حكاية الفلاح الذكي

حكاية الفلاح الذكي

1 reviews

 

**حكاية الفلاح الذكي**

*بقلمي: خالد الفرج*

 

كان هناك فلاحٌ نشيطٌ يُدعى **وحيد**، يعيش في قريةٍ هادئةٍ تحيط بها الحقول من كلِّ جانب. اعتاد وحيد أن يستيقظَ مع شروق الشمس كلَّ صباح، يحملُ كيس الحبوب على كتفه، وينثرُ الحبَّ في أرضه، راجيًا من الله أن يرزقه خيرًا وفيرًا.

 

لكن ما لم يكن يتوقّعه، هو أن هناك جماعةً من الغربان كانت تراقبه في صمت من بعيد. كانت تنتظر رحيله بصبر، لتنقضّ على الحبوب وتلتقطها واحدةً تلو الأخرى، فتأكلها قبل أن تنبت أو تنمو.

 

لاحظ وحيد أن الأرض تبقى كما هي، ولا تظهر فيها نبتةٌ واحدة. شعر بالحزن والحيرة، وفكّر طويلًا: "كيف أحمي زرعي من هذه الغربان الماكرة؟"

 

في اليوم التالي، قرر أن يبقى في الحقل طوال النهار. جلس تحت شجرة يراقب الغربان، وكلما اقتربت، صرخ في وجهها فطارت بعيدًا. لكن مع مرور الوقت، اشتدَّ الحر، وتصبّب عرقه، ولم يستطع الصمود. عاد إلى بيته منهكًا، ولكنه لم ييأس.

 

وفي المساء، خطرت له فكرة طريفة: أن يضع ملابسه القديمة على علاقة خشبية ويغرسها وسط الحقل، فتبدو كأن هناك رجلًا واقفًا يراقب!

 

نفذ الخطة بحماسة، ونصب الفزاعة بين الزرع.

في الصباح، جاءت الغربان، وما إن رأت "الرجل الغريب"، حتى ارتبكت. قالت إحداها:

– لقد أحضر وحيد أخاه ليساعده!

 

تراجعت الغربان خوفًا، وظلت تراقب من بعيد.

لكن بعد فترة، قال حكيم الغربان:

– هذا الرجل لم يتحرك منذ الصباح، أظنها خدعة!

 

اقترب بعضها، وحطّ على رأس الفزاعة. لم يحدث شيء. ضحكت الغربان، وعادت لتأكل من الحبوب بشراهة!

 

عاد وحيد في المساء فوجد الزرع مدمَّرًا. شعر بالإحباط، لكنه لم يستسلم. جلس على صخرة، وفجأة صرخ بسعادة:

– وجدتها!

 

في اليوم التالي، بدأ بزرع الحبّ من جديد، لكنه هذه المرة، كان يرمي بعض الحبوب بعيدًا للغربان.

فرحت الغربان، وأخذت تأكل من نصيبها دون أن تقترب من الزرع.

 

وهكذا، استطاع **وحيد** أن يحمي زرعه **بذكائه وكرمه**، وكسب احترام الغربان!

 

---

 

**ملحوظة تربوية للأطفال:**

ليست كلّ مشكلة تُحل بالخداع، أحيانًا يكون الحل الأفضل أن نشارك الآخرين… ونفكّر بعقل وقلب!

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

2

followings

1

similar articles