حكايه العبور مصر ام الدنيا
حكاية العبور: يوم رجّعنا كرامتنا
في حياة الشعوب، دايمًا بيكون فيه لحظات فارقة بتغيّر مجرى التاريخ، وبتفضل محفورة في الذاكرة. واحدة من اللحظات دي في تاريخ مصر كانت يوم 6 أكتوبر 1973. اليوم ده مش بس كان انتصار عسكري، ده كان لحظة استرجاع للكرامة بعد سنين من الإحباط والانكسار.
القصة بدأت بعد نكسة 1967، لما إسرائيل احتلت سيناء، وحصل انهيار في الروح المعنوية للناس. الكل كان حاسس بجرح كبير، خصوصًا إن الهزيمة كانت مفاجئة وصعبة. لكن المصريين عمرهم ما بيستسلموا، وفعلاً، بدأ الجيش يعيد تنظيم نفسه، والسادات، اللي كان رئيس الجمهورية وقتها، كان شغّال في سرية تامة على خطة للرد.
فضلنا ست سنين نجهز ونخطط، لحد ما جه اليوم المنتظر. يوم 6 أكتوبر، في عزّ صيام رمضان، انطلقت الحرب. الجنود المصريين عبروا قناة السويس، ودمّروا خط بارليف، اللي كانت إسرائيل بتعتبره مستحيل يتعدى. استخدموا خراطيم المياه علشان يفتحوا ثغرات في الساتر الترابي، وده كان ابتكار عبقري وقتها، محدش في العالم كله كان متوقعه.
المفاجأة كانت صادمة للعدو. الجيش المصري اتحرك بسرعة وثبات، والناس في البيوت كانت كلها بتتابع وتدعي وتدعم. لأول مرة من سنين، حس الشعب المصري إنه بيرجع تاني يمشي رافع راسه، وإنه قادر يحقق المستحيل.
الحرب دي ما كانتش بس معركة عسكرية، كانت معركة نفسية كمان. كأننا كنا بنقول للعالم: "احنا هنا ولسه واقفين". وبعد الحرب، مصر ما اكتفتش بالنصر العسكري، لكنها كملت بالسلام، وقدرت في 1979 ترجع سيناء بالكامل عن طريق اتفاقية السلام مع إسرائيل، من غير ما تتنازل عن أي مبدأ.
قصة أكتوبر مش مجرد تاريخ بنحتفل بيه كل سنة، دي رسالة قوية بتقول إن الإرادة والتخطيط ممكن يخلوك تكسب أي معركة، حتى لو الظروف ضدك. واللي حصل يوم 6 أكتوبر هيفضل دايمًا رمز للصبر، والذكاء، والعزيمة المصرية اللي ما بتموتش أكتوبر مش مجرد ذكرى نحتفل بيها، ده رمز لقوة الشعب، وصبره، وإيمانه بنفسه. النصر ده بيأكد إن مفيش مستحيل قدام شعب متحد وقيادة عندها رؤية. واللي حصل مش بس انتصار عسكري، ده انتصار على الإحباط، الخوف، واليأس.
ولحد النهاردة، كل ما بنفتكر حرب أكتوبر، بنفتكر يوم رجعنا كرامتنا، وقلنا للعالم إن مصر مش سهلة.
