عِمْران وجِنّي القرية

عِمْران وجِنّي القرية

0 reviews

في طرف قرية نائية، بين الجبل والغابة، كان فيه فتى اسمه عِمْران. شاب هادي، عينه دايمًا شايلة أسئلة، وودنه بتحب الحكايات الغريبة. لكن أكتر حاجة كانت بتشغله، كهف قديم في الجبل، محدش بيقربه.

الناس في القرية كانوا بيقولوا: "اللي يدخل الكهف ده، مابيخرجش!"، بس الكلام ده ما عملش في عمران غير إنه خلاه أكتر فضول.

وفي يوم، بعد ما خلص عمران شغل الحقل، أخد مصباحه وطلع للجبل. وقف قدام باب الكهف، قلبه بيخبط زي الطبل، لكن رجليه ما رجعتش. دخل، وكل خطوة كانت بتدوّي جوه المكان الفاضي. الجدران فيها نقوش غريبة، ولونها أخضر مزرّق، كأنها متغلفة بسحر.

وفجأة، سمع صوت... مش صوت إنسان. كان زي وشوشة، تيجي من كل حتة، وتقول اسمه:

“عِمراااان...”

وقف مكانه. المصباح اهتز في إيده. وفجأة، نزل قدامه دخان أزرق، وتجمّع، واتكوَّن منه شكل طيف طويل، وله عينين بتلمع بلون الدم.

قال له:

“أنا الجني نزار... انت اللي صحّيتني.”

عمران حاول يهرب، بس رجليه ما اتحركتش. الجني مد إيده وقال:

“ما تخافش... مش كل الجن أشرار. انت حرّرتني من سجن الكهف، وبالمقابل، ليك طلب واحد، أي حاجة تطلبها تتحقق.”

عِمْران، ولسه قلبه بيدق، قال:

“عايز أعرف... إنتو عالمكم عامل إزاي؟”

ضحك الجني بصوت جهوري، وقال:

“طلبك غريب... لكن مقبول.”

ضرب الجني كفّه في الأرض، وتحول الكهف كله لممر من الضوء. دخلوا مع بعض، ولقا عمران نفسه فجأة في عالم تاني... شجر بيحكي، جبال طايرة في السما، أنهار لونها دهبي، وجن من كل شكل ولون.

شاف عمران جنايات بترقص في الهوا، وجنّي بيحوّل الرمل لدهب، وكائنات ماشية بالمقلوب، بس كلها سلمية. وكان فيه قصر من نار وثلج في نفس الوقت، جوّاه كتاب كبير، مكتوب فيه أسماء البشر اللي قابلوا الجن واتبدلوا معاهم أسرار.

قعد عمران هناك يوم، لكن حسّه كأنه سنين. الجني نزار قال له:

“دلوقتي لازم ترجع، بس اللي شفته هيفضل جواك، وعمرك ما هتنساه.”

رجع عمران للكهف، ثم للقرية، بس من يومها، بقيت عينه فيها لمعة غريبة، ولسانه يحكي حكايات، الناس تقول عليها خيال، لكنه عارف إنها حصلت.

ومن ساعتها، محدش قدر يعرف سر عمران... ولا إيه اللي شافه جوه عالم الجن.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles