
قصه حب رومانسية بدات من صدفة في مقهي.. لن تتوقع النهايه
حين التقينا في المقهي
لم يكن يوما مختلفا عن سواه. السماء رمادية كما اعتدت في شتاء القاهرة.و البرد يتسلل بخفه الي العظام. جلست"ليلي" علي طاولتها المعتادن في ركن المقهي الهادئ. تفتح دفترها وتبدا في كتابه خواطر لايقراها احد سواها. كانت تكتب عن الوحدة، عن الحنين، عن الانتظار.. دون ان تعلم انها تكتب عن مايشبة بدايه قصتها معه.
دخل "كريم" المقهي متأخرا عن موعده مع صديقه. الذي لم ياتي في النهايه. كان يبحث عن مقعد هادئ حين وقعت عينه علي الطاوله المقابله لليلي. لم تكن تنظر اليه. كانت منشغله بالكتابه. وبملامحها التي لاتعرف انها جميله حين تركز، وجد ما جذب انتباهه اكثر من اي شئ اخر في المكان.
جلس علي الطاوله المقابله. طلب قهوته. لكنه لم يشربها.كان ينظر بين الحين الاخر نحوها، مترددا في الحديث، حتي سقط قلمها من الطاوله دون قصد. التقطه قبل ان تنحني، وابتسم وهو يناولها اياه. قالت بابتسامه لطيفه “شكرا”
قال: “تكتبين شيئا مهما؟”
رفعت حاجبيها، متفاجئه من سواله، ثم قالت :
“ مجرد خواطر… لاشئ يستحق القراءة.”
ضحك بخفه: “اذا فهو صادق”
ترددت ثم ابتسمت، ومن تلك اللحظه، بدا حديث لم ينته الا مع اعلان المقهي قرب الاغلاق. لم يكن الحديث معقدا او عميقا، لكنه كان مريحا… كانهما يعرفان بعضهما من سنوات.
لقاءات تكرر بلا موعد
في الايام التالية، اصبح لقاؤهما شبه يومي. لم يتفقا علي موعد، لكن احدهما كان ياتي، فيجد الاخر هناك. يتحدثان عن الكتب، عن الاحلام الصغيره، عن الاغاني القديمه، وحتى عن الطفوله، كانت ليلي تحب التفاصيل، وكان كريم ينصت اليها كما لو كانت روايه لا يريد ان تنتهي.
بعد شهر، انه بدا يكتب لاول مره في حياته.
قالت له ضاحكه: “اتسرق افكاري؟”
رد وهو ينظر لعينيها:
"بل اكتب لانك منحت للكلمات طعما مختلفا. "
ومع مرور لوقت بدات قلوبهم، تنسج خيوطا لم يعلنا عنها، لكن كل نظره، وكل صمت بين حديث واخر كان يقول ما لم تجرؤ الكلمات علي قوله.
اعتراف غير متوقع
ذات مساء تاخرت ليلي عن موعدها في المقهي، جلس كريم ينتظرها، يراقب الباب كل لحظه. بعد ساعه. ظهرت وهي تلهث، تحمل في يدها دفترا صغيرا.
قالت وهي تجلس امامه؛
"كنت اكتب لك شيئا… ونسيت الوقت"
فتح الدفتر بيدين ترتجفان، وقرا:
“إليك من صنعت من المقهي وطنا، ومن اللحظه موعدا لايخلف، اليك من جعل الشتاء دافئا، ومن علمني ان الكلمات حين تقال من القلب لاتنسي."
رفع عينيه نحوها، وكانت تنظر اليه بعينين تدمعان. قال دون تردد : “ وانا احبك يا ليلي ”
ضحكت. والدموع تنزل علي خديها، وقالت:
“ كنت اكتب هذه الكلمه منذ اول مره التقينا. ”
ومنذ ذلك اليوم، ركن لا ينسي، وطاوله لا تلمس، وذكري تبدا دايما ب: حين التقينا في المقهي……
خاتمه
هكذا بدات الحكايه، ببساطه. لم يكن هناك ضوء خافت ولا موسيقي خلفيه، فقط قلبان وجدا بعضهما صدفه. وفي زمن صار فيه الحب يحسب بالرسائل، كان لقاؤهما في المقهي رساله كافيه بان القدر يؤمن بالمفاجات الجميله.