
قصة خالد وسرّ الصحراء
🌙 قصة “خالد وسرّ الصحراء”
في قديم الزمان، وفي قلب صحراءٍ ذهبية واسعة، كان هناك فتى صغير يُدعى خالد. لم يكن خالد ككل الأطفال، بل كان يتميّز بذكاء حاد، وقلبٍ قوي، وإيمانٍ عميق بالله.
كان يعيش مع قبيلته تحت خيامٍ بسيطة، يتعلّم من والده كيف يصلي، ويحفظ القرآن، ويعتني بالإبل، ولكن كان في قلبه شوقٌ كبير لا يعرفه أحد... شوق للمغامرة، لاكتشاف سرّ قديم سمعه من جدّته ذات ليلة:
“هناك في عمق الصحراء، واحةٌ خفية، لا يصل إليها إلا من كان قلبه نقيًا، وإيمانه قويًا، ويقوده النور.”
في صباحٍ مشرق، وبعد أن صلى الفجر، قرر خالد أن يبدأ رحلته. حمل على ظهر ناقته قليلًا من الماء والتمر، ومصحفه الصغير، وركب في اتجاه الشمس.
مرت الأيام، وواجه خالد العواصف والرمال والليل البارد، لكنه لم يتوقف عن الدعاء والصلاة في أوقاتها، وكان دائمًا يقول:
يا الله، إنك لا تُضيع من توكل عليك.
وفي ليلةٍ ظلماء، وبينما كان يقرأ من سورة الكهف، رأى نورًا ضعيفًا يلوح من بعيد. اقترب شيئًا فشيئًا، فإذا به يرى واحةً خضراء، وفي وسطها مسجدٌ صغير، يضيء بنورٍ هادئٍ كالقمر.
دخل خالد المسجد، فوجد شيخًا مسنًا يقرأ القرآن. ابتسم له الشيخ وقال:
“السلام عليك يا خالد. كنتَ تبحث عن الواحة، لكنك في الحقيقة كنت تبحث عن نور الإيمان، وقد وصلتَ.”
جلس خالد بجانب الشيخ، وتعلّم منه الحكم والعلم، وأصبح بعد ذلك قائدًا حكيما لقبيلته، يُعلّم الأطفال الصلاة، ويحكي لهم عن سرّ الصحراء، وعن القوة التي يمنحها الإيمان.
ومنذ ذلك اليوم، صار الأطفال يرددون دائمًا قبل النوم:
اللهم اجعل في قلوبنا نورًا، وفي طريقنا هدى، كما فعلت مع خالد..
نشاط قبل النوم:
🕌 اسأل نفسك (أو طفلك):
1. ما الشيء الذي يمكنني فعله غدًا لأكون نورًا في حياة غيري؟
2. متى آخر مرة شعرت أن الله استجاب دعائي؟
3. ما الآية أو الدعاء الذي أريد أن أتمسك به في وقت الشدة؟
✍️ جرب تكتب في ورقة صغيرة:
> “اللهم اجعل قلبي مليئًا بنورك، ووجهي مُضيئًا بطاعتك.”
وضعها تحت وسادتك... وتذكّر: كل قلب فيه إيمان، هو نجمة تضيء صحراء الحياة.