كنز في قلبي

 

 

كنز في قلبي

في قرية صغيرة محاطة بالأشجار العالية والزهور الملوّنة، كان يعيش طفل يُدعى "مالك". كان مالك يحب اللعب مع أصدقائه كثيرًا، لكنه كان يحلم بشيءٍ مختلف… أن يصبح أغنى طفل في العالم!

في يوم من الأيام، جلس مالك تحت شجرة التوت، وقال لنفسه:

“سأبحث عن كنز! كنز كبير فيه ذهب وفضة وألماس! عندها سأكون الأغنى!”

سمعته جدته "زهرة"، التي كانت دائمًا تحب أن تحكي له القصص. اقتربت منه وقالت بابتسامة:

— “مالك، هل تريد أن أساعدك في البحث عن كنز؟”

فتح عينيه بدهشة:

— “هل تعرفين مكانه يا جدتي؟!”

ضحكت الجدة وقالت:

— “بالطبع، لكن هذا الكنز لا يوجد تحت الأرض، ولا في أعماق البحر، بل في قلبك.”

احتار مالك وقال:

— “كنز في قلبي؟ لا أفهم!”

فابتسمت الجدة وأعطته خريطة. كانت مرسومة بخط يدها الجميل، وعليها ثلاث محطات:

1. مفتاح الكنز الأول: “النية الطيبة”

 

2. المفتاح الثاني: “العلم والمعرفة”

 

3. المفتاح الثالث: “الكرم والمشاركة”

 

قالت الجدة:

— “إذا جمعت هذه المفاتيح، ستكتشف الكنز الذي لا يصدأ ولا يُسرق، وسيجعلك من أغنى الناس حقًا.”

أخذ مالك الخريطة وبدأ رحلته…

المفتاح الأول: النية الطيبة

في اليوم التالي، رأى مالك صديقه "سيف" يبكي لأنه أضاع لعبته المفضلة. بدلًا من أن يضحك عليه أو يتجاهله، ساعده مالك في البحث حتى وجدوها معًا.

شعر سيف بالسعادة وقال:

— “شكرًا يا مالك! أنت صديق رائع.”

وهنا، أضاء قلب مالك بنورٍ دافئ.

"ربما هذه هي النية الطيبة!" قال لنفسه، ودوّن ذلك في دفتره.

المفتاح الثاني: العلم والمعرفة

بعد أيام، قرر مالك أن يقرأ كتابًا عن الكواكب. اندهش من المعلومات، وذهب ليحكي لأخته الصغيرة "ليلى" عن النجوم والمريخ.

قالت ليلى:

— “أنت ذكي جدًا يا مالك! علّمتني أشياء لم أكن أعرفها!”

شعر مالك بالفخر. فهم الآن أن العلم لا يُبقيه ذكيًا فقط، بل يجعله مفيدًا لمن حوله.

المفتاح الثالث: الكرم والمشاركة

في يوم الجمعة، رأى مالك طفلًا يجلس وحده في الحديقة، ينظر إلى الأطفال الآخرين وهم يأكلون الحلوى. تردّد قليلًا، ثم قطع قطعة من حلوى كان يحتفظ بها، وقدمها له.

ابتسم الطفل وقال:

— “أنت طيب جدًا، شكرًا!”

وهنا، شعر مالك بسعادة لا توصف.

عاد إلى جدته في المساء، وصرخ وهو يدخل البيت:

— “وجدت الكنز يا جدتي! لم يكن ذهبًا ولا ألماسًا… بل كان في قلبي، كما قلتِ!”

عانقته الجدة وقالت بفخر:

— “أحسنت يا مالك، هذا هو أغلى كنز… أن تكون إنسانًا طيبًا، محبًا، متعلمًا، وتشارك ما تملك.”

ومن ذلك اليوم، أصبح مالك أننى طفل في القرية، ليس بما يملكه من مال… بل بما يملكه من قلب.