرية: رصاص ومدافع ودبابات. مات مئات المصريين وجرح الآلاف. لكن الثورة ما وقفتش، وضغط الرأي العام العالمي (خصوصاً في إنجلترا نفسها) خلى الإنجليز يتراجعوا شوية. أطلقوا سراح سعد زغلول ورفاقه عشان يروحوا مؤتمر فرساي. راح سعد ورفض الإنجليز والفرنسيس يعترفوا باستقلال مصر! بس الثورة خلّفت نتيجة: الإنجليز أعلنوا في 28 فبراير 1922 إنهاء "الحماية" وإعلان مصر "**مملكة مستقلة ذات سيادة**"! بس في الحقيقة؟ الاستقلال كان ناقص جداً.

### الجزء الخامس: الاستقلال الشكلي والاحتلال المقنع (1922-1936) – "استقلال" بموجب 4 تحفظات!
*   **الاستقلال الناقص والتحفظات الأربعة:** إعلان 1922 كان خطوة للأمام، لكن الإنجليز حطوا "**تحفظات**" أربعة خطيرة جداً بتقلل من الاستقلال:
   1.  **أمن مواصلات الإمبراطورية البريطانية في مصر:** يعني قناة السويس تحت السيطرة البريطانية.
   2.  **دفاع مصر ضد أي اعتداء أو تدخل أجنبي:** يعني الجيش الإنجليزي يقعد في مصر ويحميها (من مين؟ غالباً من نفسهم!).
   3.  **حماية المصالح الأجنبية والأقليات في مصر:** ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية.
   4.  **وضع السودان:** السودان اتحكم مع مصر من زمان تحت التاج المصري. الإنجليز قالوا وضع السودان يفضل زي ما هو (يعني تحت سيطرتهم هم!).
*   **الملك فؤاد والدستور والصراع مع الوفد:** السلطان فؤاد بقى "**الملك فؤاد الأول**". هو كان بيكره الوفد (اللي كان يمثل إرادة الشعب) وبيحاول يمسك سلطات أكبر. بعد مفاوضات ومشاكل، اتكتب أول دستور مصري حديث سنة 1923. الدستور ده أعطى سلطات كبيرة للملك (زي حل البرلمان)، وسمح بتكوين أحزاب. حزب الوفد (بزعامة سعد زغلول) كسب أول انتخابات برلمانية سنة 1924 بأغلبية ساحقة. سعد بقى رئيس وزراء. بس الصدام مع الملك فؤاد ومع الإنجليز (اللي لسه موجودين) ما تأخرش.
*   **اغتيال السير لي ستاك وأزمة 1924:** في نوفمبر 1924، اتقتل **السير لي ستاك**، السردار (القائد العام) للجيش المصري (وكان إنجليزي طبعاً!) في شوارع القاهرة. الإنجليز شافوا في الحادث فرصة للضغط. بعتوا **إنذاراً شديد اللهجة** للحكومة المصرية (حكومة سعد زغلول) يطالبوا فيه:
   *   اعتذار رسمي.
   *   غرامة فادحة (نص مليون جنيه! مبالغ خيالية وقتها).
   *   سحب الجيش المصري من السودان.
   *   وقف الحملات الوطنية ضد الاحتلال.
   سعد زغلول رفض بعض الشروط (خصوصا سحب الجيش من السودان) واستقال احتجاجاً. الإنجليز نفذوا تهديدهم: اجبروا الحكومة الجديدة على سحب الجيش المصري من السودان، وقاموا بطرد الضباط والموظفين المصريين من هناك! ده كان إهانة كبرى وانتصار للإنجليز في السودان على حساب مصر.
*   **سنين من عدم الاستقرار والتدخل الإنجليزي:** الفترة من 1924 لحد 1936 كانت فوضى سياسية:
   *   الملك فؤاد كان بحل البرلمان باستمرار لما الوفد يكسب الانتخابات.
   *   الإنجليز كانوا بيفرضوا رؤساء وزارة من الأحزاب الموالية لهم (زي **إسماعيل صدقي**).
   *   الدستور اتعطل سنة 1930 وحل محله دستور جديد (دستور 1930) أعطى الملك سلطات أكبر وقلل من سلطة البرلمان. الشعب نزل مظاهرات عارمة ضد الدستور الجديد، لدرجة إن الملك فؤاد اضطر يرجع لدستور 1923 سنة 1935.

### الجزء السادس: معاهدة 1936 وصعود التيار الجديد (1936-1952) – الحرب والمد القومي
*   **ظهور الخطر الجديد: إيطاليا الفاشية:** في الثلاثينيات، بدأ خطر جديد يهدد البحر المتوسط: **الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني**، اللي كان عايز يوسع مستعمراته في ليبيا وشرق أفريقيا ويهدد مصر. ده خلى مصر وبريطانيا في موقف صعب.
*   **معاهدة 1936: التنازل مقابل الأمان؟:** الحكومة المصرية (الوفدية برئاسة **مصطفى النحاس باشا**) والإنجليز بدأوا مفاوضات. النتيحة كانت **معاهدة 1936**:
   *   الإنجليز يعترفوا باستقلال مصر الكامل.
   *   الجيش الإنجليزي ينسحب من كل المدن المصرية (القاهرة، الإسكندرية، الدلتا) ويتمركز في **منطقة قناة السويس** بس (بين بورسعيد والسويس) وبعدد محدود (10,000 جندي وقت السلم).
   *   في حالة الحرب، تمنح مصر كل التسهيلات للإنجليز (مواني، مطارات، مواصلات).
   *   مصر تبقى ليها سيادة على السودان، لكن الإدارة بتفضل مشتركة (بمعنى إن الإنجليز لسه مسيطرين هناك).
   *   مدة المعاهدة 20 سنة.
*   **النتائج المختلطة:** المعاهدة خدت شعبية كبيرة وقتها. الناس شافت إن الإنجليز هيروحوا من المدن. الملك فؤاد مات قبل توقيعها بشوية، وابنه الصغير **الملك فاروق** مسك وهو لسه تحت السن. لكن المعاهدة ما حلتش المشكلة جذرياً:
   *   الإنجليز لسه موجودين في أهم منطقة استراتيجية (القناة).
   *   وضع السودان فضل غامض ومشكلة دائمة.
   *   مصر التزمت بمساعدة بريطانيا في الحرب، ودي كانت مدخل للكوارث اللي جت بعد كده.
*   **الحرب العالمية الثانية: مصر ساحة معارك تاني:** لما الحرب العالمية الثانية اشتعلت سنة 1939، مصر (بموجب المعاهدة) اتجبرت تعلن الحرب على ألمانيا وإيطاليا (مع إنها مش حاربة!). واتحولت تاني لمعسكر كبير للحلفاء (بريطانيا وفرنسا وأمريكا). معارك ضخمة حصلت على أرضها (معركة العلمين الشهيرة في الصحرا الغربية سنة 1942 بين رومل الإنجليز مونتجمري). الإنجليز استغلوا مصر اقتصادياً وعسكرياً بشكل بشع تاني. الشعب عانى من التموين والتقنين والغلو.
*   **فضيحة 4 فبراير 1942: الإنجليز يذلون الملك:** في عز الحرب، الإنجليز خافوا إن الحكومة في مصر (اللي كانت وقتها محايدة شكلياً برئاسة **حسين سري باشا**) ممكن تميل لألمانيا لو اقتربت جيوشها. في 4 فبراير 1942، السفير البريطاني في القاهرة (السير **مايلز لامبسون**) حاصر قصر عابدين بالدبابات! وطلب من الملك فاروق (اللي كان شاب صغير وقتها) إما إنه يعين حكومة وفدية (موالية للإنجليز) برئاسة النحاس باشا، أو إنه يتنازل عن العرش! الملك فاروق، تحت التهديد بالسلاح، وافق على تعيين النحاس. دي كانت إهانة مهولة للملك ولشعب مصر كله، وضحت إن الاستقلال وهمي وإن الإنجليز لسه سادة البلد. الصورة بتاعة لامبسون وهو بيقدم الإنذار للملك في قصر عابدين بجبروت بقت صورة لا تنسى في ذاكرة المصريين.
*   **نهاية الحرب وبداية المد الثوري:** الحرب العالمية الثانية خلصت سنة 1945، والناس كانت متوقعة إن الإنجليز يلتزموا بمعاهدة 36 ويبدأوا ينسحبوا. لكن الإنجليز رفضوا! وقالوا إن العالم تغير ومصر محتاجة لوجودهم عشان تحميها من الخطر الجديد (الاتحاد السوفييتي!). ده خلا الغضب يزيد بشكل رهيب.
*   **فشل المفاوضات وتصاعد العنف (الضباط الأحرار):** الحكومة المصرية (برئاسة **مصطفى النحاس** تاني أو **إبراهيم عبد الهادي**) حاولت تفاوض الإنجليز عشان ينسحبوا من القناة ويحلوا مشكلة السودان. المفاوضات فشلت فشل ذريع. الإنجليز كانوا عنيدين جداً. ده خلا الشباب المصري، خصوصاً في الجيش، ييأسوا من السياسة التقليدية. وبدأت مجموعات ثورية تظهر، أهمها مجموعة **الضباط الأحرار** السرية داخل الجيش المصري. قادتهم كانوا شبان زهقانين من الفساد والاحتلال والهزيمة في حرب فلسطين 1948 (اللي برضه كان فيها تدخل إنجليزي). من أبرزهم: **جمال عبد الناصر، أنور السادات، عبد الحكيم عامر، خالد محيي الدين، جمال سالم**.
*   **حريق القاهرة 1952: علامة الانهيار:** في 26 يناير 1952، حصل حريق هائل في وسط القاهرة (منطقة الموسكي، الشيخ ريحان، الفجالة). حرق كتير من المحلات والسينمات والمباني الشهيرة (زي كازينو اوبرا). الدوافع كانت سياسية واجتماعية معقدة (غضب من الإنجليز، من الفساد، من فشل الحكومة في حرب فلسطين). الحكومة فشلت في السيطرة. ده كان إشارة إن النظام القائم (الملكي، الإقطاعي، الموال للإنجليز) فقد السيطرة ومش قادر يحكم.

### الجزء السابع: النهاية! ثورة 1952 والجلاء الأخير
*   **23 يوليو 1952: بيضة الديك:** الضباط الأحرار قرروا يتحركوا. في ليلة 23 يوليو 1952، سيطرت وحدات من الجيش (بقيادة اللواء **محمد نجيب** كواجهة معروفة) على نقاط حيوية في القاهرة والإسكندرية. انقلاب عسكري سلمي ما سقطش ولا رصاصة. استسلم الجيش بسرعة. الملك فاروق اتخلع عن العرش ونفي ليطاليا يوم 26 يوليو 1952. الجمهورية أعلنت بعد شوية. دي كانت نهاية النظام الملكي وبداية عصر جديد.
*   **الضباط الأحرار يواجهون الإنجليز:** الحكومة الجديدة (مجلس قيادة الثورة) كان هدفها الأول التخلص من الاحتلال الإنجليزي نهائياً. بدأوا مفاوضات جدية مع إنجلترا. الإنجليز كانوا عايزين يبقوا في القناة عشان مصالحهم الاستراتيجية. لكن قيادة الثورة (وخصوصاً جمال عبد الناصر اللي كان العقل المدبر) كانت مصممة.
*   **اتفاقية الجلاء 1954: آخر فصل:** المفاوضات كانت صعبة. في النهاية، في 19 أكتوبر 1954، اتوقعت **اتفاقية الجلاء** بين رئيس الوزراء المصري **جمال عبد الناصر** والحكومة البريطانية:
   *   الإنجليز ينسحبوا من منطقة قناة السويس خلال 20 شهر (يعني خلال 1956).
   *   المعاهدة تنهي كل ما تبقى من معاهدة 1936.
   *   وضع السودان يفضل له حق تقرير المصير (اتحد بعد كده مع مصر لفترة قصيرة ثم استقل).
   *   القاعدة العسكرية في القناة تتفكك.
*   **18 يونيو 1956: يوم لا ينسى – رحيل آخر جندي إنجليزي:** في 18 يونيو 1956، رفع العلم المصري على مبنى الإدارة البريطانية في بورسعيد. آخر جندي إنجليزي ركب الباخرة ورجع بلاده. بعد 74 سنة من الاحتلال (من 1882 لحد 1956)، مصر بقت بلد مستقلة ذات سيادة حقيقية لأول مرة منذ عصور! يوم الجلاء ده بقي عيد قومي.
*   **تأميم قناة السويس: التحدي الأخير والانتصار الأكبر:** الإنجليز راحوا، لكن شركة قناة السويس العالمية (اللي كان أغلب مساهميها إنجليز وفرنسيين) لسه مسيطرة على القناة وتجني أرباح طائلة. جمال عبد الناصر قرر يأمم (يستولي) على الشركة في 26 يوليو 1956. ده كان قرار جريء جداً أثار غضب إنجلترا وفرنسا. وقاموا بالعدوان الثلاثي (مع إسرائيل) على مصر في أكتوبر 1956. لكن مصر صمدت، والضغط العالمي (خصوصاً من أمريكا والاتحاد السوفييتي) أجبر المعتدين على الانسحاب. ده كان تأكيد نهائي للاستقلال المصري وبداية حقبة جديدة في **تاريخ مصر القديمه** الحديث.

### الخاتمة: دروس من الماضي لعظمة المستقبل

قصة الاحتلال البريطاني لمصر دي مش مجرد أحداث تاريخية. دي قصة بتعلمنا دروس مهمة:

1.  **الدين والتدخل الأجنبي كارثة:** الخديوي إسماعيل اللي دخل مصر في ديون بلا حساب هو اللي فتح الباب. الاستدانة بشرط التدخل الأجنبي طريق للضياع.
2.  **الخيانة من الداخل:** دور الخديوي توفيق وديلمي في معركة التل الكبير ومواقف بعض الحكام والساسة الموالين للإنجليز يثبت إن العدو الداخلي أخطر من الخارجي.
3.  **قوة الشعب الموحد:** ثورة 1919 وثورة 1952 أثبتوا إن الشعب المصري لما يتوحد على هدف، يقدر يحقق المعجزات. صوت المرأة والرجل والمسلم والمسيحي مع بعض كانوا أقوى من الرصاص.
4.  **الاستقلال الحقيقي مش بالورق:** معاهدة 1936 علمتنا إن "الاستقلال" اللي بتحفظات مش استقلال. الجلاء الحقيقي كان بس لما راح آخر جندي.
5.  **الإرث العظيم مسئولية:** **تاريخ مصر القديمه** الفرعوني والإسلامي العظيم بيخلّق علينا مسئولية إننا نستحق الإرث ده. ماينفعش نكون أحفاد بناة الأهرامات ونرضى بالاستعباد أو التبعية.
6.  **الوعي والوحدة سلاح:** الإنجليز حاولوا يفرقوا بين المصريين (بين مسلمين وأقباط، بين سودانيين ومصريين، بين ملك وشعب). لكن لما الشعب وعى واتحد، انتصر. التعليم والثقافة والصحافة الوطنية كانت أدوات مهمة في المقاومة.

قصة كفاح المصريين ضد الاحتلال البريطاني دي فصل مجيد في **تاريخ مصر القديمه** الحديث. بتذكرنا إن الحرية غالية وبتبقى دم. وبتقول لنا: اللي نسى تاريخه، هيرجع تاني يكتبه بدمه. مصر بلد عظيم بإرث عظيم، ومستقبلها بين إيدينا. المهم نفتكر ونعتز باللي فات، ونبني على أساسه لمستقبل أفضل.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

6

followings

6

followings

3

similar articles