أحمد عرابي والثورة العرابية – حكاية شعب قال لأ

أحمد عرابي والثورة العرابية – حكاية شعب قال لأ

0 reviews

عنوان المقال: أحمد عرابي والثورة العرابية – حكاية شعب قال لأ

المقدمة: في زمن كانت فيه مصر بتحاول تلاقي لنفسها طريق وسط مطامع الدول الأجنبية، ووسط حكام بيحكموا لمصلحتهم ومش لمصلحة الشعب، كان لازم يطلع صوت يقول "لأ". الصوت ده كان صوت أحمد عرابي. مش مجرد ضابط في الجيش، ولا مجرد قائد لثورة، ده كان رمز لكرامة المصريين، ولسان حال الفلاح البسيط اللي اتظلم سنين. عرابي كان أول واحد يقف قدام الخديوي ويقوله: "لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عبيدًا". الجملة دي مش بس هزت قصر الخديوي، دي هزت كمان وجدان المصريين، وفتحت باب لثورة من أوسع أبوابه. في المقال ده، هنغوص في حياة أحمد عرابي بكل تفاصيلها، من أول نشأته، لحد ما بقى بطل شعبي، ونعيش معاه كل لحظة من لحظات الثورة العرابية اللي كانت نقطة فاصلة في تاريخ مصر الحديث.

الفصل الأول: النشأة والبدايات أحمد عرابي اتولد يوم 31 مارس سنة 1841 في قرية هرية رزنة التابعة لمحافظة الشرقية. أبوه كان فلاح بسيط، لكنه كان بيحب العلم، وحرص إنه يعلم أولاده. دخل عرابي الكُتاب زي أغلب ولاد الريف، وحفظ القرآن وهو صغير. بعد كده دخل الأزهر الشريف واتعلم هناك العلوم الدينية واللغة العربية، وده كان له تأثير كبير على شخصيته.

لما الحكومة فتحت الباب لانضمام ولاد الفلاحين للجيش، قدم أحمد عرابي وانضم وهو عنده حوالي 19 سنة. دي كانت فرصة نادرة وقتها، لأن قبل كده الجيش كان محصور في ولاد الطبقات العليا. عرابي بدأ من تحت، واترقّى خطوة بخطوة، بسبب شجاعته والتزامه.

الفصل التاني: طريقه في الجيش والصدام مع الظلم من أول لحظة دخل فيها الجيش، عرابي كان شايف الظلم بعينه. كان فيه تمييز واضح بين الضباط المصريين والضباط الأتراك والشركس اللي كانوا ماسكين مناصب عالية وبيتفضلوا في المعاملة والترقيات. المصريين، حتى لو كانوا أكفأ، كانوا دايمًا بيتظلموا.

التمييز ده أشعل جواه نار الغضب، وبدأ يكوّن علاقات مع ضباط مصريين تانيين عندهم نفس الإحساس. وابتدى يظهر كقائد مش بس عسكري، لكن كمان صاحب فكر ومبدأ.

في سنة 1863، حصلت نقلة كبيرة لما تولى الخديوي إسماعيل الحكم، وبدأت تظهر ملامح التحديث، بس للأسف فضل التمييز موجود. رغم كده، عرابي بقى واحد من الضباط المعروفين بكفاءته، وترقّى لحد ما بقى أميرالاى (يعني رتبة عقيد دلوقتي).

الفصل التالت: بوادر الثورة في الوقت ده، كانت مصر بتغرق في الديون بسبب مشاريع الخديوي إسماعيل الطموحة، وعلى رأسها قناة السويس. الإنجليز والفرنسيين بدأوا يفرضوا سيطرتهم على الاقتصاد المصري، وظهر ما يُعرف بـ "نظارة الرقابة الثنائية"، اللي معناها إن إنجلترا وفرنسا بقوا بيشرفوا على ميزانية مصر.

ده زوّد حالة الغضب الشعبي، خصوصًا في الجيش اللي بقى بيعاني من تفرقة وإهمال. في سنة 1879، الخديوي إسماعيل اتخلع، وتولى ابنه توفيق الحكم، وده كان أضعف بكتير، وبيخضع تمامًا للإنجليز.

في نفس السنة، بدأت مجموعة من الضباط المصريين بقيادة أحمد عرابي تنظيم أنفسهم. سمّوا نفسهم "الضباط الأحرار"، وكان هدفهم العدالة والمساواة وإنقاذ البلد.

الفصل الرابع: الوقوف قدام الخديوي في يوم 9 سبتمبر 1881، حصل المشهد التاريخي اللي بيعتبر لحظة فارقة. أحمد عرابي، ومعاه آلاف من الجنود والضباط، اتجمعوا قدام قصر عابدين، وطالبوا بطرد وزير الحربية عثمان رفقي اللي كان بيعامل المصريين بإهانة، وبيرقي الأتراك والشركس بس.

الخديوي توفيق خرج بنفسه وسألهم: "مين أنتم عشان تطلبوا كده؟"، فرد عليه عرابي الرد اللي دوّى في التاريخ: "نحن يا مولاي أبناء هذا الشعب الذي نعيش منه وبسببه، وقد خلقنا الله أحرارًا ولن نستعبد بعد اليوم!"

الكلام ده عمل صدمة، مش بس للخديوي، لكن كمان للإنجليز والفرنسيين اللي حسّوا إن مصر داخلة على تغيير كبير ممكن يهدد مصالحهم.

الفصل الخامس: بداية الإصلاحات ومحاولة كسب الشعب بعد الوقفة القوية دي، اضطّر الخديوي إنه يرضخ لمطالب عرابي جزئيًا. اتغير وزير الحربية، واتشكلت وزارة وطنية، وبدأت تتفتح أبواب الأمل للشعب.

عرابي بقى بطل شعبي بكل معنى الكلمة، اتنقلت أخباره في الصحف، وبدأت الناس تشوف فيه القائد اللي ممكن يحقق العدل. لكن في نفس الوقت، الإنجليز والفرنسيين بدأوا يخططوا لإزاحته.

الخديوي توفيق بدأ يتقرب من الاحتلال وطلب مساعدتهم، وكان شايف إن عرابي خطر على عرشه.

الفصل السادس: التصعيد ودخول الاحتلال الإنجليزي في يونيو 1882، حصلت أحداث عنف في مدينة الإسكندرية، وكان فيه اشتباكات بين المصريين والأجانب. الإنجليز استغلوا الفرصة، وبعتوا أسطولهم البحري عشان "يحافظوا على مصالحهم".

عرابي قرر يحصّن مدينة كفر الدوار، ويمنع الإنجليز من التقدم. وبالفعل قدر يوقفهم فترة، وأثبت كفاءته كقائد عسكري. لكن في الوقت نفسه، الخديوي بقى بيشتغل ضد عرابي وبيتعاون مع الإنجليز سرًّا.

الفصل السابع: معركة التل الكبير والنهاية المؤلمة في يوم 13 سبتمبر 1882، حصلت المعركة الحاسمة: معركة التل الكبير. الإنجليز هاجموا المعسكر المصري فجأة قبل الفجر، في وقت كان الجنود المصريين نايمين.

المعركة خلّصت بسرعة، بسبب عنصر المفاجأة، وبسبب خيانة بعض القيادات اللي بلغوا الإنجليز بخطة المعسكر.

اتقبض على أحمد عرابي بعد هروبه من المعركة، واتحاكم في محكمة عسكرية. كانت المحاكمة شكلية، والنتيجة معروفة مسبقًا.

الفصل التامن: المحاكمة والنفي المحكمة حكمت عليه بالإعدام، لكن تحت ضغط شعبي، وبسبب تدخل أطراف أجنبية، اتخفف الحكم للنفي مدى الحياة في جزيرة سريلانكا (سيلان وقتها).

عرابي قضى 19 سنة من عمره في المنفى. عاش هناك حياة صعبة، لكنه فضل متمسك بمبادئه. اتعلم اللغة الإنجليزية، وقرا كتب كتير، وكان دايمًا بيكتب عن بلده وأمله في رجوع الحرية.

الفصل التاسع: العودة والموت في سنة 1901، صدر قرار بالعفو عنه، ورجع لمصر بعد ما كبر في السن. استقبلوه استقبال فاتر، لأن الخديوي عباس حلمي التاني كان مش حابب يثير موضوع الثورة.

قضى آخر أيامه في هدوء، وتوفي يوم 21 سبتمبر سنة 1911، واتدفن في قريته هرية رزنة، وسط أهله وناسه.

الفصل العاشر: إرث أحمد عرابي وتأثيره على الأجيال رغم إن الثورة العرابية فشلت في تحقيق هدفها المباشر، لكن كان ليها تأثير كبير على وعي الشعب المصري. الناس ابتدت تحس إن ليهم صوت، وإنهم يقدروا يواجهوا الظلم.

شخصية أحمد عرابي فضلت ملهمة، واتذكرت في كتب التاريخ وفي الأغاني والقصص. وكان دايمًا بيتقدم كرمز للكرامة والمقاومة.

الخاتمة: أحمد عرابي ماكنش مجرد ضابط في الجيش، ولا مجرد قائد لثورة. كان صوت الناس اللي ماكانش ليهم صوت، وكان خطوة مهمة في طريق طويل للمصريين عشان يحققوا استقلالهم وكرامتهم. الثورة العرابية علمتنا إن حتى لو خسرنا معركة، المهم نفضل مؤمنين بعدالة قضيتنا. واللي بدأه عرابي، كمل بعده ناس كتير، لحد ما مصر نالت استقلالها الحقيقي. النهارده، واحنا بنفتكر أحمد عرابي، بنفتكر إن الحرية عمرها ما بتيجي من غير تضحيات، وإن كلمة "لأ" في وش الظلم، بتفضل عايشة حتى بعد أصحابها ما يمشوا.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles