أولد مان أوف ستور: عمود صخري مستحق الطرف
أولد مان أوف ستور: عمود صخري مستحق الطرف يرتفع من قاعدة الأعمدة البرجية المسننة
ينتصب عمود أولد مان أوف ستور بشكل مائل قليلا في حمى جرف صخري داخلي، شامخاً فوق ساحل جزيرة سكاي الإسكتلندية. ويقف هذا العمود البازلتي، الذي يرتفع 49 متراً، بشكل متوازن فوق قاعدته الصخرية مشرفاً على البحر كحارس وحيد أثناء الخدمة.
وعلى السفح التلي، تتناثر بشكل فوضوي حول العمود مجموعة من المسلات والصخور المتكسرة والركام الصخري، التي نجمت عن انزلاقات أرضية هائلة. وتغطي طبقة كثيفة من البازلت - تخلفت عن الثورانات البركانية التي حدثت منذ نحو 60 مليون سنة - صخراً سهل التفتت أكثر قدما.
ونتيجة ميل الصخور وتصدعها باتت أرض المنطقة غير مستقرة، فانهارت الكتل البازلتية باتجاه البحر وتعرت محيلة المنظر الطبيعي إلى مشهد صخري وعر.
يظهر عمود أولد أوف ستور من بعيد واضحاً تماما، حتى إنه كان يستخدم معلما لهداية السفن لقرون عديدة. ولطالما شكلت جوانبه الشديدة الانحدار والنواتيء الصخرية في قاعدته تحدياً مثيرا للمتسلقين، لكن هذا العمود لم يقهر إلا في عام 1955م.
ويبدو البحر من هذا السفح الصخري في الأيام الصافية أشبه بمرآة صافية تعكس سماء زرقاء متألقة. لكن السماء قد تكفهر خلال ساعات وتمتليء بغيوم دكناء. وعندها تلف الظلمة المشهد الطبيعي ويحيل الرذاذ الكثيف لون الصخور أسود براقاً.
والخط الساحلي لهذا الجزء من جزيرة سكاي عابق بالتاريخ. فالأحافير تملأ الشاطيء تحت أقدام أولد مان أوف ستور.
ومن الأشياء التي عثر عليها بقايا متحجرة بطول 3 أمتار تعود لديناصور سمكي يشبه الدلفين عاش منذ حوالي 200 مليون عام . كما وجدت في المنطقة قطع نقود فضية أنجلوسكونية مخبأة مع نقود عائدة لمدينة سمرقند في آسيا الوسطى، يعتقد أن من خبأها كان من الغزاة الفايكنج.
وإلى الجنوب من عمود أولد مان أوف ستور، أطلق على كهف قرب الشاطئ اسم الأمير تشارلز الملقب بالأمير تشارلي الوسيم (بوني برنس تشارلي) الذي لعب دورا مؤثراً في تاريخ اسكتلندا. ففي عام 1745م حاول الأمير تشارلز إدوارد ستيوارت أن يفوز بعرش بريطانيا لصالح والده، ابن ملك انجلترا المخلوع جيمس الثاني (جيمس السابع لاسكتلندا). لكنه هزم في معركة كولودن مور ( وقعت في 16 أبريل 1746م، بالقرب من إنفرنيس في المرتفعات الاسكتلندية، وكانت آخر معركة كبرى تُخاض في الأراضي البريطانية. هزمت فيها القوات الحكومية البريطانية، بقيادة دوق كمبرلاند، جيش اليعاقبة بقيادة تشارلز إدوارد ستيوارت (الأمير تشارلي الجميل)، مما أنهى انتفاضة اليعاقبة عام 1745م بشكل حاسم ودامٍ)، وجرت مطاردته عبر المرتفعات والجزر، ومرّ قرب أولد مان أوف ستور أثناء اجتيازه جزيرة سكاي. وبعد أن أنهكته حياة الهرب والفرار، غادر اسكتلندا في أيلول / سبتمبر 1746م ، وبقي في المنفى حتى وفاته في روما عام 1788م.
وفي نهاية المطاف:
لقد عرفنا أن عمود أولد مان أوف ستور" 🏔️ هو بالفعل: عمود صخري مستدق الطرف، يرتفع وحيدًا بشكل بارز.
يخرج من قاعدة طبيعية مكوّنة من أعمدة برجية مسننة (صخور بازلتية ناتجة عن التعرية والانهيارات القديمة).
يعلو في مشهد مهيب يخترق أفق أرخبيل هبريد الداخلية (Inner Hebrides) في شمال غرب اسكتلندا.
✨ ملامح جيولوجية وفنية:
التكوينات حوله نتجت من انزلاقات أرضية هائلة منذ آلاف السنين في منطقة تروترنيش ريدج (Trotternish Ridge).
العمود نفسه صار رمزًا مميزًا للجزيرة، يُشاهد من مسافات بعيدة وكأنه منارة طبيعية.
يكتسب سحرًا خاصًا عند الشروق أو الغروب، حيث يضفي الضوء ظلالًا درامية على تضاريسه.
📸 في الثقافة والسياحة:
يعتبر من أكثر المواقع تصويرًا في اسكتلندا، ظهر في أفلام مثل The Wicker Man و Prometheus.
بالنسبة للزوار، الرحلة إلى قمته هي من أجمل مسارات المشي الجبلية في أوروبا.
