حسان والسرّ الكبير 🗝️

كان حسان طفلًا في التاسعة من عمره، يحبّ الاستكشاف والتجربة. في أحد الأيام، دخل غرفة أخيه الكبير ياسر عندما كان خارجًا، ليبحث عن لعبته المفضلة التي اختفت فجأة.

بينما يبحث، سقط صندوق صغير من الخزانة، فانفتح، وتبعثرت أوراق كثيرة على الأرض.
أصيب حسان بالذعر، وحاول ترتيبها بسرعة، لكنه لم ينجح. أعاد الصندوق كما كان، وخرج مسرعًا.

عندما عاد ياسر، لاحظ أن أغراضه غير مرتّبة. سأل حسان بلطف:
"هل دخلت غرفتي؟"
تردّد حسان ثم قال:
"لا! لم أفعل شيئًا!"

ابتسم ياسر وقال:
"غريب… لأن هذا الصندوق لا يفتح من تلقاء نفسه."

طوال اليوم، شعر حسان بتأنيب الضمير. لم يستطع اللعب، ولا التركيز، ولا حتى النوم.
في الصباح، دخل غرفة أخيه وقال بصوت خافت:
"أنا آسف… دخلت غرفتك، ووقعت الأوراق، وخفت أن أقول الحقيقة."

ابتسم ياسر ووضع يده على كتف أخيه:
"أنا لست غاضبًا، لكني فخور بك لأنك قلت الحقيقة. هذا ما يجعل منك شخصًا شجاعًا!"

فرح حسان وشعر بأن قلبه صار أخف، وقال بابتسامة:
"لن أكذب بعد اليوم، حتى لو كنت خائفًا."

بعدما اعترف حسان بخطئه، شعر وكأنه تخلّص من جبل كان فوق صدره.
في ذلك اليوم، جلس مع أخيه ياسر وتحدّثا طويلًا.

قال ياسر:
"أنا كنت أكتب قصتي في هذا الصندوق، قصة حلمي أن أصبح كاتبًا. الأوراق التي وقعت هي أفكاري وملاحظاتي."

نظر حسان بدهشة:
"لم أكن أعلم أنك تحب الكتابة!"

ضحك ياسر وقال:
"لكلّ منا سر صغير، لكن لا بأس إن كُشف باللطف والصراحة."

فكّر حسان قليلًا، ثم قال:
"هل يمكنني أن أكتب معك؟ لدي أفكار عن قراصنة وفيلة طائرة!"

ضحك ياسر ضحكة كبيرة وقال:
"فيلة طائرة؟ هذا رائع! لنكتب معًا."

ومنذ ذلك اليوم، بدأ الأخوان يجلسان بعد المدرسة، يكتبان قصصًا، ويرسمان شخصيات خيالية.
وتحوّلت تلك الغرفة التي دخلها حسان خلسة، إلى مكانٍ مليء بالإبداع والخيال والصدق.

وفي أحد الأيام، قرأ حسان قصته في الإذاعة المدرسية، وبدأ الطلاب يصفقون له.

قال في نهاية القصة:
"تعلمت أن الاعتراف بالخطأ ليس ضعفًا، بل بداية لقوة جديدة."

---

✅ الدروس المستفادة (بعد التوسيع):

🔸 الصدق يفتح أبواب الثقة والتواصل الحقيقي.

🔸 من الخطأ يولد أحيانًا شيء جميل!

🔸 مشاركة الهوايات تقرّبنا من عائلتنا.

🔸 الحوار يساعد في فهم الآخر، وتجاوز المشكلات.

🔸 الاعتذار لا يُقلّل من شأننا، بل يُظهِر نضجنا.