مغامرات لينا في أرض الأحلام

مغامرات لينا في أرض الأحلام

0 reviews

 

 

في إحدى الليالي الممطرة، كانت لينا تجلس على سريرها بجوار النافذة، تستمع إلى صوت قطرات المطر بلطف وهي تنزلق على الزجاج. أغلقت عينيها ببطء وبدأت تحلم… لكن هذا الحلم لم يكن عاديًا!

استيقظت فجأة في مكان غريب، مليء باللون البنفسجي والوردي، والأشجار فيه تتمايل كأنها ترقص. سمعت صوتًا رقيقًا يناديها، فنظرت حولها لترى زهرة ضخمة تتكلم!

قالت الزهرة:

“مرحبًا بكِ في أرض الأحلام يا لينا! نحتاج مساعدتك. الضباب الحزين يملأ السماء ويمنع الشمس من الوصول إلينا.”

ردّت لينا بدهشة:

“لكن… أنا مجرد طفلة! كيف أساعدكم؟”

ظهرت سلحفاة حكيمة تُدعى تيتي، وقالت:

“في داخلك قوة لا ترينها بعد. عليكِ أن تثقي بنفسك.”

وافقت لينا، وانطلقت في مغامرة مليئة بالألغاز والتحديات. رافقها طائر أزرق يُدعى سولي، وكان يرشدها من فوق، ويغني لها أغاني تشجعها عندما تشعر بالتعب.

في طريقها، قابلت نحلة خجولة، وساعدتها لينا في الطيران مجددًا. ثم أنقذت قوس قزح صغير من الغرق في بحيرة من الدموع. وكلما ساعدت أحدهم، بدأ الضباب يتلاشى قليلًا.

وفي النهاية، وصلت لينا إلى جبل النور، وكان عليها أن تجد "مفتاح الشجاعة". اكتشفت أن المفتاح لم يكن شيئًا ماديًا، بل كان في قلبها! عندما آمنت بنفسها وأغمضت عينيها، أضاء قلبها نورًا قويًا بدد الضباب كله.

استيقظت لينا فجأة في غرفتها، لكن على وسادتها كانت هناك ريشة زرقاء صغيرة… من سولي.

ابتسمت وقالت:

“كانت مجرد حلم… أم ربما لا؟” 

بعد أن أضاءت لينا السماء بنور قلبها، عادت الألوان الزاهية إلى أرض الأحلام. الزهور بدأت ترقص، والعصافير غنّت أغنية الفرح، والضباب اختفى تمامًا.

اقتربت الزهرة البنفسجية مرة أخرى وقالت:

“لقد أنقذتنا، يا لينا. شجاعتك أزالت الخوف من قلوبنا.”

شعرت لينا بالفخر، لكنها سألت:

“هل سأعود إلى هنا مرة أخرى؟”

ضحكت تيتي السلحفاة وقالت:

“أرض الأحلام دائمًا في قلبك، فقط أغلقي عينيكِ وتذكّري هذه اللحظة.”

قبل أن ترحل، أعطتها الزهرة صندوقًا صغيرًا وقالت:

“هذا تذكار منا. لا تفتحيه إلا إذا احتجت إلى الشجاعة يومًا ما.”

فتحت لينا عينيها فجأة، لتجد نفسها على سريرها مجددًا، والغرفة كما كانت. مدت يدها بتردد... لتجد الصندوق الصغير بجوار وسادتها!

ابتسمت وقالت لنفسها:

“أرض الأحلام كانت حقيقية... وأنا لم أعد خائفة.”

وفي اليوم التالي، عندما كانت لينا في المدرسة، طلبت المعلمة من الطلاب التحدث أمام الجميع. كانت لينا دائمًا تخجل، لكنها هذه المرة فتحت الصندوق الصغير في خيالها، وتذكرت المغامرة.

وقفت بكل ثقة وقالت:

“أنا اسمي لينا، وأحب القصص والمغامرات... وأؤمن أن الشجاعة تبدأ من الداخل.”

صفّق لها الجميع، وعرفت لينا أنها لم تعد تلك الطفلة الخائفة، بل فتاة قوية تستطيع أن تحلم... وتُحقق.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles